168 عون الصمد شرح الذيل والمتمم له على الصحيح المسند
جمعه نورس الهاشمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
——————–
مسند أحمد
22841 حدثنا حسين بن محمد حدثنا محمد بن مطرف عن أبي حازم عن سهل أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: منبري على ترع الجنة. فقلت له: ما الترعة يا أبا العباس قال: الباب
قلت سيف: على شرط الذيل على الصحيح المسند
وصححه الألباني.
—————-
[[المراد بالمنبر]
قال ابن الملقن: وقوله – صلى الله عليه وسلم -: (“ومنبري على حوضي”) أي: بجانبه، قاله الداودي. قال ابن التين: وفيه نظر. وفي رواية أخرى سلفت: “على ترعة من ترع الجنة” والترعة: الدرجة.
والأظهر: أن المراد به منبره الذي كان يقوم في الدنيا عليه، يعيده الله بعينه، ويرفعه، ويكون في الحوض، ونقله القاضي عن أكثر العلماء. التوضيح [ج (9) / (251)].انتهى
والأصح أن المراد منبره الذي كان يخطب عليه في الدنيا، وقيل التعبد عنده يورث الجنة فكأنه قطعة منها، وقيل: منبر يوضع له هناك، ورده الباجي بأنه ليس في الخبر ما يقتضيه، وهو قطع للكلام عما قبله بلا ضرورة. وقال غيره: بل في رواية أحمد برجال الصحيح: ” «منبري هذا على ترعة من ترع الجنة» ” فاسم الإشارة ظاهر وصريح في أنه منبره في الدنيا، والقدرة صالحة، وهذا الحديث أخرجه البخاري في الاعتصام من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك به، وتابعه عبيد الله بن عمر، عن خبيب به في الصحيحين، عن أبي هريرة وحده. ” شرح الزرقاني على الموطأ [(1) / (671)]
قال النووي على شرح مسلم: قوله صلى الله عليه وسلم (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة) ذكروا في معناه قولين أحدهما أن ذلك الموضع بعينه ينقل إلى الجنة والثاني أن العبادة فيه تؤدي إلى الجنة
قال الطبري في المراد ببيتي هنا قولان أحدهما القبر قاله زيد بن أسلم كما روي مفسرا بين قبري ومنبري والثاني المراد بيت سكناه على ظاهره وروي ما بين حجرتي ومنبري قال الطبرى والقولان متفقان)
لأن قبره في حجرته وهي بيته.
تنبيه:
قال ابن تيمية: والثابت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة”، هذا هو الثابت في الصحيح.
ولكن بعضهم رواه بالمعنى فقال: (قبري) ” قاعدة جليلة في التوسل و الوسيلة
قال ابن حجر في الفتح [ج (4) / (100)]:
فحديث ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة فيه إشارة إلى الترغيب في سكنى المدينة وحديث عائشة في قصة وعك أبي بكر وبلال فيه دعاؤه صلى الله عليه وسلم للمدينة بقوله (اللهم صححها) وفي ذلك إشارة إلى الترغيب في سكناها أيضا وأثر عمر في دعائه بأن تكون وفاته بها ظاهر في ذلك وفي كل ذلك مناسبة لكراهته صلى الله عليه وسلم أن تعرى المدينة أي تصير خالية فأما الحديث الأول في المنبر فقوله (ما بين بيتي ومنبري) كذا للأكثر ووقع في رواية ابن عساكر وحده قبري بدل بيتي وهو خطأ.
تتبيه: فلفظة (قبري) أشار شيخ الإسلام هنا إلى ضعفها وضعفها أيضا القرطبي وابن حجر والألباني انظر تحذير الساجد ص (199).
و جاء في فتاوى ورسائل العلامة محمد بن ابراهيم آل الشيخ
ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة”.
جـ ـ ليس فيه دليل على أنه يدفن فيه.
ومن معناه أن هذه هي الروضة النبوية، وأن بها بدأ العلم، وبيان النبي صلى الله عليه وسلم الشرع: بيان الكتاب والسنة، وأخذ الصحابة عنه ذلك. ثم كونه لا يزال كذلك موجودة، فإن العلم ولا سيما علم الشرع والعمل به روضة من رياض الجنة في الدنيا بالمعنى، ثم يحصل بحفظه حصول روضة من رياض الجنة حسية.
وقد بين الوالد الجد الشيخ عبد اللطيف هذا المعنى في رده على ابن منصور، أو في أحد ردوده، وأظن معناه مأخوذ من كلام شيخ الإسلام. قريب منه في المعنى ما جاء ” ومنبري على حوضي”
[المراد بالبيت]
قال العلامة الالباني في الثمر المستطاب [ج (2) / (535)]:
وهل المراد بالبيت جميع البيوت التي كانت لأزواجه عليهن السلام أو المراد بيت واحد منها وهو بيت عائشة الذي صار قبره فيه؟
الظاهر الثاني ويدل عليه أنه الذي فهمه السلف الذين رووا الحديث بلفظ: (قبري) بدل (بيتي) كما سلف إشارة إلى أن المراد بالبيت البيت الذي فيه قبره وإلى هذا مال الحافظ في (الفتح) حيث قال بعد أن حكم بخطأ رواية ابن عساكر المتقدمة:
(نعم وقع في حديث سعد بن أبي وقاص عند البزار بسند رجاله ثقات وعند الطبراني من حديث ابن عمر بلفظ: القبر فعلى هذا المراد بالبيت في قوله: بيتي. أحد بيوته لا كلها وهو بيت عائشة الذي صار قبره فيه وقد ورد الحديث بلفظ: ما بين المنبر وبيت عائشة روضة من رياض الجنة. أخرجه الطبراني في (الأوسط)
قلت: وهو من حديث أبي سعيد الخدري وقد حسنه الهيثمي كما سبق. والله تعالى أعلم
[فضل الصلاة في الروضة]
قال العلامة ابن عثيمين: وينبغي أن يتحرى الصلاة في الروضة إن تيسر له من أجل فضيلتها، وإن لم يتيسر له صلى في أي جهة من المسجد تتيسر له، وهذا في غير صلاة الجماعة. مجموع الفتاوى [ج (24) / (344)]
[سئل العلامة العباد حفظه الله]
السؤال
ما الذي يجب أو يستحب أن يفعله المسلم عند دخوله الروضة في المسجد النبوي؟
الجواب
الروضة جاء فيها أحاديث منها: (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة) وهذا الحديث يدل على تميزها على غيرها من المسجد، بأنه حصل لها هذا الوصف الذي لم يأت مثله في المسجد، وعلى هذا فإن الصلاة فيها لها ميزة وذلك بالنسبة للنافلة، أما بالنسبة للفريضة فإن الصفوف التي أمامها أفضل منها وأولى منها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها)، وقوله: (لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا) وقوله صلى الله عليه وسلم: (أتموا الصف الأول فالأول فتأتموا بي، وليأتم بكم من بعدكم، ولا يزال القوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله).شرح سَنَن ابي دَاوُدَ
[موضع المنبر]
وقال العلامة العباد حفظه الله: وموضع المنبر الآن هو على ما كان عليه؛ لأنه حد الروضة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة) فهو مكانه. شرح سَنَن أبي دَاوُدَ