1627 التعليق على الصحيح المسند
مجموعة عبدالله الديني
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين وحكام الإمارات ووالديهم ووالدينا والمسلمين جميعا)
——–‘——-‘——-”
——-‘——-‘——–
——‘—–‘——
الصحيح المسند
1627 – قال الإمام ابن حبان كما في الإحسان: أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا يحيى بن زكريا عن إبراهيم بن سويد النخعي حدثنا عبدالملك بن أبي سليمان عن عطاء قال دخلت أنا و عبيد بن عمير على عائشة فقالت لعبيد بن عمير: قد آن لك أن تزورنا فقال: أقول يا أمه كما قال الأول: زر غبا تزدد حبا قال: فقالت: دعونا من رطانتكم هذه قال ابن عمير: أخبرينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: فسكتت ثم قالت: لما كان ليلة من الليالي قال: (يا عائشة ذريني أتعبد الليلة لربي) قلت: والله إني لأحب قربك وأحب ما سرك قالت: فقام فتطهر ثم قام يصلي قالت: فلم يزل يبكي حتى بل حجره قالت: ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل لحيته قالت: ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل الأرض فجاء بلال يؤذنه بالصلاة فلما رآه يبكي قال: يا رسول الله لم تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم وما تأخر؟ قال: (أفلا أكون عبدا شكورا لقد نزلت علي الليلة آية ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها {إن في خلق السموات والأرض}) الآية كلها.
هذا حديث حسن.
………….
الصحيحة 67
بوب الامام ابن حبان: ذكر البيان بأن المرء عليه إذا تخلى لزوم البكاء على ما ارتكب من الحوبات وإن كان بائنا عنها مجدا في إتيان ضدها.
قال السيوطي في ” الدرر المنثورة في الأحاديث المشهورة “: حديث زر غبا تزدد حبا.
البزار، والبيهقي في “الشعب” من حديث أبي هريرة وضعفاه، والديلمي من حديث ابن عمر.
ورواه ابن عدي في أربعة عشر موضعا من “الكامل” وضعفها كلها.
قلت: وورد أيضا من حديث علي، وأنس، وجابر، وحبيب بن مسلمة، وابن عباس، وابن عمرو، وأبي ذر، وعائشة. وبقي أحاديث. اهـ
قال العجلوني في ” كشف الخفاء ” (1/ 438): (زر غبا تزدد حبا) رواه البزار وأبو نعيم والعسكري في الأمثال والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة، وقال في سنده طلحة غير قوي، وروى هذا الحديث بأسانيد أمثلها هذا، وفي بعضها قيل له أين كنت أمس يا أبا هريرة قال زرت ناسا من أهلي فقال يا أبا هريرة زر غبا تزدد حبا، ورواه العسكري أيضا عن أبي هريرة أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا هريرة وذكره، ورواه ابن حبان في صحيحه عن غطاء قال دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة رضي الله عنها فقالت لعبيد قد آن لك أن تزورونا فقال أقول لك يا أمه كما قال الأول زر غبا تزدد حبا فقالت دعونا من بطالتكم هذه، ورواه أيضا أنس وجابر وابن عباس وابن عمر وعلي وأبو الدرداء وأبو ذر وعائشة وغيرهم، حتى قال ابن طاهر إن ابن عدي أورده في أربعة عشر موضعا من كامله كلها معللة، وقال في الدرر وضعفها كلها، وافرد أبو نعيم طرقه، ثم الحافظ ابن حجر في الإنارة بطرق غب الزيارة، وقال في اللآلئ رواه في مسند الفردوس عن ابن عمر رضي الله عنهما بلفظ زوروا غبا تزدادوا حبا، وقال في المقاصد وتبعه النجم بعد ذكرهما طرقه وبمجموعها يتقوى الحديث وإن قال البزار أنه ليس فيه حديث صحيح، فهو لا ينافي ما قلناه، وما أحسن قول ابن دريد: عليك بإغباب الزيارة إنها * إذا كثرت كانت إلى الهجر مسلكا فإني رأيت الغيث يسأم دائبا * ويسأل بالأيدي إذا هو أمسكا وقال غيره: أقلل زيارتك الصديق يكون كالثوب أستجده وأمل شئ لامرئ * أن لا يزال يراك عنده.
بوَّب البخاري في “صحيحه” (10/ 498/فتح) في كتاب الأدب بقوله: «باب: هل يزور صاحبه كل يوم أو بكرة وعشيًّا»، ثم أخرج حديث عائشة خ في زيارة النبي (ص) لبيت أبي بكر الصديق ح بمكة بكرة = = وعشيًّا، ففسَّر ذلك الحافظ ابن حجر بقوله: «وكأن البخاري رمز بالترجمة إلى توهين الحديث المشهور: «زِرْ غبًّا تزدد حبًّا». وقد ورد من طرق أكثرها غرائب لا يخلو واحدٌ منها من مقال، وقد جمع طرقه أبو نعيم وغيره، وجاء من حديث علي، وأبي ذر، وأبي هريرة، وعبد الله بن عمرو، وأبي برزة، وعبد الله بن عمر، وأنس، وجابر، وحبيب بن مسلمة، ومعاوية بن حَيْدة، وقد جمعتها في جزء مفرد … »، ثم ذكر بعض طرقه، وتكلم عنها، ونقل الشوكاني في “الفوائد المجموعة” (ص260) عن الصاغاني الحكم عليه بالوضع، وقال الشيخ عبد الرحمن المعلمي في التعليق عليه: «الصحيح أنه حكمة قديمة»، وانظر “العلل المتناهية” لابن الجوزي (2/ 739 – 743). (تحقيق العلل للجريسي)
قال أبو سليمان وفي العزلة السلامة من التبذل لعوام الناس وحواشيهم والتصون عن ذلة الامتهان منهم، وأمان الملام عند الصديق، واستحداث الطراءة عند اللقاء، فإن كل موجود مملول وكل ممنوع مطلوب وفي هذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «زر غبا تزدد حبا» (العزلة)
قال ابن وردي في لاميته:
غِبْ وزُرْ غِبَّاَ تزِدْ حُبَّاً فمنْ … أكثرَ التَّردادَ أقصاهُ المَلَلْ
قولها: (رطانتكم) قال في النهاية: الرِّطانة بفنح الراء وكسرها والتَّراطُن: كلام لا يَفْهمه الجمهور وإنما هو مُواضَعة بين اثنين أو جماعة والعرب تَخُص بها غالبا كلامَ العجم.
في رواية: فقالتْ: دعونا مِنْ بَطالَتِكم هذه.
وقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ هذه الآيات العشر من آخر آل عمران إذا قام من الليل لتهجده، فقال البخاري رحمه الله: حدثنا سعيد بن أبي مريم، حدثنا محمد بن جعفر، أخبرني شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن كريب، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بت عند خالتي ميمونة، فتحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أهله ساعة ثم رقد، فلما كان ثلث الليل الآخر قعد فنظر إلى السماء، فقال {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآياتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ} الآيات، ثم قام فتوضأ واستن، فصلى إحدى عشرة ركعة، ثم أذن بلال فصلى ركعتين، ثم خرج فصلى بالناس الصبح. وهكذا رواه مسلم عن أبي بكر بن إسحاق الصنعاني، عن ابن أبي مريم به. ثم رواه البخاري من طرق عن مالك، عن مخرمة بن سليمان، عن كريب أن ابن عباس أخبره أنه بات عند ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وهي خالته، قال: فاضطجعت في عرض الوسادة، واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله في طولها، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا انتصف الليل أو قبله أو بعده بقليل، استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم من منامه فجعل يمسح النوم عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر الآيات الخواتيم من سورة آل عمران، ثم قام إلى شن معلقة فتوضأ منها، فأحسن وضوءه، ثم قام يصلي. قال ابن عباس رضي الله عنهما: فقمت فصنعت مثل ما صنع، ثم ذهبت فقمت إلى جنبه، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده اليمنى على رأسي، وأخذ بأذني اليمنى يفتلها، فصلى ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين، ثم أوتر، ثم اضطجع حتى جاءه المؤذن، فقام فصلى ركعتين خفيفتين، ثم خرج فصلى الصبح. وهكذا أخرجه بقية الجماعة من طرق عن مالك به. ورواه مسلم أيضاً وأبو داود من وجوه أخر عن مخرمة بن سليمان به. (تفسير ابن كثير)
وجاء في الصحيحين عن المغيرة بن شعبة * أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى حتى انتفخت قدماه فقيل له أتكلف هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال أفلا أكون عبدا شكورا
فالتفكر في خلق الله تعالى من صفات المؤمنين، وكلما كان الإنسان أكثر تفكرًا وتأملًا في خلق الله وأكثر علمًا بالله تعالى وعظمته كان أعظم خشية لله تعالى، كما قال سبحانه: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر:28]، وإذا نظر العبد إلى ما خلق الله تعالى في هذا الكون من المخلوقات العظيمة، والآيات الكبيرة، فإن سيرى أن في كل شيء له آية تدل على أنه سبحانه إله واحد كامل العلم والقدرة والرحمة.