(19) (887) و (888) تعليق على الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين؛ المقام في مسجد / محمد بن رحمة الشامسي (18)
(للأخ؛ سيف الكعبي) وراجع التدقيق الإملائي الأخ عبدالله المشجري
بالتعاون مع الإخوة بمجموعات السلام1،2،3، والمدارسة، والتخريج رقم 1،والاستفادة
(من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا)
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
مسند عبدالله بن أم مكتوم رضي الله عنه
887 – قال الإمام أحمد رحمه الله: حدثنا عبد الصمد حدثنا عبد العزيز يعني ابن مسلم حدثنا الحصين عن عبد الله بن شداد بن الهاد عن ابن أم مكتوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى المسجد فرأى في القوم رقة فقال إني لأهم أن أجعل للناس إماما ثم أخرج فلا أقدر على إنسان يتخلف عن الصلاة في بيته إلا أحرقته عليه فقال ابن أم مكتوم يا رسول الله إن بيني وبين المسجد نخلا وشجرا ولا أقدر على قائد كل ساعة أيسعني أن أصلي في بيتي قال أتسمع الإقامة قال نعم قال فأتها.
هذا حديث صحيح
—————————
-الحديث سبق شرحه تحت حديث 880، ونزيد هنا كلام ابن المنذر في الأوسط 4/ 132؛ الذي استعرض، أدلة القائلين بوجوب صلاة الجماعة في المسجد:
قال أبو بكر فدلت الأخبار التي ذكرناها على وجوب فرض الجماعة على من لا عذر له:
*فمما دل عليه؛ قوله لابن أم مكتوم وهو ضرير: (لا أجد لك رخصة) فإذا كان الأعمى كذلك لا رخصة له فالبصير أولى بأن لا تكون له رخصه.
*وفي اهتمامه بأن يحرق على قوم تخلفوا عن الصلاة بيوتهم أبين البيان على وجوب فرض الجماعة إذ غير جائز أن يحرق الرسول الله صلى الله عليه وسلم من تخلَّف عن ندبٍ وعما ليس بفرض.
*ويؤيد ما قلنا حديث أبي هريرة؛ عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما صلاة أثقل على المنافقين من صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً) وقال ابن عمر: كنا من فقدناه في صلاة العشاء والفجر أسأنا الظن به.
*وعن أبي الشعثاء المحاربي أنه كان مع أبي هريرة فخرج رجل من المسجد بعدما أذن المؤذن فقال أبوهريرة: أما هذا فقد عصي أبا القاسم.
*ولما أمر الله بالجماعة في حال الخوف دل على أن ذلك في حال الأمن أوجب.
*والأخبار المذكورة في أبواب الرخصة في التخلف عن الجماعة لأصحاب العذر تدل على فرض الجماعة على من لا عذر له.
* ودل عل تأكيد أمر الجماعة قوله (من سمع النداء فلم يجبه فلا صلاة له) عن ابن عباس مرفوعاً، وقد روي موقوفا على ابن عباس.
وجاءت الأخبار عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمن بعدهم من التابعين تدل على تأكيد أمر الجماعة وذم من تخلف عنها. انتهى بتصرف واختصار ثم ذكر ابن المنذر آثاراً كثيرةً وأقوالاً لبعض الأئمة.
وذكر ابن القيم في كتاب الصلاة وحكم تاركها
الأدلة التي ذكرها ابن المنذر وزاد عليها، وناقش أدلة المذاهب الأخرى الذين لا يرون الوجوب، ومن الأدلة على الوجوب: ما رواه مسلم في صحيحه رقم 654 عن عبدالله بن مسعود قال من سره أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن فإنهن من سنن الهدى وأن الله شرع لنبيكم سنن الهدى وإنكم لو صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو أنكم تركتم سنة نبيكم لضللتم وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة ويرفعه بها درجة ويحط عنه بها سيئة ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ولقد كان الرجل يؤتى يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف. وفي لفظ قال: إن رسول الله علمنا سنن الهدى وإن من سنن الهدى الصلاة في المسجد الذي يؤذن فيه
– وذكر ابن المنذر جماع الخصال التي من أجلها يسع التخلف عن الجماعات: قال أبوبكر:
*مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فتخلَّف عن الجماعة ولا اختلاف أعلمه بين أهل العلم أن للمريض أن يتخلف عن الجماعه من أجل المرض.
*وكذلك ورد في الحديث (إذا قرب العشاء وحضرت الصلاة فابدءوا به قبل صلاه المغرب).
*عتبان بن مالك كان يؤم قومه وهو أعمي وأنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله إنها تكون الظُلمةُ والسيل وأنا رجل ضرير البصر، فصل يا رسول الله في بيتي مكانا اتخذه مصلى.
*وحديث إذا وجد أحدكم الغائط فليبدأ به قبل الصلاة
* وإباحة ترك الجماعة في السفر والأمر بالصلاة في الرحال في الليلة المطيرة او الباردة
*من أكل من هذه الشجرة يعني الثوم فلا يؤذنا في مسجدنا. انتهى بتصرف واختصار
===================
مسند عبدالله بن يزيد الخطمي رضي الله عنه
888 – قال أبو داود رحمه الله: حدثنا الحسن بن علي حدثنا يحيى بن إسحق السيلحيني حدثنا حماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي عن محمد بن كعب عن عبد الله الخطمي قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يستودع الجيش قال أستودع الله دينكم وأمانتكم وخواتيم أعمالكم.
هذا حديث حسن
———————
-استودع معناه استحفظ، وأطلب من الله حفظ دينك.
والأمانة تعم كل ما يضعه الشخص أمانةً عند غيره أو ما وضع عنده.
-وذكر الشيخ الألباني الحديث في الصحيحة، وعتب على الجيوش في العصر الحديث يودعونهم على الأنغام.
-ورد في الزهد لأحمد حدثنا عبد الله حدثنا ابي حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة أنبأنا ابو جعفر الخطمي عن محمد بن كعب القرظي قال دعي عبد الله بن يزيد الخطمي الى طعام فلما جاء رأى البيت منجدا فقعد خارجا وبكى قالوا ما يبكيك قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا شيع جيشا فبلغ عقبة الوداع قال: استودع الله دينكم وأمانتكم وخواتيم أعمالكم فرأى رجلاً ذات يوم قد رقع بردة له بقطعة فرو قال: فاستقبل مطلع الشمس وقال بيده – وصف حماد ببطن الكفين ومد بيده – تطالعت عليكم الدنيا تطالعت عليكم الدنيا- أي أقبلت حتى ظننا أن تقع علينا ثم قال أنتم اليوم خير أم إذا غدت عليكم قصعة وراحت أخرى ويغدو أحدكم في حلة ويروح في أخرى وتستر بيوتكم كما تستر الكعبة. قال عبد الله: أفلا أبكي وقد بقيت حتى رأيتكم تسترون بيوتكم كما تستر الكعبة.
-والحديث أورده في ترجمة عبدالله بن يزيد؛ البخاري في التاريخ الكبير 5/ 13 عن حماد بن سلمة عن أبي جعفر عن محمد بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: أنتم اليوم خير …
فلا أدري هل سقط عبدالله بن يزيد سهوا؟ فقد روي في بعض المصادر الأخرى بذكره.
– ورد عن ابن عمر أنه قال لقزعة: هلم أودعك كما ودعني رسول الله صلى الله عليه وسلم، … فذكر الحديث.
وهو معلول، راجع له علل الدارقطني، وعلل ابن أبي حاتم 791، وذكرنا له سنداً حسناً من الفوائد المعللة لأبي زرعة، ولم أعرف منهجه في هذا الكتاب (راجع تحقيقنا لسنن أبي داود 2597)