2 – بَابُ لَا يُخْبِرُ بِتَلَعُّبِ الشَّيْطَانِ بِهِ فِي الْمَنَامِ
14 – (2268) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، ح وَحَدَّثَنَا ابْنُ رُمْحٍ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لِأَعْرَابِيٍّ جَاءَهُ فَقَالَ: إِنِّي حَلَمْتُ أَنَّ رَأْسِي قُطِعَ فَأَنَا أَتَّبِعُهُ، فَزَجَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: «لَا تُخْبِرْ بِتَلَعُّبِ الشَّيْطَانِ بِكَ فِي الْمَنَامِ»
15 – (2268) وَحَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ رَأْسِي ضُرِبَ فَتَدَحْرَجَ فَاشْتَدَدْتُ عَلَى أَثَرِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْأَعْرَابِيِّ: «لَا تُحَدِّثِ النَّاسَ بِتَلَعُّبِ الشَّيْطَانِ بِكَ فِي مَنَامِكَ»
وَقَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدُ، يَخْطُبُ فَقَالَ: «لَا يُحَدِّثَنَّ أَحَدُكُمْ بِتَلَعُّبِ الشَّيْطَانِ بِهِ فِي مَنَامِهِ»
16 – (2268) وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ رَأْسِي قُطِعَ، قَالَ: فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: «إِذَا لَعِبَ الشَّيْطَانُ بِأَحَدِكُمْ فِي مَنَامِهِ، فَلَا يُحَدِّثْ بِهِ النَّاسَ» وَفِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ «إِذَا لُعِبَ بِأَحَدِكُمْ» وَلَمْ يَذْكُرِ الشَّيْطَانَ
الفوائد
============
– الرؤيا مصدر رأى وهي مختصة بما يراه الإنسان في منامه أما الرؤية فهي رأى كذلك إلا أنها مختصة بما يراه الإنسان في اليقظة وفرق بينهما بتاء التأنيث (راجع القاموس المحيط، والصحاح ولسان العرب).
لكن ثبت في التنزيل (وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا (60) سورة الإسراء
قال ابن عباس رضي الله عنهما: هي رؤيا عين أريها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به إلى بيت المقدس) زاد سعيد بن منصور (وليست رؤيا منام)، وذكر ذلك الطبري وقال: بأنه إجماع لأهل التأويل.
وقال ابن الأنباري: المختار في هذه الرؤية أن تكون يقظة إلا أن (الرؤية) يقل استعمالها في المنام، (والرؤيا) يكثر استعمالها في المنام، ويجوز كل واحد منهما في المعنين (وراجع زاد المسير 5/ 53).
وذكر ابن حجر احتمالاً: بأن استعمال لفظ (الرؤيا) التي تستعمل للمنام في الإسراء من باب أن الأمر يتعلق بالغيب. (راجع كتاب الرؤى – معاصر – ص70)
قلت: والاحتمالات يحتمل فيها التوسع.
– قال القرطبي في الحديث:
دليلٌ على منع أن يخبر الإنسان بما يراه في منامه مما يكرهه، مما يظن أنه من الشيطان. وقد تقدَّم بيان ذلك. وهذا المنام على مساق هذا الحديث ليس في ظاهرها ما يدلّ على أنها من الشيطان؛ غير النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ علم أنها من الشيطان بطريق آخر غير ظاهرها، فإمَّا أن يكون ذكر الرائي ما يدلّ على ذلك، ولم ينقله الراوي، وإمَّا أن يكون ذلك من باب الوحي وهو الظاهر.
وقد ذكر أن قطع الرأس في النوم: أنه يدل على زوال نعم الرائي، أو سلطانه، أو تغيُّر حاله، أو مفارقة من هو فوقه، فإنَّ كان عبدًا دلَّ على عتقه، أو مريضًا فعلى شفائه، أو مِدْيانًا فعلى قضاء دينه، أو صرورة فعلى حَجِّه، أو مغمومًا فعلى فرجه، أو خائفًا فعلى أمنه، إلى غير ذلك مما وسَّعوا القول فيه. انتهى باختصار
والصرورة هو الذي لم يحج قط كما في النهاية
– ورد بأن الشيطان يأتي أحدكم في منامه فينومه قبل ذكر التسبيح والتكبير والتهليل فأخرج أبوداود (5065)، وأحمد من طريق شعبة عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً: “خَصْلَتَانِ أَوْ خَلَّتَانِ لَا يُحَافِظُ عَلَيْهِمَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ هُمَا يَسِيرٌ، وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيلٌ يُسَبِّحُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ عَشْرًا، وَيَحْمَدُ عَشْرًا، وَيُكَبِّرُ عَشْرًا فَذَلِكَ خَمْسُونَ وَمِائَةٌ بِاللِّسَانِ، وَأَلْفٌ وَخَمْسُ مِائَةٍ فِي الْمِيزَانِ، وَيُكَبِّرُ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ، وَيَحْمَدُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَيُسَبِّحُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، فَذَلِكَ مِائَةٌ بِاللِّسَانِ وَأَلْفٌ فِي الْمِيزَانِ، فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْقِدُهَا بِيَدِهِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ هُمَا يَسِيرٌ وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيلٌ قَالَ: يَاتِي أَحَدَكُمْ يَعْنِي الشَّيْطَانَ فِي مَنَامِهِ فَيُنَوِّمُهُ قَبْلَ أَنْ يَقُولَهُ، وَيَاتِيهِ فِي صَلَاتِهِ فَيُذَكِّرُهُ حَاجَةً قَبْلَ أَنْ يَقُولَهَا” هذا حديث حسن، فشعبة قد سمع من عطاء قبل الاختلاط. وصححه ابن حجر.
قال صاحبنا أحمد الغفلي: وصححه الألباني.
دلالات الرؤيا:
أولا: تدل على خير رائيها كما في رؤية ابن عمر لما سيق إلى جهنم، وقيل له: لم تراع لست من أهلها، وأبعد عنها فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم العبد عبد الله لو كان يقوم من الليل، فكان عبدالله لا يدع قيام الليل. بمعناه
ورؤية عبدالله بن سلام.
ثانيا: تدل على تثبيت الله لعباده المؤمنين قال تعالى (لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64) سورة يونس
وقال تعالى: (إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (43)) سورة الأنفال
ثالثاً: تدل على اهتمام صاحبها بما يراه في المنام، فالصحابة لَمَّا كان اهتمامهم بالإسلام والعلم والخير كانت رؤياهم تدور حول هذه الأمور الفاضلة، فمنهم من رأى الأذان، ومنهم من تواطأت رؤياهم على ليلة القدر، وتلك الصحابية رأت استشهاد أثنى عشر رجلاً من الصحابة، وسبق رؤيا ابن عمر وعبد الله بن سلام، ورأى أبو الطفيل أخو عائشة رأيا صحح فيها للمسلمين خطأ كانوا يقعون فيه وهو قولهم (ما شاء الله وشاء محمد) وأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يقولوا: ما شاء الله وحده. (فتح المجيد شرح كتاب التوحيد)
رابعاً: رؤيا السوء وهي تدل على تلعب الشيطان.
انتهى مخلصاً من كتاب الرؤى (معاصر)
ونختم مباحثنا في الرؤيا قبل أن ننتقل لشرح باب في تأويل الرؤيا بمبحثين:
– المبحث الأول:
تكلم ابن القيم على التقاء أرواح الأحياء والأموات وأنها تلتقي وربما أخبره بالماضي والمستقبل، وربما أخبره بمال دفنه أو بدين عليه، وذكر لذلك أدلة في كتابه الروح منها، في قوله تعالى (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42))
قال ابن عباس: إنَّ أرواح الأحياء والأموات تلتقي في المنام، فتتعارف ما شاء الله لها، فإِذا أرادت الرجوع إلى أجسادها، أمسك الله أرواح الأموات عنده، وأرسل أرواح الأحياء إلى أجسادهم.
وقال بهذا الأثر ابن جرير وابن كثير والسعدي والسيوطي والبقاعي ونعمان الألوسي
قال السعدي: وفي هذه الآية دليل على أن الروح والنفس جسم قائم بنفسه، مخالف جوهره جوهر البدن، وأنها مخلوقة مدبرة، يتصرف الله فيها في الوفاة والإمساك والإرسال، وأن أرواح الأحياء والأموات تتلاقى في البرزخ، فتجتمع، فتتحادث، فيرسل الله أرواح الأحياء، ويمسك أرواح الأموات.
ومما استدل به ابن القيم حديث الأرواح جنود مجندة، وحديث خزيمة بن ثابت قال: رأيت في المنام كأني أسجد على جبهة رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فأخبرت بذلك رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فقال: إن الروح لتلقى الروح، وأقنع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – هكذا-[قال عفان برأسه
إلى خلف]- فوضع جبهته على جبهة النبي – صلى الله عليه وسلم –
وهذه رواية حماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي عن عمارة بن خزيمة بن ثابت أن أباه قال: فذكره
وصححه الألباني في الصحيحة 3262، وخالفه محققو المسند 5/ 214 فقالوا: بأنه مضطرب.
قلت: من أوجه اضطرابه أن شعبه وهو أوثق من حماد رواه عن أبي جعفر قال سمعت عمارة بن سهل بن حنيف يحدث عن خزيمة به ولفظه (أنه رأى أنه يقبل النبي صلى الله عليه وسلم فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك فناوله النبي صلى الله عليه وسلم فقبل جبهته) وعمارة مجهول. وقد أردف الإمام أحمد بين الروايتين. وأحياناً قليلة اتضح أنه يريد الإعلال، وهنا محتمل.
المبحث الثاني:
مناهج المنحرفين في الرؤيا والرد عليها:
أولاً:- الصوفية الذين اعتبروا الرؤيا المنامية تشريع تأخذ منها الأحكام الشرعية وسبق في الأبواب السابقة تفنيد شبههم والرد عليها وهنا يمكن أن نجمل نقاط الرد:
1 – الحق الذي لا يشوبه باطل هو الكتاب والسنة وإجماع الأمة، والمنامات فيها الحق والباطل.
2 – الرؤى تنقسم إلى رؤيا من الله وحلم من الشيطان وحديث نفس والتمييز بينها مشكل أحياناً.
3 – أن الرؤيا قد تكون على خلاف ظاهرها يعني مما يحتاج لتأويل، وسبق أن قررنا أن رؤيا غير الأنبياء كثيراً ما تحتاج لتأويل وأحياناً تكون واضحة، ورؤيا الأنبياء أحياناً تحتاج لتأويل. والنبي صلى الله عليه وسلم سيأتينا أنه قال لأبي بكر وقد فسر رؤيا: أصبت بعضاً وأخطأت بعضاً.
4 – الأخذ بتشريع جديد هذا فيه طعن (فيه صلى الله عليه وسلم وأنه لم يكمل الدين.
5 – أن النائم ليس من أهل التحمل لعدم ضبطه.
انتهى مخلصاً من كتاب الرؤى (معاصر)
وقال صاحبنا عبدالناصر اليماني:
أخرج الشاطبي في الاعتصام فصل أسماه [فصل أخذ الاعمال إلى المنامات ثم ذكر قوما استندوا أخذ الاعمال إلى المنامات, وأقبلوا وأعرضوا بسببها:
فيقولون: رأينا فلانا الرجل الصالح, فقال لنا: اتركوا كذا, واعملوا كذا.
ويتفق هـذا كثيرا مع المترسمين برسم التصوف, وربما قال بعضهم: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم, فقال لي كذا, وأمرني بكذا, فيعمل بها ; معرضا عن الحدود الموضوعة في الشريعة. ثم قال أن الرؤيا من غير الانبياء لا يحكم بها شرعا على حال; إلا أن تعرض على ما في أيدينا من الاحكام الشرعية, فإن سوغتها عمل بمقتضاهـا, وإلا; وجب تركها والاعراض عنها,
وختم فصله بقوله نعم; يأتي المرئي تأنيسا وبشارة ونذارة خاصة, بحيث لا يقطعون بمقتضاهـا حكما, ولا يبنون عليها أصلا, وهـو الاعتدال في أخذهـا, حسبما فهم من الشرع فيها, والله أعلم.
قلت: وقد ذكر قوم لابن تيمية أنهم استغاثوا به فأغاثهم، فأخبر بذلك، فبين لهم أن ذلك من تلبيس الشيطان. وتشكل الشيطان في صورة رجل وكان أبو هريرة يمسكه ثم يعتذر إليه، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: كذبك وسيعود، وفي الثالثة علم الشيطان أبا هريرة آية الكرسي لأجل لا يقربه شيطان عند النوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: صدقك وهو كذوب.
وبعضهم ذكر أن الشيطان تشكل في صورة سراقة وغرر بالكفار في غزوة بدر ثم لَمَّا رأى الملائكة هرب. وذكر ابن تيمية: أن كثيراً من الناس أهل العبادة والزهد من يأتيه في اليقظة فيقول أنه رسول الله ويظن ذلك حقاً، أو يرى صاحب القبر خرج، وإنما هو شيطان، وكثيراً يأتي يدعي أنه الخضر حتى عند اليهود ولليهود كنيسة اسمها كنيسة الخضر. انتهى باختصار
وهو لا يتمثل في صورة النبي صلى الله عليه وسلم الحقيقية ولا في صورة الانبياء الحقيقية وإنما في صور كاذبه.
-نقل صاحبانا أبوصالح ومحمد بن دورة الكعبي كلام لبعض الصحابة أخرجه الامام مسلم في مقدمة صحيحه يؤيد كلام شيخ الاسلام أن الشيطان يتصور في صورة … فيلبس على الناس:
فعن عبد الله إن الشيطان ليتمثل في صورة الرجل فيأتي القوم فيحدثهم بالحديث من الكذب فيتفرقون فيقول الرجل منهم سمعت رجلا أعرف وجهه ولا أدري ما اسمه يحدث
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال إن في البحر شياطين مسجونة أوثقها سليمان يوشك أن تخرج فتقرأ على الناس قرآنا.
ثانياً: علماء النفس: وعلم النفس بدأ من الفلاسفة اليونانية ثم في القرن المتأخرة انفصل عن الفلسفة وأصبح علماً تجريبياً ويعني بالسلوك الظاهر وأصبح له معاهد ويدرس في الجامعات، وانتقل بعجره وبجره للمسلمين، وبعضهم حاول تصفيته لأن الذين أسسوه قوم كفار لكن كثير من علماء النفس من المسلمين لا يعتنون بالجانب الديني إلا من رحم الله. فيا سعادة من جعل منهم الكتاب والسنة دليله ومنهجه في علاج المرضى.
وعلم النفس عند الغرب ينحى منحاً مادياً بحتاً فهم لا يؤمنون بأن هناك رؤيا من الله ولا رؤيا من الشيطان، وتجدهم ينكرون تلبس الجني بالأنسي، إنما يؤمنون بالرؤيا التي هي حديث نفس ولهم مدارس في وصفها:
فبعضهم جعلها ناتجة عن صراعات جنسية مكبوتة بل جعلها مؤسس هذه المدرسة قاعدة عامة للسلوك حتى خالفه بعض تلاميذه، وقالوا: بأن هناك مؤثرات أخرى.
وبعضهم أرجعها لنظرية المنبهات الخارجية وأن الإنسان يتأثر بما يحيط به؛ لأنه وإن كان نائما فهو يبصر بالعين الباطنة، والسمع الباطن …
وهكذا ظلمات بعضها فوق بعض