1589 الصحيح المسند
مجموعة ابراهيم البلوشي وأبي عيسى البلوشي وفيصل الشامسي وفيصل البلوشي
وهشام السوري وعبدالله المشجري
ومجموعة عبدالله الديني شرح حديث 1589
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا).
“””””””””””
الصحيح المسند:
1588أخرج ابن ماجة:
«حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير وعليّ بن محمد، قالا: ثنا وكيع، ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم في مرضه: وددت أن عندي بعض أصحابي. قلنا: يا رسول الله ألا ندعو لك أبا بكر؟ فسكت. قلنا: ألا ندعو لك عمر؟ فسكت. قلنا: ألا ندعو لك عثمان؟ قال: نعم. فجاء، فخلا به، فجعل النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم يكلّمه ووجه عثمان يتغير.
قال قيس: فحدّثني أبو سهلة مولى عثمان: أن عثمان بن عفان قال يوم الدار: إن رسول الله صلى الله عليه [واله] وسلم عهد إليّ عهدا فأنا صائر إليه.
وقال عليّ في حديثه: وأنا صابر عليه.
قال قيس: فكانوا يرونه ذلك اليوم»
“”””””””””””””
حوصر عثمان رضي الله عنه يوم الدار من الخوارج وقتل مظلوما وهي البلوى التي قال صلى الله عليه وسلم له فيها حين استأذن: إأذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه.
وورد عن زيد بن ثابت أنه وقف يوم الدار فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أن ملك قال لي: شهيد الأميين يقتله قومه. إنا لنستحي منه يعني عثمان.
وقال علي بن أبي طالب وطلبوه ليبايعوه: أبايع قوما قتلوا رجلا. قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة. …. قال: ثم حصلت عزمة فبايعت. الصحيح المسند
وسننقل إن شاء الله بحث حول فتنة الحصار: بعد الحديث التالي رقم 1589
”””””””””””””””
الصحيح المسند:
1589 – قال الإمام أحمد رحمه الله: ثنا أبو المغيرة قال ثنا الوليد بن سليمان قال حدثني ربيعة بن يزيد عن عبد الله بن عامر عن النعمان بن بشير عن عائشة قالت أرسل رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى عثمان بن عفان فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما رأينا رسول الله صلى الله عليه و سلم أقبلت إحدانا على الأخرى فكان من آخر كلام كلمه أن ضرب منكبه وقال يا عثمان أن الله عز و جل عسى أن يلبسك قميصا فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه حتى تلقاني يا عثمان إن الله عسى أن يلبسك قميصا فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه حتى تلقاني ثلاثا فقلت لها يا أم المؤمنين فأين كان هذا عنك قالت نسيته والله فما ذكرته.
قال فأخبرته معاوية بن أبي سفيان فلم يرض بالذي أخبرته حتى كتب إلى أم المؤمنين أن اكتبي إلي به فكتبت إليه به كتابا.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم.
* قال الإمام الترمذي رحمه الله: حدثنا محمود بن غيلان حدثنا حجين بن المثنى حدثنا الليث بن سعد عن معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن عبد الله بن عامر عن النعمان بن بشير عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يا عثمان إنه لعل الله يقمصك قميصا فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه لهم.
قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب.
قال أبو عبدالرحمن: هو على شرط مسلم.
——————
وعند ابن ماجه 112 بلفظ: (يا عثمان أن ولاك الله هذا الأمر يوما فأرادك المنافقون أن تخلع قميصك الذي قمصك الله فلا تخلعه) يقول ذلك ثلاث مرات. قال عثمان فقلت لعائشة ما منعك أن تعلمي الناس بهذا؟ قالت أنسيته
قوله: (وَلَّاكَ الله هَذَا الْأَمْرَ يَوْمًا) هو فعل ماض، من التولية: أي جعلك واليًا لهذا الأمر، والمراد أمر الخلافة (فَأَرَادَكَ المنافِقُونَ) فيه دلالة واضحة على أن قتلة عثمان -رضي الله عنه- منافقون، وليسوا بالمؤمنين (أَنْ) بفتح الهمزة مصدريّة، ولذا نُصب بها قوله: (تَخْلَعَ) بفتح أوله، وثالثه، من باب قطع: أي تَنزع.
قال السنديّ: قوله: “فأرادك إلخ” أي أرادوا منك الخلع، فهو على نزع الخافض، أو قهروك على الخلع، ويؤيّده ما في بعض النسح: “على أن تخلع”، فتعدية الإرادة إلى المخاطب، وبـ “على” لتضمينها معنى القهر، أو المراد قصدوك لخلعه. انتهى.
(قَمِيصَكَ) قال الطيبيّ: استعار القميص للخلافة، ورشّحها بذكر الخلع، قال في “أسرار البلاغة” ومن المجاز قمّصه الله وَشْيَ الخلافة، وتقمّص لباس العزّ، ومن هذا الباب قوله: “الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري”، وقولهم: “المجدُ بين ثوبيه، والكَرَم بين بُرْديه”. انتهى.
(الَّذِي قَمَّصَكَ الله) بتشديد الميم؛ أي ألبسك الله إياه (فَلَا تَخْلَعْهُ) أي لا تطاوعهم على ذلك، والمعنى أنهم إن قصدوا عزلك، فلا تَعْزِل نفسك عن الخلافة؛ لأجلهم؛ لكونك على الحقّ، وهم على الباطل (يَقُولُ) -صلى الله عليه وسلم- (ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ) إنما كرّره تأكيدًا للأمر.
فوائده:
1 – بيان فضل عثمان -رضي الله عنه-، وهو واضح.
2 – أن فيه علمًا من أعلام النبوّة، حيث أخبر النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بما يحدُث لعثمان -رضي الله عنه- من اختلاف الناس فيه، وخروجهم عليه، فوقع كما أخبر به.
3 – أن فيه إشارةً إلى أن عثمان -رضي الله عنه- سيلي الخلافة.
4 – بيان أن الذين خرجوا على عثمان -رضي الله عنه- هم منافقون، وليسوا من المؤمنين المخلصين.
5 – أن المحدّث إذا نسي حديثه ثم تذكّره بعدُ، قبل عنه، فقد قبل الصحابة -رضي الله عنهم- حديث عائشة رضي الله عنها، مع أنها حدّثت به بعد النسيان.
” مشارق الانوار الوهاجة ” (3/ 160) للاثيوبي
——–‘—–”——”
——–‘——-‘—–
من فضائل عثمان رضي الله عنه:
إضافة إلى ما له من الفضائل الثابتة لعامة الصحابة رضي الله عنهم، إلا أن له من الفضائل الخاصة ما يلي.
قلت سيف بن دورة: وسوف نقتصر على ما يتعلق بالفتنة لأننا توسعنا جدا في ترجمته في شرحنا على صحيح مسلم:
_ عثمان رضي الله عنه مبشر بالجنة على بلوى تصيبه: روى البخاري في صحيحه، عن أبي موسى رضي الله عنه، قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في حائط من حيطان المدينة فجاء رجل فاستفتح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:”افتح له وبشره بالجنة” ففتحت له، فإذا أبو بكر، فبشرته بما قال النبي صلى الله عليه وسلم، فحمد الله، ثم جاء رجل فاستفتح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:” افتح له وبشره بالجنة”، ففتحت له فإذا هو عمر، فأخبرته بما قال النبي صلى الله عليه وسلم، فحمد الله، ثم استفتح رجل، فقال لي:”افتح له وبشره بالجنة، على بلوى تصيبه”، فإذا عثمان، فأخبرته بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله، ثم قال: الله المستعان.
_ البلوى التي تصيبه رضي الله عنه و أنه يقتل مظلوما: روى الترمذي في سننه عن ابن عمر، قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة، فقال:”يقتل هذا فيها مظلوما لعثمان”
قال الألباني: حسن الإسناد.
_ عثمان رضي الله عنه شهيد: روى البخاري في صحيحه عن قتادة، أن أنس بن مالك رضي الله عنه، حدثهم أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أحدا، وأبو بكر، وعمر، وعثمان فرجف بهم، فقال:” اثبت أحد فإنما عليك نبي، وصديق، وشهيدان”.
_ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى عثمان رضي الله عنه: روى الترمذي في سننه عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:”يا عثمان إنه لعل الله يقمصك قميصا، فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه لهم”
صححه الألباني رحمه الله.
_ الرسول صلى الله عليه وسلم يخبر بأن عثمان رضي الله عنه على الحق عند الفتنة: روى الترمذي في سننه عن أبي الأشعث الصنعاني، أن خطباء قامت بالشام وفيهم رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام آخرهم رجل يقال له: مرة بن كعب، فقال: لولا حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قمت وذكر الفتن فقربها، فمر رجل مقنع في ثوب فقال:” هذا يومئذ على الهدى”، فقمت إليه فإذا هو عثمان بن عفان، قال: فأقبلت عليه بوجهه، فقلت: هذا؟ قال:”نعم”
صححه الألباني رحمه الله.
_ بيعة رسول الله صلى الله عليه و سلم لعثمان رضي الله عنه: روى البخاري في صحيحه عن عثمان هو ابن موهب، قال: جاء رجل من أهل مصر حج البيت، فرأى قوما جلوسا، فقال: من هؤلاء القوم؟ فقالوا هؤلاء قريش، قال: فمن الشيخ فيهم؟ قالوا: عبد الله بن عمر، قال: يا ابن عمر، إني سائلك عن شيء فحدثني، هل تعلم أن عثمان فر يوم أحد؟ قال: نعم، قال: تعلم أنه تغيب عن بدر ولم يشهد؟ قال: نعم، قال: تعلم أنه تغيب عن بيعة الرضوان فلم يشهدها؟ قال: نعم، قال: الله أكبر، قال: ابن عمر: تعال أبين لك، أما فراره يوم أحد، فأشهد أن الله عفا عنه وغفر له، وأما تغيبه عن بدر فإنه كانت تحته بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت مريضة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إن لك أجر رجل ممن شهد بدرا، وسهمه” وأما تغيبه عن بيعة الرضوان، فلو كان أحد أعز ببطن مكة من عثمان لبعثه مكانه، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان وكانت بيعة الرضوان بعد ما ذهب عثمان إلى مكة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده اليمنى:”هذه يد عثمان”. فضرب بها على يده، فقال: “هذه لعثمان” فقال له ابن عمر اذهب بها الآن معك.
_ عثمان رضي الله عنه مبشر بالمغفرة: روى ابن حبان في صحيحه عن الأحنف بن قيس، قال: قدمنا المدينة فجاء عثمان، فقيل: هذا عثمان، وعليه ملية له صفراء، قد قنع بها رأسه، قال: ها هنا علي؟ قالوا: نعم، قال: ها هنا طلحة؟ قالوا: نعم، قال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:”من ابتاع مِرْبَدَ بني فلان غفر الله له، فابتعته بعشرين ألفا أو خمسة وعشرين ألفا”، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت له: قد ابتعته، فقال:”اجعله في مسجدنا، وأجره لك”؟ قال: فقالوا: اللهم نعم، قال: فقال أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:”من يبتاع رومة غفر الله له” فابتعتها بكذا وكذا، ثم أتيته، فقلت: قد ابتعتها، فقال:”اجعلها سقاية للمسلمين، وأجره. كل”؟ قال: فقالوا: اللهم نعم، قال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر في وجوه القوم فقال:”من جهز هؤلاء غفر الله له”- يعني جيش العسرة – فجهزتهم حتى لم يفقدوا عقالا ولا خطاما؟ قالوا: اللهم نعم، قال: اللهم اشهد، ثلاثا”. صححه الألباني رحمه الله.
_ إعانته رضي الله عنه في جيش العسرة وغيره: روى الترمذي في سننه عن ثمامة بن حزن القشيري، قال: شهدت الدار حين أشرف عليهم عثمان، فقال: ائتوني بصاحبيكم اللذين ألباكم عليّ. قال: فجيء بهما فكأنهما جملان أو كأنهما حماران، قال: فأشرف عليهم عثمان، فقال: أنشدكم بالله والإسلام هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة وليس بها ماء يستعذب غير بئر رومة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”من يشتري بئر رومة فيجعل دلوه مع دلاء المسلمين بخير له منها في الجنة”؟ فاشتريتها من صلب مالي فأنتم اليوم تمنعوني أن أشرب منها حتى أشرب من ماء البحر. قالوا: اللهم نعم. فقال: أنشدكم بالله والإسلام هل تعلمون أن المسجد ضاق بأهله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” من يشتري بقعة آل فلان فيزيدها في المسجد بخير له منها في الجنة”؟ فاشتريتها من صلب مالي فأنتم اليوم تمنعوني أن أصلي فيها ركعتين؟ قالوا: اللهم، نعم. قال: أنشدكم بالله وبالإسلام، هل تعلمون أني جهزت جيش العسرة من مالي؟ قالوا: اللهم نعم. ثم قال: أنشدكم بالله والإسلام هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على ثبير مكة ومعه أبو بكر وعمر وأنا فتحرك الجبل حتى تساقطت حجارته بالحضيض قال: فركضه برجله وقال: ” ” اسكن ثبير فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان؟ ” قالوا: اللهم، نعم. قال: الله أكبر شهدوا لي ورب الكعبة أني شهيد، ثلاثا”.
حسنه الألباني رحمه الله.
_ ما ضر عثمان رضي الله عنه ما عمل بعد اليوم: روى الترمذي في سننه عن عبد الرحمن بن سمرة قال: جاء عثمان إلى النبي صلى الله عليه و سلم بألف دينار في كمه حين جهز جيش العسرة، فينثرها في حجره، قال عبد الرحمن: فرأيت النبي صلى الله عليه و سلم يقلبها في حجره، و يقول:”ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم”؛ مرتين”. حسنه الألباني رحمه الله.
_عثمان رضي الله عنه من خيرة الصحابة:
_ روى البخاري في صحيحه عن ابن عمر قال:”كنا نقول و رسول الله صلى الله عليه و سلم بين أظهرنا: إن خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم أبو بكر و عمر و عثمان، و يسمع النبي صلى الله عليه و سلم فلا ينكره”.
_ روى الترمذي في سننه عن ابن عمر قال: كنا نقول و رسول الله صلى الله عليه و سلم حيّ: “أبو بكر، و عمر، و عثمان”.
صححه الألباني رحمه الله.
_ صبر عثمان رضي الله عنه على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم: روى الترمذي في سننه عن سهلة قال: قال عثمان يوم الدار:”إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد عهد إلي عهدا؛ فأنا صابر عليه”.
صححه الألباني رحمه الله تعالى.
– ومن مناقبه الكبار وحسناته العظيمة أنه جمع الناس على مصحف واحد وكتب المصحف على العرضة الأخيرة التي درسها جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر سني حياته وكان سبب ذلك أن حذيفة بن اليمان كان في بعض الغزوات وقد اجتمع فيها خلق من أهل الشام ممن يقرأ على قراءة المقداد بن الأسود وأبي الدرداء وجماعة من أهل العراق ممن يقرأ على قراءة عبد الله بن مسعود وأبي موسى وجعل من لا يعلم بسوغان القراءة على سبعة أحرف يفضل قراءته على قراءة غيره وربما خطأ الآخر أو كفره فأدى ذلك إلى اختلاف شديد، وانتشار في الكلام السيئ بين الناس فركب حذيفة إلى عثمان فقال: يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن تختلف في كتابها كاختلاف اليهود والنصارى في كتبهم وذكر له ما شاهد من اختلاف الناس في القراءة فعند ذلك جمع عثمان الصحابة وشاورهم في ذلك ورأى أن يكتب المصحف على حرف واحد، وأن يجمع الناس في سائر الأقاليم على القراءة به دون ما سواه لما رأى في ذلك من مصلحة كف المنازعة ودفع الاختلاف. فاستدعى بالصحف التي كان الصديق أمر زيد بن ثابت بجمعها فكانت عند الصديق أيام حياته، ثم كانت عند عمر فلما توفي صارت إلى حفصة أم المؤمنين فاستدعى بها عثمان وأمر زيد بن ثابت الأنصاري أن يكتب، وأن يملي عليه سعد بن العاص الأموي بحضرة عبد الله بن الزبير الأسدي وعبد الرحمن بن مجموع الفتاوى 4/ 428 و منهاج السنة 2/ 207.
– ومن مناقبه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه سيكون مستمراً على الهدى المستقيم عند حلول الفتنة، وهذه منقبة عظيمة له رضي الله عنه.
فقد روى الحاكم بإسناده إلى مرة بن كعب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر فتنة فقربها فمر به رجل مقنع في ثوب فقال: “هذا يومئذ على الهدى” فقمت إليه فإذا هو عثمان رضي الله عنه فأقبلت بوجهه فقلت: هو هذا قال: “نعم” وهو في الصحيح المسند
– ومن مناقبه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أرشد الأمة بالالتفاف حوله عند نزول الفتنة والاختلاف وفي هذا تنبيه إلى أن عثمان رضي الله عنه ممن أسعدهم الله ووفقهم لسلوك طريقه المستقيم. فقد روى أبو عبد الله الحاكم بإسناده إلى أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إنها ستكون فتنة واختلاف، أو اختلاف وفتنة” قال: قلنا يا رسول الله فما تأمرنا قال: “عليكم بالأمين وأصحابه” وأشار إلى عثمان”
—-‘—–
و ما هذا إلا القليل القليل من فضائل هذا الصحابي الجليل.
و نحن قد علمنا و تعلمنا من فضائله و من فضائل غيره من الصحابة الأخيار، و علمنا قول نبينا صلى الله عليه و سلم:”إذا ذكر أصحابي فأمسكوا”، فللنظر في قول أهل السنة فيمن انتقص أو طعن في واحد من الصحابة رضي الله عنهم.
قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى في أصول السنة: “و من انتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم، أو أبغضه بحدث كان منه، أو ذكر مساوئه، كان مبتدعا، حتى يترحم عليهم جميعا، و يكون قلبه لهم سليما”.
و قال الإمام البربهاري رحمه الله في شرح السنة: “و إذا رأيت الرجل يطعن على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم؛ فاعلم أنه صاحب قول سوء و هوى، لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم:”إذا ذكر أصحابي فأمسكوا”، قد علم النبي صلى الله عليه و سلم ما يكون منهم من الزلل بعد موته، فلم يقل فيهم إلا خيرا، و قوله:”ذروا أصحابي، لا تقولوا فيهم إلا خيرا”، و لا تحدث بشيء من زللهم و لا حربهم، و لا ما غاب عنك علمه، و لا تسمعه من أحد يحدث به، فإنه لا يسلم لك قلبك إن سمعت”.
قال أبو زرعة الرازي رحمه الله تعالى: “إذَا رأيتَ الرجلَ ينتقصُ أحدًا منْ أصحابِ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه و سلم فاعلمْ أنهُ زنديقٌ، و ذلكَ أنَّ الرسولَ عندنَا حقٌّ، و القرآنُ حق، و إنما أدى إلينا هذا القرآنَ و السننَ أصحابُ رسولِ الله صلى الله عليه و سلم، و إنما يريدونَ أن يجرحُوا شهودَنا، ليبطلوا الكتابَ و السنةَ، و الجرحُ بهم أولى، و هم زنادقةٌ”.
وصار القول واحداً في أن ترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة:
قال الإمام النووي: “وقال بعض أهل السنة من أهل الكوفة بتقديم عليّ على عثمان والصحيح المشهور تقديم عثمان”
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: “فإن سفيان الثوري، وطائفة من أهل الكوفة رجحوا علياً على عثمان، ثم رجع عن ذلك سفيان وغيره، وبعض أهل المدينة توقف في عثمان وعليّ، وهي إحدى الروايتين عن مالك، لكن الرواية الأخرى عنه تقديم عثمان على عليّ، كما هو مذهب سائر الأئمة، كالشافعي وأبي حنيفة وأصحابه، وأحمد بن حنبل وأصحابه، وغير هؤلاء من أئمة الإسلام
وقال الحافظ ابن كثير: “والعجب أنه قد ذهب بعض أهل الكوفة من أهل السنة إلى تقديم عليّ على عثمان ويحكى عن سفيان الثورة لكن يقال: إنه رجع عنه ونقل مثله عن وكيع بن الجراح ونصره ابن خزيمة والخطابي وهو ضعيف مردود”
وذكر أبو منصور البغدادي عن محمد بن إسحاق بن خزيمة والحسين بن الفضل البجلي أنهما يقولان بتفضيل عليّ رضي الله عنه على عثمان”
وقال أبو الحسن عليّ بن عمر الدارقطني: “اختلف قوم من أهل بغداد فقال قوم: عثمان أفضل وقال قوم: عليّ أفضل فتحاكموا إليّ فأمسكت وقلت: الإمساك خير، ثم لم أر لديني السكوت وقلت للذي استفتاني: ارجع إليهم وقل لهم: أبو الحسن يقول: عثمان أفضل من عليّ باتفاق جماعة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا قول أهل السنة وهو أول عقد يحل في الرفض.?
قال الذهبي: قلت ليس تفضيل عليّ برفض ولا هو ببدعة بل قد ذهب إليه خلق من الصحابة والتابعين فكل من عثمان وعليّ ذو فضل وسابقة وجهاد وهما متقاربان في العلم والجلالة ولعلهما في الآخرة متساويان في الدرجة وهما من سادة الشهداء رضي الله عنهما، ولكن جمهور الأمة على ترجيح عثمان على الإمام عليّ وإليه نذهب”1.?
وقال غير واحد من العلماء كأيوب السختياني والدارقطني: من قدم علياً على عثمان فقد أزرى بالمهاجرين والأنصار.
قال ابن كثير رحمه الله تعالى: “وهذا الكلام حق وصدق وصحيح ومليح” وإذ قد تبين لنا أن بعض أهل السنة القائلين بتقديم عليّ على عثمان رضي الله عنهما والقائلين بالتوقف في أمرهما قد رجعوا إلى قول الجمهور منهم من القول بتقديم عثمان على عليّ في الفضل تبين أن هذه المسألة مجمع عليها بين أهل السنة والجماعة ولا عبرة بعد ذلك بأي قول يخالف هذا المعتقد الصحيح.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: “وسائر أئمة السنة على تقديم عثمان وهو مذهب جماهير أهل الحديث وعليه يدل النص والإجماع والاعتبار، وأمَّا ما يحكى عن بعض المتقدمين من تقديم جعفر، أو تقديم طلحة أو نحو ذلك فذلك في أمور مخصوصة لا تقديماً عاماً وكذلك ما ينقل عن بعضهم في علي”
راجع ـ سير أعلام النبلاء 16/ 457.
وراجع ـ منهاج السنة 1/ 166، 4/ 202، ومجموع الفتاوى 4/ 428، ـ البداية والنهاية 8/ 13، الباعث الحثيث ص/183.
وقد وردت أحاديث كثيرة في السنة تضمنت ذكر فضائله رضي الله عنه وبعضها دل على أنه أفضل الخلق بعد الشيخين رضي الله عنهما ومن تلك الأحاديث:
1 – ما رواه الإمام البخاري بإسناده إلى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: “كنا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لا نعدل بأبي بكر أحداً، ثم عمر، ثم عثمان ثم نترك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نفاضل بينهم”
2.هذا الحديث دل على أن عثمان رضي الله عنه أفضل الناس بعد أبي بكر الصديق وعمر الفاروق رضي الله عنهما.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: ” وقد اتفق العلماء على تأويل كلام ابن عمر هذا لما تقرر عند أهل السنة قاطبة من تقديم علي بعد عثمان ومن تقديم بقية العشرة المبشرة على غيرهم، ومن تقديم أهل بدر على من لم يشهدها وغير ذلك فالظاهر أن ابن عمر إنما أراد بهذا النفي أنهم كانوا يجتهدون في التفضيل فيظهر لهم فضائل الثلاثة ظهوراً بيناً فيجزمون به ولم يكونوا حينئذ اطلعوا على التنصيص ويؤيده ما رواه البزار عن ابن مسعود قال كنا نتحدث أن أفضل أهل المدينة علي بن أبي طالب: رجاله موثقون: وهو محمول على أن ذلك قاله ابن مسعود بعد قتل عمر وقد حمل أحمد حديث ابن عمر على ما يتعلق بالترتيب في التفضيل واحتج في التربيع بعلي بحديث سفينة مرفوعاً الخلافة ثلاثون سنة ثم تصير ملكاً
ـ منهاج السنة 1/ 166.
من قدم علياً على عثمان فقد أزرى بالمهاجرين والأنصار” وقد بين معنى هذا شيخ الإسلام ابن تيمية حيث قال: “لو لم يكن عثمان أحق بالتقديم وقد قدموه كانوا إما جاهلين بفضله وإما ظالمين بتقديم المفضول من غير ترجيح ديني ومن نسبهم إلى الجهل والظلم فقد أزرى بهم”
==== ======
بحث في حصار عثمان:
حين حوصر عثمان استشار كبار الصحابة في أمر التخلي عن الخلافة لتهدأ الفتنة، و كان المغيرة بن الأخنس قد أشار عليه بالخلع لئلا يقتله الخارجون عليه، و قد سأل عثمان ابن عمر عن رأي المغيرة فنصحه بأن لا يخلع نفسه و قال له: فلا أرى لك أن تخلع قميصاً قمصكه الله فتكون سنة كلما كره قوم خليفتهم أو أميرهم قتلوه. طبقات ابن سعد (3/ 66) بإسناد صحيح و رجاله رجال الشيخين، و تاريخ خليفة (ص170) بإسناد حسن.
منهج عثمان رضي الله عنه كان الصبر و الكف عن القتال:
امتثالاً لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم له، و ذلك لحديث عائشة رضي الله عنها كما عند ابن أبي عاصم في السنة (2/ 561) قالت: لما كان يوم الدار قيل لعثمان: ألا تقاتل؟ قال: قد عاهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم على عهد سأصبر عليه، قالت عائشة: فكنا نرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إليه فيما يكون من أمره.
لهذا وضع مصلحة الرعية في المقام الأول، فعندما عرض عليه معاوية أن يبعث إليه بجيش يقيم بين ظهراني أهل المدينة لنائبة إن نابت المدينة أو إياه قال رضي الله عنه: أنا لا أقتر على جيران رسول الله صلى الله عليه وسلم الأرزاق بجند يساكنهم، و أضيّق على أهل الهجرة و النصرة، فقال له معاوية: والله يا أمير المؤمنين لتغتالنّ أو لتغزينّ، فقال عثمان: حسبي الله ونعم الوكيل. الطبري (4/ 345). و حوصر عثمان بعدها في داره.
يقول ابن خلدون: إن الأمر في أوله خلافة، و وازع كل أحد فيها من نفسه هو الدين و كانوا يؤثرونه على أمور دنياهم وإن أفضت إلى هلاكهم وحدهم دون الكافة، فهذا عثمان لما حصر في داره جاءه الحسن و الحسين و عبد الله بن عمر و ابن جعفر و أمثالهم يريدون المدافعة عنه، فأبى و منع سلّ السيوف بين المسلمين مخافة الفرقة، و حفظاً للألفة التي بها حفظ الكلمة و لو أدّى إلى هلاكه. مقدمة ابن خلدون (ص207 – 208).
و إلى جانب صبره و احتسابه و حفظاً لكيان الأمة من التمزق و الضياع وقف عثمان رضي الله عنه موقفاً آخر أشد صلابة، و هو عدم إجابته الخارجين إلى خلع نفسه من الخلافة؛ فلو أجابهم إلى ما يريدون لسنّ بذلك سنّة، و هي كلما كره قوم أميرهم خلعوه، و مما لاشك فيه أن هذا الصنيع من عثمان كان أعظم و أقوى ما يستطيع أن يفعله، إذ لجأ إلى أهون الشرين و أخف الضررين ليدعم بهذا الفداء نظام الخلافة.
كان الخارجون عليه يطلبون منه ثلاثة أمور كما جاء ذلك عند ابن سعد في الطبقات (3/ 72 – 73)، قال عثمان للأشتر: يا أشتر ما يريد الناس مني؟ قال: ثلاث ليس لك من إحداهن بدّ، قال: ما هن؟ قال: يخيرونك بين أن تخلع لهم أمرهم، فتقول هذا أمركم فاختاروا من شئتم، و بين أن تقصّ من نفسك، فإن أبيت هاتين فإن القوم قاتلوك. قال: أما ما من إحداهن بدّ؟ قال: لا، ما من إحداهن بدّ. قال: أما أن أخلع لهم أمرهم، والله لأن أقدم فتضرب عنقي أحب إليّ من أن أخلع أمة محمد بعضها على بعض، و أما أن أقص من نفسي فوالله لقد علمت أن صاحبي بين يديّ قد كان يعاقبان و ما يقوم بدّ من القصاص، و أما أن تقتلوني فوالله لئن قتلتموني لا تحابّون بعدي أبداً و لا تصلون بعدي جميعاً أبداً و لا تقاتلون بعدي عدواً جميعاً أبداً.
و لهذا احتج عثمان رضي الله عنه على المحاصرين بقوله: إن وجدتم في كتاب الله – و في رواية – في الحق أن تضعوا رجليَّ في قيد فضعوها. تاريخ خليفة (ص171) و أحمد في فضائل الصحابة (1/ 492) قال المحقق: إسناده صحيح، و انظر: الطبقات (3/ 69 – 70) بلفظ قريب.
و أخرج أحمد في فضائل الصحابة (1/ 464) و في المسند (1/ 63) و الترمذي في السنن (4/ 460 – 461) و ابن ماجة في السنن (2/ 847) و أبو داود في سننه (4/ 640 – 641) بإسناد حسن أن عثمان رضي الله عنه أشرف على الذين حصروه فقال: علام تقتلوني! فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث، رجل زنى بعد إحصانه فعليه الرجم، أو قتل عمداً فعليه القود، أو ارتد بعد إسلامه فعليه القتل. فوالله ما زنيت في جاهلية و لا إسلام، ولا قتلت أحداً فأقيد نفسي منه، ولا ارتدت منذ أسلمت و إني اشهد ألا إله إلا الله و أن محمداً عبده و رسوله ففيما تقتلوني؟!.
و ثبت أن عثمان اتخذ موقفاً واضحاً حاسماً يتمثل في عدم المقاومة، وأنه ألزم به الصحابة فقال: أعزم على كل من رأى عليه سمعاً و طاعة إلا كفّ يده و سلاحه، فخرج كل من الحسن و الحسين و عبد الله بن عمر و أصر عبد الله بن الزبير على البقاء و معه مروان بن الحكم، فلما طلب منه ابن الزبير أن يقاتل الخارجين، قال عثمان: لا والله لا أقاتلهم أبداً. تاريخ خليفة (ص173 – 174) و مصنف ابن أبي شيبة (15/ 204) و طبقات ابن سعد (3/ 70) و كلهم بأسانيد صحيحة.
و ممن أراد القتال دفاعاً عن عثمان الصحابي أبو هريرة و كان متقلداً سيفه، لكن عثمان لم يأذن له قائلاً: يا أبا هريرة أيسرك أن تقتل الناس جميعاً و إياي؟ قال: لا، قال: فإنك والله إن قاتلت رجلاً واحداً فكأنما قُتل الناس جميعاً. قال أبو هريرة: فرجعت و لم أقاتل. الطبقات لابن سعد (3/ 70) و تاريخ خليفة (ص173) و إسنادهما صحيح.
و استمر الحصار عليه رضي الله عنه حتى أنهم منعوا عنه الماء، فوصل الخبر إلى أمهات المؤمنين فتحركت أم حبيبة رضي الله عنها و كانت من أقارب عثمان، فأخذت الماء و جعلته تحت ثوبها، و ركبت البغل و اتجهت نحو دار عثمان، فدار بينها وبين أهل الفتنة كلام فقال الأشتر كذبت بل معك الماء و رفع الثوب فرأى الماء فغضب و شق الماء، قال كنانة مولى صفية: كنت أقود بصفية لتردَّ عن عثمان فلقيها الأشتر فضرب وجه بغلتها حتى مالت فقالت: ردوني و لا يفضحني هذا الكلب. التاريخ الكبير للبخاري (7/ 237) و ابن سعد في الطبقات (8/ 128) بإسناد صحيح. و كذلك الطبري (4/ 385 – 386).
و في رواية عند الإمام أحمد في فضائل الصحابة من طريق الحسن البصري قال: لما اشتد أمرهم يوم الدار، قال: قالوا فمن، فمن؟ قال: فبعثوا إلى أم حبيبة فجاؤوا بها على بغلة بيضاء و ملحفة قد سترت، فلما دنت من الباب قالوا: ما هذا؟ قالوا: أم حبيبة، قالوا: والله لا تدخل، فردوها. فضائل الصحابة (1/ 492).و قال المحقق إسناده صحيح.
و بعدها خرجت عائشة رضي الله عنه إلى مكة تريد الحج، و هذا ما يؤيده ابن حجر من أن عائشة كانت بمكة عندما قتل عثمان رضي الله عنه. فتح الباري (13/ 38).
و حدثت بعض المناوشات بين شباب الصحابة و الثوار فجرح خلالها بعض الصحابة أمثال الحسن بن علي و غيره، و هذا الخبر يؤيده ما ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب (3/ 1387)، و البخاري في التاريخ الكبير (7/ 237)، عن كنانة مولى صفية بنت حيي بن أخطب قال: شهدت مقتل عثمان، فأخرج من الدار أمامي أربعة من شبان قريش ملطخين بالدم محمولين، كانوا يدرؤون عن عثمان رضي الله عنه: الحسن بن علي، و عبد الله بن الزبير، و محمد بن حاطب، و مروان بن الحكم.
و تتضافر روايات ضعيفة للدلالة على أن عثمان و هو محصور في الدار بعث إلى علي يطلبه، و أن علياً استجاب لأمره لكنه لم يتمكن من الوصول إلى الدار التي كان العارضون يطوقونها، فقال علي للثّوار: يأيها الناس إن الذي تفعلون لا يشبه أمر المؤمنين و لا أمر الكافرين فلا تمنعوا عن هذا الرجل الماء و لا الطعام فإن الروم و فارس لتأسر و تطعم و تسقي، و لكن لم يستطع أن يفعل شيئاً، فحل عمامته السوداء التي كان يرتديها و رمى بها إلى رسول عثمان، فحملها الرسول إلى عثمان فعلم عثمان أن علي حاول المساعدة لكنه لم يستطع. مصنف ابن أبي شيبة (15/ 209) بسند منقطع، و طبقات ابن سعد (3/ 68 – 69) بسند منقطع، و سند آخر منقطع مع تدليس حبيب بن أبي ثابت، و الطبري (4/ 386)، انظر: عصر الخلافة الراشدة لأكرم العمري (ص427).
يوم الدار .. و استمر الحصار على عثمان رضي الله عنه أياماً عديدة قدرها بعض المؤرخين بأنه من أواخر ذي القعدة إلى الثامن عشر من ذي الحجة سنة خمس و ثلاثين، و كان خلالها في غاية الشجاعة و ضبط النفس رغم قسوة الظروف و رغم الحصار، و لطالما كان يطل على المحاصرين و يخطب فيهم و يذكرهم بمواقفه لعلهم يلينون، لكنهم لم يفعلوا.
و في يومٍ أشرف عثمان على القوم بعد أن طلبهم للاجتماع حول داره للحديث معهم، روى الترمذي، و النسائي من طريق ثمامة بن حَزْن القشيري قال: شهدت الدار حيث أشرف عليهم عثمان فقال: أنشدكم بالله و الإسلام هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَدِمَ المدينة و ليس بها ماء يستعذب غير بئر رومة فقال من يشتري بئر رومة يجعل دلوه فيها كدلاء المسلمين بخير له في الجنة؟ فاشتريتها من صلب مالي؟ قالوا: اللهم نعم. و زاد البخاري، ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من جهز جيش العسرة فله الجنة، فجهزته قالوا: اللهم نعم. و زاد الترمذي عن أبي إسحاق، هل تعلمون أن حراء حين انتفض قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أثبت حراء فليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد؟ قالوا: نعم، و هل تعلمون أن المسجد ضاق بأهله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يشتري بقعة آل فلان فيزيدها في المسجد بخير منها في الجنة؟ فاشتريتها من صلب مالي، فأنتم اليوم تمنعوني أن أصلي فيها؟ قالوا: نعم. و عند الدارقطني، و هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجني ابنتيه واحدة بعد أخرى رضي بي و رضي عني؟ قالوا: نعم. و عند الحاكم، قال لطلحة: أتذكر إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم: أن عثمان رفيقي في الجنة؟ قال: نعم. سنن الترمذي (5/ 627) و النسائي (6/ 233 – 236) و الدارقطني (4/ 197) و المستدرك (3/ 97) و الفتح (5/ 477 – 479).
و قال أبو هريرة رضي الله عنه للذين حاصروا عثمان رضي الله عنه يوم الدار: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنكم تلقون بعدي فتنة و اختلافاً، أو قال: اختلافاً و فتنة، فقال له قائل من الناس: فمن لنا يا رسول الله؟ فقال: عليكم بالأمين و أصحابه، و هو يشير إلى عثمان بذلك. أنظر: فضائل الصحابة للإمام أحمد (450 – 451) و قال المحقق إسناده صحيح.
و عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما كان يوم الدار قيل لعثمان: ألا تقاتل؟ قال: قد عاهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم على عهد سأصبر عليه. قالت عائشة: فكنا نرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إليه فيما يكون من أمره. أنظر: كتاب السنة لابن أبي عاصم (2/ 561) و قال الألباني إسناده صحيح.
و كان أهل الفتنة أثناء حصارهم لعثمان في داره و منعه من الصلاة بالناس، هم الذين يصلون بهم، و كان الذي يصلي بالناس الغافقي بن حرب.
أخرج البخاري في صحيحه عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن خيار: أنه دخل على عثمان و هو محصور فقال: إنك إمام عامة، و نزل بك ما نرى و يصلي لنا إمام فتنة و نتحرج، فقال: الصلاة أحسن ما يعمل الناس، فإذا أحسن الناس فأحسن معهم، و إذا أساءوا فاجتنب إساءتهم. البخاري مع الفتح (2/ 221).
يقول قائل: كيف قتل عثمان رضي الله عنه و بالمدينة جماعة من كبار الصحابة رضوان الله عليهم؟ و هو سؤال وضعه ابن كثير في البداية والنهاية (7/ 197 – 198) ثم أجاب عنه و قد شاركه المالقي في التمهيد والبيان (ص 131 – 132) في الإجابة، موضحين ما يلي:-
أولاً: إن كثيراً من الصحابة أو كلهم لم يكونوا يظنون أن يبلغ الأمر إلى قتله، فإن أولئك الخوارج لم يكونوا يحاولون قتله عيناً بل طلبوا من أحد أمور ثلاثة: إما أن يعزل نفسه أو يسلم إليهم مروان بن الحكم أو يقتلوه. و كانوا يرجون أن يسلم إليهم مروان – لأتهم يتهمونه بأنه هو الذي كتب الكتاب على لسان عثمان يأمر فيه والي مصر بقتلهم، و هذا لم يثبت و ليس هناك دليل صحيح – أو أن يعزل نفسه و يستريح من هذه الضائقة الشديدة. و أما القتل فما كان يظن أحد أنه يقع، و لا أن هؤلاء يجرؤن عليه إلى هذا الحدّ.
ثانياً: إن الصحابة دافعوا عنه، لكن لما وقع التضييق الشديد عزم عثمان على الناس أن يكفوا أيديهم حقناً لدماء المسلمين ففعلوا، فتمكن المحاصرون مما أرادوا.
ثالثاً: أن هؤلاء الخوارج اغتنموا غيبة كثير من أهل المدينة في موسم الحج و غيبتهم في الثغور و الأمصار، و ربما لم يكن في المتبقين من أهل الدينة ما يقابل عدد الخوارج الذين كانوا قريباً من ألفي مقاتل.
رابعاً: إن كبار الصحابة قد بعثوا أولادهم إلى الدار لحماية عثمان رضي الله عنه، لكن عثمان علم أن في الصحابة قلة عدد و أن الذين يريدون قتله كثير عددهم، فلو أذن لهم بالقتال لم يأمن أن يتلف من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسببه كثير، فوقاهم بنفسه إشفاقاً منه عليهم لأنه راع عليهم، و الراعي يجب عليه أن يحفظ رعيته بكل ما أمكنه، و مع ذلك فقد علم أنه مقتول فصانهم بنفسه – حقناً لدماء المسلمين-.
خامساً: أنه لما علم أنها فتنة، و أن الفتنة إذا سلّ فيها السيف لم يؤمن أن يقتل فيها من لا يستحق القتل، فلم يختر لأصحابه أن يسلوا السيف في الفتنة إشفاقاً عليهم، و حتى لا تذهب فيها الأموال و يهتك فيها الحريم فصانهم عن جميع هذا.
سادساً: يحتمل أن يكون عثمان رضي الله عنه صبر عن الانتصار ليكون الصحابة شهوداً على من ظلمه، و خالف أمره و سفك دمه بغير حق، لأن المؤمنين شهداء الله في أرضه.
كلها دلائل على ان الصحابة بريئون من ذلك. ,
__________________
نسب لقاتل عثمان عدة ألقاب
مثل حمار , و كلمة حمار لعلها تحريف لكلمة جبلة
يؤيد ذلك ما قيل بخصوص زيادة كلمة – الأيهم – على اسم جبلة عند راوي الخبر،
و هو كنانة مولى صفية، لأن راوي خبر لفظة حمار هو كنانة أيضاً.
هذا بالإضافة إلى التشابه الموجود في متون تلك الروايات.
و مما سبق يلاحظ أن الذي قتل عثمان رضي الله عنه يعد شخصاً واحدا
ذا ألقاب عدة، فهو الموت الأسود، و هو رجل أسود من أهل مصر يقال له جبلة،
و هو عبد الله بن سبأ – ابن السوداء – الذي جاء إلى المدينة مع وفد مصر.
كل الدلائل تشير اليه.
===================
===================
منع سيدنا عثمان الصحابة من الدفاع عنه
ثبت أن عثمان اتخذ موقفاً واضحاً حاسماً يتمثل في عدم المقاومة، وأنه ألزم به الصحابة فقال: أعزم على كل من رأى عليه سمعاً و طاعة إلا كفّ يده و سلاحه، فخرج كل من الحسن و الحسين و عبد الله بن عمر و أصر عبد الله بن الزبير على البقاء و معه مروان بن الحكم، فلما طلب منه ابن الزبير أن يقاتل الخارجين، قال عثمان: لا والله لا أقاتلهم أبداً. تاريخ خليفة (ص173 – 174) و مصنف ابن أبي شيبة (15/ 204) و طبقات ابن سعد (3/ 70) و كلهم بأسانيد صحيحة.
و ممن أراد القتال دفاعاً عن عثمان الصحابي أبو هريرة و كان متقلداً سيفه، لكن عثمان لم يأذن له قائلاً: يا أبا هريرة أيسرك أن تقتل الناس جميعاً و إياي؟ قال: لا، قال: فإنك والله إن قاتلت رجلاً واحداً فكأنما قُتل الناس جميعاً. قال أبو هريرة: فرجعت و لم أقاتل. الطبقات لابن سعد (3/ 70) و تاريخ خليفة (ص173) و إسنادهما صحيح.
============
لم يشترك الصحابة في قتل سيدنا عثمان رضي الله عنه
إن عثمان لما عزم على أهل الدار في الانصراف ولم يبق عنده سوى أهله، تسوروا عليه الدار وأحرقوا الباب ودخلوا عليه، وليس فيهم أحد من الصحابة ولا أبنائهم إلا محمد بن أبي بكر … “.
(تاريخ دمشق (ترجمة عثمان رضي الله عنه) ص503 – 505، البداية والنهاية 7/ 202، 203).
وكما قال ابن تيمية يرحمه الله – وهو يدفع مزاعم الرافضي – ” ومعلوم بالتواتر أن الأمصار لم يشهدوا قتله … ولا أحد من السابقين الأولين دخل في قتله … ” (منهاج السنة 8/ 313)، وقبلهما قال الحسن البصري – يرحمه الله – وقد سئل: أكان فيمن قتل عثمان أحدٌ من المهاجرين والأنصار؟ قال: ” كانوا أعلاجاً من أهل مصر ” (تاريخ بن خياط ص176)، وفي طبقات (ابن سعد) كان – قتلة عثمان – رضي الله عنه: حثالة الناس، ومتفقون على الشر (3/ 71)
وقيل أن محمدا دخل ثم لما ذكره عثمان بأن هذا الأمر لا يرضي أباه رجع.
=========
بعد ان حوصر عثمان تسوروا عليه البيت فقتلوه رضي الله عنه وهو واضع المصحف بين يديه ..
وكان رضي الله عنه صائما .. وقد روي بأن رأى لما نام في ذلك اليوم وهو صائم رأى النبي صلى الله عليه وسلم وبصحبته ابي بكر وعمر رضي الله عنهما و يقول له: تفطر عندنا الليلة ..
فقتل رضي الله عنه وهو صائم مكب على كتاب الله يتلوه .. ومات شهيدا رضي الله عنه ليلحق بركب الشهاداء والصالحين ..
سُئل الحسن البصري -رحمه الله – وهو شاهد عيان على قتل عثمان رضي الله عنه
أكان فيمن قتل عثمان أحد من المهاجرين والأنصار؟
قال: كانوا أعلاجاً من أهل مصر ”
خليفة بن خياط في التاريخ ص 176
ولكن الرؤوس معروفة وهم كنانة بن بشر و رومان اليماني وشخص يقال له جبلة وسودان بن حمران ورجل يلقب بالموت الاسود من بني سدوس ومالك الاشتر النخعي.
هؤلاء هم رؤوس الفتنة التي قامت على عثمان رضي الله عنه.
عن عمرة بنت أرطأة قالت: خرجت مع عائشة سنة قتل عثمان الى مكة .. فمررنا بالمدينة فرأينا المصحف الذي قتل وهو في حجره فكانت أول قطرة قطرت من دمه على أول هذه الآية ((فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوا وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ))
قال عمرة: فما مات منهم رجل سويا. (فضائل الصحابة – واسناده صحيح)
وروي أيضا أنه لما أشرف عثمان على الذين حاصروه قال: ((يا قوم لا تقتلوني فإن والٍ و أخ مسلم فوالله إن أردت الا الإصلاح ما أستطعت أصبت فأخطأت وانكم إن تقتلوني لا تصلوا جميعا أبدا ولا تغزوا جميعا أبدا ولا يقسم فيؤكم بينكم)) فلما أبوا قال: ((اللهم أحصهم عددا و أقتلهم بددا ولا تبق ِ منهم احدا))
قال مجاهد: فقتل الله منهم من قتل في الفتنة. (الطبقات الكبرى لابن سعد)
وقد روى البلاذري عن عبد المجيد بن سهيل قال:
” قال سعد بن أبي وقاص حين رأى الأشتر وحكيم بن جبلة وعبد الرحمن بن عديس:
إن أمراً هؤلاء أمراؤه لأمر سوء”
أنساب الأشراف ج1ص 590
ابن عساكر تاريخ دمشق ص404
ولما جاء حذيفة رضي الله عنه خبر مقتل عثمان وكان على فراش الموت
قال: (اليوم نفرت القلوب بأنفارها الحمد لله الذي سبق بي الفتن قادتها وعلوجها)
ابن عساكر في تاريخ دمشق ص 488
روى الطبري في تاريخه 4/ 392
وابن عساكر في تاريخ دمشق ص 447
(أن علياً حين أتاه الخبر بمقتل عثمان قال: رحم الله عثمان خلف علينا بخير
وقيل: ندم القوم فقرأ: ” كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر … ” الى آخر الآية
وأخرج الإمام أحمد في فضائل الصحابة 1/ 452:
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: رأيت علياً رافعاًَ حضنيه يقول: ” اللهم إني أبرأ إليك من دم عثمان ”
وأما حسان بن ثابت رضي الله عنه فقد رثى عثمان وكان يكثر البكاء والتفجع وهجاء قاتليه وقرعهم بما كسبت ايديهم فقال
أتركتم غزو الدروب وراكم * و غزوتمونا عند قبر محمد ِ
فلبئس هدي المسلمين هديتم * ولبئس أمر الفاجر المتعند ِ
وكأن اصحاب النبي عشية * بدن تنحر عند باب المسجد ِ
فابكِ أبا عمرو لحسن بلائه * أمسى مقيما في بقيع الغرقدِ
و قال أيضا:-
من سره الموت صرفا لا مزاج له * فليأت مأسدة في دار عثمانا
ضحوا بأشمط عنوان السجود به * يقطع الليل تسبيحا و قرآنا
صبرا فدى لكم أمي وماولدت * قد ينفع الصبر في المكروه أحيانا
فقد رضينا بأهل الشام نافرة * وبالأمير و بالغخوان إخوانا
إني لهم وان غابوا وان شهدوا * مادمت حيا و ماسميت حسانا
لتسمعن وشيكا في ديارهم * الله اكبر يا ثارت ِ عثمانا
ومن الأشعار التي أيضا رويت في مقتل الشهيد الشاكر الصابر:-
ضحوا بعثمان في الشهر الحرام ضحى * واي ذبح حرام ويلهم ذبحوا
و اي سنة كفر سن اولهم * وباب شر على سلطانهم فتحوا
ماذا أرادوا أضل الله سعيهم * بسفكِ ذاك الدم الزكي الذي سفحوا
والصحابة رضوان الله عليهم اجمعين .. لم يرضوا أبدا بقتل ذلك الشيخ الصابر الشاكر .. بل دافعوا عنه و ناصروه ..
لكن عثمان رضي الله عنه هو الذي عزم عليهم ترك القتال و امرهم بأن يغمدوا سيوفهم مستسلما لقضاء الله وقدره.
===========
وسبق تلخيص رسالة دكتوراة في موضوع مقتل عثمان رضي الله عنه تحت حديث من الصحيح المسند:915 – قال الامام أبوعبدالله بن ماجه رحمه الله: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا وَكِيعٌ إِسْمَعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ وَدِدْتُ أَنَّ عِنْدِي بَعْضَ أَصْحَابِي قُلْنَا يَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا نَدْعُو لَكَ أَبَا بَكْرٍ فَسَكَتَ قُلْنَا أَلَا نَدْعُو لَكَ عُمَرَ فَسَكَتَ قُلْنَا أَلَا نَدْعُو لَكَ عُثْمَانَ قَالَ نَعَمْ فَجَاءَ فَخَلَا بِهِ فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكَلِّمُهُ وَوَجْهُ عُثْمَانَ يَتَغَيَّرُ قَالَ قَيْسٌ فَ أَبُو سَهْلَةَ مَوْلَى عُثْمَانَ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ قَالَ يَوْمَ الدَّارِ إِنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيَّ عَهْدًا فَأَنَا صَائِرٌ إِلَيْهِ وَقَالَ عَلِيٌّ فِي حَدِيثِهِ وَأَنَا صَابِرٌ عَلَيْهِ قَالَ قَيْسٌ فَكَانُوا يُرَوْنَهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ وصحيح سنن ابن ماجة: 113
هذا حديث صحيح.