17 التعليق على الصحيح المسند
مجموعة ابراهيم البلوشي وأبي عيسى البلوشي وفيصل الشامسي وفيصل البلوشي
وهشام السوري وعبدالله المشجري وخميس العميمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا)
——-‘——‘——–‘
——-‘——‘——–”
——-‘——‘——–”
17 الصحيح المسند
روى الإمام أحمد عن أسامة بن زيد قال: لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم هبطت وهبط الناس معي إلى المدينة، فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أصمت فلا يتكلم فجعل يرفع يديه إلى السماء ثم يصبها عليَّ أعرف أنه يدعو لي
———-”’———-”’———-”’
قال الألباني:
حسن، المشكاة (6166)
وقال محققو طبعة الرسالة لمسند أحمد:
إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، وباقي رجال الإسناد ثقات.
يعقوب: هـو ابن إبراهـيم بن سعد بن إبراهـيم الزهـري.
وهـو في “فضائل الصحابة” للمصنف (1526) بإسناده ومتنه.
وأخرجه أبو القاسم البغوي في “مسند أسامة” (4) عن ابن منيع، عن أحمد ابن حنبل، بهذا الاسناد.
وأخرجه الطبراني في “الكبير” (377) من طريق علي ابن المديني، عن يعقوب بن إبراهـيم، به.
والحديث في “سيرة ابن هـشام” 4/ 301 عن ابن إسحاق، به.
وأخرجه الترمذي (3817)، والمزي في “التهذيب” ترجمة سعيد بن عبيد 10/ 548، وفي ترجمة محمد بن أسامة 24/ 395 من طريق يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، به. قال الترمذي: هـذا حديث حسن غريب.
وأخرجه ابن سعد في “الطبقات” 4/ 68 عن محمد بن عمر -وهـو الواقدي- عن عبد الله بن يزيد بن قسيط، عن أبيه، عن محمد بن أسامة بن زيد، عن أبيه. وهـذا سند ضعيف.
بيان معاني الألفاظ:
6175 (وعن أسامة بن زيد قال: لما ثقل): بضم القاف أي: ضعف من مرضه الذي مات منه
قوله (رسول الله – صلى الله عليه وسلم – هـبطت)، أي: نزلت من سكني التي كانت في عوالي المدينة
(وهـبط الناس)، أي: الصحابة جميعهم من منازلهم
(المدينة) أي: إليها على طريق الحذف والايصال نحو قوله تعالى: {واختار موسى قومه} [الاعراف: 155]
أي: منهم، قال الشراح إنما قال هـبطت لأنه كان يسكن العوالي، والمدينة من أي جهة توجهت إليها صح فيها الهبوط، لأنها واقعة في غائط من الأرض ينحدر إليها السيل وأطرافها ونواحيها من الجوانب كلها مستعلية عليها.
قوله (فدخلت على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقد أصمت) على بناء المفعول يقال: أصمت العليل إذا اعتقل لسانه
(فلم يتكلم)، أي: أصلا (فجعل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يضع يديه علي)، أي: على بدني (ويرفعهما)، أي عني (فأعرف أنه يدعو لي) أي: لمحبته ورعاية خدمته حتى حين غيبة حضرته (رواه الترمذي، وقال: هـذا حديث غريب).
راجع مرقاة المفاتيح
===
===
ولنذكر الآن تبويبات البخاري وننقل فضائل أسامة بن زيد من فتح الباري وغيره من الشروح:
بوب البخاري في كتاب أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-،
باب ذكر أسامة بن زيد رضي الله عنه.
وتحته (4) أحاديث:
# عن عائشة، رضي الله عنها، أن قريشا أهمهم شأن المخزومية، فقالوا: من يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
# أخبرنا عبد الله بن دينار، قال: نظر ابن عمر يوما، وهو في المسجد، إلى رجل يسحب ثيابه في ناحية من المسجد، فقال: انظر من هذا؟ ليت هذا عندي، قال له إنسان: أما تعرف هذا يا أبا عبد الرحمن؟ هذا محمد بن أسامة، قال: فطأطأ ابن عمر رأسه، ونقر بيديه في الأرض، ثم قال: لو رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبه.
# عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما، حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان يأخذه والحسن فيقول: اللهم أحبهما، فإني أحبهما وقال نعيم: عن ابن المبارك، أخبرنا معمر، عن الزهري، أخبرني مولى لأسامة بن زيد، أن الحجاج بن أيمن بن أم أيمن، وكان أيمن بن أم أيمن، أخا أسامة، لأمه وهو رجل من الأنصار، فرآه ابن عمر لم يتم ركوعه ولا سجوده فقال: أعد.
# حدثني حرملة، مولى أسامة بن زيد: أنه بينما هو مع عبد الله بن عمر، إذ دخل الحجاج بن أيمن فلم يتم ركوعه ولا سجوده، فقال: أعد، فلما ولى، قال لي ابن عمر: من هذا؟ قلت: الحجاج بن أيمن بن أم أيمن، فقالابن عمر: لو رأى هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبه فذكر حبه وما ولدته أم أيمن قال: وحدثني بعض أصحابي، عن سليمان وكانت حاضنة النبي صلى الله عليه وسلم.
________
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح باختصار:
قوله في بعض طرقه (ومن يجترئ أن يكلمه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا يسمون أسامة حب رسول الله صلى الله عليه وسلم) بكسر المهملة أي محبوبه لما يعرفون من منزلته عنده لأنه كان يحب أباه قبله حتى تبناه فكان يقال له زيد بن محمد وأمه أم أيمن حاضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هي أمي بعد أمي وكان يجلسه على فخذه بعد أن كبر ……
قوله (لو رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبه) إنما جزم بن عمر بذلك لما رأى من محبة النبي صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة وأم أيمن وذريتهما فقاس ابن أسامة على ذلك.
قوله (اللهم أحبهما فإني أحبهما) هذا يشعر بأنه صلى الله عليه وسلم ما كان يحب إلا لله وفي الله ولذلك رتب محبة الله على محبته وفي ذلك أعظم منقبة لأسامة والحسن.
________
قال الملا علي القاري رحمه الله في مرقاة المفاتيح:
(وعن أسامة بن زيد) أي ابن حارثة القضاعي، وأمه أم أيمن واسمها بركة وهي حاضنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وكانت مولاةً لأبيه عبد الله بن عبد المطلب، وأسامة مولى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وابن مولاه وحبه وابن حبه، قبض النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو ابن عشرين، وقيل غير ذلك، ونزل وادي القرى، وتوفي به بعد قتل عثمان، وقيل: سنة أربع وخمسين. قال ابن عبد البر. وهو عندي أصح، روى عنه جماعة (عن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يأخذه)، أي: يأخذ أسامة (والحسن فيقول: ” اللهم أحبهما فإني أحبهما “). فيه إشعار بأن محبته لله ولذا رتب محبة الله على محبته، وفي ذلك أعظم منقبة لهما ولفظ الذخائر اللهم إني أحبهما فأحبهما أو كما قال. رواه البخاري.
(وفي رواية قال)، أي: أسامة (كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يأخذني فيقعدني): بضم الياء وكسر العين أي يجلسني (على فخذه) أي اليمنى أو اليسرى (ويقعد الحسن بن علي على فخذه الأخرى، ثم يضمهما ثم يقول: ” اللهم ارحمهما “)، أي: رحمةً شاملةً كاملةً تغنهما عن رحمة من سواك (فإني أرحمهما). أي رحمةً خاصةً وإلا فرحمته عامة للمؤمنين بل شاملة للعالمين. (رواه البخاري).
وفي صحيح البخاري أيضاً:
# حدثنا عبد الله بن دينار قال سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثاً وأمر عليهم أسامة بن زيد فطعن في إمارته فقال (إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبله وايم الله إن كان لخليقًا للإمرة وإن كان لمن أحب الناس إلي وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده).
______
6150 – (وعن عبد الله بن عمر، أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بعث بعثًا)، أي: أرسل جيشًا (وأمر): بتشديد الميم أي جعل أميرًا (عليهم أسامة بن زيد، فطعن): بفتح العين من طعن كمنع في العرض والنسب، وأما بالضم فبالرمح واليد، ويقال: هما لغتان، والمعنى فتكلم (بعض الناس)، أي: المنافقون أو أحلاف العرب (في إمارته) بكسر الهمزة أي ولايته لكونه مولًى (فقال رسول الله): وفي نسخة نبي الله – صلى الله عليه وسلم -: (” إن كنتم تطعنون في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه “): يشير إلى إمارة زيد بن حارثة في غزوة مؤتة (” من قبل “) أي من قبل هذا أو من قبل إمارة ابنه قال الطيبي: قوله: فقد كنتم طعنتم هذا الجزاء إنما يترتب على الشرط بتأويل التنبيه والتوبيخ، أي: طعنكم الآن فيه سبب، لأن أخبركم أن ذلك من عادة الجاهلية وهجيراهم ومن ذلك طعنكم في أبيه من قبل (” وأيم الله “): بهمز وصل، وقيل: قطع أي: والله (” إن “): مخففة أي الشأن (” كان “)، أي: أبوه (” لخليقًا “)، أي: لجديرًا وحقيقًا (” للإمارة “) أي لفضله وسبقه وقربه مني، وفي أصل المالكي: وأيم الله لقد كان، وفي نسخة عنده إن كان خليقًا فقد استعمل أن المخففة المتروكة العمل عاريًا ما بعدها من اللام الفارقة لعدم الحاجة إليها.
قال التوربشتي: إنما طعن من طعن في إمارتهما لأنهما كانا من الموالي، وكانت العرب لا ترى تأمير الموالي وتستنكف عن اتباعهم كل الاستنكاف، فلما جاء الله بالإسلام ورفع قدر من لم يكن له عندهم قدر بالسابقة والهجرة والعلم والتقى وعرف حقهم المحفوظون من أهل الدين، فأما المرتهنون بالعادة والممتحنون بحب الرياسة من الأعراب ورؤساء القبائل، فلم يزل يختلج في صدورهم شيء من ذلك، لاسيما أهل النفاق، فإنهم كانوا يسارعون إلى الطعن وشدة النكير عليه، وكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قد بعث زيد بن حارثة – رضي الله عنه – أميرًا على عدة سرايا، وأعظمها جيش مؤتة وسار تحت رايته في تلك الغزوة خيار الصحابة منهم: جعفر بن أبي طالب – رضي الله عنه – وكان خليقًا بذلك لسوابقه وفضله وقربه من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ثم كان يبعث أسامة، وقد أمره في مرضه على جيش فيهم جماعة من ” مشيخة الصحابة وفضلائهم، وكأنه رأى في ذلك سوى ما توسم فيه من النجابة أن يمهد الأمر ويوطئه لمن يلي الأمر بعده، لئلا ينزع أحد يدًا من طاعة، وليعلم كل منهم أن العادات الجاهلية قد عميت مسالكها وخفيت معالمها. (” وإن كان “)، أي: أبوه (” لمن أحب الناس إلي وإن هذا “)، أي: أسامة (” لمن أحب الناس إلي بعده) أي بعد أبيه زيد (متفق عليه).
وعند النسائي «عن عائشة قالت: ما بعث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – زيد بن حارثة في جيش قط إلا أمره عليهم».
قال بعض المحققين: فيه جواز إمارة المولى، وتولية الصغار على الكبار، والمفضول على الفاضل: قلت: ولعل تأميره مع تأمير ابنه وقع جبرًا لما اختاره من عبوديته – صلى الله عليه وسلم – ((حين)) خيره، فقد قال المؤلف: زيد بن حارثة أمه سعدى بنت ثعلبة من بني معن خرجت به تزور قومها، فأغارت خيل لبني القين في الجاهلية، فمروا على أبيات من بني معن رهط أم زيد، فاحتملوا زيدًا وهو يومئذ غلام، يقال: له ثمان سنين، فوافوا به سوق عكاظ، فعرض للبيع فاشتراه حكيم بن حزام بن خويلد لعمته خديجة بأربعمائة درهم، فلما تزوجها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهبته له، فقبضه ثم إن خبره اتصل بأهله، فحضر أبوه حارثة وعمه كعب في فدائه، فخيره النبي – صلى الله عليه وسلم – بين نفسه والمقام عنده، وبين أهله والرجوع إليهم، فاختار النبي – صلى الله عليه وسلم – لما يرى من بره لإحسانه إليه، فحينئذ خرج به النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى الحجر فقال: يا من حضر اشهدوا إن زيدًا ابني يرثني وأرثه فصار يدعى زيد بن محمد إلى أن جاء الله بالإسلام، ونزل: {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله} [الأحزاب: 5] فقيل له زيد بن حارثة، وهو أول من أسلم من الذكور في قول، وكان النبي – صلى الله عليه وسلم – أكبر منه بعشر سنين، وقيل: بعشرين سنةً. وزوجه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مولاته أم أيمن، فولدت له أسامة، ثم تزوج زينب بنت جحش بنت عمة النبي – صلى الله عليه وسلم – ثم طلقها، فتزوجها النبي – صلى الله عليه وسلم – ولم يسم الله تعالى في القرآن أحدًا من الصحابة غيره في قوله تعالى: {فلما قضى زيد منها وطرًا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن} [الأحزاب: 37].
روى عنه ابنه أسامة وغيره، وقتل في غزوة مؤتة، وهو أمير الجيش، في جمادى الأولى سنة ثمان وهو ابن خمس وخمسين سنةً.
(وفي رواية لمسلم نحوه)، أي: نحو الحديث المتفق عليه سابقًا (وفي آخرها)، أي: رواية مسلم (” أوصيكم به “) أي: بأسامة (فإنه من صالحيكم). أي: ممن غلب عليه الصلاح فيما بينكم، وإلا فكل الصحابة صالحون، والخطاب لجماعة من الحاضرين أو المبعوثين معه.