188 عون الصمد شرح الذيل والمتمم له على الصحيح المسند
جمع نورس الهاشمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3
والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
———‘———-‘
مسند أحمد
19689 – حدثنا بهز، حدثنا حماد يعني ابن سلمة، حدثنا أبو عمران الجوني، عن أبي بكر بن أبي موسى، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” أبشروا وبشروا الناس. من قال: لا إله إلا الله صادقا بها دخل الجنة “. فخرجوا يبشرون الناس فلقيهم عمر رضي الله عنه فبشروه، فردهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” من ردكم؟ ” قالوا: عمر. قال: ” لم رددتهم يا عمر؟ ” قال: إذا يتكل الناس يا رسول الله ”
قلت سيف:
على شرط الذيل على الصحيح المسند.
وهو في غاية المقصد، وكذلك ابن حجر في أطراف المسند إنما عزاه لمسند أحمد فقط، وصححه البوصيري في الإتحاف،
وقريب منه قصة عمر مع أبي هريرة وقصة عمر مع جابر وراجع الصحيحة 712 و 1314
————–‘———-‘
قال ابن عبد البر: وَفِيهِ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْبِشَارَةَ قَدْ تَكُونُ بِالْخَيْرِ وَالشَّرِّ وَبِمَا يَسُوءُ وَبِمَا يُسَرُّ. ” التمهيد ” ((18) / (31)).
أن المؤمن ينبغى له ألا يتكل على عمله، ويستشعر الحذر والإشفاق بتجنب الاغترار. شرح صحيح البخاري (ج (10) / (158)).
فائدة جميلة في كلمة التوحيد
لا إله إلا الله
قال العلامة الزركشي رحمه الله تعالى:
فيه خاصيتان:-
إحداهما:
أن جميع حروفها جوفية ليس فيها من الحروف الشفهية؛ للإشارة إلى الإتيان بها من خالص جوفه وهو القلب لا من الشفتين.
الثانية:
أنه ليس فيها حرف معجم، بل جميعها متجردة عن النقط؛ إشارة إلى التجرد عن كل معبود سوى الله تعالى).
معنى لا إله إلا الله لبدرالدين الزركشي ص82
و قال العلامة حافظ بن أحمد الحكمي في
منظومته سلم الوصول إلى علم أصول في التوحيد و إتباع الرسول ما نصه:
وَبِشُرُوطٍ سَبْعَةٍ قَدْ قُيِّدَتْ – وَفي نُصُوصِ
الوَحْيِ حَقاً وَرَدَتْ
فَإنَّهُ لَمْ يَنتَفِعْ قَائِلُهَا – بِالنُّطْقِ إلاَّ حَيْثُ
يَسْتَكْمِلُهَا
الْعِلمُ وَالْيَقِينُ وَالقَبُولُ – وَالانْقِيَادُ فَادْرِ مَا أقُولُ
وَالصِّدْقُ وَالإِخْلاَص وَالْمَحَبَّة – وَفَّقَكَ الله لِمَا
أحَبَّه
و من هذه الشروط الذي جاء في الحديث [الصدق] المنافي الكذب، قال تعالى {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا أُوْلَائِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}
وَمِمَّا يَنْبَغِي أَن يعرف أَن الصدْق والتصديق يكون فِي الْأَقْوَال والأعمال.
قال ابن تيمية: والقرآن فيه كثير من هذا يصف المؤمنين بالصدق، والمنافقين بالكذب؛ لأن الطائفتين قالتا بألسنتهما: آمنا، فمن حقق قوله بعمله فهو مؤمن صادق ومن قال بلسانه ما ليس في قلبه فهو كاذب منافق. ” الإيمان ” ((146)).
و قال أيضا في التحفة العراقية ((40)): والصدق وَالْإِخْلَاص هما تَحْقِيق الْإِيمَان وَالْإِسْلَام فَإِن المظهرين الْإِسْلَام ينقسمون إِلَى مُؤمن ومنافق فالفارق بَين الْمُؤمن وَالْمُنَافِق هُوَ الصدْق.
قال ابن زيد، في قوله (أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) قال: صدّقوا إيمانهم بأعمالهم. انظر ” تفسير ابن جرير الطبري ” (ج (22) / (319)).
قلت: إقرار النبي عليه الصلاة و السلام لعمر رضي الله عنه بعدم التبشير اراد منهم الازدياد من العمل و الخوف من التقصير، فالصحابة فهم من هم اثنى الله عليهم و ترضى عنهم، و أصحاب عبادة و خشية، و مع ذلك يخافون على أنفسهم، فما بالنا نحن المذنبون المقصرون؟ لابد من الازدياد و الإكثار من العمل الصالح و الخوف على النفس من التقصير و عدم الاغترار، و المؤمنون هم المتصفون بالصدق و الصدق يستلزم البر بخلاف الكذب فهو من صفات أهل النفاق، و الكذب يستلزم الفجور، فالمؤمن هو من يقول كلمة التوحيد صادقا اي تواطأ اللسان مع القلب، بخلاف المنافق يقولها بلسانه و قلبه كاذب، و المنافق من يظهر الاسلام و يبطن الكفر.
فمن قال كلمة التوحيد و عمل بمقتضاها و حقق الصدق فهو من أهل الجنة.