168 – فتح الأحد الصمد شرح الصحيح المسند
مشاركة عبدالله الديني
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
قال الشيخ مقبل في الصحيح المسند:
168_ قال الإمام أحمد رحمه الله ج5ص353:حد ثنا زيد بن الحباب ثنا حسين بن واقد حدثني عبد الله قال سمعت أبي بريدة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول صلى الله عليه وسلم خمس لا يعلمهن الا الله تعالى ((إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير)).
…………………………………
وقال الشيخ الألباني في الصحيحة (2914):
وهذا إسناد جيد رجاله كلهم ثقات رجال
مسلم، مسلسل بالتحديث والسماع، ولذلك قال الحافظ ابن كثير في ” التفسير ” (3/ 453 – 454) بعد أن ذكره بإسناد أحمد هذا: ” صحيح إسناد، ولم يخرجوه “.
وعزاه السيوطي في ” الدر المنثور ” (5/ 169) لابن مردويه أيضا والروياني
والضياء، قال السيوطي: ” بسند صحيح “.اهـ
وأخرج البخاري في الأدب المفرد عن رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: “أَأَلِجُ؟ ” فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْجَارِيَةِ: ” اخْرُجِي فَقُولِي لَهُ: قُلِ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، أَأَدْخُلُ؟ فَإِنَّهُ لَمْ يُحْسِنِ الِاسْتِئْذَانَ”، قَالَ: فَسَمِعْتُهَا قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ إِلَيَّ الْجَارِيَةُ، فَقُلْتُ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَأَدْخُلُ؟، فَقَالَ: ” وَعَلَيْكَ، ادْخُلْ”، قَالَ: فَدَخَلْتُ، فَقُلْتُ: بِأَيِّ شَيْءٍ جِئْتَ؟ فَقَالَ: “لَمْ آتِكُمْ إِلَّا بِخَيْرٍ؛ أَتَيْتُكُمْ لِتَعْبُدُوا اللَّهَ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَتَدَعُوا عِبَادَةَ اللَّاتِ وَالْعُزَّى، وَتُصَلُّوا فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ خَمْسَ صَلَوَاتٍ، وَتَصُومُوا فِي السَّنَةِ شَهْرًا، وَتَحُجُّوا هَذَا الْبَيْتَ، وَتَاخُذُوا مِنْ مَالِ أَغْنِيَائِكُمْ فَتَرُدُّوهَا عَلَى فُقَرَائِكُمْ”. قَالَ: فَقُلْتُ: لَهُ: هَلْ مِنَ الْعِلْمِ شَيْءٌ لَا تَعْلَمُهُ؟ قَالَ: “لَقَدْ عَلَّمَ اللَّهُ خَيْرًا، وَإِنَّ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ؛ الْخَمْسُ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ:
{إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} [لقمان: 34].
وروى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة فقال: ” كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم بارزا يوما للناس فأتاه رجل فقال: ما الإيمان؟ قال: الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وبلقائه ورسله وتؤمن بالبعث , قال: ما الإسلام؟ قال: الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك , وتقيم الصلاة , وتؤدي الزكاة المفروضة , وتصوم رمضان , قال: ما الإحسان؟ قال أن تعبد الله كأنك تراه , فإن لم تكن تراه فإنه يراك , قال: متى الساعة؟ قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل , وسأخبرك عن عن أشراطها: إذا ولدت الأمة ربها , وإذا تطاول رعاة الإبل البهم في البنيان , في خمس لا يعلمهن إلا الله , ثم تلا النبي صلى الله عليه وآله وسلم: * (إن الله عنده علم الساعة) * الآية , ثم أدبر , فقال: ردوه , فلم يروا شيئا , فقال: هذا جبريل جاء يعلم الناس دينهم , وفي رواية: هذا جبريل أراد أن تعلموا إذ لم تسألوا “.رواه البخاري (50) , ومسلم (9)
بوب البخاري: باب لا يدري متى يجيء المطر إلا الله تعالى
قال الحافظ في الفتح (2/ 252): عقب الترجمة الماضية (باب قول الله تعالى وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون) بهذه لأن تلك تضمنت أن المطر إنما ينزل بقضاء الله وأنه لا تأثير للكواكب في نزوله وقضية ذلك أنه لا يعلم أحد متى يجيء إلا هو. اهـ
وقال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة: عبر بالمفاتح لتقريب الأمر على السامع لأن كل شيء جعل بينك وبينه حجاب فقد غيب عنك والتوصل إلى معرفته في العادة من الباب فإذا أغلق الباب احتيج إلى المفتاح فإذا كان الشيء الذي لا يطلع على الغيب إلا بتوصيله لا يعرف موضعه فكيف يعرف المغيب انتهى ملخصا.
قال الحافظ: وقد تقدم في كتاب الإيمان بيان جهة الحصر في قوله لا يعلمهن إلا الله ويراد هنا أن ذلك يمكن أن يستفاد من الآية الأخرى وهي قوله تعالى (قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله) فالمراد بالغيب المنفي فيها هو المذكور في هذه الآية التي في لقمان وأما قوله تعالى (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول) الآية فيمكن أن يفسر بما في حديث الطيالسي وأما ما ثبت بنص القرآن أن عيسى عليه السلام قال إنه يخبرهم بما يأكلون وما يدخرون وأن يوسف قال إنه ينبئهم بتأويل الطعام قبل أن يأتي إلى غير ذلك مما ظهر من المعجزات والكرامات فكل ذلك يمكن أن يستفاد من الاستثناء في قوله إلا من ارتضى من رسول فإنه يقتضي اطلاع الرسول على بعض الغيب والولي التابع للرسول عن الرسول يأخذ وبه يكرم والفرق بينهما أن الرسول يطلع على ذلك بأنواع الوحي كلها والولي لا يطلع على ذلك إلا بمنام أو إلهام والله اعلم. الفتح (8/ 514)
(فِي خمس لَا يعلمهُنَّ الخ) أَي علم السَّاعَة مَعْدُود فِي خمس فَإِن قلت مَا وَجه التَّخْصِيص بِخمْس مَعَ ان مَعْلُومَات الله تَعَالَى لَا متناهي وَلَيْسَ للْإنْسَان فِيهَا سَبِيل قلت لِأَنَّهَا أُمَّهَات المغيبات والبقية تبع لَهَا … إنْجَاح الْحَاجة شرح ابن ماجه للسيوطي وغيره ” (1/ 293)
(خمس لا يعلمهن) على وجه الإحاطة والشمول كليا وجزئيا (إلا الله أن الله عنده علم الساعة) أي تعيين وقت قيامها (وينزل) مخففا ومشددا (الغيث) أي يعلم نزول المطر في زمانه (ويعلم ما في الأرحام) من ذكر وأثنى وشقي أم سعيد (وما تدري نفس ماذا تكسب غدا) من خير وشر (وما تدري نفس بأي أرض تموت) خص المكان ليعلم الزمان بالأولى لأن الأول في وسعنا بخلاف الثاني وخصها لسؤالهم عنها. ” التيسير شرح الجامع الصغير ” (1/ 521)
(خمس لا يعلمهن إلا الله) أو من أعلمه من رسله وفسرها بقوله: (إن الله عنده علم الساعة) أي وقتها المعني الذي تقوم فيه. (وينزل الغيث) أي يعلم نزوله في زمانه. (ويعلم ما في الأرحام) من ذكر أو أنثى شقي أو سعيد ونحوهما. (وما تدري نفس ماذا تكسب) من خير أو شر. (غداً) جعل لنا الدراية التي فيها معنى الجبلة ولجنابه تقدس العلم تفرقة بين العلمين. (وما تدري نفس بأي أرض تموت) خص المكان ويعلم الزمان بالأولى.
قلت: ولدخوله فماذا تكسب غدا وعبر لأن عنده علم الساعة فيعرف الاختصاص من تقديم الطرق وعلم من قوله: ينزل الغيث أنه يعلم زمان نزوله لأنه الذي يوجده ولم يقل ويعلم نزول الغيث؛ لأن الإعلام بالجادة أبلغ في الإخبار عن كماله مع استلزامه للعلم بزمان نزوله وعبر عما في الأرحام فإنه يعلمه لأنه صار موجودا لكنه لا يعلمه سواه وفي هاتين القرينتين شبه الاحتباك المعروف من أنواع البديع حيث عبر في الأول بالإيجاد وعلم منه العلم وعبر في هذا بالعلم وعلم منه الاختصاص بالإيجاد إذ لو أوجده سواه تعالى لشاركه في علمه ثم عبر عن علمه في الأخريين بنفي دراية الأنفس بما يكسبه في غدها وعدم درايتها بأي أرض موتها وهو كالاستدلال على أنه الذي يختص بعلم الخمسة لأنه يقول أنها لا تعرف نفس ما يعلق بها ويهمها فكيف تعلم غيره وقد علم من علمه بما في الأرحام أنه يعلم كل ما يتعلق بالأنفس من كسب. ” التنوير شرح الجامع الصغير ” (5/ 119)
قال الشيخ عبد المحسن العباد: (خمس لا يعلمهن إلا الله: لا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله). وهذا يدلنا على أنه لا يعلم الغيب على الإطلاق إلا الله سبحانه وتعالى، فرسول الله صلى الله عليه وسلم قد أطلعه الله على كثير من الغيوب وأخفى عليه ما شاء من الغيوب، ومما أخفاه عليه قيام الساعة، ولهذا أجاب النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام بهذا الجواب فقال: (ما المسئول عنها بأعلم من السائل)، وإنما أتى بهذا الجواب ليبين أنه هو الجواب الذي يصلح عند كل سؤال عن شيء لا يعلمه السائل ولا المسئول. (شرح سنن أبي داود)
– سئل ابن باز رحمه الله
الجمع بين علم الغيب ومعرفة الأطباء نوع الجنين
السؤال: كما نعلم بأنه لا يعلم ما في الأرحام إلا الله، كما في الآية الكريمة، فهل معنى ذلك بأن لا شخص أو لا أحد يعرف أن الجنين ذكر أو أنثى إلا الله، أم لذلك تفسير آخر؟
علمًا بأنه أصبح الآن بإمكان الطبيب معرفة ذلك سماحة الشيخ.
الجواب:
يعلم ما في الأرحام قبل أن يخلق، أما إذا خلق عرفه الملك، وأمكن علم الناس به بالطريقة الجديدة بالآلات الجديدة.
أما قبل ذلك فلا يعلمه إلا الله سبحانه، هو الذي يعلم ما في الأرحام، لكن متى أطلع الملك شارك الملك علمه الملك، الذي أمر بتصوير الجنين ذكرًا أو أنثى إلى آخره، عرفه الملك، وقد يعرفه هؤلاء الآن بالأدوات الجديدة هذه؛ لأنه تصور الآن في جوف أمه، أما قبل ذلك حينما كان ماء نطفة أو علقة قبل أن يصور فلا يعلم هل هو ذكر أو أنثى إلا الله ?؟ وهل يتم أو ما يتم؟ وهل يسقط أو يكمل؟ الله هو الذي يعلم؛ لكن بعدما يصور في الرحم ذكرًا أو أنثى، يطلع عليه الملك، الملك يأمره الله بتصويره، والملك حين اطلع
صار العلم ما هو بخاص بالله، صار الملك شريكًا في هذا العلم، وهكذا ما يعرفه الأطباء وغيرهم من هذا بالأدلة الجديدة، والاختراعات الجديدة، هذا ما يكون من علم الغيب حينئذٍ، نعم.
…………
نور على الدرب