16 حاشية على أحاديث معلة ظاهرها الصحة
جمع حسين البلوشي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
——-
16 – قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج5ص426): حَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، وَالْحَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ،،قَالَا حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْخَلاءَ نَزَعَ خَاتَمَهُ. هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.
هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن أبا داود رحمه الله يقول في “سننه” (ج9ص35): هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ وَإِنَّمَا يُعْرَفُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النبي – صلى الله عليه وسلم – اتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ ثُمَّ أَلْقَاهُ. وَالْوَهَمُ فِيهِ مِنْ هَمَّامٍ وَلَمْ يَرْوِهِ إِلاَّ هَمَّامٌ. أهـ
وفى “تحفة الأشراف” في ترجمة ابن جريج عن الزهري أن النسائي قال: هذا الحديث غير محفوظ.
ولم أجده في النسائي، فقد ذكر الحديث (ج8ص178)،فإما أن يكون قد سقط من “الصغرى”وإما أن يكون في “الكبرى”. والله أعلم.
وإن كنت تريد المزيد في المسألة راجعت “تهذيب التهذيب “لابن القيم، فقد نصر رحمه الله ما قاله أبو داود. انتهى كلام الشيخ مقبل.
كلام النسائي في الكبرى قال:
قال أبو عبد الرحمن وهذا الحديث غير محفوظ والله أعلم اهـ.
جاء في علل الدارقطني 2586:
سُئِل عَن حَديث الزُّهْرِي، عن أنس كان رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلم إذا دخل الخلاء نزع خاتمه.
فقال: يرويه ابن جريج، واختُلِفَ عنه؛
فرواه همام بن يحيى، ويحيى بن المتوكل، ويحيى بن الضريس، عن ابن جريج.
واختُلِفَ عن همام:
فرواه سعيد بن عامر، وهدبة بن خالد، عن همام، عن ابن جريج، عن الزُّهْرِي، عن أنس أن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلم كان إذا دخل الخلاء.
وخالفهم عَمْرو بن عاصم، فرواه عن همام، عن ابن جريج، عن الزُّهْرِي، عن أنس أنه كان … مَوقوفًا. ولم يُتَابع على ذلك.
ورواه يحيى بن المتوكل، ويحيى بن الضريس، عن ابن جريج، عن الزُّهْرِي، عن أنس. نحو قول سعيد بن عامر، ومن تابعه عن همام.
ورواه عبد الله بن الحارث المخزومي، وحجاج، وأبو عاصم، وهشام بن سليمان، وموسى بن طارق، عن ابن جريج، عن زياد بن سعد، عن الزُّهْرِي، عن أنس أنه رأى في يد النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلم خاتماً من ذهب، فاضطرب الناس الخواتيم، فرمى به النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلم، وقال: لا ألبسه أبداً. وهو المحفوظ، وهُو الصَّحيح عن ابن جريج. اهـ.
والحديث ضعفه ابن القيم في تهذيب السنن
والحديث ذكره البيهقي في السنن الكبرى ثم أورد كلام أبي داود ثم ذكر له شاهدا من طريق يحيى بن المتوكل عن ابن جريج ثم قال: وَهَذَا شَاهِدٌ ضَعِيفٌ وَاللَّهُ أَعْلَمُ اهـ. ويحيى هو أبو بكر البصرى الباهلى لم يعرفه ابن معين وذكره ابن حبان في الثقات وقال يخطئ اهـ.
وبعضهم ذكر أن له شاهد من طريق يحيى بن الضريْسِ لكن هذا الشاهد لم نقف على إسناده هل صح إلى يحيى بن الضريس أم لا.
وقال البيهقي مؤيدا لكلام أبي داود: قَالَ الشَّيْخُ: هَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ دُونَ حَدِيثِ هَمَّامٍ اهـ.
وَذكره ابْن السكن فِي «سنَنه الصِّحَاح» (وَقَالَ: هُوَ وهم)
وَقَالَ الْحَازِمِي: لم يرو هَذَا الحَدِيث بِهَذَا السِّيَاق إِلَّا همام وَوهم فِي ذَلِك.
والحديث صححه الترمذي قال النووي: هذا مردود عليه، قاله في الخلاصة
والحديث ضعفه الألباني وابن حجر بتدليس ابن جريج.
فائدة ورد حديث أنكره ابن عدي في الكامل”
ثنا محمد بن سعيد الحراني ثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو قتادة عن بن جريج عن بن عقيل عن عبد الله بن جعفر كان النبي صلى الله عليه وسلم يلبس خاتمه في يمينه أو قال ينزع خاتمه إذا أراد الجنابة وهذا لا أعرفه من حديث بن جريج عن بن عقيل إلا من رواية أبي قتادة عنه اهـ.
أبو قتادة عبد الله بن واقد متروك
قلت سيف:
لعل الترمذي موافق للجماعة، فإنه صححه من جهة السند، لثقة الرواة، واستغربه لهذه العلة، وهي التي منعت أبا داود من تصحيحه في [سننه]، فلا يكون بينهما اختلاف، بل هو صحيح السند لكنه معلول. والله أعلم. (قاله ابن القيم)
الترمذي إنما نقل تصحيحه ابن حجر في التلخيص.
وإلا هو لم يقل صحيح، إنما قال حسن صحيح غريب في نسخة. تحقيق أحمد شاكر. ونسخة بشار. ونسخة دار السلام. وتحفة الاشراف
وفي نسخة:
قال الترمذي … : حسن غريب
كما في نسخة مكتبة المعارف. وكذلك نسخة دار الفيحاء ودار السلام مع تحفة الاحوذي
ونقل ابن القيم أن الترمذي ذكر غرابته. انتهى
ونقل أصحاب المسند المعلل أن يحيى بن معين قال: ابن جريج ليس بشئ في الزهري.
وقد أيدنا ضعف الحديث في تخريج سنن أبي داود فقلنا:
قال صاحب عون المعبود: وقد خالف همام جميع الرواة عن ابن جريج؛ لأنه روى عبدالله بن الحارث وغيره عن ابن جريج عن زياد بن سعد عن الزهري عن أنس أنه رأى في يد النبي صلى الله عليه وسلم خاتما من ذهب فاضطرب الناس الخواتيم فرمى به النبي صلى الله عليه وسلم وقال: لا ألبسه أبدا. وهذا هو المحفوظ والصحيخ عن ابن جريج قاله الدارقطني في كتاب العلل. (نقله عنه صاحب عون المعبود)
…..
قال صاحب كتاب ابن القيم وجهوده في خدمة السنة:
قال ابن القَيِّم رحمه الله: “هذا الحديث رواه همام – وهو ثقة – عن ابن جريج، عن الزهري، عن أنس”.
ثم نَقَل عن الدارقطني أنه ذكر في (علله) وجوه الاختلاف فيه، وأنه ذهب إلى شذوذه بهذا اللفظ، ونَاقَشَ بعض شواهده، ونقل أقوال الأئمة حول هذا الحديث، وتَوَصَّل في النهاية إلى أن الحديث شاذ أو منكرٌ، وإن كان سَنَدُه صَحِيحَاً. اهـ.
وذكره الحافظ العراقي في (ألفيته) مثالاً للمنكر
وأعله البيهقي فذكر كلام أبي داود ثم قال:
“هذا هو المشهور عن ابن جريج، دون حديث همام”.
ونقل صاحب كتاب نماذج من الأحاديث المتعارضة وكذلك صاحب كتاب حديث وضع الخاتم دراسة نقدية عن بعض الأئمة:
إلى أن همام توبع تابعه عليه يحيى الباهلي البصري خلافا للبيهقي حيث ظنه ابن المتوكل. ثم ذكر أن التعليل أولى أن يكون من ابن جريج.