197 – فتح الاحد الصمد شرح الصحيح المسند
مشاركة عبدالله الديني
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إماراتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
الصحيح المسند
197_قال عبدالله بن أحمد في زوائدالمسند ج5ص94:حد ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا أبو الأحوص عن سماك عن جابر بن سمرة قال صلى الله عليه وسلم كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أهدى له طعام أصاب منه ثم بعث بفضله إلى أبي أيوب رضي الله عنه فأهدى له طعام فيه ثوم فبعث به إلى أبي أيوب ولم ينل منه شيئا فلم ير أبو أيوب أثر النبي صلى الله عليه و سلم في الطعام فأتى به رسول الله صلى الله عليه و سلم فسأله عن ذلك فقال إني إنما تركته من أجل ريحه قال فقال أبو أيوب وأنا أكره ما تكره.
*و قال الإمام عبدالله بن أحمدرحمه الله ص95: حدثنا إبراهيم بن الحجاج الناجي ثنا حماد بن سلمة عن سماك بن حرب به وفي آخره: أن أباأيوب قال للنبي الله صلى الله عليه و سلم: لم تبعث إلي مالا تأكل فقال: إنه يأتيني الملك.
……………………
جاء عند مسلم عن أبى أيوب؛ أن النبى صلى الله عليه وسلم نزل عليه، فنزل النبى صلى الله عليه وسلم فى السفل وأبو أيوب فى العلو. قال: فانتبه أبو أيوب ليلة فقال: نمشى فوق رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم! فتنحوا، فباتوا فى جانب. ثم قال للنبى صلى الله عليه وسلم. فقال النبى صلى الله عليه وسلم: ” السفل أرفق “. فقال: لا أعلو سقيفة أنت تحتها. فتحول النبى صلى الله عليه وسلم فى العلو وأبو أيوب فى السفل، فكان يصنع للنبى صلى الله عليه وسلم طعاما، فإذا جاء به إليه سأل عن موضع أصابعه، فيتتبع موضع أصابعه. فصنع له طعاما فيه ثوم، فلما رد إليه سأل عن موضع أصابع النبى صلى الله عليه وسلم، فقيل له: لم يأكل، ففزع وصعد إليه.
فقال: أحرام هو؟ فقال النبى صلى الله عليه وسلم: ” لا، ولكنى أكرهه “. قال: فإنى أكره ما تكره، أو ما كرهت.
قال: وكان النبى صلى الله عليه وسلم يؤتى.
قال القاضي عياض: أدب من آداب الطعام، أن يفضل الآكل والشارب مما يأكل ويشرب، وقد أمر السلف بذلك، قد يحتمل أن يكون هذا الطعام الموجه به إلى النبى صلى الله عليه وسلم كان عشاء جميعهم، فكانوا يبدؤون بالنبى – عليه السلام – فيأخذ حاجته ويبقى فضله. ” إكمال المعلم بفوائد مسلم” (6/ 541).
قوله (إني أكره ما تكره) ومن أوصاف المحب الصادق أن يحب ما أحب محبوبه ويكره ما كره. شرح النووي لمسلم
قوله (ثُمَّ بَعَثَ بِفَضْلِهِ … إلخ) كان ذلك أيام نزوله عند أبي أيوب أول ما جاء المدينة – صلى الله عليه وسلم – وظاهر الحديث أن الثوم كان مطبوخًا، ومع ذلك احترز عنه (وَأَنَا أَكْرَهُ مَا تَكْرَهُ) أي: لكونه مكروهًا لك، وإن كان ما أكره لمجرد الرائحة، والله تعالى أعلم. قوله (إنِّي يَاتِينِي الْمَلَكُ) أي: فأكره الرائحة الكريهة لذلك، واحترز عنها غاية الاحتراز وأنت لست كذلك، فلا يلزمك أن تحترز قدر احترازي. حاشية السندي
وقال العيني في العمدة [3/ 216] والذي ذكرنا من كراهة دخول المسجد بعد أكل الثوم، في الثوم النبي لأجل رائحته، وأما الثوم المطبوخ منه فلا يكره لما روى
أبو داود عن علي رضي الله عنه قال: نهى عن أكل الثوم إلا مطبوخًا، ورُوي أيضًا من حديث معاوية بن قرة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن هاتين الشجرتين وقال: “من أكلهما فلا يقربن مسجدنا” وقال: “إن كنتم لا بد أكليهما فأميتوهما طبخًا” فظهر أن أكله نيئًا يكره للجميع ويكره معه دخول المسجد، أما إذا كان مطبوخًا فلا بأس بأكله اهـ.