1613 التعليق على الصحيح المسند
مجموعة ابراهيم البلوشي وأبي عيسى البلوشي وفيصل الشامسي وفيصل البلوشي
وهشام السوري وعبدالله المشجري وخميس العميمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين وحكام الإمارات ووالديهم ووالدينا والمسلمين جميعا)
——–
——-
——‘——‘——
1613 الصحيح المسند
عن عائشة رضي الله عنها: كان النبي صلى الله عليه وسلم. لا ينام حتى يقرأ بني إسرائيل والزمر.
—–
قلت سيف بن دورة: سبق تحت حديث 959 جمع أحاديث الأذكار ذكر أذكار النوم التي يصححها بعض أهل العلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والكلام على عللها ومن ذلك رقم 13:
13 – قراءة ” بني إسرائيل والزمر”.
رواه الترمذي (2920) عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام على فراشه حتى يقرأ بني إسرائيل والزمر.
قال الترمذي حسن غريب، وحسنه ابن حجر في نتائج الأفكار
وصححه العلامة الوادعي رحمه الله في الصحيح المسند. 1613
والالباني في الصحيحة 2/ 240 (641) وقال: أبولبابة وثقه ابن معين. وقال ابن خزيمة: وإن كان أبولبابة هذا يجوز الاحتجاج بخبرة فإني لا أعرفه بعدالة ولا جرح. انتهى
وصححه محققو المسند 41/ 394 دون قوله (كان يقرأ) حسن
وصححه الاثيوبي
وأعله باحث بالتفرد والنكارة حيث مثل هذا الأمر المفروض يشتهر وأصحاب عائشة كثر، ثم أبولبابة خالفه ابوسلمه وروايته عند الشيخين، وعبدالله بن شقيق وروايته عند مسلم فاقتصرا على كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم) فلم يذكروا الزيادة
ثم قال الباحث:
فوائد:
1. جاءت قراءة السورتين من أوجه أخر منكرة.
2. لم يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام قراءة سور قبل النوم سوى المعوذات – إذا اشتكى -، على الصحيح، وهناك من قال بأن لابن شهاب فيه إسنادين، وفيه نظر.
3. تساؤل: من يصحح قراءة بني إسرائيل والزمر والسجدة وتبارك والكافرون والمعوذات وغيرها من السور كل ليلة، ألا يخطر بباله بُعْدُ جمع تلك السور كل ليلة؟! انتهى من بحث الأحاديث المعلة التي لم ينص الأئمة على إعلالها.
رجح الألباني في كتابه أصل صفة الصلاة أن قراءة بني إسرائيل والزمر في الصلاة فقد أورد حديث عائشة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم؛ حتى نقول: ما يريد أن يفطر. ويفطر؛ حتى نقول: ما يريد أن يصوم ويقرأ …. إلخ
فاقتران ذلك بالصوم، مما يشعر بأنها أرادت الصلاة.
لذا أورده في المجمع في باب صلاة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. ويحتمل كون ذلك خارجها. ويرجح الأول الإقتران الذي ذكرناه. انتهى بتقديم وتأخير.
وكذلك ابن المنذر في الأوسط ذكر الحديث في صلاة الليل أما البيهقي فذكره في الدعوات الكبير في باب الدعاء والذكر عند النوم، وذكره مع أحاديث أذكار قبل النوم.
أما النسائي فجعله في باب ما يقرأ في اليوم والليلة. وهذا تبويب عام. فيحتمل أما المروزي في مختصر قيام الليل فجعله في باب ثواب القراءة بالليل وذكر أحاديث مثل حديث إن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة، وقراءة سورة آية الكرسي.
فائدة:
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ” من قعد مقعدًا لم يذكر الله فيه كانت عليه من الله ترةٌ ومن اضطجع مضجعًا لا يذكر الله فيه كانت عليه من الله ترةٌ ” رواه أبو داود (4215) وهو في الصحيح المسند. انتهى النقل من شرح حديث 959
—–
قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في الفتح:
وقد ورد في القراءة عند النوم عدة أحاديث صحيحة منها:
– حديث أبي هريرة في قراءة آية الكرسي وقد تقدم في الوكالة وغيرها
– وحديث بن مسعود الآيتان من آخر سورة البقرة وقد تقدم في فضائل القرآن
– وحديث فروة بن نوفل عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لنوفل اقرأ قل يا أيها الكافرون في كل ليلة ونم على خاتمتها فإنها براءة من الشرك أخرجه أصحاب السنن الثلاثة وابن حبان والحاكم
– وحديث العرباض بن سارية كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ المسبحات قبل أن يرقد ويقول فيهن آية خير من ألف آية أخرجه الثلاثة
– وحديث جابر رفعه كان لا ينام حتى يقرأ الم تنزيل وتبارك أخرجه البخاري في الأدب المفرد
– وحديث شداد بن أوس رفعه ما من امرئ مسلم يأخذ مضجعه فيقرأ سورةً من كتاب الله إلا بعث الله ملكًا يحفظه من كل شيء يؤذيه حتى يهب أخرجه أحمد والترمذي.
قلت سيف بن دورة: وسبق تخريجها في بحوث أخرى
_____
ومن الآيات التي وردت في سورة الزمر، “الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت” فعلى الإنسان التفكر حين قراءة هاتين السورتين وتدبر معانيها.
قال العباد -حفظه الله- في شرح السنن:
أورد أبو داود حديث حذيفة رضي الله عنه في الذكر عند النوم وبعد القيام من النوم قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نام قال: اللهم باسمك أحيا وأموت، وإذا استيقظ قال: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور).
يعني: عندما ينام يقول هذا اللفظ؛ لأنه يحيا بقدرة الله ويموت بقدرة الله وبمشيئة الله وإرادته، والإنسان في نومه قد يعود إلى الحياة بعد أن تأخذه هذه الموتة الصغرى التي هي النوم، وقد يفارق الحياة كما جاء في القرآن: {الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت} [الزمر:42] يعني: يتوفاها.
((ويرسل الأخرى إلى أجل مسمًى)) يعني: التي لم يقض عليها الموت في هذه النومة فإنها تعود إلى الحياة.
فالإنسان يعتمد على الله ويجعل كل شيء بيد الله عز وجل، ويعظم الله عز وجل ويعلم بأن كل شيء بقدرته ومشيئته وإرادته، وهو المحيي والمميت، والإنسان يعلم أنه بنومه قد يحيا بعد هذه النومة وقد يموت.
قوله: [(وإذا استيقظ قال: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور)] وهذا فيه أن النوم يطلق عليه الموت، كما في الآية التي ذكرتها: ((الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها)) يعني: والتي لم يتوفها الله في منامها.
{فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمًى} [الزمر:42]، وهي التي حصلت لها الحياة يرسلها إلى الأجل الذي يأتي فيه الموت.
وقد جاء في الحديث: (النوم أخو الموت، وأهل الجنة لا ينامون).
قوله: [(وإليه النشور)] أي: أن الناس يبعثون من قبورهم، ويكونون في المكان وهو الصعيد الذي يأتي الله عز وجل لفصل القضاء بينهم فيحاسبهم، ويذهبون إلى منازلهم من الجنة أو النار.
________
ومن المعاني التي وردت في سورة الإسراء (سورة بني إسرائيل):
– “وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً”، فيتفكر الإنسان أن هذا الليل آية عظيمة من آيات الله.
– “وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا”، فيها إشارة إلى التهجد.