1582 التعليق على الصحيح المسند
مجموعة ابراهيم البلوشي وأبي عيسى البلوشي وعبدالله المشجري وعبدالله كديم .
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى ، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ووالديهم ووالدينا )
—————‘————–‘
الصحيح المسند :1582 :
عن عائشة رضي الله عنها أنهم ذبحوا شاة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ما بقي منها ؟ قالت : ما بقي منها إلا كتفها . قال : بقي كلها غير كتفها .
———
قال الألباني في سلسلة الصحيحة :
ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ، ﻭﺃﺑﻮ ﻣﻴﺴﺮﺓ ﻫﻮ اﻟﻬﻤﺪاﻧﻲ، اﺳﻤﻪ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺷﺮﺣﺒﻴﻞ “. ﻗﻠﺖ
: ﻫﻮ ﺛﻘﺔ ﻋﺎﺑﺪ ﻣﺨﻀﺮﻡ ﻣﻦ ﺭﺟﺎﻝ اﻟﺸﻴﺨﻴﻦ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺳﺎﺋﺮ ﺭﺟﺎﻟﻪ ﺛﻘﺎﺕ ﻣﻦ ﺭﺟﺎﻝ اﻟﺸﻴﺨﻴﻦ
، ﻭﺃﺑﻮ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﻫﻮ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ اﻟﺴﺒﻴﻌﻲ، ﻭﻫﻮ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺭﻣﻲ ﺑﺎﻟﺘﺪﻟﻴﺲ
ﻭاﻻﺧﺘﻼﻁ، ﻓﺈﻥ ﺳﻔﻴﺎﻥ – ﻭﻫﻮ اﻟﺜﻮﺭﻱ – ﺳﻤﻊ ﻣﻨﻪ ﻗﺒﻞ اﻻﺧﺘﻼﻁ، ﻭﻟﻌﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﻻ
ﻳﺮﻭﻱ ﻋﻨﻪ ﺇﻻ ﻣﺎ ﺻﺮﺡ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺚ ﻛﺸﻌﺒﺔ، ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻟﻮا: اﻟﺜﻮﺭﻱ ﺃﺛﺒﺖ اﻟﻨﺎﺱ ﻓﻴﻪ.
ﻭﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻃﺮﻳﻖ ﺃﺧﺮﻯ، ﻭﺷﺎﻫﺪ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ. ﺃﻣﺎ اﻟﻄﺮﻳﻖ، ﻓﺄﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ
ﻓﻲ ” اﻟﺤﻠﻴﺔ ” (5 / 23) : ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ
ﺇﺳﺤﺎﻕ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻷﻧﺼﺎﺭﻱ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻤﻲ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﺣﺪﺛﻨﺎ
اﻷﻋﻤﺶ ﻋﻦ ﻃﻠﺤﺔ ﻋﻦ ﻣﺴﺮﻭﻕ ﻋﻨﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ: ﺃﻫﺪﻱ ﻟﻨﺎ ﺷﺎﺓ ﻣﺸﻮﻳﺔ، ﻓﻘﺴﻤﺘﻬﺎ ﺇﻻ ﻛﺘﻔﻬﺎ،
ﻓﻠﻤﺎ ﺟﺎء ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺫﻛﺮﺕ ﻟﻪ. ﻓﻘﺎﻝ: ” ﺑﻘﻲ ﻟﻜﻢ ﺇﻻ ﻛﺘﻔﻬﺎ ”
، ﻭﻗﺎﻝ: ” ﻏﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ اﻷﻋﻤﺶ ﻋﻦ ﻃﻠﺤﺔ، ﺗﻔﺮﺩ ﺑﻪ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ “.
ﻗﻠﺖ:ﻭﻫﻮ اﻟﻨﻬﺸﻠﻲ اﻟﻔﺎﺧﻮﺭﻱ، ﻭﻫﻮ ﺻﺪﻭﻕ ﻳﺨﻄﻰء، ﻭاﺣﺘﺞ ﺑﻪ ﻣﺴﻠﻢ. ﻭﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻫﻮ
اﻟﻨﻬﺸﻠﻲ اﻟﻜﺴﺎﺋﻲ، ﻭﻫﻮ ﺻﺪﻭﻕ ﻣﻦ ﺷﻴﻮﺥ اﻟﺘﺮﻣﺬﻱ. ﻭﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ اﻷﻧﺼﺎﺭﻱ
اﻟﻘﺎﺿﻲ، ﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﺎﺗﻢ (4 / 1 / 135) : ” ﺳﻤﻌﺖ ﻋﻨﻪ، ﻭﻫﻮ ﺛﻘﺔ ﺻﺪﻭﻕ “.
ﻗﻠﺖ: ﻓﺎﻟﺴﻨﺪ ﺣﺴﻦ ﻟﻮﻻ ﺃﻧﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﺟﺪ ﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﻲ ﻧﻌﻴﻢ ﺗﺮﺟﻤﺔ اﻵﻥ. ﻭﺃﻣﺎ اﻟﺸﺎﻫﺪ،
ﻓﻘﺎﻝ اﻟﺒﺰاﺭ (ﺻ 99 – ﻣﺨﺘﺼﺮ اﻟﺰﻭاﺋﺪ) : ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ
اﻟﻌﺒﺎﺱ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻣﻬﺪﻱ ﻋﻦ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺻﺎﻟﺢ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻣﺮﻳﻢ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ
: ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻣﺮ ﺃﻥ ﺗﺬﺑﺢ ﺷﺎﺓ ﻓﻴﻘﺴﻤﻬﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﺠﻴﺮاﻥ، ﻗﺎﻝ
: ﻓﺬﺑﺤﺘﻬﺎ، ﻓﻘﺴﻤﺘﻬﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﺠﻴﺮاﻥ، ﻭﺭﻓﻌﺖ اﻟﺬﺭاﻉ ﺇﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺣﺐ اﻟﺸﺎﺓ ﺇﻟﻴﻪ اﻟﺬﺭاﻉ، ﻓﻠﻤﺎ ﺟﺎء اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ
: ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻻ اﻟﺬﺭاﻉ. ﻗﺎﻝ: ” ﻛﻠﻬﺎ ﺑﻘﻲ ﺇﻻ اﻟﺬﺭاﻉ “. ﻭﻗﺎﻝ
اﻟﻤﺨﺘﺼﺮ ﻭﻫﻮ اﺑﻦ ﺣﺠﺮ: ” ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺣﺴﻦ “. ﻭﻗﺎﻝ اﻟﻬﻴﺜﻤﻲ ﻓﻲ ” اﻟﻤﺠﻤﻊ ” (3 /
109) : ” ﺭﻭاﻩ اﻟﺒﺰاﺭ، ﻭﺭﺟﺎﻟﻪ ﺛﻘﺎﺕ “.
ﻗﻠﺖ: ﻭﺭﺟﺎﻟﻪ ﻛﻠﻬﻢ ﺛﻘﺎﺕ ﻣﻌﺮﻭﻓﻮﻥ ﻣﻦ
ﺭﺟﺎﻝ ” اﻟﺘﻬﺬﻳﺐ ” ﻏﻴﺮ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ، ﻓﻠﻢ ﺃﻋﺮﻓﻪ اﻵﻥ. ﺛﻢ ﺭﺃﻳﺖ ﺣﺪﻳﺚ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﻓﻲ
” اﻟﻤﺴﺘﺪﺭﻙ ” (4 / 136) ﻣﺨﺘﺼﺮا ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺇﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻪ ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ
ﻗﺎﻟﺖ: ” ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻨﺎ ﺷﺎﺓ ﻓﺨﺸﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﺗﻤﻮﺕ، ﻓﻘﺘﻠﻨﺎﻫﺎ ﻭﻗﺴﻤﻨﺎﻫﺎ ﺇﻻ ﻛﺘﻔﻬﺎ “.
ﻭﻗﺎﻝ: ” ﺻﺤﻴﺢ اﻹﺳﻨﺎﺩ “. ﻭﻭاﻓﻘﻪ اﻟﺬﻫﺒﻲ.
——
مشاركة عبدالله البلوشي أبي عيسى :
قال العثيمين رحمه الله في شرح “باب الإنفاق مما يحب ومن الجيد” من رياض الصالحين:*
لكن تعجبوا كيف كانت مبادرة الصحابة رضي الله عنهم، ومسارعتهم إلى الخير،
وكان ابن عمر إذا أعجبه شيء في ماله وتعلقت به نفسه تصدق به؛ لأجل أن يربحه ويلقاه فيما أمامه.
لكن ما تتمسك به فهو إما زائل عنك وإما أن تزول عنه أنت، ولابد من أحد الأمرين، إما أن يتلف أو تتلف أنت، لكن الذي تقدمه هو الذي يبقى، نسأل الله أن يعيننا والمسلمين على أنفسنا ويعيذنا من البخل والشح.
والحقيقة أن مالك الحقيقي هو ما تقدمه، وقد ذبح آل النبي صلى الله عليه وسلم شاة وتصدقوا بها إلا كتفها، فقدم النبي صلى الله عليه وسلم وقال: ((ما بقي منها؟)) قالت عائشة رضي الله عنها: ما بقي إلا كتفها. يعني
أنها تصدقت بها كلها إلا كتفها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((بقي كلها غير كتفها)) ،
والمعنى أن الذي أكلتم هو الذي ذهب، وأما ما تصدقتم به فهو الذي بقي لكم.
فالحاصل أن الصحابة وذوي الهمم العالية هم الذين يعرفون قدر الدنيا وقدر المال، وأن ما قدموه هو الباقي، وما أبقوه هو الفاني، نسأل الله أن يعيذنا والمسلمين من الشح والبخل والجبن والكسل، والحمد لله رب العالمين.
____________
ترجم البخاري رحمه الله في كتاب الرقاق من صحيحه،
باب ما قدم من ماله فهو له
وأورد تحته حديثا واحدا:
– قال عَبْدُ اللَّهِ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَيُّكُمْ مَالُ وَارِثِهِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِهِ ؟ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا مَالُهُ أَحَبُّ إِلَيْهِ ، قَالَ : فَإِنَّ مَالَهُ مَا قَدَّمَ ، وَمَالُ وَارِثِهِ مَا أَخَّرَ.
وترجم بعد هذا الباب،
بَابٌ : المُكْثِرُونَ هُمُ المُقِلُّونَ وَقَوْلُهُ تَعَالَى : مَنْ كَانَ يُرِيدُ الحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا ، وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ ، وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا ، وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
والباب الذي بعده،
بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا
وأورد تحت هذا الباب،
– قال أَبُو ذَرٍّ : كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَرَّةِ المَدِينَةِ ، فَاسْتَقْبَلَنَا أُحُدٌ ، فَقَالَ : يَا أَبَا ذَرٍّ قُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : مَا يَسُرُّنِي أَنَّ عِنْدِي مِثْلَ أُحُدٍ هَذَا ذَهَبًا ، تَمْضِي عَلَيَّ ثَالِثَةٌ وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ ، إِلَّا شَيْئًا أَرْصُدُهُ لِدَيْنٍ ، إِلَّا أَنْ أَقُولَ بِهِ فِي عِبَادِ اللَّهِ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا عَنْ يَمِينِهِ ، وَعَنْ شِمَالِهِ ، وَمِنْ خَلْفِهِ ، ثُمَّ مَشَى فَقَالَ : إِنَّ الأَكْثَرِينَ هُمُ الأَقَلُّونَ يَوْمَ القِيَامَةِ ، إِلَّا مَنْ قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا – عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَمِنْ خَلْفِهِ – وَقَلِيلٌ مَا هُمْ
… الحديث
*قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح:*
قوله ( إلا أن أقول به في عباد الله) هو استثناء بعد استثناء فيفيد الإثبات فيؤخذ منه أن نفي محبة المال مقيدة بعدم الإنفاق فيلزم محبة وجوده مع الإنفاق فما دام الإنفاق مستمرا لا يكره وجود المال وإذا انتفى الإنفاق ثبتت كراهية وجود المال ولا يلزم من ذلك كراهية حصول شيء آخر ولو كان قدر أحد أو أكثر مع استمرار الإنفاق .
قوله (هكذا وهكذا وهكذا عن يمينه وعن شماله ومن خلفه ) هكذا اقتصر على ثلاث وحمل على المبالغة لأن العطية لمن بين يديه هي الأصل .
والذي يظهر لي أن ذلك من تصرفات الرواة وأن أصل الحديث مشتمل على الجهات الأربع ثم وجدته في الجزء الثالث من البشرانيات من رواية أحمد بن ملاعب عن عمر بن حفص بن غياث عن أبيه بلفظ إلا أن أقول به في عباد الله هكذا وهكذا وهكذا وهكذا وأرانا بيده كذا فيه بإثبات الأربع وقد أخرجه المصنف في الاستئذان عن عمر بن حفص مثله لكن اقتصر من الأربع على ثلاث وأخرجه أبو نعيم من طريق سهل بن بحر عن عمر بن حفص فاقتصر على ثنتين .
قوله ( ثم مشى ثم قال : ألا إن الأكثرين هم المقلون يوم القيامة )،في رواية أبي شهاب في الاستقراض ورواية حفص في الاستئذان ( هم الأقلون ) بالهمز في الموضعين وفي رواية عبد العزيز بن رفيع الماضية في الباب قبله؛ ( إن المكثرين هم المقلون ) بالميم في الموضعين ولأحمد من رواية النعمان الغفاري عن أبي ذر ( إن المكثرين الاقلون ) والمراد الإكثار من بالمال والإقلال من ثواب الآخرة وهذا في حق من كان مكثرا ولم يتصف بما دل عليه الاستثناء بعده من الإنفاق .
__________
مشاركة إبراهيم البلوشي :
قال النووي في المجموع شرح المهذب :
ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺗﺼﺪﻗﻮا ﺑﻬﺎ ﺇﻻ ﻛﺘﻔﻬﺎ ﻓﻘﺎﻝ ﺑﻘﻴﺖ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ اﻵﺧﺮﺓ ﺇﻻ ﻛﺘﻔﻬﺎ ﻭﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ ” ﻣﺎ ﻧﻘﺼﺖ ﺻﺪﻗﺔ ﻣﻦ ﻣﺎﻝ ﻭﻣﺎ ﺯاﺩ اﻟﻠﻪ ﻋﺒﺪا ﺑﻌﻔﻮ ﺇﻻ ﻋﺰا ﻭﻣﺎ ﺗﻮاﺿﻊ ﺃﺣﺪ ﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺇﻻ ﺭﻓﻌﻪ اﻟﻠﻪ ” ﺭﻭاﻩ ﻣﺴﻠﻢ
قال صاحب تحفة الأحوذي :
قَوْلُهُ : ( أَنَّهُمْ ذَبَحُوا ) أَيْ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , أَوْ أَهْلُ الْبَيْتِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ , وَهُوَ الظَّاهِرُ ( مَا بَقِيَ مِنْهَا ) عَلَى الِاسْتِفْهَامِ أَيْ شَيْءٌ بَقِيَ مِنْ الشَّاةِ ( إِلَّا كَتِفَهَا ) أَيْ الَّتِي لَمْ يَتَصَدَّقْ بِهَا ( قَالَ بَقِيَ كُلُّهَا غَيْرَ كَتِفِهَا ) بِالنَّصْبِ وَالرَّفْعِ أَيْ مَا تَصَدَّقْت بِهِ فَهُوَ بَاقٍ . وَمَا بَقِيَ عِنْدَك فَهُوَ غَيْرُ بَاقٍ , إِشَارَةٌ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى { مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدْ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ } .
وَمَا بَقِيَ عِنْدَك فَهُوَ غَيْرُ بَاقٍ , إِشَارَةٌ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى { مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدْ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ } .
………………………………………………….
قوله -صلى الله عليه وسلم-: (بقي كلها غير كتفها)، بمعنى: أن الذي أُعطي وتُصدق به هو الذي يُدخر للإنسان ويجده، أمّا هذا الذي بقي هذه البضعة فإن الإنسان يأكلها ثم بعد ذلك ينتهي كل شيء، أما ما تصدق به فيبقى أجره
……………………………….
وجاء في الحديث
( يقُولُ العَبْدُ: مَالي، مَالي، وإنَّما لَه من مَالِهِ ثَلاثٌ: ما أكَلَ فأفْنَى، أو
لَبِسَ فأبْلَى، أو أعْطَى فأقْنَى، وما سوى ذلك، فَهُوَ ذَاهِبٌ وتاركُهُ لِلنَّاسِ)) أخرجه مسلم
وجاء في الحديث
(( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن ….. وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ))
جاء في الصحيحين أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أصاب أرضاً بخيبر لم يصب مالاً أنفث عنده منه فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستشيره فيها ويستأمره فقال صلى الله عليه وسلم ( إن شئت حبست أصلها وتصدقت بها )
فوائد الحديث:
@@ الكتف شيء يسير بالنسبة إلى مجموع الشاة، وهذا يدل على كثرة بذل آل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما كانت عليه حالهم من الصدقة والحرص على الإحسان إلى الفقراء والمحتاجين وما إلى ذلك.
@@ أن ما ينفقه الإنسان خير له مما أمسكه إلا أن يُلاحظ في ذلك النفقات الواجبة فإذا كان الإنسان منفقاً على من يعول قد كفاهم الحاجة والمسغبة والفقر وسؤال الناس فإن ما أنفقه مما هو وراء ذلك خير له مما ادخره وأبقاه
@@ أن النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا أن ما أخرجناه لله فإنه لا يضيع أبداً، فالذي أخرجته لله هو هذا الذي يدخر عند الله سبحانه وتعالى ويبقى@@ قال العثيمين، إن المال الذي هو لكم في الحقيقة ما قدمتوه لأنفسكم ذخرًا لكم عند الله وليس المال ما جمعتموه فاقتسمه الورّاث بعدكم؛ فإنكم إذا جمعتموه سوف تخلفونه وتدعونه كما قال الله تعالى: +وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ” [الأنعام: 94]، أي: تركتم ما أعطيناكم من المال والخدم والبنين وراء ظهوركم فسوف تنتقلون عن الدنيا أغنياء عما خلفتم فقراء إلى ما قدمتم،@@ قال العثيمين: إن من الناس مَن ينفق المال في طرق الخير ولكنه يتخبط خبط عشواء من غير دليل من كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ ولذلك ينبغي للإنسان إذا أراد أن يتصرف في ماله فيما يقرّب إلى ربه أن يستشير أهل العلم في أي موضع يضع هذا؛ حتى يكون على بصيرة من أمره ولقد جاء أبو طلحة إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – حين نزل قول الله تعالى: +لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ” [آل عمران: 92]، جاء رضي الله عنه وكان له حديقة قِبْلتها مسجد النبي – صلى الله عليه وسلم – كانت تسمى بيرُحاء وكان النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – يدخلها ويشرب من ماء فيها طيّب، فقال: «يا رسول الله، إن الله أنزل هذه الآية: +لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ” [آل عمران: 92]، وإن أحب مالي إليّ بيرُحاء وإنها صدقة لله أرجو برّها وذخرها عند الله فضعها يا رسول الله حيث أراك الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بَخٍ بَخٍ، ذاك مال رابح، ذاك مال رابح، وقد سمعت وأرى أن تجعلها في الأقربين» فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه، فانظر إلى هذا الصحابي الجليل كيف جاء إلى النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – يستشيره في أي جهة يُنفق هذا المال الذي هو أحب شيء إليه، وهكذا عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – كما سنذكره قريبًا إن شاء الله .@@ قال العثيمين: من إنفاق المال في طرق الخير: أن ينفقه في طبع الكتب النافعة والنشرات الهادفة أو أن يشتري منها ويوزعها على مَن ينتفع بها ومن إنفاق المال في طرق الخير: أن ينفقه في المصالح العامة كإصلاح الطرق وتأمين المياه للشاربين؛ فإن الصحابة – رضي الله عنهم – لما قدموا المدينة كان فيها بئر يسمى بئر رومة لا يحصلون الماء منها إلا بثمن فاشتراها عثمان رضي الله عنه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَن حفر رومة فله الجنة»، فحفرها رضي الله عنه وجعل الناس يستسقون منها. ومن إنفاق المال في طرق الخير: أن يحبّسه الإنسان، أي: يوقفه لإنفاق غلته فيما يقرّب إلى الله عزَّ وجل
قلت سيف بن دورة الكعبي :
وتوسعنا في أحكام الصدقة وفضائلها تحت حديث :
الصحيح المسند 928 عن عقبة بن عامر رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل امرئ في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس.
وكان أبو الخير لا يخطئه يوم إلا تصدق بشئوالصحيح المسند
988 عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما أن نتصدق فوافق ذلك مالا عندي ، فقلت : اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما. فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : ما أبقيت لأهلك ؟ قلت : مثله. قال : وأتى أبوبكر بكل ما عنده ، فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : ما أبقيت لأهلك ؟ قال : أبقيت لهم الله ورسوله. قلت : لا اسابقك إلى شئ أبدا