187 عون الصمد شرح الذيل والمتمم له على الصحيح المسند
جمع نورس الهاشمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
————-
مسند أحمد:
25020 – حدثنا عفان، قال: حدثنا الأسود بن شيبان، قال: حدثنا أبو نوفل بن أبي عقرب، قال: سألت عائشة، هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتسامع عنده الشعر؟ قالت: «كان أبغض الحديث إليه»
قلت سيف:
على شرط الذيل على الصحيح المسند
أورده الشيخ مقبل في الصحيح المسند 1547 بشطره الثاني، وهذا الذي عندنا شطر الحديث الاول
وراجع الصحيحة 3095
والحديث ذكره الهيثمي في غاية المقصد وكذلك ابن حجر في أطراف المسند وعزاه لأبي داود.
————–
ضابط الشعر
المقصود من قول عائشة رضي الله عنها كان أبغض الحديث عنده أي تعني الشعر القبيح، فالشعر منه ما هو حسن و ما هو قبيح
و جاء في حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن ينشد الشعر في المسجد.
قال ابن منذر:
دل حديث أبي هريرة أنه لما أباح
لحسان بن ثابت أن يهجو المشركين في المسجد أن الشعر المنهي عنه أن ينشد في المسجد القبح منه دون الحسن إذ من الشعر حسن وقبيح فأباح منه الحسن ونهى عن القبيح منه؛ لأن حسان إنما كان يهجو المشركين في المسجد، فدعا أن يؤيد بروح القدس مادام مجيبا عن النبي صلى الله عليه وسلم. ” الأوسط ” (ج (5) / (127)).
ضابط الشعر:
والشعر كلامه موزون فحسنه حسن وقبيحه قبيح.
قال ابن عبد البر: وهذا محمله عندي أن يكون الشعر الذي ينشد في المسجد ما ليس فيه منكر من القول ولا زور وحسبك ما ينشد على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأما ما كان فيه من الفخر بالآباء الكفار والتشبيب بالنساء وذكرهن على رؤوس الملأ وشعر يكون فيه شيء من الخنا فهذا كله لا يجوز في المسجد ولا في غيره والمسجد أولى بالتنزيه من غيره
والشعر كلامه موزون فحسنه حسن وقبيحه قبيح وقبيحه لا يزيده الوزن معنى
وقد قال صلى الله عليه وسلم إن من الشعر لحكمة. الاستذكار (ج (2) / (368))
و قال ابن بطال: وذكر قول ابن رواحة يدل أن حسن الشعر محمود كحسن الكلام، وتبين أن قوله (صلى الله عليه وسلم): (لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعرا) أنه لا يراد به كل الشعر، وإنما المراد به الشعر الذى فيه الباطل والهجر من القول، لأنه (صلى الله عليه وسلم) قد نفى عن ابن رواحة بقوله هذه الأبيات، قول الرفث، وإذا لم تكن من الرفث فهى فى حيز الحق، والحق مرغب فيه، مأجور عليه صاحبه. ” شرح صحيح البخاري ” (ج (3) / (148)).
[الشعر المحرم]
قال النووي:
فأما ما فيه شئ مذموم كهجو مسلم أو صفة الخمر
أو ذكر النساء أو المرد أو مدح ظالم أو افتخار منهي عنه أو غير ذلك فحرام. المجموع شرح المهذب (ج (2) / (177)).
ما يكره من الشعر؟
قال: [الهجاء و] الرقيق الذي يشبب بالنساء، وأما الكلام الجاهلي فما أنفعه، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “إن من الشعر حكمة” (2). (3)
قال إسحاق: كما قال. ” مسائل الامام احمد و إسحاق ابن راهويه ”
قال ابن قدامة: وليس في إباحة الشعر خلاف، وقد قاله الصحابة والعلماء، والحاجة تدعو إليه لمعرفة اللغة والعربية، والاستشهاد به في التفسير، وتعرف معاني كلام الله تعالى، وكلام رسوله – صلى الله عليه وسلم – ويستدل به أيضا على النسب، والتاريخ، وأيام العرب. ويقال: الشعر ديوان العرب.
فإن قيل: فقد قال الله تعالى: {والشعراء
يتبعهم الغاوون} [الشعراء: (224)] وقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: «لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا حتى يريه، خير له من أن يمتلئ شعرا». رواه أبو داود، وأبو عبيد. وقال: معنى يريه: يأكل جوفه، يقال: وراه يريه، قال الشاعر:
وراهن ربي مثل ما قد ورينني … وأحمي على
أكبادهن المكاويا
قلنا: أما الآية، فالمراد بها من أسرف وكذب؛
بدليل وصفه لهم بقوله: {ألم تر أنهم في كل واد يهيمون} [الشعراء: (225)] {وأنهم يقولون ما لا يفعلون} [الشعراء: (226)].
ثم استثنى المؤمنين، فقال: {إلا الذين آمنوا
وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا} [الشعراء: (227)]. ولأن الغالب على الشعراء قلة الدين، والكذب، وقذف المحصنات، وهجاء الأبرياء، سيما من كان في ابتداء الإسلام، ممن يهجو المسلمين، ويهجو النبي – صلى الله عليه وسلم – ويعيب الإسلام، ويمدح الكفار، فوقع الذم على الأغلب، واستثنى منهم من لا يفعل الخصال المذمومة، فالآية دليل على إباحته، ومدح أهله المتصفين بالصفات الجميلة.
وأما الخبر؛ فقال أبو عبيد: معناه أن يغلب
عليه الشعر حتى يشغله عن القرآن والفقه. ” المغني ” ((10) / (158) – (159)).
قال ابن تيمية: فذم الممتلئ بالشعر الذي لم يستعمل بما يوجب الإيمان والعمل الصالح وذكر الله كثيرا ولم يذم الشعر مطلقا بل قد يبين معنى الحديث ما قاله الشافعي الشعر كلام فحسنه كحسن الكلام وقبيحه كقبيحه هذا قوله في الشعر مع قوله في التغبير. ” الإستقامة ” (ج (1) / (243))
قال الحافظ ابن حجر: ولكن وجهه عندي أن يمتلئ قلبه من الشعر حتى يغلب عليه فيشغله عن القرآن وعن ذكر الله فيكون الغالب عليه فأما إذا كان القرآن والعلم الغالبين عليه فليس جوفه ممتلئا من الشعر. ” الفتح ” (ج (10) / (549)).
الخلاصة: الشعر كلام حسنه حسن و قبيحه قبيح، فلا ينبغي التوسع في الشعر اذا كان يشغلك عّن تلاوة القران و ذكر الله، أما الشعر إذا كان فيه غزل أو كلام باطل فهذا محرم و يدخل في الوعيد [وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه: ((لأن يمتلئ جوف رجل قيحا يريه خير من أن يمتلئ شعرا)).متفق عليه.