20 – بَابُ مِنْ فَضَائِلِ أَبِي طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ
107 – (2144) حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: مَاتَ ابْنٌ لِأَبِي طَلْحَةَ، مِنْ أُمِّ سُلَيْمٍ، فَقَالَتْ لِأَهْلِهَا: لَا تُحَدِّثُوا أَبَا طَلْحَةَ بِابْنِهِ حَتَّى أَكُونَ أَنَا أُحَدِّثُهُ قَالَ: فَجَاءَ فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِ عَشَاءً، فَأَكَلَ وَشَرِبَ، فَقَالَ: ثُمَّ تَصَنَّعَتْ لَهُ أَحْسَنَ مَا كَانَ تَصَنَّعُ قَبْلَ ذَلِكَ، فَوَقَعَ بِهَا، فَلَمَّا رَأَتْ أَنَّهُ قَدْ شَبِعَ وَأَصَابَ مِنْهَا، قَالَتْ: يَا أَبَا طَلْحَةَ أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ قَوْمًا أَعَارُوا عَارِيَتَهُمْ أَهْلَ بَيْتٍ، فَطَلَبُوا عَارِيَتَهُمْ، أَلَهُمْ أَنْ يَمْنَعُوهُمْ؟ قَالَ: لَا، قَالَتْ: فَاحْتَسِبِ ابْنَكَ، قَالَ: فَغَضِبَ، وَقَالَ: تَرَكْتِنِي حَتَّى تَلَطَّخْتُ، ثُمَّ أَخْبَرْتِنِي بِابْنِي فَانْطَلَقَ حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرَهُ بِمَا كَانَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَارَكَ اللهُ لَكُمَا فِي غَابِرِ لَيْلَتِكُمَا» قَالَ: فَحَمَلَتْ، قَالَ: فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ وَهِيَ مَعَهُ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا أَتَى الْمَدِينَةَ مِنْ سَفَرٍ، لَا يَطْرُقُهَا طُرُوقًا، فَدَنَوْا مِنَ الْمَدِينَةِ، فَضَرَبَهَا الْمَخَاضُ فَاحْتُبِسَ عَلَيْهَا أَبُو طَلْحَةَ، وَانْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: يَقُولُ أَبُو طَلْحَةَ: إِنَّكَ لَتَعْلَمُ، يَا رَبِّ إِنَّهُ يُعْجِبُنِي أَنْ أَخْرُجَ مَعَ رَسُولِكَ إِذَا خَرَجَ، وَأَدْخُلَ مَعَهُ إِذَا دَخَلَ، وَقَدِ احْتَبَسْتُ بِمَا تَرَى، قَالَ: تَقُولُ أُمُّ سُلَيْمٍ: يَا أَبَا طَلْحَةَ مَا أَجِدُ الَّذِي كُنْتُ أَجِدُ، انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا، قَالَ وَضَرَبَهَا الْمَخَاضُ حِينَ قَدِمَا، فَوَلَدَتْ غُلَامًا فَقَالَتْ لِي أُمِّي: يَا أَنَسُ لَا يُرْضِعُهُ أَحَدٌ حَتَّى تَغْدُوَ بِهِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ احْتَمَلْتُهُ، فَانْطَلَقْتُ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ فَصَادَفْتُهُ وَمَعَهُ مِيسَمٌ، فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: «لَعَلَّ أُمَّ سُلَيْمٍ وَلَدَتْ؟» قُلْتُ: نَعَمْ، فَوَضَعَ الْمِيسَمَ، قَالَ: وَجِئْتُ بِهِ فَوَضَعْتُهُ فِي حِجْرِهِ، وَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَجْوَةٍ مِنْ عَجْوَةِ الْمَدِينَةِ، فَلَاكَهَا فِي فِيهِ حَتَّى ذَابَتْ، ثُمَّ قَذَفَهَا فِي فِيِّ الصَّبِيِّ، فَجَعَلَ الصَّبِيُّ يَتَلَمَّظُهَا، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «انْظُرُوا إِلَى حُبِّ الْأَنْصَارِ التَّمْرَ» قَالَ: فَمَسَحَ وَجْهَهُ وَسَمَّاهُ عَبْدَ اللهِ
107 – حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ خِرَاشٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: مَاتَ ابْنٌ لِأَبِي طَلْحَةَ وَاقْتَصَّ الْحَدِيثَ بِمِثْلِهِ
الفوائد
———‘——–‘——
مشاركة عبدالحميد البلوشي وطارق أبي تيسير ومحمد البلوشي وفيصل الشامسي وعبدالله البلوشي أبي عيسى:
الحديث أخرجه البخاري 1301. وورد في مسند أحمد وفيه زيادات. وجعلناها على شرط الذيل على الصحيح المسند (قسم الزيادات على الصحيحين.
منها (وكرهت أن تحنكه حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم يحنكه) وأيضا (عجوة) وعند الطحاوي (فكرهت أن أحنكه. .. )
وفيه حميد مدلس لكن الأحاديث بعضها سمعها من ثابت وبعضها ثبته فيها ثابت.
——–
قال ابن حجر:
قوله (اشتكى بن لأبي طلحة) أي مرض وليس المراد أنه صدرت منه شكوى لكن لما كان الأصل أن المريض يحصل منه ذلك استعمل في كل مرض لكل مريض.
والابن المذكور هو أبو عمير الذي كان النبي صلى الله عليه و سلم يمازحه ويقول له يا أبا عمير ما فعل النغير
ومعنى قوله (وأبو طلحة خارج) أي خارج البيت عند النبي صلى الله عليه و سلم في أواخر النهار.
قوله (هيأت شيئا) قال الكرماني أي أعدت طعاما لأبي طلحة وأصلحته، وقيل: هيأت حالها وتزينت.
قلت: بل الصواب أن المراد أنها هيأت أمر الصبي بأن غسلته وكفنته كما ورد في بعض طرقه صريحا ففي رواية أبو داود الطيالسي عن مشايخه عن ثابت (فهيأت الصبي) وفي رواية حميد عند بن سعد (فتوفي الغلام فهيأت أم سليم أمره) وفي رواية عمارة بن زاذان عن ثابت (فهلك الصبي فقامت أم سليم فغسلته وكفنته وحنطته وسجت عليه ثوبا).
قوله (ونحته في جانب البيت) أي جعلته في جانب البيت وفي رواية جعفر عن ثابت (فجعلته في مخدعها)
قوله (هدأت) بالهمز أي سكنت (ونفسه) بسكون الفاء كذا للأكثر والمعنى أن النفس كانت قلقة منزعجة بعارض المرض، فسكنت بالموت وظن أبو طلحة أن مرادها أنها سكنت بالنوم لوجود العافية.
قوله (وأرجو أن يكون قد استراح) لم تجزم بذلك على سبيل الأدب ويحتمل أنها لم تكن علمت أن الطفل لا عذاب عليه ففوضت الأمر إلى الله تعالى مع وجود رجائها بأنه استراح من نكد الدنيا.
قوله (وظن أبو طلحة أنها صادقة) أي بالنسبة إلى ما فهمه من كلامها وإلا فهي صادقة بالنسبة إلى ما أرادت.
قوله (فبات) أي معها فلما أصبح اغتسل فيه كناية عن الجماع؛ لأن الغسل إنما يكون في الغالب منه. وقد وقع التصريح بذلك في غير هذه الرواية ففي رواية أنس بن سيرين (فقربت إليه العشاء فتعشى ثم أصاب منها) وفي رواية عبد الله (ثم تعرضت له) فأصاب منها وفي رواية حماد عن ثابت (ثم تطيبت) زاد جعفر عن ثابت (فتعرضت له حتى وقع بها) وفي رواية سليمان عن ثابت (ثم تصنعت له أحسن ما كانت تصنع قبل ذلك فوقع بها)
قوله (فلما أراد أن يخرج أعلمته) أنه قد مات زاد سليمان بن المغيرة عن ثابت عند مسلم (فقالت يا أبا طلحة أرأيت لو أن قوما اعاروا أهل بيت عارية فطلبوا عاريتهم ألهم أن يمنعوهم قال: لا. قالت: فاحتسب ابنك فغضب. وقال: تركتني حتى تلطخت ثم أخبرتني بابني) وفي رواية عبد الله (فقالت يا أبا طلحة أرأيت قوما اعاروا متاعا ثم بدا لهم فيه فأخذوه فكأنهم وجدوا في أنفسهم) زاد حماد في روايته عن ثابت (فأبوا أن يردوها فقال أبو طلحة: ليس لهم ذلك إن العارية مؤداه إلى أهلها ثم اتفقا فقالت: إن الله أعارنا فلانا ثم أخذه منا)
قوله (لعل الله أن يبارك لكما في ليلتكما) في رواية الأصيلي (لهما في ليلتهما) ووقع في رواية أنس بن سيرين (اللهم بارك لهما) ولا تعارض بينهما فيجمع بأنه دعا بذلك ورجا إجابة دعائه ولم تختلف الرواة عن ثابت وكذا عن حميد في أنه قال: (بارك الله لكما في ليلتكما) وعرف من رواية أنس بن سيرين أن المراد الدعاء وإن كان لفظه لفظ الخبر وفي رواية أنس بن سيرين من الزيادة (فولدت غلاما) وفي رواية عبد الله بن عبد الله (فجاءت بعبد الله بن أبي طلحة)
قوله (فقال: رجل من الأنصار) الخ هو عباية بن رفاعة لما أخرجه سعيد بن منصور ومسدد وبن سعد والبيهقي في الدلائل كلهم من طريق سعيد بن مسروق عن عباية بن رفاعة قال كانت أم أنس تحت أبي طلحة فذكر القصة شبيهة بسياق ثابت عن أنس وقال في آخره (فولدت له غلاما قال عباية: فلقد رأيت لذلك الغلام سبع بنين كلهم قد ختم القرآن) وأفادت هذه الرواية أن في رواية سفيان تجوزا في قوله (لهما) لأن ظاهره أنه من ولدهما بغير واسطة وإنما المراد من أولاد ولدهما المدعو له بالبركة وهو عبد الله بن أبي طلحة ووقع في رواية سفيان (تسعة) وفي هذه (سبعة) فلعل في أحدهما تصحيفا أو المراد بالسبعة من ختم القرآن كله وبالتسعة من قرأ معظمه وله من الولد فيما ذكر بن سعد وغيره من أهل العلم بالأنساب إسحاق وإسماعيل وعبد الله ويعقوب وعمر والقاسم وعمارة وإبراهيم وعمير وزيد ومحمد وأربع من البنات. انتهى فتح الباري [3/ 170 – 171]
فوائد الحديث:
وفي قصة أم سليم هذه من الفوائد أيضا:
جواز الأخذ بالشدة وترك الرخصة مع القدرة عليها، والتسلية عن المصائب، وتزين المرأة لزوجها وتعرضها لطلب الجماع منه، واجتهادها في عمل مصالحه، ومشروعية المعاريض الموهمة إذا دعت الضرورة إليها وشرط جوازها أن لا تبطل حقا لمسلم وكان الحامل لأم سليم على ذلك المبالغة في الصبر والتسليم لأمر الله تعالى ورجاء إخلافه عليها ما فات منها إذ لو أعلمت أبا طلحة بالأمر في أول الحال تنكد عليه وقته ولم تبلغ الغرض الذي أرادته فلما علم الله صدق نيتها بلغها مناها وأصلح لها ذريتها، وفيه إجابة دعوة النبي صلى الله عليه و سلم، وأن من ترك شيئا عوضه الله خيرا منه، وبيان حال أم سليم من التجلد وجودة الرأي وقوة العزم. وسيأتي في الجهاد والمغازي أنها كانت تشهد القتال وتقوم بخدمة المجاهدين إلى غير ذلك مما انفردت به عن معظم النسوة. وسيأتي شرح حديث أبي عمير ما فعل النغير مستوفى في أواخر كتاب الأدب وفيه بيان ما كان سمي به غير الكنية التي اشتهر بها. انتهى من فتح الباري (3/ 171)
‘—————-
فوائد غير ما تقدم:
فيه سفر المرأة ولو كانت حاملا خاصة من يحتاج إليها:
فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر وهي معه) وكانت تسافر معه صلى الله عليه وسلم في غزواته تسقي العطشى وتداوي المرضى وكان زوجها أبو طلحة لا يتخلف عن الغزو أيضا.
– السنة عدم الدخول أواخر الليل إلا إذا أبلغ أهله:
(إذا أتى المدينة من سفر لا يطرقها طروقا) واذا احتاج أبلغ أهله ليستعدوا للقائه وتستحد المغيبة وتمتشط الشعثة.
– الاهتمام بالزوجة خاصة عند الولادة:
(فضربها المخاض) أي جاءها طلق الولادة وآلامها. فاحتبس عليها أبو طلحة، وانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي تحرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه نحو المدينة ولم يستطع أبو طلحة أن يتحرك معهم لمرافقتها وعدم قدرتها على السير فرفع الله عنها الطلق استجابة لدعوة زوجها، فرافقا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وجواز وسم الحيوان ليتميز
وتواضع النبي صلي الله عليه وسلم حيث أنه يسم إبل الصدقة بنفسه.
=======
سيرة أبي طلحة وشيء من فضائله:
هو زيد بن سهل بن الأسود بن حرام بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي, أبو طلحة مشهور بكنيته.
وأمه هي عبادة بنت مالك بن عدي بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار وهو مشهور بكنيته. شهد بدرا.
الأحاديث الصحيحة في مناقب أبي طلحة – رضي الله عنه
[(1)] عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: ” آخى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بين أبي عبيدة بن الجراح , وبين أبي طلحة ” مسلم2528
[(2)] عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ” لصوت أبي طلحة في الجيش، أشد على المشركين من فئة ” (حم) 13127، الصحيحة: 1916 , وقال الأرناؤوط: إسناده صحيح.
قلت سيف بن دورة: وأخرجه عبد بن حميد 1385 وأحمد 13127 من طريقين عن يزيد بن هارون أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس به وهو على شرط المتمم على الذيل على الصحيح المسند
أما محقق المنتخب عبد بن حميد اعتبر رواية حماد بن سلمة الجادة وأن الأصح رواية سفيان عن ابن جدعان عن أنس. وحماد اختلط بآخرة
قلت: خاصة أن عفان رواه عن حماد بن سلمة عن ابن جدعان.
فالله أعلم
[(3)] عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: (لما كان يوم أحد , انهزم الناس عن النبي – صلى الله عليه وسلم – وأبو طلحة بين يدي النبي – صلى الله عليه وسلم – مجوب عليه بحجفة له) (” ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – خلفه يتترس به “) (وكان أبو طلحة رجلا راميا , شديد النزع وكسر يومئذ قوسين أو ثلاثا، قال: فكان الرجل يمر معه الجعبة من النبل، فيقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ” انثرها لأبي طلحة “) (فكان إذا رمى) (” رفع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – رأسه من خلفه لينظر) (أين يقع سهمه “، فيرفع أبو طلحة صدره ويقول: هكذا بأبي أنت وأمي يا رسول الله , لا يصيبك سهم) (من سهام القوم , نحري دون نحرك) (وكان أبو طلحة يسوق نفسه بين يدي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ويقول: إني جلد يا رسول الله، فوجهني في حوائجك، ومرني بما شئت)
أخرجه البخاري ومسلم وبعض الزيادات عند أحمد.
[(4)] عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: (جاء رجل إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال: إني مجهود ” فأرسل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلى بعض نسائه ” , فقالت: والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء ” , ثم أرسل إلى أخرى ” , فقالت مثل ذلك , حتى قلن كلهن مثل ذلك: لا والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء، فقال: ” من يضيف هذا الليلة؟ , رحمه الله “) (فقام رجل من الأنصار يقال له: أبو طلحة – رضي الله عنه -) (فقال: أنا يا رسول الله) (فانطلق به إلى رحله فقال لامرأته:) (أكرمي ضيف رسول الله – صلى الله عليه وسلم -) (هل عندك شيء؟) (قالت: والله ما عندي إلا قوت) (صبياني، فقال: فعلليهم بشيء) (فإذا أراد الصبية العشاء فنوميهم) (وهيئي طعامك , وأصبحي سراجك) (فإذا دخل ضيفنا) (ليأكل) (فقومي إلى السراج حتى تطفئيه , وأريه أنا نأكل) (ونطوي بطوننا الليلة) (قال: فهيأت طعامها وأصبحت سراجها , ونومت صبيانها , ثم قامت كأنها تصلح سراجها , فأطفأته) (فقعدوا) (فجعلا يريانه أنهما يأكلان) (فأكل الضيف) (وباتا طاويين فلما أصبح غدا إلى النبي – صلى الله عليه وسلم -) (فقال: ” قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة “) (فأنزل الله: {والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم , يحبون من هاجر إليهم , ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا , ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون} “)
أخرجه البخاري ومسلم وبعض الزيادات من مسند احمد
[(5)] عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: (كان أبو طلحة – رضي الله عنه – أكثر الأنصار بالمدينة مالا من نخل، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد، ” وكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب “، قال أنس: فلما أنزلت هذه الآية: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} قام أبو طلحة إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال: يا رسول الله، إن الله تبارك وتعالى يقول: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون}، وإن أحب أموالي إلي بيرحاء، وإنها صدقة لله , أرجو برها وذخرها عند الله) (ولو استطعت أن أسرها لم أعلنها) (فضعها يا رسول الله حيث أراك الله، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ” بخ، ذلك مال رابح، ذلك مال رابح، وقد سمعت ما قلت، وإني أرى أن تجعلها) (في فقراء أهلك , أدنى أهل بيتك “) (فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله) (فجعلها في حسان بن ثابت , وأبي بن كعب – رضي الله عنهما –
أخرجه البخاري ومسلم وبعض الزيادات من كتب السنة
قال أبو داود: بلغني عن الأنصاري محمد بن عبد الله قال: أبو طلحة , زيد بن سهل بن الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار , وحسان بن ثابت بن المنذر بن حرام يجتمعان إلى حرام , وهو الأب الثالث , وأبي بن كعب بن قيس بن عتيك بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار , فعمرو يجمع حسان , وأبا طلحة , وأبيا , قال الأنصاري: بين أبيَّ وأبي طلحة , ستة آباء.
[(6)] عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: (كان أبو طلحة – رضي الله عنه – لا يصوم على عهد النبي – صلى الله عليه وسلم – من أجل الغزو , ” فلما قبض رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ” , لم أره مفطرا , إلا يوم فطر أو أضحى). وفي رواية: ” فلما مات رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ” , كان لا يفطر إلا في سفر أو مرض.
(خ) 2673 و انظر تخريج مسند أحمد ط. الرسالة 12035
[(7)] عن أنس – رضي الله عنه – قال: قرأ أبو طلحة – رضي الله عنه – سورة براءة، فأتى على هذه الآية: {انفروا خفافا وثقالا} فقال: أرى ربي يستنفرني شابا وشيخا، جهزوني، فقال له بنوه: قد غزوت مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حتى قبض، وغزوت مع أبي بكر – رضي الله عنه – حتى مات، وغزوت مع عمر – رضي الله عنه – فنحن نغزو عنك , فقال: جهزوني، فجهزوه فركب البحر فمات فلم يجدوا له جزيرة يدفنوه فيها إلا بعد سبعة أيام، فلم يتغير. (حب) 7184، (يع) 3413، (ك) 2503، صحيح موارد الظمآن: 1897 وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح
واخرجه ابن سعد الطبقات الكبرى
قلت سيف بن دورة: على شرط الذيل على الصحيح المسند من طريق ثابت.
قال جامع تفسير ابن سعد:
سنده صحيح.
والأثر أخرجه ابن أبي عمر العدني كما في “المطالب العالية” (4007) , وعبد الله بن أحمد في “زوائد الزهد” ص (250) , وأبو يعلى (3413) , وابن أبي حاتم (6/ 1802) , وابن حبان (7184) , والحاكم (3/ 353).
جميعهم من طريق حماد به.
وعزاه السيوطي في “الدر المنثور” (7/ 388) إلى: أبي الشيخ, وابن مردويه.
قلت سيف بن دورة: كونه لم يتغير هذه كرامة لصحابي. فهي من دلائل النبوة
الحجفة: أي: مترس عليه يقيه بها، ويقال للترس: جوبة، والحجفة: الترس. فتح الباري (ج 11 / ص 124)
8 – لما أنزل الله تحريم الخمر:
بالاجتناب، فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ سورة المائدة:91، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم منادياً ينادي ألا إن الخمر قد حرمت، فقال أبو طلحة: يا أنس، اخرج فانظر ما هذا الصوت، فخرجت فقلت: هذا منادٍ ينادي: ألا إن الخمر قد حرمت، قال لي: اذهب فأهرقها، قال أنس: فجرت في سكك المدينة. .
وفي رواية: قال أبو طلحة: يا أنس قم إلى هذه الجرار فاكسرها، قال أنس: فقمت إلى مهراس لنا فضربتها بأسفله حتى انكسرت.
وفي رواية لمسلم: “يا أنس أرق هذه القلال، قال أنس: فما راجعوها ولا سألوا عنها بعد خبر الرجل”.
======
9 – قصة إسلام أبي طلحة الأنصاري:
بدأت قصة إسلام أبي طلحة يوم أراد أن يخطب أم سُليم، حيث ذهب إليها فلما بلغ منزله، واستأذن إليه، فعرض نفسه عليها. فقالت: إن مثلك يا أبا طلحة لا يُرد، ولكني لن أتزوجك فأنت رجل كافر. ….. وقبلت أن يكون مهرها إسلامه
فكان المسلمون يقولون: “ما سمعنا بمهر قط كان أكرم من مهر أم سليم، فقد جعلت مهرها الإسلام”.
10 – الشجاعة والإقدام: هو صحابي من الشجعان والرماة المعدودين في الجاهلية والإسلام. كان أحد النقباء الاثني عشر في بيعة العقبة. شهد بدرا وما بعدها من المشاهد، وكان من أكبر أنصار الإسلام.
ومن شجاعته ما يرويه أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم حنين: “من قتل كافرًا فله سلبه فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين رجلاً وأخذ أسلابهم”.
قلت سيف بن دورة: أخرجه أحمد 12236 وقلنا على شرط الذيل على الصحيح المسند قسم الزيادات على الصحيحين. فالحديث في مسلم بقصة أم سليم حين اتخذت خنجر ….. واورده أبوداود 2715 بكماله.
11 – بعض مواقف أبي طلحة الأنصاري مع الرسول صلى الله عليه وسلم:
قال البخاري: عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، أنه سمع أنس بن مالك يقول: قال أبو طلحة لأم سليم: لقد سمعت صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعيفًا أعرف فيه الجوع، فهل عندك من شيء؟ قالت: نعم. فأخرجت أقراصًا من شعير، ثم أخرجت خمارًا لها، فلفت الخبز ببعضه، ثم دسته تحت يدي ولاثتني ببعضه، ثم أرسلتني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فذهبت به ….. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “هلم يا أم سليم، ما عندك؟ ” فأتت بذلك الخبز، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ففت، وعصرت أم سليم عكة فآدمته، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ما شاء الله أن يقول، … فأكل القوم كلهم والقوم سبعون أو ثمانون رجلاً. وقد رواه البخاري في مواضع أخر من “صحيحه” ومسلم من غير وجه عن مالك.
12 – وروى عنه ربيبه أنس وابن عباس وأبو الحباب سعيد بن يسار وغيرهم وروى مسلم وغيره من طريق ابن سيرين عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم لما حلق شعره بمنى فرق شقه الأيمن على أصحابه الشعرة والشعرتين وأعطى أبا طلحة الشق الأيسر كله.
13 – ولما كان يوم أُحد؛ أخذ أبو طلحة يدافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي سهامه حتى كسر ثلاث أقواس،
أخرجه البخاري مطولا 2880 ومسلم 4709
14 – وعن أنس بن مالك قال: كان أبو طلحة يجثو بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحرب ويقول:
نفسي لنفسك الفداء *** ووجهي لوجهك الوفاء
أخرجه البخاري في الأدب المفرد
قال الألباني ضعيف لأجل ابن جدعان
وذكر بلفظ جعلوا يقولون: نفسي لنفسك الفداء *** ووجهي لوجهك الوفاء
وأخرجه البزار من طريق عبدالله بن سلم (كذا) عن الأوزاعي عن إسحاق عن انس
قال محقق البزار: لعله عبدالله بن سلم البصري قال ابن الجنيد صدوق. قال ابن معين: لا أعرفه. لسان الميزان 3/ 292.
قلت سيف بن دورة: من هذه الطبقة عبدالله بن سالم المفلوج ثقة. ووقع في إتحاف الخيرة عبدالله بن سلم المفلوج. فإن لم يكن تصحيف فقد يكون هو المقصود. فيكون على شرط الذيل على الصحيح المسند.
تاريخ دمشق 25/ 70.
ولم يحدد القائل وفيه محمد بن الضحاك عن أبيه عن ابن عباس
=====
15 – وفي رواية أخرى: قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، أخذ أبوطلحة بيدي، فانطلق بي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! إن أنس غلام كيس فليخدمك، قال فخدمته في السفر والحضر، والله ما قال لي لشيء صنعته: لم صنعت هذا هكذا؟ ولا لشيء لم اصنعه: لم لم تصنع هذا هكذا؟
*
16 *في صحيح البخاري رحمه الله:*
# عن أنس، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس، وأجود الناس، وأشجع الناس، ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة، فانطلق الناس قبل الصوت، فاستقبلهم النبي صلى الله عليه وسلم قد سبق الناس إلى الصوت، وهو يقول: لن تراعوا لن تراعوا وهو على فرس لأبي طلحة عري ما عليه سرج، في عنقه سيف، فقال: لقد وجدته بحرا. أو: إنه لبحر
أخرجه البخاري
17 # عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّهُ أَقْبَلَ هُوَ وَأَبُو طَلْحَةَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَفِيَّةُ، مُرْدِفُهَا عَلَى رَاحِلَتِهِ، فَلَمَّا كَانُوا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ عَثَرَتِ النَّاقَةُ، فَصُرِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالمَرْأَةُ، وَأَنَّ أَبَا طَلْحَةَ – قَالَ: أَحْسِبُ – اقْتَحَمَ عَنْ بَعِيرِهِ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ، هَلْ أَصَابَكَ مِنْ شَيْءٍ؟ قَالَ: لاَ، وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِالْمَرْأَةِ فَأَلْقَى أَبُو طَلْحَةَ ثَوْبَهُ عَلَى وَجْهِهِ فَقَصَدَ قَصْدَهَا، فَأَلْقَى ثَوْبَهُ عَلَيْهَا، فَقَامَتِ المَرْأَةُ، فَشَدَّ لَهُمَا عَلَى رَاحِلَتِهِمَا فَرَكِبَا، فَسَارُوا حَتَّى إِذَا كَانُوا بِظَهْرِ المَدِينَةِ – أَوْ قَالَ: أَشْرَفُوا عَلَى المَدِينَةِ – قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُهَا حَتَّى دَخَلَ المَدِينَةَ.
أخرجه البخاري
18 # عن عاصم الأحول، قال: رأيت قدح النبي صلى الله عليه وسلم عند أنس بن مالك وكان قد انصدع فسلسله بفضة، قال: وهو قدح جيد عريض من نضار، قال: قال أنس: لقد سقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا القدح أكثر من كذا وكذا قال: وقال ابن سيرين: إنه كان فيه حلقة من حديد، فأراد أنس أن يجعل مكانها حلقة من ذهب أو فضة، فقال له أبو طلحة: لا تغيرن شيئا صنعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فتركه.
أخرجه البخاري
19 # عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَنْفَجْنَا أَرْنَبًا بِمَرِّ الظَّهْرَانِ، فَسَعَوْا عَلَيْهَا حَتَّى لَغِبُوا، فَسَعَيْتُ عَلَيْهَا حَتَّى أَخَذْتُهَا، فَجِئْتُ بِهَا إِلَى أَبِي طَلْحَةَ، فَبَعَثَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَرِكَيْهَا أَوْ فَخِذَيْهَا فَقَبِلَهُ
أخرجه البخاري
20 # عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: كُنْتُ فِيمَنْ تَغَشَّاهُ النُّعَاسُ يَوْمَ أُحُدٍ حَتَّى سَقَطَ سَيْفِي مِنْ يَدِي مِرَارًا يَسْقُطُ وَآخُذُهُ وَيَسْقُطُ فَآخُذُهُ. أخرجه البخاري
21 # أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: شَهِدْنَا بِنْتًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ عَلَى القَبْرِ، قَالَ: فَرَأَيْتُ عَيْنَيْهِ تَدْمَعَانِ، قَالَ: فَقَالَ: هَلْ مِنْكُمْ رَجُلٌ لَمْ يُقَارِفِ اللَّيْلَةَ؟ فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: أَنَا، قَالَ: فَانْزِلْ قَالَ: فَنَزَلَ فِي قَبْرِهَا
أخرجه البخاري
22 – وفي صحيح مسلم رحمه الله:*
# عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: لَمَّا رَمَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجَمْرَةَ وَنَحَرَ نُسُكَهُ وَحَلَقَ نَاوَلَ الْحَالِقَ شِقَّهُ الْأَيْمَنَ فَحَلَقَهُ، ثُمَّ دَعَا أَبَا طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيَّ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ، ثُمَّ نَاوَلَهُ الشِّقَّ الْأَيْسَرَ، فَقَالَ: احْلِقْ فَحَلَقَهُ، فَأَعْطَاهُ أَبَا طَلْحَةَ، فَقَالَ: اقْسِمْهُ بَيْنَ النَّاسِ.
أخرجه مسلم
=====
23 وفاة أبي طلحة الأنصاري:
اختُلف في وفاته فقال الواقدي وتبعه ابن نمير ويحيى بن بكير وغير واحد: مات سنة أربع وثلاثين، وصلى عليه عثمان وقيل: قبلها بسنتين، وقال أبو زرعة الدمشقي: عاش بعد النبي صلى الله عليه وسلم. أربعين سنة، وكأنه أخذه من رواية شعبة عن ثابت عن أنس قال: كان أبو طلحة لا يصوم على عهد النبي r من أجل الغزو فصام بعده أربعين سنة لا يفطر إلا يوم أضحى أو فطر.
قلت: فعلى هذا يكون موته سنة خمسين أو سنة إحدى وخمسين وبه جزم المدائني، ويؤيده ما أخرجه في الموطأ وصححه الترمذي من رواية عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أنه دخل على أبي طلحة … فذكر الحديث في التصاوير وعبيد الله لم يدرك عثمان ولا عليًّا فدل على تأخر وفاة أبي طلحة.
وقال ثابت عن أنس أيضًا: مات أبو طلحة غازيًا في البحر, فما وجدوا جزيرة يدفنونه فيها إلا بعد سبعة أيام، ولم يتغير, أخرجه الفسوي في تاريخه وأبو يعلى وإسناده صحيح