195، 196،197، 198، 199، 200 رياح المسك العطرة من رياض صحيح البخاري المزهرة
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
مراجعة سيف بن غدير النعيمي
وعبدالله البلوشي أبي عيسى
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
قال الإمام البخاري في كتاب الوضوء من صحيحه:
باب (45) الغسل والوضوء في المخضب والقدح والخشب والحجارة
195 – حدثنا عبد الله بن منير سمع عبد الله بن بكر قال حدثنا حميد عن أنس قال حضرت الصلاة فقام من كان قريب الدار إلى أهله وبقي قوم فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بمخضب من حجارة فيه ماء فصغر المخضب أن يبسط فيه كفه فتوضأ القوم كلهم قلنا كم كنتم قال ثمانين وزيادة
196 – حدثنا محمد بن العلاء قال حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا بقدح فيه ماء فغسل يديه ووجهه فيه ومج فيه
197 – حدثنا أحمد بن يونس قال حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة قال حدثنا عمرو بن يحيى عن أبيه عن عبد الله بن زيد قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخرجنا له ماء في تور من صفر فتوضأ فغسل وجهه ثلاثا ويديه مرتين مرتين ومسح برأسه فأقبل به وأدبر وغسل رجليه
198 – حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن عائشة قالت لما ثقل النبي صلى الله عليه وسلم واشتد به وجعه استأذن أزواجه في أن يمرض في بيتي فأذن له فخرج النبي صلى الله عليه وسلم بين رجلين تخط رجلاه في الأرض بين عباس ورجل آخر قال عبيد الله فأخبرت
عبد الله بن عباس فقال أتدري من الرجل الآخر قلت لا قال هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكانت عائشة رضي الله عنها تحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال بعدما دخل بيته واشتد وجعه هريقوا علي من سبع قرب لم تحلل أوكيتهن لعلي أعهد إلى الناس وأجلس في مخضب لحفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ثم طفقنا نصب عليه تلك حتى طفق يشير إلينا أن قد فعلتن ثم خرج إلى الناس
باب (46) الوضوء من التور
199 – حدثنا خالد بن مخلد قال حدثنا سليمان قال حدثني عمرو بن يحيى عن أبيه قال كان عمي يكثر من الوضوء قال لعبد الله بن زيد أخبرني كيف رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ فدعا بتور من ماء فكفأ على يديه فغسلهما ثلاث مرار ثم أدخل يده في التور فمضمض واستنثر ثلاث مرات من غرفة واحدة ثم أدخل يده فاغترف بها فغسل وجهه ثلاث مرات ثم غسل يديه إلى المرفقين مرتين مرتين ثم أخذ بيده ماء فمسح رأسه فأدبر به وأقبل ثم غسل رجليه فقال هكذا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ
200 – حدثنا مسدد قال حدثنا حماد عن ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا بإناء من ماء فأتي بقدح رحراح فيه شيء من ماء فوضع أصابعه فيه قال أنس فجعلت أنظر إلى الماء ينبع من بين أصابعه قال أنس فحزرت من توضأ ما بين السبعين إلى الثمانين
———–
فوائد البابين:
1 – قوله (باب الغسل والوضوء في المخضب والقدح والخشب والحجارة) وأحاديث الباب في الوضوء؛ والغسل يدخل معه؛ بجامع التطهر من الماء الموجود في تلك الآنية وحديث عائشة آخر أحاديث الباب في بعض طرقه كما عند مسلم 418 من طريق موسى بن أبي عائشة عن عبيد الله ” «ضعوا لي ماء في المخضب» ففعلنا فاغتسل”.
2 – قال البيهقي في السنن الكبرى ” باب التطهر فى سائر الأوانى من الحجارة والزجاج والصفر والنحاس والشبه والخشب وغير ذلك.
3 – قوله (المخضب) المشهور أنه الإناء الذي يغسل فيه الثياب من أي جنس كان وقد يطلق على الإناء صغيرا أو كبيرا والقدح أكثر ما يكون من الخشب مع ضيق فمه قاله الحافظ ابن حجر في الفتح.
4 – قال ابن بطال كما في شرح صحيح البخاري: فائدة هذا الباب أن الأواني كلها من جواهر الأرض ونباتها طاهرة، إذا لم يكن فيها نجاسة. والمخضب يكون من حجارة ومن صفر، والذى في حديث أنس كان من حجارة، وأما الذى في حديث عائشة كان من صفر.
5 – حديث أنس رضي الله عنه سبق تخريجه وذكر فوائده في باب التماس الوضوء إذا حانت الصلاة باب 32
6 – ذكر البيان بأن هذا الماء كان في مخضب من حجارة قاله ابن حبان في صحيحه ثم ذكر حديث أنس.
7 – قوله (بمخضب من حجارة) وعند البخاري 200 من طريق ثابت ” فأتي بقدح رحراح” وكذا عند البخاري 3572 من طريق قتادة، قال ابن خزيمة في صحيحه ” والرحراح إنما يكون الواسع من أواني الزجاج لا العميق منه”. ومن طريق أخرى عن قتادة كما رواه ابن حبان في صحيحه 6547 ” فأتي بقعب فيه ماء يسير، فوضع كفه على القعب”.
8 – حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه متفق عليه وقد علقه البخاري في الباب40 باب استعمال فضل وضوء الناس وسيأتي مطولا في المغازي بإذن الله تعالى.
9 – موضع الشاهد منه قوله (دعا بقدح فيه ماء) وقد ذكر البخاري في الترجمة لفظة ” القدح”.
10 – حديث عبد الله بن زيد رضي الله عنه سبق تخريجه وشرحه في الباب 38 باب مسح الرأس كله وموضع الشاهد منه هنا قوله (فأخرجنا له ماء في تور من صفر) قال الحافظ ابن حجر أي نحاس جيد. وفي الباب الذي يليه (فدعا بتور فيه ماء).
11 – قوله (تور) بالمثناة الفوقانية المفتوحة قال الجوهري: هو الإناء الذي يشرب فيه قاله الكرماني في الكواكب الدراري.
12 – قوله في ثاني حديثي الباب الثاني حديث أنس (رحراح) بمهملات الأولى مفتوحة بعدها سكون أي متسع الفم وقال الخطابي الرحراح الإناء الواسع الصحن القريب القعر ومثله لا يسع الماء الكثير فهو أدل على عظم المعجزة قلت وهذه الصفة شبيهة بالطست وبهذا يظهر مناسبة هذا الحديث للترجمة قاله الحافظ ابن حجر في الفتح.
13 – قال الحافظ ابن حجر في موضع آخر في شرح حديث عبد الله بن زيد ” قوله فدعا بماء وفي رواية وهب في الباب الذي بعده فدعا بتور من ماء والتور بمثناة مفتوحة قال الداودي: قدح وقال الجوهري: إناء يشرب منه وقيل: هو الطست وقيل: يشبه الطست وقيل هو مثل القدر يكون من صفر أو حجارة، وفي رواية عبد العزيز بن أبي سلمة عند المصنف في باب الغسل في المخضب في أول هذا الحديث: (أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخرجنا له ماء في تور من صفر) والصفر بضم المهملة وإسكان الفاء وقد تكسر صنف من حديد النحاس قيل: إنه سمي بذلك لكونه يشبه الذهب ويسمى أيضا الشبه بفتح المعجمة والموحدة. والتور المذكور يحتمل أن يكون هو الذي توضأ منه عبد الله بن زيد إذ سئل عن صفة الوضوء فيكون أبلغ في حكاية صورة الحال على وجهها”.
14 – قوله (التور) بفتح المثناة شبه الطست وقيل هو الطست ووقع في حديث شريك عن أنس في المعراج فأتي بطست من ذهب فيه تور من ذهب وظاهره المغايرة بينهما ويحتمل الترادف وكأن الطست أكبر من التور. قاله الحافظ ابن حجر في فتح الباري له.
15 – حديث عائشة رضي الله عنها أخرجه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه وليس فيه موضوع الشاهد عند الأخير.
16 – قوله (في مخضب لحفصة) وعند عبد الرزاق في مصنفه 179 ومن طريقه ابن خزيمة في صحيحه 123 عن معمر عن الزهري عن عروة ” فأجلسناه في مخضب لحفصة من نحاس” وترجم عليه فقال ” باب إباحة الوضوء والغسل في أواني النحاس”.
17 – قال ابن المنذر في الأوسط: ” وروينا عن غير واحد من التابعين الرخصة في ذلك وهو قول سفيان الثوري وابن المبارك والشافعي وابي عبيد وابي ثور وغيرهم من اصحابنا وكل من لقيته من اهل العلم لا يكره الوضوء في آنيه الصفر والنحاس والرصاص واشباه ذلك وكذلك نقول للأخبار التي رويناها عن النبي صلي الله عليه وسلم والاشياء على الإباحة حتي تحرم بكتاب او سنه او اجماع ولا نعلم احدا من اصحاب النبي صلي الله عليه وسلم كره الوضوء في الصفر الا ابن عمر روي عنه انه كان لا يتوضأ من الصفر ويكره ان يتوضأ في النحاس والشيء اذا كان مباحا لم يحرم بوقوف ابن عمر عنه “.
18 – قال ابن بطال بعد أن نقل قول ابن المنذر:
قال المؤلف: وقد وجدت عن ابن عمر أنه توضأ فيه، فهذه الرواية عنه أشبه بالصواب، وما عليه الناس.
وقال بعض الناس: يحتمل أن تكون كراهية ابن عمر للنحاس والله أعلم، لما كان جوهرا مستخرجا من معادن الأرض، شبهه بالذهب والفضة، فكرهه لنهى الرسول (صلى الله عليه وسلم) عن الشرب فى آنية الفضة.
شرح صحيح البخارى لابن بطال (1/ 298)
19 – في مسند ابن أبي شيبة (398) – حَدَّثَنا يَحْيى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قالَ عَطاءٌ، عَنِ الوُضُوءِ فِي النُّحاسِ فَقالَ: «لا بَاسَ بِهِ» قُلْتُ: فَإنَّ النّاسَ يَكْرَهُونَهُ، قالَ: «يَكْرَهُونَ رِيحَهُ»
20 – وفي مسائل الكوسج ((2) / (314) – (315)) للإمام أحمد وإسحاق: [(41) -] قلت: الوضوء (من) تور من صفر.
قال: لا أكرهه
قال إسحاق: كما قال، انما يكره لريحه فقط.
21 – قال المهلب: إنما أمر، والله أعلم، أن يهراق عليه من سبع قرب على وجه التداوي نقله ابن بطال في شرحه.
22 – فيه أن القسم كان واجباً على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلّم وإلا لم يحتج إلى الاستئذان منهن قاله الكرماني.
23 – وفيه أن لبعض الضرات أن تهب وقتها للضرة الأخرى قاله الكرماني.
24 – وفيه ندبية الوصية، وجواز الإجلاس في المخضب ونحوه قاله الكرماني.
25 – فيه إراقة الماء على المريض بنية التداوي وقصد الشفاء قاله الكرماني.
26 – قال ابن العثيمين في التعليق على البخاري:
وفي الحديث دليل على فضل عائشة رضي الله عنها لأنه صلّى الله عليه وسلم استأذن أزواجه في أن يمرض في بيتها.
وفيه أيضا دليل على فضائل زوجات الرسول صلّى الله عليه وسلم حيث آثرن ما يحبه على ما يحببنه
وفيه دليل على أنه لا حرج على الإنسان ألا يذكر بعض من في قلبه عليه شيء , وذلك أن عائشة رضي الله عنها كان في قلبها شيء على علي؛ لأنه في حادثة الإفك أشار رضي الله عنه على النبي صلّى الله عليه وسلم أن يطلق عائشة , وقال النساء سواها كثير , وهو لم يشر بذلك كراهة لعائشة، كلا، لكنه لأجل أن يذهب عن النبي صلّى الله عليه وسلم ما كان يجد في نفسه , فكانت لم تذكر اسمه.