190 عون الصمد شرح الذيل والمتمم له على الصحيح المسند
جمع نورس الهاشمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
——————
مسند أحمد
20039 – حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا بهز، ويزيد قال: أخبرنا بهز المعنى، حدثني أبي، عن جدي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ” إنه كان عبد من عباد الله أعطاه الله مالا وولدا، وكان لا يدين الله دينا. قال يزيد: فلبث حتى ذهب عمر وبقي عمر تذكر فعلم أن لم يبتئر عند الله خيرا دعا بنيه فقال: يا بني أي أب تعلموني؟ قالوا: خيره يا أبانا. قال: فوالله لا أدع عند رجل منكم مالا هو مني إلا أنا آخذه منه، أو لتفعلن ما آمركم به. قال: فأخذ منهم ميثاقا. قال: إما لا فإذا مت فخذوني فألقوني في النار حتى إذا كنت حمما فدقوني “. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده على فخذه، كأنه يقول: ” اسحقوني، ثم ذروني في الريح لعلي أضل الله “. قال: ” ففعل به ذلك ورب محمد حين مات. قال: فجيء به أحسن ما كان، فعرض على ربه فقال: ” ما حملك على النار؟ ” قال: خشيتك يا رباه. قال: ” إني لأسمعن الراهبة، قال يزيد: أسمعك راهبا، فتيب عليه ” قال بهز: فحدثت بهذا الحديث الحسن، وقتادة وحدثانيه: ” فتيب عليه “، أو ” فتاب الله عليه ” شك يحيى
عن عمران وهو صحيح لغيره لكن السند حسن
قلت سيف:
على شرط المتمم على الذيل من أجل انها مخالفة لما في الصحيحين وغيرهما
ففي بعض روايات معاويه بن حيده (لعلي أضل الله) وفي بعض روايات لصحابه آخرين مثل أبي هريرة (فلئن قدر علي ربي) أخرجه البخاري ومسلم بنحوه وغيرهما وكذلك ورد من حديث حذيفة
ومن حديث أبي سعيد بنحوه أخرجه البخاري
وفي بعثها شك في البعث (وإن يقدم على الله يعذبه) من حديث أبي سعيد
——–
الرجل أنكر قدرة الله و هذا كفر باتفاق المسلمين، لكن بسبب جهله لم يكفر، و تبين أن الرجل مؤمن لأن الله غفر له و لو كان كافرا لم يغفر الله له.
قال أبو محمد: فهذا إنسان جهل إلى أن مات أن الله عز وجل يقدر على جمع رماده وإحيائه وقد غفر له لإقراره وخوفه وجهله.
” الفصل في الملل والأهواء ” ج (3) / (140)
قال ابن عبدالبر: والدليل على أن الرجل كان مؤمنا قوله حين قال له: لم فعلت هذا؟ قال من خشيتك يا رب.
والخشية لا تكون إلا لمؤمن يصدق بل ما تكاد تكون إلا من مؤمن عالم قال الله تعالى (إنما يخشى الله من عباده العلماء) فاطر (28)
قالوا كل من خاف الله فقد آمن به وعرفه ويستحيل أن يخاف من لا يؤمن به. ” الاستذكار ” ((3) / (95)).
قال ابن تيمية: فهذا الرجل اعتقد أن الله لا يقدر على جمعه إذا فعل ذلك أو شك وأنه لا يبعثه وكل من هذين الاعتقادين كفر يكفر من قامت عليه الحجة، لكنه كان يجهل ذلك ولم يبلغه العلم بما يرده عن جهله وكان عنده إيمان بالله وبأمره ونهيه ووعده ووعيده فخاف من عقابه فغفر الله له بخشيته
فمن أخطأ في بعض مسائل الاعتقاد من أهل
الإيمان بالله وبرسوله وباليوم الآخر والعمل الصالح لم يكن أسوأ حالا من الرجل فيغفر الله خطأه أو يعذبه إن كان منه تفريط في اتباع الحق على قدر دينه وأما تكفير شخص علم إيمانه بمجرد الغلط في ذلك فعظيم. ” الإستقامة” (ج (1) / (165)).
قال ابن تيمية كما في المجموع [ج (3) / (231)]: فهذا رجل شك في قدرة الله وفي إعادته إذا ذري، بل اعتقد أنه لا يعاد، وهذا كفر باتفاق المسلمين، لكن كان جاهلا لا يعلم ذلك وكان مؤمنا يخاف الله أن يعاقبه فغفر له بذلك. والمتأول من أهل الاجتهاد الحريص على متابعة الرسول أولى بالمغفرة من مثل هذا.
و قال في منهاج السنة النبوية: أن الخوف من الله من أعظم أسباب المغفرة للأمور الحقيقية.
قال زين الدين العراقي: {الخامسة} قوله «فوالله لئن قدر الله عليه ليعذبنه» ظاهره نفي قدرة الله على إحيائه وإعادته وفي القول به إشكال فإن ذلك كفر والشاك في قدرة الله تعالى كافر مع كون الحديث يدل على إسلامه من وجهين:
أحدهما: إخباره بأنه إنما فعل هذا من خشية الله تعالى والكافر لا يخشى الله تعالى.
والثاني إخباره – عليه الصلاة والسلام – بأن الله غفر له والكافر لا يغفر له مع ما انضم إلى ذلك من الرواية التي في مسند أحمد الصريحة في أنه كان موحدا. ” طرح التثريب” (ج (3) / (267)).
قال العلامة الألباني رحمه الله: هذا؛ وفي الحديث دلالة قوية على أن الموحد لا يخلد في النار؛ مهما كان فعله مخالفا لما يستلزمه الإيمان ويوجبه من الأعمال؛ كالصلاة ونحوها من الأركان العملية، وإن مما يؤكد ذلك ما تواتر في أحاديث الشفاعة؛ أن الله يأمر الشافعين بأن يخرجوا من النار من كان في قلبه ذرة من الإيمان. ويؤكد ذلك حديث أبي سعيد الخدري أن الله تبارك وتعالى يخرج من النار ناسا لم يعملوا خيرا قط، ويأتي تخريجه وبيان دلالته على ذلك، وأنه من الأدلة الصريحة الصحيحة على أن تارك الصلاة المؤمن بوجوبها يخرج من النار أيضا ولا يخلد فيها، فانظره بالرقم ((3054)). “الصحيحة” ((7) / (1) / (105) – (116))
ومن ذلك يتبين بوضوح أنه ليس كل من وقع في الكفر من المؤمنين وقع الكفر عليه وأحاط به.
—
العذر بالجهل له شروط:
(1). مثل النشأة في الأزمنة والأمكنة التي يقل فيها العلم،
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: كثير من الناس قد ينشأ في الأمكنة والأزمنة الذي يندرس فيها كثير من علوم النبوات، حتى لا يبقى من يبلغ ما بعث الله به رسوله من الكتاب والحكمة، فلا يعلم كثيراً مما يبعث الله به رسوله ولا يكون هناك من يبلغه ذلك، ومثل هذا لا يكفر؛ ولهذا اتفق الأئمة على أن من نشأ ببادية بعيدة عن أهل العلم والإيمان وكان حديث العهد بالإسلام، فأنكر شيئاً من هذه الأحكام الظاهرة المتواترة فإنه لا يحكم بكفره حتى يعرف ما جاء به الرسول.
ولهذا جاء في الحديث: ((يأتي على الناس زمان لا يعرفون فيه صلاة ولا زكاة ولا صوماً ولا حجا، إلا الشيخ الكبير، والعجوز الكبيرة، يقولون لا إله إلا الله، وهم لا يدرون صلاة ولا زكاة ولا حجا. فقال: ولا صوم ينجيهم من النار)).
(2). العذر بالأشياء التي قد تخفى على بعض الناس:
قال ابن باز رحمه الله: أما الأشياء التي قد تخفى على الناس، مثل ما جرى للشخص الذي قال لأولاده: إذا مت فأحرقوني، ثماسحقوني ثم ذروني في البحر في يوم عاصف، فإنه إن قدر علي الله ليعذبني، أو كما قال، وسأله الله عن ذلك بعدما مات، فقال: حملني على هذا مخافتك، فغفر الله له، قال العلماء إن هذا خفي عليه كمال القدرة، كمال قدرة الله سبحانه وتعالى، وجهل هذا الأمر، وظن أنه بهذا الحرق والسحق، والذر في البحر أنه يفوت الله ويضيع، فهذا الجهل الذي جهل الشيء الدقيق، عفا الله عنه سبحانه وتعالى؛ لأنه حمله عليه خوف الله والحذر من عقابه سبحانه وتعالى ….
———