159 عون الصمد شرح الذيل والمتمم له على الصحيح المسند
جمع نورس الهاشمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
———-
مسند أحمد
20866 حدثنا بهز حدثنا حماد بن سلمة عن سماك عن جابر بن سمرة قال: ما كان في رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشيب إلا شعرات في مفرق رأسه اذا هو ادهن، واراهن الدهن.
قلت سيف: على شرط الذيل على الصحيح المسند.
————–
قوله (فِي مَفْرِقِ رَاسِهِ) ضبط بفتح الميم وكسر الراء (ادَّهَنَ) بتشديد الدال، أي: استعمل الدهن (وَارَاهُنَّ) من المواراة، أي: سترهن.
حاشية السندي على مسند الامام احمد
قال في المصباح دهنت العشر وغيره دهنا من باب قتل، والدهن بضم ما يدهن به من زيت وغيره (قلت كطب ونحوه) قال وجمعه دهان بالكسر. معناه إذا دهن رأسه لم يظهر الشعر الأبيض؛ وإذا لم يدهنه ظهر والله اعلم. استفدته من الفتح الرباني
(المسألة الثالثة): فِي اختلاف الروايات فِي شيبه -صلى الله عليه وسلم-:
فِي حديث أنس -رضي الله عنه-: “لم يبلغ الخضاب، كَانَ فِي لحيته شعرات بيض”، وفي رواية: “لم ير منْ الشيب إلا قليلا”، وفي رواية: “لو شئت أن أعد شمطات، كن فِي رأسه، ولم يخضب”، وفي رواية: “لم يخضب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إنما كَانَ البياض فِي عنفقته، وفي الصدغين، وفي الرأس نبذ”، وفي رواية: “ما شانه الله ببيضاء”، وفي رواية أبي جحيفة -رضي الله عنه-: “رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم -، هذه منه بيضاء، ووضع الراوي بعض أصابعه عَلَى عنفقته”، وفي رواية له: “رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبيض، قد شاب”، وفي رواية جابر بن سمرة -رضي الله عنه- أنه سئل عن شيب النبيّ -صلى الله عليه وسلم-؟ فَقَالَ: كَانَ إذا دهن رأسه، لم ير منه شيء، وإذا لم يدهن رُئى منه”، وفي رواية له: “كَانَ قد شَمِط مقدم رأسه ولحيته”، وفي رواية لأنس -رضي الله عنه-: يُعدُّ عَدّاً، توفي وليس فِي رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء”، وفي حديث أم سلمة رضي الله تعالى عنها: أنها أخرجت لهم شعرات، منْ شعر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حمراً، مخضوبة بالحناء والكتم.
قَالَ النوويّ رحمه الله تعالى: وأما اختلاف الرواية فِي قدر شيبه، فالجمع بينها، أنه رأى شيئا يسيرا، فمن أثبت شيبه، أخبر عن ذلك اليسير، ومن نفاه أراد أنه لم يكثر فيه، كما قَالَ فِي الرواية الأخرى: لم يشتد الشيب: أي لم يكثر، ولم يخرج شعره عن سواده، وحسنه، كما قَالَ فِي الرواية الأخرى: لم ير منْ الشيب إلا قليلا. انتهى “شرح مسلم” 15/ 95.
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: هَذَا الذي ذكره النوويّ رضي الله تعالى عنه فِي الجمع حسنٌ جدًّا. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب. انظر (شرح المجتبى)
وَقَالَ القرطبيّ رحمه الله تعالى فِي “المفهم” 6/ 133 – : قول أنس -رضي الله عنه-: ما شانه الله ببيضاء”: أي لم يكن شيبه كثيرًا بيّنًا، حَتَّى تزول عنه بهجة الشباب، ورونقه، ويُلحق بالشيوخ الذين يكون الشيب لهم عيبا، فإنه يدلّ عَلَى ضعفهم، ومفارقة قوة الشباب، ونشاطه. ويحتمل أن يريد أن ما ظهر عليه منْ الشيب اليسير زاده ذلك فِي عين الناظر إليه أُبَّهَةً، وتوقيرًا، وتعظيمًا.