161 عون الصمد شرح الذيل والمتمم له على الصحيح المسند
جمع نورس الهاشمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
——‘
مسند أحمد
20996 – حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” لَيَفْتَحَنَّ رَهْطٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ كُنُوزَ كِسْرَى الَّتِي، قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: الَّذِي، بِالْأَبْيَضِ ” قَالَ جَابِرٌ: ” فَكُنْتُ فِيهِمْ، فَأَصَابَنِي أَلْفُ دِرْهَمٍ ”
قلت سيف:
على شرط الذيل على الصحيح المسند (قسم الزيادات على الصحيحين)
الحديث في مسلم 2919 وعند أحمد زيادة (قال جابر: فكنت فيهم فأصابني الف درهم) واعتبرناه على الشرط، لأن أحد المخاطبين شهد غزوة أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم
بل في رواية (فيستخرجون كنزه) عند أحمد 20824
————-‘———-‘
قال النووي على شرحه لمسلم: هذا من المعجزات الظاهرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقد فتحوه بحمد الله في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه والعصيبة تصغير عصبة وهي الجماعة وكسرى بكسر الكاف وفتحها. انتهى
قلت: هناك من المفتونين كالخوارج ينزلون بعض احاديث الفتن على الواقع من غير علم كهذا الحديث: البيت الأبيض بيت كسرى، فهم قالوا: هذه بشارة فتح البيت الأبيض الامريكي!!، فاخذروا أيها الأحبة من أخذ العلم عّن المجاهيل و اهل البدع و اجعل بينك وبين هؤلاء جبلا من النار …
قال الشاطبي: فمن طلب خلاص نفسه؛ تثبت حتى يتضح له الطريق، ومن تساهل؛ رمته أيدي الهوى في معاطب لا مخلص له منها إلا ما شاء الله.
” الاعتصام ” (ج (1) / (365))
[المنع من حمل أحاديث الفتن على وقائع معينة]
قال القرطبي -رحمه الله تعالى -:
(والذي ينبغي أن يقال به في هذا الباب أنما أخبر به النبي -صلى الله عليه وسلم- من الفتن والكوائن أن ذلك يكون، وتعيين الزمان في ذلك من سنة كذا يحتاج إلى طريق صحيح يقطع العذر .. ) ا. هـ
المرجع / كتاب التذكرة ص 736.
سئل العلامة العباد حفظه الله
السؤال
هل يصح حمل هذا الحديث وأمثاله على الواقع المعاصر، وتعيين بعض الفتن بأنها وقعت؟
الجواب
لا يصلح؛ لأن بعض الناس كل شيء يطبقه على الوقت الحاضر، فما من شيء يقع إلا ويقول: إن هذا هو المقصود بالحديث، وهذا غير صحيح، مثل ما جاء في حديث انحسار الفرات عن جبل من ذهب، بعض الناس في هذا الزمان يقول: هو البترول، وهذا غير صحيح؛ لأن لفظ الرسول صلى الله عليه وسلم أنه جبل من ذهب، وأن الناس يقتتلون عليه، وأن الهلاك فيه تسعة وتسعون في المائة، والنجاة واحد في المائة، ثم كل واحد لشدة حرصه على الدنيا مع علمه بأن الهلاك تسعة وتسعون في المائة والنجاة واحد في المائة يقول: لعلي أن أكون أنا الناجي من المائة، وكيف يقال: هو البترول؟ وأي افتتان حصل على بترول العراق؟ وأين الهلكى الذين نسبتهم تسعة وتسعون في المائة ويبقى واحد؟ ومع ذلك يوجد في هذا العصر من قال: إن المقصود به: بترول العراق.
إذا: تطبيق كل شيء على ما هو مشاهد ومعاين، وتحميل النصوص ما لا تتحمل وتطبيقها على أمور لا تناسب ولا تليق مع سياق الألفاظ وسياق الكلام الذي يأبى ذلك، هذا غير صحيح، ولا يجوز للإنسان أن يطبق كل شيء على الواقع، وبعض الناس يأتي بالمصطلحات الواردة في الأحاديث وأخبار الرسول التي أخبر بها ويحاول أن يفسرها بأمور واقعية، وهذا أحد الغماريين الذين في بلاد المغرب، وقد مات قبل ستين سنة تقريبا أو قريبا من ذلك، سمى كتابه: (مطابقة الاختراعات العصرية لما أخبر به سيد البرية)، وأتى بأشياء كثيرة كلها يحمل فيها النصوص ما لا تتحمل، وقد رد عليه الشيخ حمود التويجري رحمه الله بكتاب سماه: (إيضاح المحجة في الرد على صاحب طنجة)؛ لأن هذا الغماري من طنجة. انظر ” شرح العباد سَنَن ابي دَاوُدَ “