191 عون الصمد شرح الذيل والمتمم له على الصحيح المسند
جمع نورس الهاشمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
———–
مسند أحمد:
20289 حدثنا وكيع حدثنا سوادة بن أبي الأسود عن أبيه عن معقل بن يسار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أيما راع استرعى رعية، فغشها فهو في النار)
قلت سيف: على الشرط
هو في البخاري 7150. ومسلم 142 لكن في البخاري ومسلم (إلا حرم الله عليه الجنة) وفي مسند أحمد (فهو في النار)
—————
[غاش لرعيته]
الحديث يدل على تحريم الغش و أنه من الكبائر، و لا يجوز لمن تولى ذلك أن يغش الرعية سواء كانت وظيفة دينية او دنيوية و لابد من النصح للمسلمين، و من ذلك الرجل راع في بيته، فيجب المحافظة على بيته و أهله و أولاده من كل شيء فيه شر و فساد.
قال النووي على مسلم: قال العلماء الراعي هو الحافظ المؤتمن الملتزم صلاح ما قام عليه وما هو تحت نظره ففيه أن كل من كان تحت نظره شيء فهو مطالب بالعدل فيه والقيام بمصالحه في دينه ودنياه ومتعلقاته.
قال القرطبي رحمه الله:” قوله صلى الله عليه وسلم ” مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللّهُ رَعِيَّةً” الحديث هو لفظ عام في كل من كُلِّف حفظ غيره، كما قال صلى الله عليه وسلم: ” كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته” فالإمام الذي على الناس راع وهو مسئول عن رعيته، وهذا الرجل في أهل بيته والولد والعبد، والرعاية: الحفظ والصيانة، والغش ضد النصيحة، وحاصله راجع إلى الزجر عن أن يُضيَّع ما أُمر بحفظه، وأن يقصِّر في ذلك مع التمكن من فعل ما يتعين عليه” [المفهم (1/ 353 – 354)].
قال ابن بطال: فينبغى لهم تولية أهل الدين والأمانة للنظر فى أمر الأمة، فإذا قلدوا غير أهل الدين، واستعملوا من يعينهم على الجور والظلم فقد ضيعوا الأمانة التى فرض الله عليهم.
” شرح صحيح البخاري ” (ج (1) / (138)).
و قال أيضا: كل من جعله الله أمينا على شاء، فواجب عليه أداء النصيحة فيه، وبذل الجهد فى حفظه ورعايته؛ لأنه لا يسأل عن رعيته إلا من يلزمه القيام بالنظر لها وصلاح أمرها. ((7) / (332))
قال ابن هبيرة: في هذا الحديث من الفقه أن الأمة على شبيه الشجرة، وصلاح كل أصل منها سبب لصلاح من بعده؛ فالإمام راع لجميع الأمة، وهو مسؤول عن رعيته، وهذا السؤال يتناول كل ما يقتضي السؤال عنه من أمر دينه ودنياه، ومن مفهوم الخطاب ما يدل على أن الرعية مسؤولة عن إمامها عن كل ما يتعلق بهم من أمره من دين ودنيا، والرجل مسؤول عن رعيته من تعليم أهله ما يجب عليهم تعلمه وصونهم عن البذلة، والغيرة على النساء منهم، ومن تربية الأطفال وحفظهم فيما في أيديهم من ماله.
” الإفصاح ” (ج (4) / ص (19)).
قال الطيبي: يعني أن الله تعالي إنما ولاه واسترعاه على عباده ليديم النصيحة لهم لا ليغشهم فيموت عليه، فلما قلب القضية استحق أن لا يجد رائحة الجنة. ” شرح المشكاة ”
قال ابن عثيمين ليس المراد الأعظم أو نائبه أو الوزير أو كبراء القوم فحسب بل حتى الرجل في بيته، إذا مات و هو غاش لأهله، فإن الله يحرم عليه رائحة الجنة، و الذين عّند أهليهم آلات اللهو المفسدة للأخلاق، المدمرة للعقائد، هؤلاء لاشك أنهم غاشون لأهلهم، فإذا ماتوا على هذه الحال و العياذ بالله فيخشى أن تحرم عليه رائحة الجنة، نسأل الله العافية والسلامة.
” التعليق على كتاب السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية ” ص (35).
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:” (مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللّهُ رَعِيَّةً) وهذا يشمل الرعاية العامة، والرعاية الخاصة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم “الرجل راعٍ في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها” وإذا قلنا بهذا صار الإنسان مسؤولاً في أهله في حياته وبعد مماته، وأنه يجب أن يحذر، وأن ينصح لرعيته التي استرعاه الله عليها.
وينبني على ذلك: أن من خلف لأهله ما لا يجوز اقتناؤه من الآلات كالتلفزيون، والدش، وما أشبه ذلك على وجه يعرف أنهم يستعملونه على محرم، فإنه سيلحقه هذا الوعيد، وأنه إذا مات على هذه الحال، فإن الله يحرم عليه الجنة والعياذ بالله ” [التعليق على مسلم (1/ 447 – 448)].