: 20 رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة على صحيح البخاري
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي وسيف بن غدير
ومراجعة سيف بن غدير النعيمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا)
——-‘——‘——–‘
——-‘——-‘——-‘
——-‘——-‘——-‘
——-‘——-‘——-‘
قال البخاري رحمه الله تعالى في كتاب الإيمان من صحيحه:
بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِاللَّهِ». وَأَنَّ المَعْرِفَةَ فِعْلُ القَلْبِ لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ} [البقرة: 225]
20 – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَمَرَهُمْ، أَمَرَهُمْ مِنَ الأَعْمَالِ بِمَا يُطِيقُونَ، قَالُوا: إِنَّا لَسْنَا كَهَيْئَتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، فَيَغْضَبُ حَتَّى يُعْرَفَ الغَضَبُ فِي وَجْهِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: «إِنَّ أَتْقَاكُمْ وَأَعْلَمَكُمْ بِاللَّهِ أَنَا»
———-‘———‘——–‘
فوائد الباب:
1 – حديث عائشة رضي الله عنها انفرد به البخاري من طريق عبدة به.
2 – قول البخاري في الترجمة (وَأَنَّ المَعْرِفَةَ فِعْلُ القَلْبِ) وقال ابن مندة مبوبا على الحديث في كتاب الإيمان له ” وَإِنَّ التُّقَى مِنْ فِعْلِ الْقَلْبِ” وهي أوضح وألصق بالآية التي ذكرها بعد ذلك، وكأن البخاري يريد شحذ همم طالب العلم ليتمرن على الاستنباط، وأخرج مسلم في صحيحه 1110 من طريق أبي يونس مولى عائشة عن عائشة مرفوعا في حديث آخر وفيه ” وَاللهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَخْشَاكُمْ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَعْلَمَكُمْ بِمَا أَتَّقِي “.
3 – يشير البخاري أيضا لقوله تعالى (إنما يخشى الله من عباده العلماء) من سورة فاطر 28، فالعلم النافع والمعرفة الحقة تورث الخشية وهي فعل القلب وكلها إيمان. فالعلم درجات والعمل الذي هو التقوى والخشية درجات وكلاهما داخل في مسمى الإيمان.
4 – يؤيده ويشير إليه حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما وفيه” أَلاَ وَإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً: إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، أَلاَ وَهِيَ القَلْبُ ” متفق عليه.
5 – عن قتادة:” ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم”، يقول: بما تعمدت قلوبكم، وما تعمدت فيه المأثم، فهذا عليك فيه الكفارة. أخرجه الطبري في تفسيره بإسناد صحيح.
6 – وأخرج الطبري أيضا من طريق يحيى بن أيوب، أن زيد بن أسلم كان يقول في قوله:” لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم”، مثل قول الرجل:”هو كافر، وهو مشرك”. قال: لا يؤاخذه حتى يكون ذلك من قلبه.
7 – هذا “خلاف قول الكرامية وبعض المرجئة: أن الإيمان قول باللسان دون عقد بالقلب”. قاله ابن بطال في شرحه.
8 – ذكره ابن القيم الأصل العاشر: أعمال الجوارح تابعة لأعمال القلوب ولازمة لها
وقال أبو هريرة: القلب ملك والأعضاء جنوده، فإذا طاب الملك طابت جنوده، وإذا خبث الملك خبثت جنوده.
9 – قوله (أمرهم من الأعمال بما يطيقون) ومن طريق حماد بن سلمة كما عند الإمام احمد في مسنده 24912 فيه” أَنَّ نَاسًا كَانُوا يَتَعَبَّدُونَ عِبَادَةً شَدِيدَةً، فَنَهَاهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ”.
10 – قوله (أَمَرَهُمْ مِنَ الأَعْمَالِ بِمَا يُطِيقُونَ) فيه رحمة النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه أن الشريعة جاءت بما في مقدور الناس، فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وزاد الإمام أحمد من طريق حماد بن سلمة ” فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا ” وكذا عبد بن حميد في مسنده 1503 وزاد ” وَكَانَ أَحَبُّ الْعَمَلِ إِلَيْهِ الْمُدَاومَةَ، وَإِنْ قَلَّ”.
11 – فيه القصد في العبادة وملازمة ما يمكن الدوام عليه، قاله الكرماني في الكواكب الدراري. وزاد الحافظ ” لا المبالغة المفضية إلى الترك”.
12 – وإنما أمر (صلى الله عليه وسلم) أمته من الأعمال بما يطيقون ليأخذوها بالنشاط ولا يتجاوزوا حَدَّهم فيها فيضعفوا عنها. قاله ابن بطال في شرحه.
13 – قال المهلب: وفيه من الفقه: أن الرجل الصالح يلزمه من التقوى والخشية ما يلزم المذنب التائب، لا يُؤَمِّن الصالح صلاحه، ولا “يؤيس” المذنب ذنبه ويقنطه، بل الكل خائف راجٍ. نقله ابن بطال في شرحه.
14 – فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم يشكر الله تعالى ويستزيد من العبادة كلما تفضل عليه الله سبحانه، فقابل مغفرة الله له ما تقدم منه وما تأخر بقوله ” أفلا أكون عبدا شكورا فكان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه.
15 – فيه أن الصالح ينبغي أن لا يترك الاجتهاد في العمل؛ اعتمادًا على صلاحه. قاله الكرماني في الكواكب الدراري.
16 – فيه من الفقه أن للإنسان أن يخبر عن نفسه بما فيه من الفضل لضرورة تدعوه إلى ذلك قاله ابن بطال.
17 – قول بعضهم (إِنَّا لَسْنَا كَهَيْئَتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ) فيه حرصهم على الخير والاستزادة منه، لكنهم أخطأوا بظنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد يركن إلى مغفرة الله له فلا يستزيد من الخير شكرا للمنعم.
18 – قولها (فَيَغْضَبُ حَتَّى يُعْرَفَ الغَضَبُ فِي وَجْهِهِ) من أجل ما تقدم، وفيه بشرية النبي صلى الله عليه وسلم، وحقه في إزالة الشبهة، وتحذير المسلمين من سوء الظن بالناس عموما وبأهل الفضل خصوصا. مع أن كلمتهم صحيحة في نفسها، فهو صلى الله عليه وسلم ليس كهيئتهم، فهو يطعمه الله سبحانه ويسقيه ولهذا يواصل في الصيام لكنهم لم يقصدوا هذا المعنى الصحيح وإنما قصدوا ضده فلهذا غضب صلى الله عليه وسلم.
19 – قوله (إِنَّ أَتْقَاكُمْ وَأَعْلَمَكُمْ بِاللَّهِ أَنَا) وعند أحمد من طريق أبي أسامة ” ” وَاللهِ إِنِّي لَأَعْلَمُكُمْ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَتْقَاكُمْ لَهُ قَلْبًا ” ففيه زيادة القسم، وقوله ” وأتقاكم له قلبا” دليل أوضح للبخاري كما ترجم به ابن مندة. وعند الإمام احمد في مسنده 24912 من طريق حماد بن سلمة ” وَاللهِ، إِنِّي لَأَعْلَمُكُمْ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَخْشَاكُمْ لَهُ “.
20 – فيه “مَا يُكْرَهُ مِنَ التَّعَمُّقِ وَالتَّنَازُعِ فِي العِلْمِ، وَالغُلُوِّ فِي الدِّينِ وَالبِدَعِ” قاله البخاري وذكر في الباب حديثا آخر لعائشة وفيه ” فَوَاللَّهِ إِنِّي أَعْلَمُهُمْ بِاللَّهِ وَأَشَدُّهُمْ لَهُ خَشْيَة”.
21 – بيان ما كانت عليه الصحابة من الرغبة التامة في الطاعة والزيادة في الخيرات. قاله ابن الملقن في التوضيح.
22 – فيه أن الأعمال الصالحة ترقي صاحبها إلى المراتب السنية من رفع الدرجات ومحو الخطيئات، لأنه صلى الله عليه وسلم لم ينكر عليهم استدلالهم، ولا تعليلهم من هذه الجهة، بل من الجهة الأخرى. قاله الحافظ ابن حجر في الفتح.
23 – فيه الغضب عند ردِّ أمر الشرع قاله ابن الملقن في التوضيح.
24 – فيه أن العبد إذا بلغ الغاية في العبادة وثمراتها، كان ذلك أدعى له إلى المواظبة عليها استبقاء للنعمة، واستزادة لها بالشكر عليها. قاله الحافظ ابن حجر في الفتح.
25 – … اول واجب على المكلف:
قال ابن حجر: قيل المعرفة، وقيل النظر ونقل الإجماع أن أول واجب خطابا ومقصودا المعرفة وأول واجب اشتغالا وأداء القصد إلى النظر. وفي نقل الإجماع نظر كبير ومنازعة طويلة حتى نقل جماعة الإجماع في نقيضة، واستدلوا بإطباق أهل العصر الأول على قبول الإسلام ممن دخل فيه من غير تنقيب. . …… إلى آخر ما قال
وفي تحقيق الفتح طبعة دار السلام في الحاشية قال ابن باز: الصواب ما ذكره المحققون من أهل العلم أن أول واجب هو شهادة أن لا إله إلا الله علما وعملا وهي أول شيء دعا إليه الرسل. وسيدهم وامامهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم “وأول شيء دعا إليه أن قال لقومه قولوا لا إله إلا الله تفلحوا، ولما بعث معاذا إلى اليمن قال له فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله”. ولأن للتوحيد شرط لصحة جميع العبادات كما يدل عليه قوله تعالى (وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [سورة الأنعام 88]
26 – وورد حديث معاذ المذكور بألفاظ أحدها كما هنا وورد بلفظ إلى أن يوحدوا الله، وكذا فإذا عرفوا الله وكلها في الصحيح
27 – قال ابن رجب في الفتح 1/ 88:
والمعرفة مركبة من تصور وتصديق، فهي تتضمن علما وعملا وهو تصديق القلب، فإن التصور قد يشترك فيه المؤمن والكافر، والتصديق يختص به المؤمن، فهو عمل قلبه وكسبه.
وأصل هذا: أن المعرفة مكتسبة تدرك بالأدلة، وهذا قول أكثر أهل السنة من أصحابنا وغيرهم ورجحه ابن جرير الطبري، وروى بإسناده عن الفضيل ابن عياض أنه قال: أهل السنة يقولون: الإيمان والقول والعمل …
كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأمر أصحابه بما يطيقون من الأعمال، وكانوا لشدة حرصهم على الطاعات يريدون الاجتهاد في العمل، فربما اعتذروا عن أمر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالرفق واستعماله له في نفسه أنه غير محتاج إلى العمل بضمان المغفرة له وهم غير مضمون لهم المغفرة، فهم يحتاجون إلى الاجتهاد ما لا يحتاج هو إلى ذلك، فكان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يغضب من ذلك ويخبرهم أنه أتقاهم وأعلمهم به. فكونه أتقاهم لله يتضمن شدة اجتهاده في خصال التقوى وهو العمل، وكونه أعلمهم به يتضمن أن علمه بالله أفضل من علمهم بالله … فمن كان بالله وبأسمائه وصفاته وأفعاله وأحكامه أعلم كان له أخشى وأتقى،، إنما تنقص الخشية والتقوى بحسب نقص المعرفة بالله. اهـ
28 – وقال في 1/ 91:
فنسبة التقصير إليه في العمل لاتكاله على المغفرة خطأ فاحش , لأنه يقتضي أن هديه ليس هو أكمل الهدي وأفضله , وهذا خطأ عظيم , ولهذا كان صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته: ((خير الهدي هدي محمد))
ويقتضي أيضا هذا الخطأ: أن الاقتداء بهديه في العمل ليس هو الأفضل بل الأفضل الزيادة على هديه في ذلك , وهذا خطأ عظيم جدا , فإن الله تعالى قد أمر بمتابعته وحث عليها , قال تعالى: ((قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم)).
فلهذا كان صلى الله عليه وسلم يغضب من ذلك غضبا شديدا, لما في هذا الظن من القدح في هديه ومتابعته والاقتداء به. اهـ
29 – قال القسطلاني في شرح البخاري 1/ 102:
قوله عليه الصلاة والسلام (أنا أعلمكم بالله) لأنه كلما كان الرجل أقوى في دينه كان أقوى في معرفة ربه، وذلك يدل ظاهرًا على قبول الإيمان الزيادة والنقصان. اهـ
30 – قال العثيمين في التعليق على البخاري:
– فيه أن أعلم الناس بالله هو النبي صلالله عليه وسلم وهو أشد إيمانا بالله، لأنه كلما قويت المعرفة بالله قوي الإيمان به، ولكنها المعرفة المبنية على التعظيم والاحترام والمحبة والهيبة من الله.
– فيه عدم تكلف الإنسان ما لا يطيق، لأنه مدعاة لترك العمل.
– فيه الرد على من يقول إن الرسول لا يذنب، حيث ثبت في الحديث أن له ذنوبا، وأقرهم النبي على ذلك، ولم يقل إني لا أذنب، ولكن لا يقر النبي على ذنب بل ينبه عليه وأن يتوب إلى الله منه، ودليل ذلك قول الله تعالى: “عفى الله عنك لم أذنت لهم … ” “يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك … ” “عبس وتولى … “، وهو معصوم فيما قاله أو فعله من الشرك، كذلك معصوم من الكذب والخيانة، لأن ذلك ينافي ما جاءت به الرسالة ويخدش في صحتها.
كذلك هو معصوم من سفاسف الأخلاق، لقوله تعالى: “وإنك لعلى خلق عظيم”
أما ما قاله بعض العلماء الذين يريدون أن ينزهوا الرسول من الذنوب أن المراد بالذنب ذنب أمته، فيقال هذا خطأ، ويرد عليه قول الله تعالى: “واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات”، فأثبت ذنبه وأثبت ذنوب المؤمنين والمؤمنات.
– فيه أن الغضب يكون من الرسول عليه الصلاة والسلام إذا انتهكت محارم الله، فهو يغضب لله، وإلا فإنه قد نهى عن الغضب، وهو لا يكلف أحدا بما لا يطيق، لأن هذا ينافي روح الشريعة، فإن الشريعة كلها يسر.
أما نهي النبي عن الغضب، فيقال إن النبي لم ينه الرجل عن الغضب الطبيعي الذي تأتي به الطبيعة لأن ذلك غير مقدور للشخص، لكن المعنى أن لا تسترسل فيه وأن تكون عند الغضب مطمئنا ثابتا، لا تنفذ ما يقتضيه الغضب.
31 – قوله (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ) تابعه أبو أسامة كما عند الإمام أحمد في مسنده 24319،تابعه حماد بن سلمة كما في مسند أحمد 24912، تابعه ابن نمير كما عند الإمام احمد في مسنده 24289 مختصرا وليس فيه موضع الشاهد، تابعه هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ كما عند أبي بكر بن أبي داود في مسنده 44وابن مندة في الإيمان 288، تابعه محمد بن سوار كما عند أبي بكر بن أبي داود في مسنده 44
32 – قوله (عَنْ هِشَامٍ) ومن طريق أبي أسامة كما عند أحمد ” أخبرنا هشام” ومن طريق حماد بن سلمة كما عند عبد بن حميد في مسنده ” حَدثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ”