182 عون الصمد شرح الذيل والمتمم له على الصحيح المسند
جمع نورس الهاشمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
——–
مسند أحمد:
5683 قال الإمام أحمد حدثنا إسحق بن عيسى حدثني ليث حدثني ابن شهاب عن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد أنه قال لعبد الله بن عمر إنا نجد صلاة الحضر، وصلاة الخوف في القرآن، ولا نجد صلاة السفر في القرآن، فقال له ابن عمر: ابن أخي إن الله عز وجل بعث إلينا محمدا صلى الله عليه وسلم، ولا نعلم شيئا، فإنما نفعل كما رأينا محمدا صلى الله عليه وسلم يفعل
قال صاحبنا ابوصالح حازم:
وصححه الألباني، وأورده الدارقطني في العلل وقال والصواب قول الليث ومن تابعه عن الزهري أي هذه الطريق
قلت سيف:
على شرط الذيل على الصحيح المسند
بعض الأئمة قال رواه مالك فافسده أسقط عبدالله ولم يسم اميه يعني رواه عن ابن شهاب عن رجل من آل خالد بن أسيد انه سأل عبدالله بن عمر …
وهذا ليس ترجيحا لرواية مالك، وإنما ذكر لاوجه الخلاف، وإلا الدارقطني ذكر كما في الأحاديث التي خولف فيها مالك قال: خالفه جماعه من أصحاب الزهري منهم يونس وعقيل ومعمر والليث بن سعد وفليح بن سليمان وغيرهم فرووه عن عبدالله بن أبي بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام عن أميه بن عبدالله بن خالد بن أسيد انه سأل ابن عمر وهو الصواب.
وقال ابن عبدالبر البر في التمهيد: ولم يقم مالك إسناد هذا الحديث أيضا …
والأئمة الذين يعرضون عن رواية مالك مع جلالته يشعرك انهم يعتبرونها مرجوحه كذلك كأحمد والنسائي؛ إنما يوردون رواية الليث ومعمر.
وانظر علل الدارقطني 3087
————-
الحديث يُبين أن القصر في سفر الأمن ثابت بالسنة لا بالقرآن.
قوله (صلاة الحضر) هي محل الأوامر المطلقة وصلاة الخوف مذكورة في قوله تعالى {وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا} [النساء: (101)] الآية
قوله (نفعل) أي وقد قصر بلا خوف فهو دليل يثبت به الحكم كما يثبت بالقرآن. انظر ” حاشية السندي على سَنَن ابن ماجة ”
قال أبو عمر معنى قوله (ولا نجد صلاة السفر) يعني في القرآن لأنها لا ذكر لها في القرآن. وسؤال السائل عن صلاة السفر في الأمن دون الخوف وإنما في القرآن قد قال الله تعالى (وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلوة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا) النساء (101) فأجابه بن عمر بكلام معناه أن الذي نزل عليه القرآن صلى الله عليه وسلم قصر وهو آمن في السفر ونحن نفعل كما رأيناه يفعل ….
وفي هذا الحديث من الفقه أن قصر الصلاة في السفر من غير خوف سنة مسنونة لا فريضة مذكورة في القرآن
لأن القصر في القرآن إنما هو لمن ضرب في الأرض مسافرا إذا خاف الذين كفروا فصح القصر للمسافر بشرط السفر وشرط الخوف
ثم قصر رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمره وغزواته وحجته آمنا فكان ذلك زيادة بيان على ما في القرآن. [الاستذكار، ج (2) / (216)].
قال العيني: وَأما فِي حَال الْأَمْن فبالسنة، وَاحْتج الشَّافِعِي أَيْضا بِمَا رَوَاهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة عَن يعلى بن أُميَّة. قَالَ: قلت لعمر بن الْخطاب، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: قَالَ الله تَعَالَى: {فَلَيْسَ عَلَيْكُم جنَاح أَن تقصرُوا من الصَّلَاة إِن خِفْتُمْ} فقد أَمن النَّاس، قَالَ: عجبت مِمَّا عجبت مِنْهُ، فَسَأَلت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: (صَدَقَة تصدق الله تَعَالَى بهَا عَلَيْكُم، فاقبلوا صدقته). فقد علق الْقصر بِالْقبُولِ وَسَماهُ صَدَقَة والمتصدق عَلَيْهِ مُخَيّر فِي قبُول الصَّدَقَة، فَلَا يلْزمه الْقبُول حتما.
وَلنَا أَحَادِيث: مِنْهَا: حَدِيث عَائِشَة، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا، قَالَت: (فرضت الصَّلَاة رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ فأقرت صَلَاة السّفر، وَزيد فِي صَلَاة الْحَضَر). رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم. وَمِنْهَا: حَدِيث ابْن عَبَّاس قَالَ: (فرض الله الصَّلَاة على لِسَان نَبِيكُم فِي الْحَضَر أَربع رَكْعَات، وَفِي السّفر رَكْعَتَيْنِ، وَفِي الْخَوْف رَكْعَة). رَوَاهُ مُسلم. وَمِنْهَا: حَدِيث عمر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، قَالَ: (صَلَاة السّفر رَكْعَتَانِ، وَصَلَاة الضُّحَى رَكْعَتَانِ، وَصَلَاة الْفطر رَكْعَتَانِ، وَصَلَاة الْجُمُعَة رَكْعَتَانِ، تَمام غير قصر على لِسَان نَبِيكُم مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم). رَوَاهُ النَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَابْن حبَان فِي (صَحِيحه) وَالْجَوَاب عَن حَدِيث يعلى بن أُميَّة أَنه دليلنا لِأَنَّهُ أَمر بِالْقبُولِ وَالْأَمر للْوُجُوب. ” عمدة القاري شرح صحيح البخاري” (ج (6) / (254)).
قال العلامة السعدي في التفسير: ويدل على أفضلية القصر على الإتمام أمران:
أحدهما: ملازمة النبي صلى الله عليه وسلم
على القصر في جميع أسفاره.
والثاني: أن هذا من باب التوسعة والترخيص
والرحمة بالعباد، والله تعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته.
و للمزيد ينظر في هذا الرابط رسالة في احكام السفر للاخ الفاضل سعيد الجابري
http://drsaif.com/maktba/play.php?catsmktba=346