19.فتح المنان في شرح أصول الإيمان
جمع نورس الهاشمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين وحكام الإمارات ووالديهم ووالدينا والمسلمين جميعا).
——–
المبحث الثاني
أمثلة تطبيقية لإثبات الأسماء والصفات في ضوء الكتاب والسنة
دل الكتاب والسنة على إثبات الأسماء والصفات للرب عزوجل في مواطن كثيرة من أوجه متعددة وفي سياقات متنوعة
والأسماء والصفات الثابتة بالكتاب والسنة كثيرة جدا دونت فيها الكتب والمصنفات وعد أهل العلم الكثير منها. ونذكر طائفة هنا منها على سبيل المثال لا الحصر.
فمن أسماء الله تعالى:
الحي والقيوم: وقد دل على هذين الاسمين الكتاب والسنة. فمن الكتاب قول الله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255] (البقرة: 255).
و من السنة: عن أسماء بنت يزيد أن النبي صلى الله عليه و سلم قال اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم وفاتحة آل عمران الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم. (حسن سنن ابن ماجة 3855). صحيح الترمذي.
[الحميد]
الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَامُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ. سورة الحديد
ومن السنة حديث كعب بن عُجْرَة في التشهد أن النبي صلى الله عليه وسلم علمهم أن يقولوا: «اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد» رواه البخاري.
[الرحمن الرحيم]
و قد دل عليهما قوله تعالى: وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163).
و من السنة: عن أنس، أن قريشا صالحوا النبي صلى الله عليه وسلم فيهم سهيل بن عمرو، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: «اكتب، بسم الله الرحمن الرحيم»، قال سهيل: أما باسم الله، فما ندري ما بسم الله الرحمن الرحيم، ولكن اكتب ما نعرف باسمك اللهم، فقال: «اكتب من محمد رسول الله»، قالوا: لو علمنا أنك رسول الله لاتبعناك، ولكن اكتب اسمك واسم أبيك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «اكتب من محمد بن عبد الله»، فاشترطوا على النبي صلى الله عليه وسلم أن من جاء منكم لم نرده عليكم، ومن جاءكم منا رددتموه علينا، فقالوا: يا رسول الله، أنكتب هذا؟ قال: «نعم، إنه من ذهب منا إليهم فأبعده الله، ومن جاءنا منهم سيجعل الله له فرجا ومخرجا». رواه مسلم
الحليم: ودليله من القرآن قوله تعالى: {إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} [فاطر: 41] (فاطر: 41). ومن السنة حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب: «لا إله إلا الله العظيم الحليم»
و من صفاته:
القدرة: صفة ثابتة بالكتاب و السنة، اشتقت من القدير قال تعالى: عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ.
من السنة: اللهم بعلمك الغيب و قدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي و توفني إذا علمت الوفاة خيرا لي اللهم و أسألك خشيتك في الغيب و الشهادة و أسألك كلمة الإخلاص في الرضا و الغضب و أسألك القصد في الفقر و الغنى و أسألك نعيما لا ينفد و أسألك قرة عين لا تنقطع و أسألك الرضا بالقضاء و أسألك برد العيش بعد الموت و أسألك لذة النظر إلى وجهك و الشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة و لا فتنة مضلة اللهم زينا بزينة الإيمان و اجعلنا هداة مهتدين. (ن ك) عن عمار بن ياسر.
قال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 1301 في صحيح الجامع
[الحياة]
وهي من صفات الله الذاتية. وهي مشتقة من اسمه الحي وقد تقدم ذكر الأدلة عليها. ومن ذلك أيضا:
روى البيهقي باب ما جاء في إثبات صفة الحياة قال الله عز وجل: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} [البقرة: 255] وقال جل وعلا: {الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم} [آل عمران: 2] وقال جل جلاله: {هو الحي لا إله إلا هو} [غافر: 65] وقال تبارك وتعالى: {وتوكل على الحي الذي لا يموت} [الفرقان: 58] وقال جلت عظمته: {وعنت الوجوه للحي القيوم} [طه: 111].
عن ابن عباس , [ص:279] رضي الله عنهما قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت , أعوذ بعزتك , لا إله إلا أنت أن تضلني أنت الحي الذي لا يموت , والجن والإنس يموتون» رواه البخاري.
[العلم]
قال تبارك وتعالى: {إليه يرد علم الساعة وما تخرج من ثمرات من أكمامها وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه}.
عن جابر , رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمر كما يعلمنا السورة من القرآن , يقول لنا: ” إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك , وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم , فإنك تقدر ولا أقدر , وتعلم ولا أعلم , وأنت علام الغيوب , اللهم فإن كنت تعلم هذا الأمر – يسميه بعينه الذي يريد – خيرا لي في ديني ومعاشي ومعادي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي وبارك لي فيه , اللهم وإن كنت تعلمه شرا لي، مثل الأول، فاصرفه عني واصرفني عنه , واقدر لي الخير [ص:299] حيث كان , ثم رضني به، أو قال: في عاجل أمري وآجله ” رواه البخاري في الصحيح.
[الإرادة]
قال تعالى: قوله تعالى {ولكن الله يفعل ما يريد} (البقرة:235).
عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أراد الله بعبد خيرا يستعمله) قيل: كيف يستعمله يا رسول الله؟ قال: (يوفقه لعمل صالح قبل الموت) [تعليق الشيخ الألباني] صحيح – ((الظلال)) (397 ـ 399).
[العلو]
قوله تعالى: (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) (فاطر:10).
و من السنة: عن أنس قال لما نزلت هذه الآية في زينب بنت جحش فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها قال فكانت تفتخر على نساء النبي صلى الله عليه و سلم تقول: زوجكن أهلوكن وزوجني الله من فوق سبع سماوات. (صحيح مختصر العلو 84/ 6: أخرجه البخاري).
[الإستواء]
قال تعالى: {إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش} [الأعراف: 54]، وقال جل وعلا: {الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش} [الرعد: 2].
ومعنى الإستواء في لغة العرب: العلو والإرتفاع والإستقرار والصعود واستواء الله على عرشه استواء يليق بجلاله.
وعن سفيان قال: كنت عند ربيعة بن أبي عبد الرحمن فسأله رجل فقال (الرحمن على العرش استوى) كيف استوى؟ فقال: الإستواء غير مجهول والكيف غير معقول [والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وفي لفظ آخر صح عن ابن عيينة قال: سئل ربيعة كيف استوى؟ فقال الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول] ومن الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التصديق). صححه الالباني في مختصر العلو.
قلت سيف بن دورة: تنبيه:
ورد في السنة عن قتادة بن النعمان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لما فرغ الله من خلقه استوى على عرشه. رواه الذهبي في العلو برقم 119 وقال: رواته ثقات، رواه الخلال في كتاب السنة. وذكر ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية أنه حديث صحيح على شرط البخاري وصححه الألباني.
لكن بعض الباحثين ذكر أن السند الذي عند الخلال هو نفس سند حديث قتادة بن النعمان: إن الله عزوجل لما قضى خلقه استلقى ووضع إحدى رجليه على الأخرى وقال: لا ينبغي لأحد من خلقه أن يفعل هذا. وحكم عليه الألباني بالنكارة وقال رواه أبو نصر الغازي في جزء من اماليه 1/ 77 … . انظر الضعيفة 755
ولما صحح الألباني الحديث السابق اعتمد على الذهبي وابن القيم ولم ير إسناده.
[صفة الكلام]
قال الله جل ثناؤه: {قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا} [الكهف: 109] , وقال عز وجل: {ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله} [لقمان: 27].
و من السنة: عن أبي موسى الأشعري , رضي الله عنه , قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل , فقال: يا رسول الله , الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية , ويقاتل رياء , فأي ذلك في سبيل الله؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله» ورواه مسلم.
وفي احتجاج آدم وموسى ….. قال آدم: يا موسى اصطفاك الله بكلامه وخط لك التوراة بيده ….. رواه البخاري 6614. ومسلم 2652
[صفة الوجه]
قال تعالى: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ} (الرحمن:27).
و من السنة: عن جابر رضي الله عنه، قال: لما نزلت هذه الآية: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم} [الأنعام: 65]، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعوذ بوجهك»، قال: {أو من تحت أرجلكم} [الأنعام: 65]، قال: «أعوذ بوجهك» {أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض} [الأنعام: 65] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هذا أهون – أو هذا أيسر -» رواه البخاري.
[صفة اليدان]
من القرآن قوله تعالى: {مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا}.
و من السنة: عن أبي موسى – رضي اللَّه عنه- أنَّ رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليه وسَلَّم قال:
«” إن اللَّه يَبسط يده باللَّيلِ ليتوبَ مسيء النهار ويبسط يده بالنَّهارِ ليتوبَ مسيء اللَّيلِ حتى تَطْلعَ الشَّمس من مَغرِبها».رواه مسلم.
[صفة العينان]
قال تعالى: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} [طه:39] {وَاصْنَعْ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا} [هود:37].
و من السنة: فقد روى البخاري من حديث عبد الله بن عمر (أن النبي صلى الله و عليه وسلم ذكر الدجال فقال: إِنِّي لأُنْذِرُكُمُوهُ، وَمَا مِنْ نبي إِلاَّ أَنْذَرَهُ قَوْمَهُ، لَقَدْ أَنْذَرَ نُوحٌ قَوْمَهُ وَلَكِنِّى أَقُولُ لَكُمْ فِيهِ قَوْلاً لَمْ يَقُلهُ نبي لِقَوْمِهِ، تَعْلَمُونَ أَنَّهُ أَعْوَرُ وَأَنَّ الله لَيْسَ بِأَعْوَرَ).
[صفة القدم]
و من السنة: عن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” يلقى في النار وتقول: هل من مزيد، حتى يضع قدمه، فتقول قط قط ” رواه البخاري.