1633 التعليق على الصحيح المسند
مجموعة ابراهيم البلوشي وأبي عيسى البلوشي وفيصل الشامسي وفيصل البلوشي
وهشام السوري وعبدالله المشجري وخميس العميمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3
والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى ، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا )
——–”——-“——–‘
——–‘——–‘——–‘
——–‘——–‘——–‘
——–‘——–‘———‘
الصحيح المسند 1633
مسند أحمد
قالَ ابنُ عبَّاسٍ أتَدري ما سَعةُ جهنَّمَ ؟ قلتُ : لا ، قالَ : أجَل واللَّهِ ما تدري أنَّ بينَ شَحمةِ أُذنِ أحدِهِم وبينَ عاتقِهِ مَسيرةَ سبعينَ خَريفًا تَجري فيها أوْديةُ القَيحِ والدَّمِ قلتُ أنهارًا قالَ لا بلْ أوْديةً ثمَّ قالَ أتدرونَ ما سَعةُ جهنَّمَ قلتُ لا قالَ أجَل واللَّهِ ما تَدري حدَّثتني عائشةُ أنَّها سألَت رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلَى آلِه وسلَّمَ عن قولِهِ وَالْأرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ فأينَ النَّاسُ يومئذٍ يا رسولَ اللَّهِ قالَ هم علَى جِسرِ جهنَّمَ
———–‘———‘———‘
أحاديث في الباب :
ورد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال – في جزء من حديث طويل -:
(ثُمَّ يُؤْتَى بِالْجَسْرِ فَيُجْعَلُ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ.
قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الجَسْرُ؟
قَالَ: مَدْحَضَةٌ مَزِلَّةٌ [أي موضع الزلل]، عَلَيْهِ خَطَاطِيفُ، وَكَلاَلِيبُ،
وَحَسَكَةٌ [نبات له ثمر خشن يتعلق بأصواف الغنم وربما اتخذ مثله من حديد وهو من آلات الحرب]،
مُفَلْطَحَةٌ [فيه اتساع ، وهو عريض] ،
لَهَا شَوْكَةٌ عُقَيْفَاءُ، تَكُونُ بِنَجْدٍ، يُقَالُ لَهَا: السَّعْدَانُ.
المُؤْمِنُ عَلَيْهَا كَالطَّرْفِ، وَكَالْبَرْقِ، وَكَالرِّيحِ، وَكَأَجَاوِيدِ الخَيْلِ وَالرِّكَابِ.
فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ، وَنَاجٍ مَخْدُوشٌ، وَمَكْدُوسٌ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، حَتَّى يَمُرَّ آخِرُهُمْ يُسْحَبُ سَحْبًا.
فَمَا أَنْتُمْ بِأَشَدَّ لِي مُنَاشَدَةً فِي الحَقِّ، قَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنَ المُؤْمِنِ يَوْمَئِذٍ لِلْجَبَّارِ)
رواه البخاري في “صحيحه” (رقم7439)، ومسلم في “صحيحه” (رقم183)
زاد مسلم: قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: (بَلَغَنِي أَنَّ الْجِسْرَ أَدَقُّ مِنَ الشَّعْرَةِ، وَأَحَدُّ مِنَ السَّيْفِ). وبيان معاني الكلمات نقلناه عن “فتح الباري” (13/429)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(فَيُضْرَبُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ جَهَنَّمَ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يَجُوزُ مِنَ الرُّسُلِ بِأُمَّتِهِ، وَلاَ يَتَكَلَّمُ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ إِلَّا الرُّسُلُ، وَكَلاَمُ الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ. وَفِي جَهَنَّمَ كَلاَلِيبُ مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ، هَلْ رَأَيْتُمْ شَوْكَ السَّعْدَانِ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنَّهَا مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ، غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يَعْلَمُ قَدْرَ عِظَمِهَا إِلَّا اللَّهُ، تَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ يُوبَقُ بِعَمَلِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُخَرْدَلُ ثُمَّ يَنْجُو)
رواه البخاري في “صحيحه” (رقم806)، ومسلم في “صحيحه” (رقم182)
وعن أبي هريرة وحذيفة رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (وَتُرْسَلُ الأَمَانَةُ وَالرَّحِمُ، فَتَقُومَانِ جَنَبَتَيِ الصِّرَاطِ يَمِينًا وَشِمَالاً، فَيَمُرُّ أَوَّلُكُمْ كَالْبَرْقِ. قَالَ: قُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي أَيُّ شَيْءٍ كَمَرِّ الْبَرْقِ؟ قَالَ: أَلَمْ تَرَوْا إِلَى الْبَرْقِ كَيْفَ يَمُرُّ وَيَرْجِعُ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ؟ ثُمَّ كَمَرِّ الرِّيحِ، ثُمَّ كَمَرِّ الطَّيْرِ، وَشَدِّ الرِّجَالِ، تَجْرِي بِهِمْ أَعْمَالُهُمْ وَنَبِيُّكُمْ قَائِمٌ عَلَى الصِّرَاطِ يَقُولُ: رَبِّ سَلِّمْ سَلِّمْ. حَتَّى تَعْجِزَ أَعْمَالُ الْعِبَادِ، حَتَّى يَجِيءَ الرَّجُلُ فَلاَ يَسْتَطِيعُ السَّيْرَ إِلاَّ زَحْفًا، قَالَ: وَفِي حَافَتَيِ الصِّرَاطِ كَلاَلِيبُ مُعَلَّقَةٌ مَأْمُورَةٌ بِأَخْذِ مَنِ اُمِرَتْ بِهِ، فَمَخْدُوشٌ نَاجٍ، وَمَكْدُوسٌ فِي النَّارِ. وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ إِنَّ قَعْرَ جَهَنَّمَ لَسَبْعُونَ خَرِيفًا) رواه مسلم في “صحيحه” (رقم401-402)
——–
بوب البخاري -رحمه الله- في كتاب الرقاق من صحيحه، *باب صفة الجنة والنار*
وأورد تحته أحاديث أحدها:
# عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : “ما بين منكبي الكافر مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع”.
*قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في الفتح:
قوله : منكبي الكافر بكسر الكاف تثنية منكب وهو مجتمع العضد والكتف.
قوله : مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع في رواية يوسف بن عيسى عن الفضل بن موسى بسند البخاري فيه ( خمسة أيام ) أخرجه الحسن بن سفيان في مسنده عنه وفي حديث بن عمر عند أحمد من رواية مجاهد عنه مرفوعا ( يعظم أهل النار في النار حتى إن بين شحمة أذن أحدهم إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام ) وللبيهقي في البعث من وجه اخر عن مجاهد عن بن عباس ( مسيرة سبعين خريفا ) ولابن المبارك في الزهد عن أبي هريرة قال ( ضرس الكافر يوم القيامة أعظم من أحد يعظمون لتمتلىء منهم وليذوقوا العذاب ) وسنده صحيح ولم يصرح برفعه لكن له حكم الرفع لأنه لا مجال للرأي فيه وقد أخرج أوله مسلم من وجه آخر عن أبي هريرة مرفوعا وزاد ( وغلظ جلده مسيرة ثلاثة أيام )
وأخرجه البزار من وجه ثالث عن أبي هريرة بسند صحيح بلفظ ( غلظ جلد الكافر وكثافة جلده اثنان وأربعون ذراعا بذراع الجبار ) وأخرجه البيهقي وقال أراد بذلك التهويل يعني بلفظ الجبار قال ويحتمل أن يريد جبارا من الجبابرة إشارة إلى عزم الذراع وجزم بن حبان لما أخرجه في صحيحه بأن الجبار ملك كان باليمن
وفي مرسل عبيد بن عمير عند بن المبارك في الزهد بسند صحيح ( وكثافة جلده سبعون ذراعا ) وهذا يؤيد الاحتمال الأول لأن السبعين تطلق للمبالغة وللبيهقي من طريق عطاء بن يسار عن أبي هريرة ( وفخذه مثل ورقان ومقعده مثل ما بين المدينة والربذة ) وأخرجه الترمذي ولفظه ( بين مكة والمدينة وورقان ) بفتح الواو وسكون الراء بعدها قاف جبل معروف بالحجاز ، والربذة تقدم ضبطها قريبا في حديث أبي ذر وكأن اختلاف هذه المقادير محمول على اختلاف تعذيب الكفار في النار.
وقال القرطبي في المفهم إنما عظم خلق الكافر في النار ليعظم عذابه ويضاعف ألمه ثم قال وهذا إنما هو في حق البعض بدليل الحديث الآخر إن المتكبرين يحشرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال يساقون إلى سجن في جهنم يقال له بولس قال ولا شك في أن الكفار متفاوتون في العذاب كما علم من الكتاب والسنة ولأنا نعلم على القطع أن عذاب من قتل الأنبياء وفتك في المسلمين وأفسد في الأرض ليس مساويا لعذاب من كفر فقط وأحسن معاملة المسلمين مثلاً.
قلت أما الحديث المذكور فأخرجه الترمذي والنسائي بسند جيد عن عمرو بن شعيب على أبيه عن جده ولا حجة فيه لمدعاه لأن ذلك إنما هو في أول الأمر عند الحشر.
وأما الأحاديث الأخرى فمحمولة على ما بعد الاستقرار في النار.
وأما ما أخرجه الترمذي من حديث بن عمر رفعه إن الكافر ليسحب لسانه الفرسخ والفرسخين يتوطؤه الناس فسنده ضعيف.
وأما تفاوت الكفار في العذاب فلا شك فيه ويدل عليه قوله تعالى إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار وتقدم قريبا الحديث في أهون أهل النار عذاباً.
===================
*بعض ما جاء في ذكر الصراط في الصحيح*
ترجم البخاري -رحمه الله- في كتاب الرقاق من صحيحه،
باب الصراط جسر جهنم
ثم أورد حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- الطويل وفيه: “ويضرب جسر جهنم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فأكون أول من يجيز ، ودعاء الرسل يومئذ : اللهم سلم سلم .” الحديث
وفي كتاب التوحيد/ بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ،
أورد حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- وفيه:
” فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون ، فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : أنت ربنا فيتبعونه ، ويضرب الصراط بين ظهري جهنم ، فأكون أنا وأمتي أول من يجيزها ، ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل ، ودعوى الرسل يومئذ : اللهم سلم سلم” الحديث
وتحته أيضاً حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-
وفيه: “وإنما ننتظر ربنا ، قال : فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة ، فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : أنت ربنا ، فلا يكلمه إلا الأنبياء ، فيقول : هل بينكم وبينه آية تعرفونه ؟ فيقولون : الساق ، فيكشف عن ساقه ، فيسجد له كل مؤمن ، ويبقى من كان يسجد لله رياء وسمعة ، فيذهب كيما يسجد ، فيعود ظهره طبقا واحدا ، ثم يؤتى بالجسر فيجعل بين ظهري جهنم ، قلنا : يا رسول الله ، وما الجسر ؟ قال : مدحضة مزلة ، عليه خطاطيف وكلاليب ، وحسكة مفلطحة لها شوكة عقيفاء ، تكون بنجد ، يقال لها : السعدان ، المؤمن عليها كالطرف وكالبرق وكالريح ،وكأجاويد الخيل والركاب ، فناج مسلم ، وناج مخدوش ، ومكدوس في نار جهنم ، حتى يمر آخرهم يسحب سحبا ” الحديث
——
الصراط :
يقول الإمام القرطبي رحمه الله ، في الرد على من تأول ما ورد في وصف الصراط :
” … القادر على إمساك الطير في الهواء ، قادر على أن يمسك عليه المؤمن ، فيجريه أو يمشيه، ولا يعدل عن الحقيقة إلى المجاز إلا عند الاستحالة، ولا استحالة في ذلك، للآثار الواردة في ذلك، وثباتها بنقل الأئمة العدول (ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور)” انتهى من “التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة” (ص: 758)، وفي طبعة دار المنهاج، تحقيق الدكتور الصادق بن إبراهيم (2/757-758)
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
“إن هذا هو الصراط المستقيم؛ الذي هو أحد من السيف؛ وأدق من الشعر ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور” انتهى من “مجموع الفتاوى” (4/375)
ويقول الإمام السخاوي رحمه الله:
“.. وعلى كل حال، فنقل أبي سعيد المشار إليه قد ورد تصريح الرفع عن غيره، من طرق متعددة، يقوي بعضها بعضًا، بل أورد الحاكم في مستدركه على الصحيحين بعضها، فأخرج البيهقي وابن المبارك وابن أبي الدنيا وغيرهم جميعًا من حديث عبيد بن عمير رفعه مرسلاً: (الصراط على جهنم مثل حرف السيف)، وكذا أخرج البيهقي وشيخه الحاكم عن ابن مسعود مرفوعًا: (والصراط كحد السيف) والبيهقي وحده من حديث زياد النميري عن أنس مرفوعًا: (الصراط كحد الشعرة أو حد السيف). ومن حديث يزيد الرقاشي عن أنس رفعه أيضًا: (إنه أدق من الشعرة، أحد من السيف) ولأبي يعلي وابن منيع في مسنديهما عن أبي هريرة مرفوعًا: (الصراط كحد السيف). ولأحمد بن حنبل في مسنده من حديث القاسم عن عائشة في حديث مرفوع ، أصله عند أبي داود من حديث الحسن البصري عنها: (ولجهنم جسر، أدق من الشعر، وأحد من السيف)، ومن حديث أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي أنه قال: (يوضع الصراط يوم القيامة وله كحد الموس)، وحكمه الرفع … ” انتهى باختصار من “الأجوبة المرضية فيما سئل السخاوي عنه من الأحاديث النبوية” (3/ 905-907)
وراجع مسألة الصراط في الأجوبة المفيدة في مسائل العقيدة