16 عون الصمد شرح الذيل على الصحيح المسند.
شرح نورس الهاشمي
مسند أحمد 6910 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ” خَصْلَتَانِ أَوْ خَلَّتَانِ لَا يُحَافِظُ عَلَيْهِمَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ، هُمَا يَسِيرٌ، وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيلٌ، تُسَبِّحُ اللهَ عَشْرًا، وَتَحْمَدُ اللهَ عَشْرًا، وَتُكَبِّرُ اللهَ عَشْرًا فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ، فَذَلِكَ مِائَةٌ وَخَمْسُونَ بِاللِّسَانِ، وَأَلْفٌ وَخَمْسُ مِائَةٍ فِي الْمِيزَانِ، وَتُسَبِّحُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَحْمَدُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتُكَبِّرُ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ عَطَاءٌ لَا يَدْرِي أَيَّتُهُنَّ أَرْبَعٌ وَثَلَاثُونَ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ، فَذَلِكَ مِائَةٌ بِاللِّسَانِ، وَأَلْفٌ فِي الْمِيزَانِ، فَأَيُّكُمْ يَعْمَلُ فِي الْيَوْمِ أَلْفَيْنِ وَخَمْسَ مِائَةِ سَيِّئَةٍ؟ “، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ هُمَا يَسِيرٌ وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيلٌ؟ قَالَ: ” يَاتِي أَحَدَكُمُ الشَّيْطَانُ إِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ، فَيُذَكِّرُهُ حَاجَةَ كَذَا وَكَذَا، فَيَقُومُ وَلَا يَقُولُهَا، فَإِذَا اضْطَجَعَ يَاتِيهِ الشَّيْطَانُ فَيُنَوِّمُهُ قَبْلَ أَنْ يَقُولَهَا “، فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْقِدُهُنَّ فِي يَدِهِ قَالَ عَبْدُ اللهِ [بْنُ أَحْمَدَ]: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللهِ الْقَوَارِيرِيَّ، سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ، يَقُولُ: قَدِمَ عَلَيْنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ الْبَصْرَةَ، فَقَالَ لَنَا أَيُّوبُ: ائْتُوهُ فَاسْأَلُوهُ عَنْ حَدِيثِ التَّسْبِيحِ؟ يَعْنِي هَذَا الْحَدِيثَ
………………..
قلت سيف: على شرط الذيل على الصحيح المسند
رواه شعبة عن عطاء، وهو قديم السماع وكذلك رواه عنه حماد بن زيد وهو صحيح السماع من عطاء، وكذلك رواه عنه ابن عيينة وهو سمع من عطاء قديما ثم سمع منه بآخرة فلما رآه اختلط اعتزله.
______
التسبيح قبل النوم
الشرح:
جاء في كتاب عون المعبود
(خصلتان أو خلتان) شك من الراوي وهما بمعنى واحد (هما) أي الخصلتان أي كل منهما (يسير) سهل خفيف لعدم صعوبة العمل بهما (من يعمل بهما) مبتدأ (قليل) خبر (يسبح) بيان لإحدى الخصلتين والضمير للعبد المسلم (في دبر كل صلاة) أي عقب كل صلاة (فذلك) أي التسبيح والتحميد والتكبير عشرا عشرا دبر كل صلاة من الصلوات الخمس (خمسون ومائة باللسان) أي في يوم وليلة (وألف وخمس مائة في الميزان) لقوله تعالى من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها (ويكبر أربعا وثلاثين) بيان للخلة الثانية (إذا أخذ مضجعه) أي حين أخذ مرقده وإذا للظرفية المجردة (يعقدها بيده) أي بأصابعها أو بأناملها أو بعقدها (كيف هما يسير ومن يعمل بهما قليل) أي ما وجه قولك هذا والضمير في بهما للخصلتين (يأتي أحدكم) بالنصب مفعول (فينومه) بتشديد الواو أي يلقي عليه النوم (قبل أن يقوله) أي الذكر المذكور في الخلة الثانية (فيذكره حاجته) أي فينصرف عن الصلاة (قبل أن يقولها) أي الكلمات المذكورة في الخلة الأولى.
صيغ التسبيح بعد الصلوات:
الصيغة الأولى:
أن يسَبّحَ اللهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، ويحمده ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، ويكبره ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، ويقول تَمَامَ الْمِائَةِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير، فيكون المجموع مائة.
لما روى مسلم (597) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (مَنْ سَبَّحَ اللهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَحَمِدَ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَكَبَّرَ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ، وَقَالَ تَمَامَ الْمِائَةِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ غُفِرَتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ).
وقد تكون هذه الصيغة: بسرد التسبيح ثلاثا وثلاثين، ثم التحميد مثل ذلك، ثم التكبير مثل ذلك.
وقد تكون، بأن يجمعها جميعا: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ثم يكررها مجموعة ثلاثا وثلاثين مرة.
روى البخاري (843) – واللفظ له ، ومسلم (595) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: ” جَاءَ الفُقَرَاءُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ مِنَ الأَمْوَالِ بِالدَّرَجَاتِ العُلاَ، وَالنَّعِيمِ المُقِيمِ يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَلَهُمْ فَضْلٌ مِنْ أَمْوَالٍ يَحُجُّونَ بِهَا، وَيَعْتَمِرُونَ، وَيُجَاهِدُونَ، وَيَتَصَدَّقُونَ، قَالَ: (أَلاَ أُحَدِّثُكُمْ إِنْ أَخَذْتُمْ أَدْرَكْتُمْ مَنْ سَبَقَكُمْ وَلَمْ يُدْرِكْكُمْ أَحَدٌ بَعْدَكُمْ، وَكُنْتُمْ خَيْرَ مَنْ أَنْتُمْ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ إِلَّا مَنْ عَمِلَ مِثْلَهُ تُسَبِّحُونَ وَتَحْمَدُونَ وَتُكَبِّرُونَ خَلْفَ كُلِّ صَلاَةٍ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ).
فَاخْتَلَفْنَا بَيْنَنَا، فَقَالَ بَعْضُنَا: نُسَبِّحُ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ، وَنَحْمَدُ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ، وَنُكَبِّرُ أَرْبَعًا وَثَلاَثِينَ، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ؟
فَقَالَ: تَقُولُ: (سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالحَمْدُ لِلَّهِ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، حَتَّى يَكُونَ مِنْهُنَّ كُلِّهِنَّ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ).
الصيغة الثانية:
أن يسَبِّح اللَّهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَيحْمَدُهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَيكَبِّرُهُ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، فيكون المجموع مائة.
لما روى مسلم (596) عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مُعَقِّبَاتٌ لَا يَخِيبُ قَائِلُهُنَّ أَوْ فَاعِلُهُنَّ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ، ثَلَاثٌ وَثَلَاثُونَ تَسْبِيحَةً، وَثَلَاثٌ وَثَلَاثُونَ تَحْمِيدَةً، وَأَرْبَعٌ وَثَلَاثُونَ تَكْبِيرَةً).
الصيغة الثالثة:
أن يسبح الله ويحمده ويكبره ويهلله: خمسا وعشرين، فيكون المجموع مائة.
لما رواه النسائي (1350) عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رضي الله عنه، قَالَ: ” أُمِرُوا أَنْ يُسَبِّحُوا دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَيَحْمَدُوا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَيُكَبِّرُوا أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، فَأُتِيَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي مَنَامِهِ، فَقِيلَ لَهُ: أَمَرَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُسَبِّحُوا دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَحْمَدُوا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتُكَبِّرُوا أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَاجْعَلُوهَا خَمْسًا وَعِشْرِينَ، وَاجْعَلُوا فِيهَا التَّهْلِيلَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: (اجْعَلُوهَا كَذَلِكَ)، وصححه الألباني في ” صحيح النسائي “.
الصيغة الرابعة:
أن يسبح الله عشراً، ويحمده عشراً، ويكبره عشراً.
لما رواه أبو داود (5065) عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (خَصْلَتَانِ أَوْ خَلَّتَانِ لَا يُحَافِظُ عَلَيْهِمَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ، هُمَا يَسِيرٌ وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيلٌ: يُسَبِّحُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ عَشْرًا، وَيَحْمَدُ عَشْرًا، وَيُكَبِّرُ عَشْرًا، فَذَلِكَ خَمْسُونَ وَمِائَةٌ بِاللِّسَانِ، وَأَلْفٌ وَخَمْسُ مِائَةٍ فِي الْمِيزَانِ … )، صححه الحافظ ابن حجر فى ” تخريج الأذكار ” (2/ 267)، وصححه الألباني في ” الكلم الطيب ” (11).
الصيغة الخامسة:
سبحان الله (11)، الحمد لله (11) الله أكبر (11)
الدليل:
فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ قَوْلَ أَبِي صَالِحٍ ثُمَّ رَجَعَ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ إِلى آخِرِ الْحَدِيثِ وَزَادَ فِي الْحَدِيثِ يَقُولُ سُهَيْل: ٌإِحْدَى عَشْرَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ فَجَمِيعُ ذَلِكَ كُلِّهِ ثَلاثَةٌ وَثَلاثُون)
صحيح مسلم – كتاب المساجد باب استحباب الذكر بعد الصلاة وصفته
برقم (43ـ 595)
والصيغ الأربع ذكرها ابن عثيمين وراجع
” شرح منظومة أصول الفقه وقواعده ” (ص176 177)
قلت: اضفت صيغة خامسة ذكرها الامام مسلم في صحيحه.
فوائد تنويع الذكر في الصلاة وهي:
الفائدة الأولى: الإتيان بالسنة على جميع وجوهها.
الفائدة الثانية: حفظ السنة، لأنك لو أهملت إحدى الصفتين نُسيت ولم تحفظ.
الفائدة الثالثة: ألا يكون فعل الإنسان لهذه السنة على سبيل العادة، لأن كثيراً من الناس إذا أخذ بسنة واحدة صار يفعلها على سبيل العادة ولا يستحضرها، ولكن إذا كان يعودّ نفسه أن يقول هذا مرة وهذا مرة صار متنبهاً للسنة.
في كتاب صفة صلاة النبي للعلامة العثيمين رحمه الله. انتهى
فضل التسبيح:
قال الحافظ في الفتح (11/ 206): يعني قول سبحان الله ومعناه تنزيه الله عما لا يليق به من كل نقص فيلزم نفي الشريك والصاحبة والولد وجميع الرذائل ويطلق التسبيح ويراد به جميع ألفاظ الذكر ويطلق ويراد به صلاة النافلة.
[اربع كلمات يحبهن الله جل وعلا، فحافظ عليهن ايها المحب]
وعن سمرة بن جندبٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
“أحبُّ الكلامِ إلى اللهِ أَربعٌ: (سبحانَ اللهِ، والحمدُ لله، ولا إله إلا الله، والله أكبرُ)، لا يَضُرُّكَ بأَيِّهِنَّ بَداتَ”. صحيح الترغيب والترهيب برقم 1546.
وقد جمع القرطبي بما حاصله ان هذه الأذكار إذا أطلق على بعضها أنه أفضل الكلام أو أحبه إلى الله فالمراد إذا انضمت إلى أخواتها بدليل حديث سمرة عند مسلم أحب الكلام إلى الله أربع لا يضرك بأيهن بدأت سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر ويحتمل ان يكتفي في ذلك بالمعنى فيكون من اقتصر على بعضها كفى لان حاصلها التعظيم والتنزيه ومن نزهه فقد عظمه ومن عظمه فقد نزهه انتهى وقال النووي هذا الإطلاق في الأفضلية محمول على كلام الادمي والا فالقرآن أفضل الذكر وقال البيضاوي الظاهر أن المراد من الكلام كلام البشر فإن للثلاث الأول وإن وجدت في القرآن لكن الرابعة لم توجد فيه ولا يفضل ما ليس فيه على ما هو فيه قلت ويحتمل أن يجمع بأن تكون من مضمرة في قوله أفضل الذكر لا إله إلا الله وفي قوله أحب الكلام بناء على أن لفظ أفضل وأحب متساويان في المعنى لكن يظهر مع ذلك تفضيل لا إله إلا الله لأنها ذكرت بالتنصيص عليها بالأفضلية الصريحة وذكرت مع أخواتها بالأحبية فحصل لها التفضيل تنصيصا وانضماما والله أعلم. الفتح لابن حجر (11/ 207).
[التسبيح يكون باليمين]
عن عبد الله بن عمرو قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح: قال بن قدامة بيمينه.
قال الشيخ الألباني: صحيح
عن يسيرة بنت ياسر عن النبي صلى الله عليه وسلم قالت:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معشر النساء اعقدن بالأنامل فإنهن مسئولات مستنطقات.
صحيح سنن الترمذي الألباني (7/ 486)
قال العباد: والعقد بالأنامل معلوم عند العرب، وهو قبض الأنامل وعدها بالإبهام.
قال ابن علان: (يحتمل أن المراد العقد بنفس الأنامل، أو بجملة الأصابع.
والعقد بالمفاصل أن يضع إبهامه في كل ذِكر على مفصل، والعقد بالأصابع أن يعقدها ثم يفتحها) اهـ.
وفي شرح المشكاة: (العقد هنا بما يتعارفه الناس) اهـ.
قال المناوي: أي اعددن عدد مرات التسبيح بها وهذا ظاهر في عقد كل أصبع على حدته لا ما يعتاده كثير من العد بعقد الأصابع. فيض القدير (4/ 355).
سئل العلامة ابن باز رحمه الله تعالى:
السؤال:
عند التسبيح والعقد على الأصابع بعد الصلاة: هل يجوز أن يسبح الإنسان بعدد الخطوط الثلاثة الموجودة على كل إصبع أم لا، وهل يستخدم كلتا يديه في التسبيح، أم اليمنى فقط؟
الجواب:
(السنة العد بالأصابع بالخمسة الأصابع تطبيقاً وفتحاً حتى يكمل ثلاثاً وثلاثين فيكون باليمنى أفضل، وإن سبح بالثنتين فلا حرج، والسنة أن يقول: “سبحان الله والحمد لله والله أكبر” ثلاثاً وثلاثين مرة، فهذه جميعها تسعة وتسعون، ثم يختم المائة بقوله: “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير” وإن شاء قال: “يحيي ويميت” كله طيب، “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير” أو يزيد “بيده الخير وهو على كل شيء قدير” كله طيب كل هذا جاء عن النبي صلى الله عليه وسلمفي أنواع الذكر، جاء عنه صلى الله عليه وسلمفي أنواع الذكر أنواع منها: “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير” ومنها “”لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير” ومنها: “”لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شيء قدير” ومنها: “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير” ومنها: “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حيٌ لا يمت بيده الخير وهو على كل شيء قدير”، كله طيب والحمد لله) اهـ.
(نور على الدرب)
و يظهر و الله أعلم الأمر فيه سعة و لا يتشدد في ذلك.