187 الشفاء فيما قال فيه العقيلي أصح وأولى:
جمع أبي صالح حازم
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
وميزت تعليقي بعلامة *
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–
قال العقيلي في كتاب الضعفاء الكبير له:
187 – بكر بن عبد الله بن الشرود صنعاني حدثنا محمد بن عبد الحميد السهمي قال: حدثنا أحمد بن محمد الحضرمي قال: قال لنا يحيى بن معين: بكر بن الشرود كذاب ومسكنه باليمن. حدثنا محمد بن عيسى قال: حدثنا عباس قال: سمعت يحيى قال: بكر بن الشرود صنعاني ليس بشيء. حدثنا آدم بن موسى قال: سمعت البخاري قال: كان بكر بن الشرود قال يحيى بن معين قد رأيته ليس بثقة
ومن حديثه ما حدثناه محمد بن محمد البلخي قال: حدثنا محمد بن أبان البلخي قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن عطاء الصنعاني قال: حدثنا سفيان الثوري، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة» ولا يتابع عليه وقد حدث عن الثوري وغيره أحاديث كثيرة مناكير وهذا يروى عن الزهري عن سالم عن أبيه بإسناد صحيح
الشرح:
1 – ترجمة بكر بن عبد الله بن الشرود
قال ابن معين ليس بشيء كما في تاريخه برواية الدوري ونقله ابن حبان في المجروحين وابن عدي في الكامل كلاهما من طريق العباس بن محمد الدوري.
وقال يحيى بن معين رأيته وليس بثقة كما نقله ابن عدي في الكامل عن البخاري
وقال ابن معين أيضا كذاب كما نقله العقيلي هنا وجمع ابن الجوزي بينهما فقال قال ابن معين كذاب ليس بشيء.
قال الذهبي في الميزان:
وقد سئل عنه أبو حاتم فقال: متهم بالقدر.
قال النسائي في الضعفاء والمتروكين 86 ضعيف، وقال أبو القاسم الكعبي البلخي كما في قبول الأخبار ومعرفة الرجال 265 ليس بشيء
قال ابن حبان في المجروحين 148 كَانَ يقلب الْأَسَانِيد وَيرْفَع الْمَرَاسِيل
وقال ابن عدي في آخر ترجمته في الكامل في ضعفاء الرجال: ولبكر غير ما ذكرت من الروايات مما لا يتابعه الثقات عليه وكلها غير محفوظة ما ذكرتها وما لم أذكرها. قلت ومما لم يذكره حديث الباب.
وأورده الدارقطني في الضعفاء والمتروكين 131
* وقال المقدسي في ذخيرة الحفاظ:
823 – حَدِيث: ان أكذب النّاس الصّباغ
وبكر لا شيء فِي الحَدِيث.
وكرر هذا التجريح في عدة مواضع (1139)، (5372)
2 – أخرج العقيلي كما هنا من طريق بكر بن عبد الله بن عطاء الصنعاني قال: حدثنا سفيان الثوري، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة» قال العقيلي حدثنا محمد بن محمد البلخي قال: حدثنا محمد بن أبان البلخي قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن عطاء الصنعاني به
تابعه الحسن بن بكر بن الشرود عن أبيه عن سفيان وأبي بكر بن أبي سبرة عن سهيل به أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 7/ 141 وأبو الشيخ في أمثال الحديث 136
قال أبو نعيم عقبه غريب من حديث الثوري وسهيل، تفرد به بكر بن الشرود الصنعاني
جاء في سؤالات السلمي للدارقطني196 وسألته، عن عبد العزيز بن بكر بن الشرود، فقال: هو وأبوه وجده ضعفاء
قال الذهبي في ميزان الاعتدال:
ومن مناكيره: حدثنا الثوري، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة – مرفوعاً: الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة.
وهذا صحيح للزهري، عن سالم، عن أبيه – مرفوعاً.
قال الحافظ ابن حجر في اللسان:
وقول الذهبي ومن مناكيره … إلى آخره أخذه من قول العقيلي برمته.
تابعه مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا النَّاسُ كَإِبِلٍ مِائَةٍ لَا تُوجَدُ فِيهَا رَاحِلَةٌ»
أخرجه أبو الشيخ في أمثال الحديث 135 حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ ثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ مَعْمَر به وهذا إسناد لا أجد فيه مطعنا سوى أن الراوي عن معمر خولف في إسناده كما سيأتي بعده فيكون هذا الإسناد شاذا والله أعلم ويصلح في الذيل على أحاديث معلة والله أعلم.
3 – أخرج البخاري في صحيحه 6498 والإمام أحمد في مسنده 6030 من طريق شعيب وأخرجه مسلم في صحيحه 2547 والترمذي في سننه 2872 والحميدي في مسنده 678 والإمام أحمد في مسنده 4516 و 5619 من طريق معمر – وهذا في جامعه 20447 – وأخرجه الترمذي في سننه 2873 من طريق سفيان بن عيينة وأخرجه الإمام أحمد في مسنده 6044 من طريق إبراهيم بن سعد كلهم عن الزهري قال أخبرني سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنما الناس كالإبل المائة لا تكاد تجد فيها راحلة
تابعه زيد بن أسلم عن عبد الله بن عمر به أخرجه ابن ماجه في سننه 3990 من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي وأبو داود الطيالسي في مسنده 2026 والإمام أحمد في مسنده 6237 من طريق زهير بن محمد والإمام أحمد في مسنده 5387 و6049 من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار والإمام أحمد في مسنده 5882 من طريق محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان … كلهم عن زيد بن أسلم به وهذا إسناد صحيح.
4 – قال الدارقطني كما في العلل له 3022 – وسئل عن حديث سالم، عن أبيه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس كإبل مئة، لا تكاد تجد فيها راحلة. فقال: يرويه الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وخالفه نافع، فرواه عن ابن عمر، عن عمر، قوله. حدث به ابن عجلان، عن نافع كذلك، وقيل: هو الصحيح. انتهى
قلت وأخرجه أبو محمد الفاكهي في فوائده 9 والدارقطني في علله 3022 من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، عن سعيد بن أبي أيوب؛ أنه حدثهم قال: حدثني محمد بن عجلان به.
قال ابن رجب كما في شرح علل الترمذي:
وسئل أحمد إذا اختلفا – أي سالم ونافع – فلأيهما يقضي؟ فقال كلاهما ثبت ولم ير أن يقضي لأحدهما على الآخر نقله عنه المروذي ونقل عثمان الدارمي عن ابن معين نحوه ….. وحكى الأثرم عن غير أحمد أنه رجح قول نافع في حديث الناس كإبل مائة
قلت قال أبو داود في سننه في باب في العبد يُباع وله مال “واختلف الزهري ونافع في أربعة أحاديث هذا أحدُها” قلت يقصد حديث من باع عبدا وله مال وذكر محققو السنن الشيخ شعيب الأرناؤوط ومن معه حديث الباب كواحد من الأحاديث الأربعة
قال ابن عبد البر في التمهيد 9/ 212 هذا الحديث – يقصد حديث رفع اليدين في الصلاة- أحد الأحاديث الأربعة التي رفعها سالم عن أبيه عن النبي عليه السلام وأوقفها نافع على ابن عمر فمنها ما جعله من قول ابن عمر وفعله ومنها ما جعله عن ابن عمر عن عمر والقول فيها قول سالم ولم يلتفت الناس فيها إلى نافع فهذا أحدها والثاني من باع عبدا وله مال جعله نافع عن ابن عمر عن عمر قوله والحديث الثالث الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة والرابع فيما سقت السماء والعيون أو كان بعلا العشر وما سقي بالنضح نصف العشر. انتهى
5 – قلت: ويزيد في تقديم حديث سالم في الباب على إسناد نافع إخراج الشيخين له في صحيحيهما، ومتابعة زيد بن أسلم لسالم على أننا نقول لو قال قائل: كلٌ ثابت؛ لم يكن بعيدا؛ أي ثبت مرفوعا وثبت موقوفا على عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
6 – * تنبيه: هكذا وقع في عدة مطبوعات لسنن أبي داود: قال أبو داود في سننه في باب في العبد يُباع وله مال “واختلف الزهري ونافع في أربعة أحاديث هذا أحدُها”
فجعل الخلاف بين الزهري ونافع والصواب أن الخلاف بين سالم ونافع هكذا ينص الأئمة
وراجع «ترتيب علل الترمذي الكبير» (325).
وتحفة الأشراف بمعرفة الأطراف (5) / (402) حيث نقل عن النسائي أن الخلاف بين سالم ونافع
وراجع كذلك الفتح لابن رجب 6/ 345
قال صاحب العون (قال أبوداود واختلف الزهري ونافع إلخ) هذه العبارة لم توجد في أكثر النسخ.
ونقل المزي في تحفة الاشراف هذا الحديث وعزاه لأبي داود ولم ينقل هذه العبارة عن أبي داود.