167 الشفاء فيما قال فيه العقيلي أصح وأولى:
جمع أبي صالح حازم وسيف بن دورة
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–
قال العقيلي في الضعفاء الكبير:
حدثنا محمد بن إسماعيل قال: حدثنا الحسن بن علي قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: حدثنا أزهر بن سنان قال: حدثنا محمد بن واسع قال: دخلت على بلال بن أبي بردة فقلت له: يا بلال إن أباك حدثني عن أبيه، عن النبي عليه السلام قال: «إن في جهنم واديا يقال له هبهب، حق على الله أن يسكنه كل جبار فإياك يا بلال أن تكون ممن يسكنه»
حدثنا محمد بن موسى البلخي قال: حدثنا مكي بن إبراهيم قال: حدثنا هشام بن حسان، عن محمد بن واسع قال: «بلغني أن في النار جبا يقال له جب الحزن يؤخذ المتكبرون فيجعلون في توابيت من نار فيجعلون في ذلك البئر فيطبق عليهم، وجهنم من فوقهم» قال أبو جعفر: وهذا الحديث أولى من حديث أزهر
الشرح:
عن محمد بن واسع قال: دخلت على بلال بن أبي بردة فقلت له: يا بلال إن أباك حدثني عن أبيه، عن النبي عليه السلام قال: «إن في جهنم واديا يقال له هبهب، حق على الله أن يسكنه كل جبار فإياك يا بلال أن تكون ممن يسكنه» أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 34159، والدارمي في سننه 2858، وابن أبي الدنيا في التواضع والخمول 225 وفي صفة النار35، ووكيع في أخبار القضاة 2/ 25، وأبو يعلى في مسنده 7249 – ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق 2684 – ، والعقيلي في الضعفاء الكبير، وابن حبان في المجروحين 115، وابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال، وأبو بكر الإسماعيلي في معجم شيوخه 261، والحاكم في المستدرك 8826، وأبو نعيم في حلية الأولياء من طريق يزيد بن هارون حدثنا أزهر بن سنان قال: حدثنا محمد بن واسع به
تابعه سعيد بن سليمان الواسطي قال: نا أزهر بن سنان به أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط 3548 عن خلف بن عمرو العكبري والبيهقي في البعث والنشور 479 من طريق محمد بن الفضل وابن عساكر في تاريخ دمشق 1597 من طريق أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو كلهم عن سعيد بن سليمان به ولفظه «إن في جهنم واديا، في الوادي بئر يقال له: هبهب، حق على الله أن يسكن فيه كل جبار عنيد»
وأورده ابن حبان في المجروحين وقال هَذَا متن لَا أصل لَه
قال الطبراني عقبه لم يرو هذا الحديث عن محمد بن واسع، إلا أزهر بن سنان، ولا يروى عن أبي موسى، إلا بهذا الإسناد ”
وقال الحاكم:
” هذا حديث تفرد به أزهر بن سنان، عن محمد بن واسع لم يكتبه عاليا إلا من هذا الوجه ”
وقال أبو نعيم في الحلية عقبه هذا حديث تفرد به أزهر عن محمد وحدث به أحمد بن حنبل، وأبو خيثمة عن يزيد بن هارون مثله ورواه سعيد بن سليمان الواسطي، عن أزهر مثله
قال الحافظ ابن رجب في التخويف من النار:
أزهر بن سنان ضعفوه والصحيح ثم ذكر الموقوف من طريق هشام بن حسان
قال الحافظ العراقي في تخريج الإحياء
أخرجه أَبُو يعْلى وَالطَّبَرَانِيّ وَالْحَاكِم وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد، قلت فِيهِ أَزْهَر بن سِنَان ضعفه ابْن معِين وَابْن حبَان وَأورد لَهُ فِي الضُّعَفَاء هَذَا الحَدِيث. واختلف قول الهيثمي في المجمع فقال مرة
رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ. ومرة ثانية قال رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَفِيهِ أَزْهَرُ بْنُ سِنَانٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ. ومرة ثالثة قال رواه أبو يعلى واللفظ له والطبراني والحاكم وصححه كلهم من طريق أزهر بن سنان وهو ضعيف.
وقال البوصيري في الاتحاف
رواه أبو يعلى واللفظ له والطبراني والحاكم وصححه كلهم من طريق أزهر بن سنان وهو ضعيف.
وأورده العلامة الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة 1180 وقال ضعيف
أخرج العقيلي في الضعفاء:
عن هشام بن حسان، عن محمد بن واسع قال: «بلغني أن في النار جبا يقال له جب الحزن يؤخذ المتكبرون فيجعلون في توابيت من نار فيجعلون في ذلك البئر فيطبق عليهم، وجهنم من فوقهم» أخرجه العقيلي في الضعفاء من طريق مكي بن إبراهيم والإمام أحمد كما عزاه إليه ابن رجب في التخويف من النار، وابن أبي الدنيا في صفة الجنة 36 من طريق روح بن عبادة عن هشام به وزادا ” فبكى بلال”
قال الألباني:
قلت: فتبين من رواية هشام بن حسان – وهو ثقة – أن أزهر بن سنان قد أخطأ في رفع الحديث وفي لفظه، وأن الصواب الوقف. والله أعلم.
قال ابن عراق في تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة بعد أن أورد المرفوع من الكامل لابن عدي قال:” ليس بصحيح فِيهِ الْأَزْهَر بن سِنَان لَيْسَ بِشَيْء (تعقب) بِأَن الحَدِيث أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الْبَعْث وَالْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَلم يتعقبه الذَّهَبِيّ وأزهر من رجال التِّرْمِذِيّ وَثَّقَهُ ابْن عدي فَقَالَ: لَيست أَحَادِيثه بالمنكرة جدا أَرْجُو أَنه لَا بَاس بِهِ (قلت) وَرَأَيْت بِخَط الْحَافِظ ابْن حجر مَا نَصه أخرجه الطَّبَرَانِيّ بِإِسْنَاد حسن وَأخرجه التِّرْمِذِيّ من حَدِيث مُحَمَّد بن وَاسع قَالَ دخلت على بِلَال بن أبي بردة فَقلت إِن أَبَاك حَدثنِي عَن أَبِيه فَذكره انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم”. انتهى
وقول الحافظ “وأخرجه الترمذي” يتبادر إلى الذهن أن الترمذي صاحب السنن أخرجه في سننه ولم أجده هناك ويحتمل أنه يقصد الحكيم الترمذي.
وقد نقل العلامة السفاريني في البحور الزاخرة في علوم الآخرة أقوال بعض أهل العلم وناقشها فأنقلها كما هي قال:
وخرج ابن أبي الدنيا عن ابن أبي بردة عن أبيه مرفوعًا: “إن في جهنم واديًا ولذلك الوادي بئر يقال له هب هب حق على الله أن يسكنها كل جبار”.
قلت: ذكره الإمام ابن الجوزي في “الموضوعات” وقال أبو حاتم: هذا متن لا أصل له انتهى.
وقال الحافظ ابن رجب: فيه أزهر بن سنان ضعيف ضعفوه، قلت: قال يحيى بن معين: أزهر ليس بشيء، ذكره ابن الجوزي عنه في “الموضوعات”، قلت: وتعقبه الجلال السيوطي بأنه أخرجه الحاكم وصححه وأقره الذهبي والبيهقي في “البعث” وأزهر من رجال الترمذي وثقه ابن عدي فقال: ليست أحاديثه بالمنكرة جدًا أرجو أنه لا بأس به. انتهى.
وأنت خبير بأن هذا التوثيق ليس بالوثيق في التحقيق، قال الحافظ – أي ابن رجب-: والصحيح ما خرَّجه الإمام أحمد وغيره عن محمد بن واسع قال: قلت لبلال بن أبي بردة وأرسل إليّ: أنه بلغني أن في النار بئرًا يقال له جب الحزن يؤخذ المتكبرون فيجعلون في توابيت من نار ثم يجعلون في تلك البئر ثم تنطبق عليهم جهنم من فوقهم فبكى بلال.
وكأن الذين ناقشوا ابن الجوزي يريدون أن يقولوا بأنه تشدد في إيراد الحديث في الموضوعات والمكذوبات.