188 الشفاء فيما قال فيه العقيلي أصح وأولى:
جمع أبي صالح حازم
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
وميزت مشاركاتي بعلامة *
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–
قال العقيلي كما في الضعفاء:
188 – بكر بن قرواش
حدثني آدم قال سمعت البخاري يقول: بكر بن قرواش سمع منه أبو الطفيل قال البخاري: قال علي: لم أسمع يذكره إلا في هذا الحديث
258 – والحديث ما حدثناه محمد بن إسماعيل قال: حدثنا يحيى بن أبي بكر قال: حدثنا سفيان بن عيينة قال: حدثنا العلاء بن أبي العباس قال: سمعت أبا الطفيل يحدث عن بكر بن قرواش عن سعد بن مالك، أنه سمع النبي عليه السلام فذكره يعني ذو الثدية الذي وجد مع أصحاب النهر فقال: «شيطان الردهة يجتدره رجل من بجيلة يقال له الأشهب أو ابن الأشهب» علامة في قوم ظلمة قال: وفي قصة ذي الثديين أسانيد صحاح بغير هذا اللفظ، فأما هذا اللفظ فلا يعرف إلا عن بكر بن قرواش
—–
* تنبيه: قال باحث:
تصحف في نسخة الظاهرية الخطية، الورقة ((31) /ب)، وطبعة السرساوي إلى «نظير» ولا يستقيم بهذا سياق اللفظ، ولم يستخدم العُقيلي هذه اللفظة في كتابه مرةً واحدةً.
وفي نسخة ألمانيا الخطية، الورقة ((10) /ب)، وطبعات السلفي، وقلعجي: «بغير»، على الصواب.
الشرح:
1 – ترجمة بكر بن قرواش
قال ابن حبان في الثقات:
1891 – بكر بن قرواش يروى عن أبى الطفيل روى عنه قتادة
قال الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد:”في بكر بن قرواش خلاف لا يضر “.
بكر بن قرواش ذكره العقيلي في الضعفاء كما هنا
قال البخاري في التاريخ الكبير:1806 – بكر بْن قرواش سَمِعَ منه أَبُو الطفَيل، قَالَ لِي على لم أسمع بذكره إلا فِي هذا وحديث قتادة: قَالَ علي: ما تَقُولُ فِيها يا بكر بْن قرواش؟ قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه: وَفِيهِ نظر.
قال الإمام مسلم في المنفردات والوحدان: 976 – بكر بن قرواش لم يرو عَنْهُ إِلَّا قَتَادَة وَأَبُو الطُّفَيْل عَامر بن وَاثِلَة، قال العجلي (ت 261ه) في كتاب الثقات له: 163 – بكر بن قِرْواش تابعي من كبار التابعين من أصحاب علي وكان له فقه، ثقة.
قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل:
1522 – بكر بن قرواش كوفي روى عن سعد بن أبي وقاص روى عنه أبو الطفيل سمعت أبي يقول ذلك.
قال ابن حبان (ت 354 ه) في الثقات:
1891 – بكر بْن قرواش يروي عَن أَبِي الطُّفَيْل روى عَنهُ قَتَادَة
قال ابن عدي في الكامل:
قال البخاري بكر بن قرواش، سمع منه أبو الطفيل، قال علي: لم أسمع بذكره إلا في هذا الحديث، وحديث قتادة، فيه نظر.
قال ابن عدي هذا الحديث لا يعرف إلا ببكر بن قرواش عن سعد وبكر بن قرواش ما أقل ما له من الروايات.
وقول البخاري: حديث قتادة فيه نظر، ولا أدري ما يعني به ولعله روى، عن قتادة حديثا لم أجده بعد.
قلت الحديث الذي أشار إليه البخاري هو ما:
أخرجه أبو إسحق الفزاري في السير له 147 وعبد الرزاق في المصنف 9362 عن عثمان بن مطر وبن عيينة كلهم َعنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عن قتادة أن مكاتبا أسره العدو ثم اشتراه رجل فسأل بكر بن قرواش عنه عليا فقال علي عليه السلام قل فيها يا بكر بن قرواش قال الله أعلم فقال على أنا عبد الله وبن عم رسول الله صلى الله عليه و سلم إن افتكه سيده فهو علي بقية كتابته وإن أبى سيده أن يفكه فهو للذي اشتراه
* وفي «كفاية الخطيب» (ص (88)): «بكر بن قرواش وحلام بن جزل: لم يرو عنهما إلا أبو الطفيل».
قال الذهبي في المغني في الضعفاء
982 – بكر بن قرواش عَن سعد بن مَالك لَا يعرف وَحَدِيثه مُنكر
وقال في ميزان الاعتدال: بكر بن قرواش. عن سعد بن مالك.
لا يعرف. والحديث منكر، رواه عنه أبو الطفيل.
قال ابن المديني: لم أسمع بذكره إلا في هذا الحديث – يعنى في ذكر ذي الثدية.
وقال ابن حمزة الحسيني (ت 765 ه) في الإكمال:
78 – بكر بن قرواش الْكُوفِي عَن سعد بن أبي وَقاص وَعنهُ أَبُو الطُّفَيْل لينه بَعضهم وَقَالَ بن عدي مَا أقل مَاله من الرِّوَايَات وَقَالَ بن الْمَدِينِيّ لم أسمع بِذكرِهِ إِلَّا فِي هَذَا الحَدِيث يَعْنِي فِي ذكر ذِي الثدية
وقال الحافظ في لسان الميزان:
[210] “بكر” بن قرواش عن سعد بن مالك لا يعرف والحديث منكر روى عنه أبو الطفيل قال ابن المديني لم أسمع بذكره إلا في هذا الحديث يعني في ذكر ذي الثدية انتهى وأظن أن أبا الطفيل شيخه وهو بينه وبين سعد وأما الذي يروى عنه ذلك الحديث فقتادة ولذا ذكره ابن حبان في الثقات ثم تبين أن الذي في كتاب بن حبان (خطأ) والصواب ما في الأصل فقد ذكر ابن المديني أنه لا راوي له سوى أبي الطفيل وقال ابن عدي ما أقل ماله من الروايات ورواية أبي الطفيل عنه من رواية الصحابة عن التابعين وقد ذكره بعضهم في الصحابة فإن صح فيه من الإقران.
—
2 – أخرج العقيلي في الضعفاء كما هنا قال:
حدثنا محمد بن إسماعيل قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير قال: حدثنا سفيان ابن عيينة قال: حدثنا العلاء بن أبي العباس قال: سمعت أبا الطفيل يحدث عن بكر بن قرواش عن سعد بن مالك، أنه سمع النبي عليه السلام فذكره يعني ذو الثدية الذي وجد مع أصحاب النهر فقال: «شيطان الردهة يجتدره رجل من بجيلة يقال له الأشهب أو ابن الأشهب» علامة في قوم ظلمة
ورواه عن سفيان بن عيينة، عن العلاء بن أبي العباس به جماعة وذلك كما أخرجه عبد الرزاق كما في الأمالي في آثار الصحابة 127
والحميدي في مسنده 74 – وعنه يعقوب بن سفيان كما ذكره الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية وعنه أيضا ابن أبي خيثمة كما التاريخ الكبير 891 وكما في أخبار المكيين 376 وعنه أيضا بشر بن موسى كما عند الحاكم في المستدرك 8653 – ، وابن أبي شيبة في المصنف 37921 وأبو يعلى في مسنده 753 والعقيلي في الضعفاء كما هنا من طريق يحيى بن أبي بكير، والإمام أحمد في مسنده 1551 باختصار، وابن أبي عاصم في السنة 920 والضياء في المختارة على الصحيحين 939 من طريق ابن أبي عمر – وهذا في مسنده كما أفاده البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة-، والبزار في مسنده 1227 عن أحمد بن أبان القرشي، وأبو يعلى في مسنده -كما في زوائد أبي يعلى للهيثمي 984 – ومن طريقه الضياء في المختارة 941 عن إسحاق بن أبي إسرائيل، وابن عدي في الكامل في الضعفاء في ترجمة بكر بن قرواش 269 من طريق لوين- وهذا في جزئه-، وأبو منصور الهروي في تهذيب اللغة له من طريق هارون بن معروف كلهم عن سفيان به، زاد الحميدي قال سفيان فأخبرني عمار الدهني أنه جاء به رجل منهم يقال له الأشهب أو ابن الأشهب وأما ابن أبي بكير فقال في حديثه كما عند ابن أبي شيبة فقال عمار الدهني حين (كذب) به جاء رجل من بجيلة، قال: وأراه قال: من دهن، يقال له الأشهب أو ابن الأشهب “، وعند أبي يعلى من طريق ابن أبي بكير “حين حدث به ” بدلا من “حين كذب” وهو الأظهر
وقال ابن أبي عمر في حديثه
قال سفيان: أخبرني عمار الدهني: فاحتدره رجل منا يقال له الأشهب، أو ابن الأشهب.
ولفظه عند ابن أبي شيبة: عن سعد بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر ذا الثدية الذي كان مع أصحاب النهر فقال: شيطان الردهة يحتدره رجل من بجيلة يقال له الأشهب أو ابن الأشهب علامة سوء في قوم ظلمة , فقال عمار الدهني حين (كذب) به جاء رجل من بجيلة , قال: وأراه قال: من دهن , يقال له الأشهب أو ابن الأشهب ”
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا سعد، ولا نعلم له إسنادا، عن سعد إلا هذا الإسناد
والذي يظهر لي أن عمارا الدهني قد تابع العلاء في هذا الإسناد
قال الحاكم «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه»
قال الذهبي في تلخيص المستدرك: ما أبعده من الصحة وأنكره
قال الضياء في المختارة إسناده ضعيف
وأشار إلى رواية عمار الدهني الحميدي في مسنده، وابن أبي شيبة في المصنف عن يحيى بن أبي بكير، وابن أبي عاصم في السنة عن ابن أبي عمر
وأخرجه الدارقطني في علله من طريق عباس بن يزيد البحراني عن سفيان به (مع تشويش في السند لا داعي لذكره الآن)
* وفي تاريخ ابن معين:
(532) – سَمِعت يحيى يَقُول قد روى بن عُيَيْنَة عَن العَلاء بن أبى العَبّاس الشّاعِر حَدِيث بكر بن قرواش
الحديث أورده العلامة الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة 3750 وقال منكر
قال الهيثمي في مجمع الزوائد 6/ 351
رواه أبو يعلى وأحمد باختصار والبزار ورجاله ثقات
وقال في موضع آخر 10/ 66
رواه أحمد وأبو يعلى ورجال أحمد ثقات وفي بكر بن قرواش خلاف لا يضر
* قال المعلمي:
قال الحاكم: «صحيح الإسناد». تعقبه الذهبي قال: «ما أبعدَه من الصحة وأنكرَه!»
أقول: للعلاء بن أبي العباس ترجمة في «الميزان» و «لسانه»، وقد قال فيه الأزدي: شيعي غالٍ. مع أن الأزدي نفسه قد رُمي بالغلو في الرفض! وإن كان لي في ذلك نظر.
والذي أرى أن العلاء ليس بعمدة. ومع ذلك فلم يتحقق سماعه من أبي الطفيل. آثار المعلمي 13ج/19
* قال محققو المسند 1551:
إسناده ضعيف، بكر بن قرواش لم يرو عنه سوى أبي الطفيل
المديني: لم أسمع بذكره إلا في هذا الحديث، وقال البخاري: فيه نظر، وقال الذهبي في «الميزان» (1) / (347): لا يُعرف، والحديثُ منكر (يعني هذا الحديث)، وتساهل العجلي وابن حبان فوثقاه، والعلاء بن أبي العباس وثقه يحيى بن معين كما في «الجرح والتعديل» (6) / (356)، وذكره ابن حبان في «الثقات» (7) / (265) وقال: روى عن أبي الطفيل إن كان سمع منه، فهذه إشارة إلى وجود علة أخرى في إسناد هذا الحديث، وهي الانقطاع بين العلاء وبين أبي الطفيل عامر بن وائلة، وفات الحافظ أن يترجم له في «التعجيل» مع أنه من شرطه.
تنبيه:
العلاء قد صرح بالسماع في حديثنا هذا؛ لذا لا ينبغي التردد في ذلك عند من يوثقه والله أعلم.
3 – أخرج البيهقي في دلائل النبوة من طريق يعقوب بن سفيان – وهذا أخرجه في المعرفة والتاريخ-، قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن حامد الهمداني قال: سمعت سعد بن مالك يقول قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه شيطان الردهة يعني: المخدج. انتهى.
تابعه مثنى بن معَاذ بن معَاذ حدثنا أبي به أخرجه ابن أبي خيثمة في أخبار المكيين 377 وفي التاريخ الكبير
تابعه أبو شيبة عن أبي إسحق عن أبي بركة الصائدي به نحوه أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 37899
سُئِلَ أَبُو يُوسُفَ هو يعقوب بن سفيان عَنْ حَامِدٍ هَذَا؟ فَقَالَ: لَا أَعْرِفُهُ.
* وفي البداية والنهاية؛ نقل الحديث من طريق حامد الهمداني به … وزاد:
قالَ الحافِظُ أبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ: وقالَ الهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنا إسْرائِيلُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ جَدِّهِ أبِي إسْحاقَ السَّبِيعِيِّ عَنْ رَجُلٍ قالَ: بَلَغَ سَعْدَ بْنَ أبِي وقّاصٍ أنَّ عَلِيَّ بْنَ أبِي طالِبٍ قَتَلَ الخَوارِجَ، فَقالَ: قَتَلَ عَلِيُّ بْنُ أبِي طالِبٍ شَيْطانَ الرَّدْهَةِ.
4 – قال ابن الجوزي في غريب الحديث:
في الحديث إِنَّهُ ذُكِرَ المَقْتُولِ بالنَّهْرَوانِ فقال شَيْطَانُ الرُّدْهَةُ يَحْتَدِرُهُ رَجُلٌ من بَجِيلة الرُّدْهَةُ النُقْرَةُ في الجَبَلِ يُسْتَنْقَعُ فيها الماءُ
5 – قال العقيلي “وفي قصة ذي الثديين أسانيد صحاح بغير هذا اللفظ” قلت ثبت من حديث أبي سعيد الخدري وعلي بن أبي طالب كما يأتي:
1 – أخرج البخاري 3610 و 6163 و6933 ومسلم في صحيحه 1064 أن أبا سعيد الخدري، قال: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسما، أتاه ذو الخويصرة، وهو رجل من بني تميم، فقال: يا رسول الله، اعدل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ويلك ومن يعدل إن لم أعدل؟ قد خبت وخسرت إن لم أعدل» فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يا رسول الله، ائذن لي فيه أضرب عنقه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دعه، فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يقرءون القرآن، لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى رصافه فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى نضيه فلا يوجد فيه شيء – وهو القدح – ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء، سبق الفرث والدم، آيتهم رجل أسود، إحدى عضديه مثل ثدي المرأة، أو مثل البضعة تتدردر، يخرجون على حين فرقة من الناس» قال أبو سعيد: «فأشهد أني سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأشهد أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قاتلهم وأنا معه، فأمر بذلك الرجل فالتمس، فوجد، فأتي به، حتى نظرت إليه، على نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي نعت»
2 – أخرج مسلم في صحيحه 1066 وأبو داود في سننه 4763 عن عبيدة، عن علي، قال: ذكر الخوارج فقال: «فيهم رجل مخدج اليد، أو مودن اليد، أو مثدون اليد»، لولا أن تبطروا لحدثتكم بما وعد الله الذين يقتلونهم، على لسان محمد صلى الله عليه وسلم، قال قلت: آنت سمعته من محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: إي، ورب الكعبة، إي، ورب الكعبة، إي، ورب الكعبة
3 – وأخرج مسلم في صحيحه 1066 وأبو داود في سننه 4768 من طريق زيد بن وهب الجهني، أنه كان في الجيش الذين كانوا مع علي رضي الله عنه، الذين ساروا إلى الخوارج، فقال علي رضي الله عنه: أيها الناس إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يخرج قوم من أمتي يقرءون القرآن، ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء، ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء، ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء، يقرءون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم، لا تجاوز صلاتهم تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية»، لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم، ما قضي لهم على لسان نبيهم صلى الله عليه وسلم، لاتكلوا عن العمل، «وآية ذلك أن فيهم رجلا له عضد، وليس له ذراع، على رأس عضده مثل حلمة الثدي، عليه شعرات بيض» فتذهبون إلى معاوية وأهل الشام وتتركون هؤلاء يخلفونكم في ذراريكم وأموالكم، والله، إني لأرجو أن يكونوا هؤلاء القوم، فإنهم قد سفكوا الدم الحرام، وأغاروا في سرح الناس، فسيروا على اسم الله. قال سلمة بن كهيل: فنزلني زيد بن وهب منزلا، حتى قال: مررنا على قنطرة، فلما التقينا وعلى الخوارج يومئذ عبد الله بن وهب الراسبي، فقال: لهم ألقوا الرماح، وسلوا سيوفكم من جفونها، فإني أخاف أن يناشدوكم كما ناشدوكم يوم حروراء، فرجعوا فوحشوا برماحهم، وسلوا السيوف، وشجرهم الناس برماحهم، قال: وقتل بعضهم على بعض، وما أصيب من الناس يومئذ إلا رجلان، فقال علي رضي الله عنه: التمسوا فيهم المخدج، فالتمسوه فلم يجدوه، فقام علي رضي الله عنه بنفسه حتى أتى ناسا قد قتل بعضهم على بعض، قال: أخروهم، فوجدوه مما يلي الأرض، فكبر، ثم قال: صدق الله، وبلغ رسوله، قال: فقام إليه عبيدة السلماني، فقال: يا أمير المؤمنين، ألله الذي لا إله إلا هو، لسمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: إي، والله الذي لا إله إلا هو، حتى استحلفه ثلاثا، وهو يحلف له ”
4 – تابعه عبيد الله بن أبي رافع، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الحرورية لما خرجت، وهو مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قالوا: لا حكم إلا لله، قال علي: كلمة حق أريد بها باطل، فذكره أخرج مسلم في صحيحه 1066وفيه (من أبغض خلق الله إليه منهم أسود، إحدى يديه طبي شاة أو حلمة ثدي» فلما قتلهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: انظروا، فنظروا فلم يجدوا شيئا، فقال: ارجعوا فوالله، ما كذبت ولا كذبت، مرتين أو ثلاثا، ثم وجدوه في خربة، فأتوا به حتى وضعوه بين يديه، قال عبيد الله: وأنا حاضر ذلك من أمرهم، وقول علي فيهم “، زاد يونس في روايته: قال بكير: وحدثني رجل عن ابن حنين أنه، قال: رأيت ذلك الأسود
5 – أخرج أبو داود في سننه 4769 – حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنا حَمّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ مُرَّةَ، قالَ: حَدَّثَنا أبُو الوَضِيءِ، قالَ: قالَ عَلِيٌّ، عليه السلام اطْلُبُوا المُخْدَجَ فَذَكَرَ الحَدِيثَ فاسْتَخْرَجُوهُ مِن تَحْتِ القَتْلى فِي طِينٍ قالَ أبُو الوَضِيءِ: «فَكَأنِّي أنْظُرُ إلَيْهِ حَبَشِيٌّ عَلَيْهِ قُرَيْطِقٌ لَهُ إحْدى يَدَيْنِ، مِثْلُ ثَدْيِ المَرْأةِ عَلَيْها شُعَيْراتٌ مِثْلُ شُعَيْراتِ الَّتِي تَكُونُ عَلى ذَنَبِ اليَرْبُوعِ»
صحح الألباني إسناده
قال الحافظ في التقريب:
3150 – عباد بن نسيب بالنون والمهملة والموحدة مصغرا أبو الوضيء بفتح الواو وكسر المعجمة مشهور بكنيته ويقال اسمه عبد الله ثقة من الثالثة د عس ق
* قال باحث: رواه عن علي اثنا عشر نفسا: زيد بن وهب، وسويد بن غفلة، وطارق بن زياد وعبدال له بن شداد، وعبيد الله بن أبي رافع وعبيد بن عمرو السلماني وكليب أبوعاصم، وأبو كثير، وأبو مريم، وأبو موسى، وأبو الوضئ (عباد بن نسيب القيسي ثقة مشهور الرواية) وفي بعض الفاظها اختلاف، ثم ساقها باسانيدها.
وأحاديث المخدج ساقها ابن كثير في البداية والنهاية
6 – قال أبو عبيد القاسم بن سلام في غريب الحديث:
قال “الأصمعي” وغير واحدٍ في المخدج: هو الناقص الخلق، ومنه قيل للمقتول “بالنهروان” في الخوارج مُخدجُ اليد.
قال الحميدي محمد بن فتوح (ت 488ه) في تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم:
طبي شَاة
أَي ضرْعهَا، المخدج: النَّاقِص الْخلق
مثدن الْيَد ومثدون الْيَد
أَي: صَغِير الْيَد مجتمعها
قال القاضي عياض كما في مشارق الأنوار على صحاح الآثار:
(ط ب ي) قَوْله فِي حَدِيث المخدج إِحْدَى ثدييه كَأَنَّهَا طبي شَاة بِضَم الطَّاء وَسُكُون الْبَاء بِوَاحِدَة وَضم الْيَاء هُوَ ثديها