172 فتح الاحد الصمد شرح الصحيح المسند
مشاركة عبدالله المشجري وعبدالملك وأحمد بن علي وناجي الصيعري وعلي الكربي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى ، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وذرياتهم وذرياتنا )
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
قال الشيخ مقبل:
172 – قال الإمام النسائي رحمه الله (ج 4 ص 6): أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ حَدَّثَنَا كَهْمَسٌ عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ «الْمُؤْمِنُ يَمُوتُ بِعَرَقِ الْجَبِينِ».
هذا حديث صحيحٌ على شرط البخاري.
——-
الحديث صححه الألباني في سنن النسائي 1829
وصححه محققو المسند 22964
أورده الشيخ مقبل في أحاديث معلة من رواية قتادة عن ابن بريدة 64
بوب عليه ابن ماجه: باب ما جاء في المؤمن يؤجر في النزع
بوب عليه النسائي: باب علامة موت المؤمن
بوب عليه البغوي في شرح السنة: باب شدة الموت
قال القرطبي:
ثم اعلم أن للموت أسبابا وأمارات، فمن علامات موت المؤمن عرق الجبين.
تفسير القرطبي = الجامع لأحكام القرآن (4/ 298)
قال المظهري:
يعني: يشتد الموت على المؤمن، وتكون سَكْرَةُ موته شديدةٌ بحيث يخرج منه العَرَقُ من الشِّدة، وذلك ليتخلص ويتطهر من ذنوبه الباقية عليه، ويزيد درجته
المفاتيح في شرح المصابيح (2/ 418)
قال السيوطي:
المؤمن يموت بعرق الجبين قال العراقي في شرح الترمذي اختلف في معنى هذا الحديث فقيل إن عرق الجبين يكون لما يعالج من شدة الموت وعليه يدل حديث بن مسعود قال أبو عبد الله القرطبي وفي حديث بن مسعود موت المؤمن بعرق الجبين يبقى عليه البقية من الذنوب فيجازى بها عند الموت أو يشدد ليتمحص عنه ذنوبه هكذا ذكره في التذكرة ولم ينسبه إلى من خرجه من أهل الحديث وقيل إن عرق الجبين يكون من الحياء وذلك أن المؤمن إذا جاءته البشرى مع ما كان قد اقترف من الذنوب حصل له بذلك خجل واستحياء من الله تعالى فيعرق بذلك جبينه قال القرطبي في التذكرة قال بعض العلماء إنما يعرق جبينه حياء من ربه لما اقترف من مخالفته لأن ما سفل منه قد مات وإنما بقيت قوى الحياة وحركاتها فيما علاه والحياء في العينين فذاك وقت الحياء والكافر في عمى من هذا كله والموحد المعذب في شغل عن هذا بالعذاب الذي قد حل به وإنما العرق الذي يظهر لمن حلت به الرحمة فإنه ليس من ولي ولا صديق ولا بر إلا وهو مستح من ربه مع البشرى والتحف والكرامات قال العراقي ويحتمل أن عرق الجبين علامة جعلت لموت المؤمن وإن لم يعقل معناه
حاشية السيوطي على سنن النسائي (4/ 3)
وقال السيوطي أيضا:
11 – بَاب من دنا أَجله وكيفيه الْمَوْت وشدته
قَالَ الله تَعَالَى {وَجَاءَت سكرة الْمَوْت بِالْحَقِّ} وَقَالَ تَعَالَى {وَلَو ترى إِذْ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَات الْمَوْت}
الْآيَة وَقَالَ {فلولا إِذا بلغت الْحُلْقُوم} الْآيَات وَقَالَ {كلا إِذا بلغت التراقي وَقيل من راق} الْآيَات
1 – أخرج البُخَارِيّ عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَت بَين يَدَيْهِ ركوة أَو علبة فِيهَا مَاء فَجعل يدْخل يَده فِي المَاء فيمسح بهَا وَجهه وَيَقُول لَا إِلَه إِلَّا الله إِن للْمَوْت سَكَرَات
2 – وَأخرج التِّرْمِذِيّ عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا قَالَت مَا أغبط أحدا بهون موت بعد الَّذِي رَأَيْت من شدَّة موت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
الْهون بِفَتْح الْهَاء الرِّفْق
3 – وَأخرج البُخَارِيّ عَنْهَا قَالَ لَا أكره شدَّة الْمَوْت لأحد أبدا بعد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
4 – وَأخرج عبد الله بن الإِمَام أَحْمد فِي زَوَائِد الزّهْد عَن ثَابت أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ وَهُوَ يعالج من كرب الْمَوْت لَو لم يعْمل إِبْنِ آدم إِلَّا لهَذَا لَكَانَ نوله أَن يعْمل
5 – وَأخرج عَن لُقْمَان الْحَنَفِيّ ويوسف بن يَعْقُوب الْحَنَفِيّ قَالَا بلغنَا أَن يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام لما أَتَاهُ البشير قَالَ لَهُ مَا أَدْرِي مَا أَتَيْتُك الْيَوْم إِلَّا أَنه يهون الله عَلَيْك سكرة الْمَوْت
6 – وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير وَأَبُو نعيم عَن إِبْنِ مَسْعُود قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن نفس الْمُؤمن تخرج رشحا وَإِن نفس الْكَافِر تسل كَمَا تسل نفس الْحمار وَإِن الْمُؤمن ليعْمَل الْخَطِيئَة فيشدد بهَا عَلَيْهِ عِنْد الْمَوْت ليكفر بهَا عَنهُ وَإِن الْكَافِر ليعْمَل الْحَسَنَة فيسهل عَلَيْهِ عِنْد الْمَوْت ليجزى بهَا
7 – وَأخرج الدينَوَرِي فِي المجالسة عَن وهيب بن الْورْد يَقُول الله تَعَالَى إِنِّي لَا أخرج أحدا من الدُّنْيَا وَأَنا أُرِيد أَن أرحمه حَتَّى أوفيه بِكُل خَطِيئَة كَانَ عَملهَا سقما فِي جسده ومصيبة فِي أَهله وضيقا فِي معاشه وإقتارا فِي رزقه حَتَّى أبلغ مِنْهُ مَثَاقِيل الذَّر فَإِن بَقِي عَلَيْهِ شَيْء شددت عَلَيْهِ الْمَوْت حَتَّى يُفْضِي إِلَيّ كَيَوْم وَلدته أمه وَعِزَّتِي لَا أخرج عبدا من الدُّنْيَا وَأَنا أُرِيد أَن أعذبه حَتَّى أوفيه بِكُل حَسَنَة عَملهَا صِحَة فِي جسده وسعة فِي رزقه ورغدا فِي عيشه وَأمنا فِي سربه حَتَّى أبلغ مِنْهُ مَثَاقِيل الذَّر فَإِن بَقِي لَهُ شَيْء هونت عَلَيْهِ الْمَوْت حَتَّى يُفْضِي إِلَيّ وَلَيْسَ لَهُ حَسَنَة يَتَّقِي بهَا النَّار
قَالَ فِي الصِّحَاح فلَان آمن فِي سربه بِالْكَسْرِ أَي فِي نَفسه
8 – وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن زيد بن أسلم قَالَ إِذا بَقِي على الْمُؤمن من ذنُوبه شَيْء لم يبلغهُ بِعَمَلِهِ شدد عَلَيْهِ من الْمَوْت ليبلغ بسكرات الْمَوْت وشدائده دَرَجَته من الْجنَّة وَإِن الْكَافِر إِذا كَانَ قد عمل مَعْرُوفا فِي الدُّنْيَا هون عَلَيْهِ الْمَوْت ليستكمل ثَوَاب معروفه فِي الدُّنْيَا ثمَّ يصير إِلَى النَّار
9 – وَأخرج إِبْنِ مَاجَه عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا قَالَت قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن الْمُؤمن ليؤجر فِي كل شَيْء حَتَّى فِي الكظ عِنْد الْمَوْت
10 – وَأخرج التِّرْمِذِيّ وَحسنه وإبن مَاجَه وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان عَن بُرَيْدَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ الْمُؤمن يَمُوت بعرق الجبين
11 – وَأخرج التِّرْمِذِيّ الْحَكِيم فِي نَوَادِر الْأُصُول وَالْحَاكِم عَن سلمَان الْفَارِسِي قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول إرقبوا الْمَيِّت عِنْد مَوته ثَلَاثًا فَأَما إِن رشحت جَبينه وذرفت عَيناهُ وانتشر منخراه فَهِيَ رَحْمَة من الله تَعَالَى قد نزلت بِهِ وَإِن غط غطيط الْبكر المخنوق وخمد لَونه وأزبد شدقاه فَهُوَ عَذَاب من الله تَعَالَى قد حل بِهِ
الإنتشار الإنتفاخ وذرفت بِمُعْجَمَة وَرَاء مَفْتُوحَة سَالَتْ والغط ترديد الصَّوْت حَيْثُ لَا يجد مساغا وَالْبكْر من الْإِبِل بِمَنْزِلَة الْفَتى من النَّاس
12 – وَأخرج سعيد بن مَنْصُور فِي سنَنه والمروزي فِي الْجَنَائِز عَن إِبْنِ مَسْعُود قَالَ إِن الْمُؤمن يبْقى عَلَيْهِ خَطَايَا من خطاياه يجازى بهَا عِنْد الْمَوْت فيعرق لذَلِك جَبينه
13 – وَأخرج الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان عَن عَلْقَمَة بن قيس أَنه حضر ابْن عَم لَهُ وَقد حَضرته الْوَفَاة فَمسح جَبينه فَإِذا هُوَ يرشح فَقَالَ الله أكبر حَدثنِي إِبْنِ مَسْعُود عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ موت الْمُؤمن برشح الجبين وَمَا من مُؤمن إِلَّا لَهُ ذنُوب يكافأ بهَا فِي الدُّنْيَا وَيبقى عَلَيْهِ بَقِيَّة يشدد بهَا عَلَيْهِ عِنْد الْمَوْت قَالَ عبد الله وَلَا أحب موتا كموت الْحمار
14 – وَأخرج إِبْنِ أبي شيبَة وَالْبَيْهَقِيّ عَن عَلْقَمَة أَنه حضر ابْن أَخ لَهُ لما حضر فَجعل يعرق جَبينه فَضَحِك فَقيل لَهُ مَا يضحكك قَالَ سَمِعت إِبْنِ مَسْعُود يَقُول إِن نفس الْمُؤمن تخرج رشحا وَإِن نفس الْكَافِر أَو الْفَاجِر تخرج من شدقه كَمَا تخرج نفس الْحمار وَإِن الْمُؤمن ليَكُون قد عمل السَّيئَة فيشدد عَلَيْهِ عِنْد الْمَوْت ليكفر بهَا وَإِن الْكَافِر أَو الْفَاجِر ليَكُون قد عمل الْحَسَنَة فيهون عَلَيْهِ عِنْد الْمَوْت ليكفر بهَا
15 – وَأخرج الْمروزِي عَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ قَالَ قَالَ عَلْقَمَة للأسود إحضرني فلقني لَا إِلَه إِلَّا الله فَإِن عرق جبيني فبشرني
16 – وَأخرج إِبْنِ أبي شيبَة والمروزي عَن سُفْيَان قَالَ كَانُوا يستحبون الْعرق للْمَيت قَالَ بعض الْعلمَاء إِنَّمَا يعرق جَبينه حَيَاء من ربه لما اقْتَرَف من مُخَالفَته لِأَن مَا سفل مِنْهُ قد مَاتَ وَإِنَّمَا بقيت قوى الْحَيَاة وحركاتها فِيمَا علا وَالْحيَاء فِي الْعَينَيْنِ وَالْكَافِر فِي عمى عَن هَذَا كُله والموحد المعذب فِي شغل عَن هَذَا بِالْعَذَابِ الَّذِي قد حل بِهِ.
شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور (ص34)
قال محمد أنور شاه:
في شرح حديث الباب أقوال؛ قيل: إن عرق الجبين حساً عند الموت من علامات الخير، وقيل: ليس العرق حساً بل المراد أنه يكون في الشدة قبل النزع وتكون الشدة كفارة للسيئات، وإن قيل: إن هذا يخالف ما في المشكاة يدل على خروج روح المؤمن بالسهولة فقال العلماء القائلون بالشرح الثاني: إن المؤمن تحمل الغمرات قبل النزع وأما حالة النزع فيخرج روحه سهلاً والطالح لا يخرج روحه إلا بالتشديد، حكي في تذكرة عبد المطلب جد رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أنه كان يقول: إن الظالم لا بد له من أن يصاب. وكان القريش يسافرون إلى الشام وكان ثمة ظالم، فقالوا: سمعنا أنه مات بلا شدة، قال عبد المطلب: أظن أن وراء هذا العالم عالماً يكون فيه انتقام الشدائد فإن الظالم لا يتجاوز عن جزاء ظلمه، أقول: ولينظر إلى قول عبد المطلب الذي في زمان الفترة وقول من يدعي أنه من العقلاء، وقيل في شرح حديث الباب: إن المراد تحمل الشدة في حالة الحياة حين كسب رزقه الحلال، والله أعلم
العرف الشذي شرح سنن الترمذي (2/ 306)
قال البسام:
* درجة الحديث:
الحديث حسن.
أخرجه أحمد (22538)، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، عن بريدة، ورمز له السيوطي بالحُسن.
قال الحاكم: صحيح على شرطهما، وأقرَّه الذهبي.
وقال البيهقي: رجال أحمد رجال الصحيح.
وقال الهيثمي: رجاله ثقات، فهم رجال الصحيح.
* مفردات الحديث:
– بعَرَق: بفتح العين والراء بعدهما قاف مثناة، والعَرَق: ما رشح من مسام الجلد من غدد خاصة، وفي الحديث أحد معنيين: أنَّه كناية عن الكد في طلب الرزق الحلال، وإما أن يراد به: شدة النزع عند الموت.
– الجَبين: -بفتح الجيم وكسر الباء الموحدة-: هو ما فوق الصدغ عن يمين الجبهة أو شمالها، وهما جبينان، وجمعه: أَجْبُن وَأَجْبُنة وجُبُن.
* ما يؤخذ من الحديث:
الحديث يحتمل أحد معنيين:
1 – مكابدة الإنسان ما في هذه الحياة من الشدائد والمشاق، فالإنسان لا يزال في مكابدة الدنيا ومقاساة شدائدها، حتى الموت، والمؤمن يكابدها بطرق الحلال والسبل المشروعة، فيتحرى الحلال وصحة العقود، ويحترز عن الشبهات، فيكون غالباً رزقُه مقتدراً عليه بقدر كفايته، فيموت وهو لم ينعم بعيش هنيء، وطعام لين، وإنما يموت وجبينه يتفصد عرقاً من تعب الحياة؛ قال تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4)} [البلد].
2 – أنَّ المؤمن يكابد من شدة النزع وسياق الموت ما يكفر الله به ما بقي من ذنوبه؛ ولذا جاء في الحديث أنَّ النَّبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “إنَّ العبد الصالح ليعالج الموت وسكراته”.
وروى ابن أبي الدنيا بسنده عن عائشة قالت: “حضرت موت أبي، فأصابته غشية”، وقال -صلى الله عليه وسلم- وهو في سياق الموت: “إنَّ للموت سَكَرَات” [رواه البخاري (4184)].
فالمؤمن يموت وجبينه يقطر من شدة النزع؛ ليمحص الله ذنوبه عند آخر مرحلة من مراحل الحياة، وأول منزلة من مراحل الآخرة، ليخرج من هذه الحياة نقيًّا خالصاً
توضيح الأحكام من بلوغ المرام (3/ 139)
قال الإتيوبي:
أراد المصنف -رحمه اللَّه تعالى- بهذه الترجمة بيان فضل شدة الموت؛ لأن النبي – صلى اللَّه عليه وسلم – مع كمال رتبته اشتدّ عليه، فلولا رفعة فضله، وعظيم ثوابه لما ابتلى اللَّه تعالى به حبيبه الأكرم، وخليله الأعظم، – صلى اللَّه عليه وسلم – ،واللَّه تعالى أعلم بالصواب
ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (18/ 230)
وفي فتاوى لبعض لجان الفتوى :
كيفية خروج الروح من البدن، فالظاهر من نصوص الوحي أنها تخرج من أسفله أولا، وأن خروجها يكون سهلا على المؤمن- في الغالب- كما جاء في الحديث: أن نفس المؤمن تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء، وأما روح الكافر فإنها تتفرق في جسده فينزعها كما ينزع السفود من الصوف المبلول، والحديث رواه أحمد وغيره، وصححه شعيب الأرناؤوط.
سبق في شرح حديث الصحيح المسند 1313
-علامات حسن الخاتمه نذكر بعضها :
-ثناء الناس عليها فإن كانوا أهل خير وصلاح فعلامة خير أيضا
وذكر الشيخ الألباني علامات لحسن الخاتمة في أحكام الجنائز ص48 بأدلتها منها :
نطقه بالشهادتين عند الموت،والموت يوم الجمعه والموت برشح الجبين(وحديثها في الصحيح المسند 172)، الإستشهاد، الموت غازيا في سبيل الله والموت بالطاعون، وبداء البطن، والغرق والهدم، وموت المرأة في نفاسها، والحرق وذات الجنب، والسل شهادة، والموت في سبيل الدفاع عن المال والدين والنفس، والموت مرابطا، والموت على عمل صالح.
تنبيه :الوفاة ليلة الجمعة يعتبر من علامات حسن الخاتمة لحديث: ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر . رواه الترمذي وأحمد عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما وصححه الألباني وخالفه محققو المسند 11/147 فضعفوه. وكأن قولهم أرجح.
تنبيه : بين محققو المسند أنه وقع في المسند( السيل ) ووقع عند ابن الأثير من طريق أحمد( السل ) قال ابن حجر وقيدها( السل ):هو ذاك المرض المعروف.
ثم إن ابن مندة أن الحديث الصواب فيه أن عن عبادة كما نقله محققو المسند، وكأن الإمام أحمد يشير إلى ذلك حيث أورد حديث عبادة بعد حديث راشد بن حبيش ولم يسق لفظه، ثم إن فيه مبهم، وذكره في مسند عبادة بأسانيد بعضها متصله وصححها محققو المسند، وليس فيه السل، وعزاه باحث للطبراني عن سليمان ولم أجده.
تنبيه : حديث الموت على عمل صالح هو( من صام يوما ابتغاء وجه الله ختم له به دخل الجنة… ) شكك الشيخ مقبل في اتصاله( أحاديث معلة 122)
قلت :وما وقع بزيادة ربعي في غاية المقصد الغالب أنه تصحيف. لكن محققو المسند ذكروا للحديث شواهد فصححوه.
وبعض أصحاب السنن جعل السل هو ذات الجنب وتعقبه المحقق.
أما الوفاة عند نزول المطر فقال بعض لجان الفتوى : لا نعلم أن ذلك من علامات حسن الخاتمة.
وقالوا : واعلم ـ وفقك الله ـ أن ظهور شيء من علامات حسن الخاتمة لا يلزم منه الجزم بأن ذلك الشخص من أهل الجنة، ولكن يستبشر له بذلك، كما أن عدم وقوع شيء منها للميت لا يلزم منه أنه غير صالح فهذا كله من الغيب.