1581 التعليق على الصحيح المسند
مجموعة ابراهيم البلوشي وأبي عيسى البلوشي وفيصل الشامسي وفيصل البلوشي
وهشام السوري وعبدالله المشجري وعبدالله الديني
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى ، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان رحمه الله ووالديهم ووالدينا )
———‘——–‘———
الصحيح المسند ؛؛؛
1581- قال الإمام أبو داود رحمه الله : حدثنا ابن بشار حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن المقدام بن شريح عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى ناشئا في أفق السماء ترك العمل وإن كان في صلاة ثم يقول : اللهم إني أعوذ بك من شرها فإن مطر قال : اللهم صيبا هنيئا.
قال الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله : هذا حديث صحيح على شرط مسلم.
——————-
أولاً : ما يتعلق بسند الحديث :
* صححه الألباني في سنن أبي داود 5099 والحديث في الصحيحة برقم 2757 .
* وقال محققو سنن أبي داود 5100 ( 7/428) : إسناده صحيح.
* والحديث أخرجه البخاري (1023)، وابن ماجه (3890)، والنسائي (10687 – 10690) من طريق القاسم بن محمَّد، عن عائشة بلفظ: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا رأى المطر قال: “صيِّباً نافعاً”.
* جاء في مسند أحمد (41/513 : 24589 ) رواية بلفظ : أن عائشة، قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى ناشئا احمر وجهه، فإذا مطرت قال: ” اللهم صيبا هنيئا ” وإسناده صحيح على شرط مسلم.
قلت سيف بن دورة : على شرط الذيل على الصحيح المسند (قسم الزيادات على الصحيحين )
* جاء في البخاري ومسلم أن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: وَكَانَ إِذَا رَأَى غَيْمًا -أَوْ رِيحًا-عُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، النَّاسُ إِذَا رَأَوُا الْغَيْمَ فَرِحُوا رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ فِيهِ الْمَطَرُ، وَأَرَاكَ إِذَا رَأَيْتَهُ عَرَفْتُ فِي وَجْهِكَ الْكَرَاهِيَةَ؟ فَقَالَ: “يَا عَائِشَةُ، مَا يُؤَمِّنُنِي أَنْ يَكُونَ فِيهِ عَذَابٌ، قَدْ عُذِّبَ قَوْمٌ بِالرِّيحِ، وَقَدْ رَأَى قَوْمٌ الْعَذَابَ فَقَالُوا: هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا”.
* روى مسلم في صحيحه عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم إِذَا عَصَفَتِ الرِّيحُ قَالَ: “اللَّهُمَّ، إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ”. قَالَتْ: وَإِذَا تَخَيَّلت السَّمَاءُ تَغَيَّرَ لَوْنُهُ، وَخَرَجَ وَدَخَلَ، وَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ، فَإِذَا مَطَرَتْ سُرِّيَ عَنْهُ، فَعَرَفَتْ ذَلِكَ عَائِشَةُ، فَسَأَلَتْهُ، فَقَالَ: “لَعَلَّهُ يَا عَائِشَةُ كَمَا قَالَ قَوْمُ عَادٍ: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا}.
ثانياً : ما يتعلق بمتن الحديث :
* قال البغوي في شرح السنة (4/390) : قوله : ” ناشئا ” ، يقال : نشأت السحابة : إذا ابتدأت وارتفعت.
وقوله سبحانه وتعالى : ( وينشئ السحاب الثقال ( [ الرعد : 13 ]
أي : يبدئها ، ويقال لهذا السحاب : نشء حسن ، وهو أول ظهورها.
والصيب : ما سال من المطر ، وأصله : من صاب يصوب ، أي : نزل ، قال الله سبحانه وتعالى : ( أو كصيب من السماء) ( [ البقرة : 19 ].
* قال ابن حجر في الفتح (2/518) : قوله ( ( نافعا )صفة للصيب وكأنه احترز بها عن الصيب الضار .
* وقال الكرماني وفي بعض الروايات ( صبا نافعا ) من الصب أي اصببه صبا نافعا .
* ذكر العيني في عمدة القاري (10/473) : وعند النسائي( كان إذا مطروا قال : اللهم اجعله سيبا نافعا ) وعند ابن ماجه( إذا رأى سحابا مقبلا من أفق من الآفاق ترك ما هو فيه وإن كان في صلاة حتى يستقبله فيقول : اللهم إنا نعوذ بك من شر من أرسل به فإن أمطر قال : (اللهم سيبا نافعا مرتين أو ثلاثا وإن كشفه الله تعالى ولم يمطروا حمد الله على ذلك ) .
وقال الخطابي : ( السيب العطاء ) والسيب مجرى الماء والجمع سيوب وقد ساب يسوب إذا جرى.
قلت سيف بن دورة : تكلمنا على الترجيح بين رواية البخاري وغيره في رياح المسك العطرة 1032 و 1033 و 1034 قلنا :
هل لفظة{وإن كان في صلاة} شاذة؟ حيث لاحظت فيها التفرد فقد رويت من عدة طرق عن عائشة، ولم ترد الا من طريق المقدام بن شريح عن أبيه عن عائشة ، وكذلك وردت عنه من عدة طرق وانفرد بها عبدالرحمن بن مهدي عن سفيان الثوري عنه، ولم يذكرها صاحبا الصحيح، لكن المتفردون بها أئمة :
قال صاحبنا أبوصالح : عَنْ شريحِ أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – كَانَ إِذَا رَأَى سَحَابًا مُقْبِلًا مِنْ أُفُقٍ مِنْ الْآفَاقِ، تَرَكَ مَا هُوَ فِيهِ وَإِنْ كَانَ فِي صَلَاتِهِ، حَتَّى يَسْتَقْبِلَهُ، فَيَقُولُ: “اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا أُرْسِلَ بِهِ”، فَإِنْ أَمْطَرَ قَالَ: “اللَّهُمَّ سَيْبًا نَافِعًا” مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثَا، وَإِنْ كَشَفَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَمْ يُمْطِرْ، حَمِدَ اللَّهَ عَلَى ذَلِكَ .
أخرجه أبو داود(5101) والإمام أحمد في مسنده (25065)و(25270)و (25570) والنسائي في الكبرى (1842) والبخاري في الأدب المفرد (686) والطبراني في الدعاء(1009) من طريق سفيان الثوري،
وأخرجه ابن ماجه في سننه (3889) والنسائي في الكبرى (1843) وابن أبي شيبة في المصنف (29833) من طريق يزيد بن المقدام،
وأخرجه الإمام أحمد في مسنده (24144)والنسائي في الكبرى (1841) وابن حبان في صحيحه (994) والطبراني في الدعاء (1010) من طريق مسعر،
وأخرجه الإمام أحمد في مسنده
( 25864) وابن أبي الدنيا
في المطر والبرق والرعد ومحمد بن نصر في مختصر قيام الليل وابن حبان في صحيحه (1006) وابن السني في عمل اليوم والليلة ( 301)و(302) والبغوي في شرح السنة (1151) من طريق شريك،
وأخرجه أبو عوانة في مستخرجه من طريق إسرائيل،
وأخرجه الشافعي كما في مسنده وكذلك الأم له ومن طريقه البيهقي في معرفة السنن واﻵثار قال أخبرنا من لا أتهم
كلهم (الثوري،ومسعر،وإسرائيل،ويزيد،
وشريك، وشيخ الشافعي) عن المقدام بن شريح عن أبيه عن عائشة به مختصرا ومطولا. واللفظ لابن ماجه
تابعه القاسم بن محمد مختصرا عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى المطر قال “اللهم صيبا نافعا”. أخرجه البخاري في صحيحه (1032)
وذكر هذه الطريق اﻷخيرة الدارقطني في علله 3594 وذكر بعض وجوه اﻹختلاف ثم قال والصحيح عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن القاسم عن عائشة. أي طريق البخاري.
ومن الغريب أن الحاكم أبا عبد الله قال بشأن حديث عائشة الذي رواه البخاري “هو معلول واه” نقله عنه ابن الجوزي في الموضوعات.
أورده الألباني في الصحيحة (2757)وقال إسناه صحيح ، وذكره الشيخ مقبل في الصحيح المسند1581 وقال صحيح على شرط مسلم.
بعض الفوائد:
1- ذكر ابن الأثير كما في جامع الأصول الحديث وعزاه لأبي داود وذكر فيه (وإن كان في صلاة خفف)، فقوله (خفف) لا أدري إن كانت عنده في نسخة أم كانت الكلمة شرحا فأدرجت فإني لم أرها في أي من طرق الحديث التي ذكرتها.
2- وشرح بعضهم قوله (في صلاة) أي دعاء. وعند أبي عوانة (إن كان في صلاة تركها)
3- وعند الشافعي في الأم (واستقبل القبلة) وهي منكرة والصواب بحذف القبلة وقد أخرج البيهقي الحديث في معرفة السنن من طريق الشافعي بدونها.
4- وقال البوصيري بعد أن أورده من مصنف ابن أبي شيبة : رجاله ثقات،
ورواه النسائي في الصغرى مختصرا ، والبخاري في صحيحه ولفظه : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى المطر ، قال : اللهم صيبا نافعا.
وكذا رواه ابن حبان في صحيحه وهو مستدرك على شيخنا أبي الحسن رحمه الله.
قلت بل لا يستدرك على الهيثمي رحمه الله تعالى فقد أورده ابن ماجه من طريق ابن أبي شيبة به. وكذلك رواه أبو داود.
5- الخلاصة حديث الباب صحيح على شرط مسلم وأشار إلى ذلك ابن دقيق العيد في اﻻقتراح. ولم أر من أعله. انتهى كلام أبي صالح.
* جاء في مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (5/206) : قال التوربشتي: سمي السحاب ناشئاً؛ لأنه ينشأ من الأفق يقال: نشأ أي خرج أو ينشأ في الهواء أي يظهر، أو لأنه ينشأ من الأبخرة المتصاعدة من البحار والأراضي النزه ونحو ذلك. وقال الجزري: الناشى من السحاب هو الذي لم يتكامل اجتماعه واصطحابه فهو في أول أمره (تعني) أي تريد عائشة بقولها ناشئاً (السحاب) جملة معترضة لتفسير اللغة بين الشرط وجزاءه وهو قولها ترك. ولفظ أبي داود: كان إذا رأى ناشئاً في أفق السماء. ولفظ النسائي وابن ماجه: كان إذا رأى سحاباً مقبلاً من أفق من الآفاق أي من ناحية من النواحي (ترك) أي النبي صلى الله عليه وسلم (عمله) المشتغل به من الأمور المباحة، قاله القاري. وفي رواية أبي داود: ترك العمل وإن كان في صلاة. ولفظ النسائي وابن ماجه ( ترك ما هو فيه ) وإن كان في صلاته (واستقبله) أي السحاب. وفي رواية النسائي وابن ماجه: حتى يستقبله. وليس عند أبي داود شيء منهما (من شر ما فيه) وعند النسائي وابن ماجه، (من شر ما أرسل به ) وانتهت رواية النسائي إلى هذا (فإن كشفه) أي أذهب الله ذلك السحاب ولم يمطر (حمد الله) أي على النجاة مما كان يخاف من العذاب.
وقيل: أي من حيث أن الخير فيما اختاره الله، ولعل الشر كان في ذلك السحاب فيجب الحمد على دفع الشر، كأنه صلى الله عليه وسلم تذكر قوله تعالى في قوم عاد: {فلما رأوه عارضاً} الآية [الأحقاف: 24] . وليست هذه الجملة عند أبي داود (وإن مطرت قال : اللهم سقياً نافعاً) قال القاري: بفتح السين وضمها أي اسقنا سقياً أو أسألك سقياً، فهو مفعول مطلق أو مفعول به. ولفظ ابن ماجه: (إن أمطر قال: اللهم سيباً نافعاً مرتين أو ثلاثة ). وعند أبي داود: (إن مطر قال: اللهم صيباً هنيئاً ودعا بذلك خوفاً من الضرر الذي قد يكون في المطر ).
ﻭاﻟﻤﺴﻠﻢ ﻳﺴﺄﻝ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﺪ ﻧﺰﻭﻝ اﻟﻤﻄﺮ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻧﺎﻓﻌﺎ ﻏﻴﺮ ﺿﺎﺭ، ﻭﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء اﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﻳﺴﺘﺤﺐ ﺑﻌﺪ ﻧﺰﻭﻝ اﻟﻤﻄﺮ ﻟﻻﺯﺩﻳﺎﺩ ﻣﻦ اﻟﺨﻴﺮ ﻭاﻟﺒﺮﻛﺔ، ﻣﻘﻴﺪا ﺑﺪﻓﻊ ﻣﺎ ﻳﺨﺸﻰ ﻭﻳﺤﺬﺭ ﻣﻦ ﺿﺮﺭ.
ﻭﻣﻦ اﻟﻮاﺟﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺒﺪ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﻘﺎﻡ اﻟﻜﺮﻳﻢ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﻧﻌﻤﺔ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻳﻨﺴﺐ اﻟﻔﻀﻞ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﻬﻮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻣﻮﻟﻲ اﻟﻨﻌﻢ ﻭﻣﺴﺪﻳﻬﺎ، ﺑﻴﺪﻩ اﻟﻌﻄﺎء ﻭاﻟﻤﻨﻊ، ﻭاﻟﺨﻔﺾ ﻭاﻟﺮﻓﻊ، ﻻ ﺭﺏ ﺳﻮاﻩ ﻭﻻ ﺇﻟﻪ ﻏﻴﺮﻩ.
••••••••••••••••••••••
وفي فتاوى نور على الدرب للعثيمين :
ﺃﺭﺳﻞ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﻄﻮﻓﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻡ ﻧﻮﺡ ﻭﺃﺭﺳﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺳﺒﺄ اﻧﺘﻘﺎﻣﺎ ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ اﻟﻤﻄﺮ ﻭﻻ ﺗﻨﺒﺖ اﻷﺭﺽ ﺷﻴﺌﺎ ﻭﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﺃﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ (ﻟﻴﺲ اﻟﺴﻨﺔ ﺃﻥ ﻻ ﺗﻤﻄﺮﻭا ﺇﻧﻤﺎ اﻟﺴﻨﺔ ﺃﻥ ﺗﻤﻄﺮﻭا ﻭﻻ ﺗﻨﺒﺖ اﻷﺭﺽ ﺷﻴﺌﺎ) ﻳﻌﻨﻲ ﻗﺪ ﺗﻨﺰﻝ ﺃﻣﻄﺎﺭ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﺗﻨﺒﺖ اﻷﺭﺽ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﻬﻨﺎ اﻟﻤﻄﺮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻧﺎﻓﻌﺎ ﻷﻥ اﻟﺠﺪﺏ ﻣﺎ ﺯاﻝ ﺑﺎﻗﻴﺎ ﻓﻠﺬﻟﻚ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﺫا ﻧﺰﻝ اﻟﻤﻄﺮ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ (اﻟﻠﻬﻢ ﺻﻴﺒﺎ ﻧﺎﻓﻌﺎ) ﻳﻌﻨﻲ اﻟﻠﻬﻢ اﺟﻌﻠﻪ ﺻﻴﺒﺎ ﻧﺎﻓﻌﺎ . ﻭﺃﻣﺎ ﻗﺮاءﺓ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻨﺪ ﻧﺰﻭﻝ اﻟﻤﻄﺮ ﻓﻠﻴﺴﺖ ﺑﺴﻨﺔ.
- •••••••••••••••••••••
قال العباد شرح سنن أبي داود :
ﻣﺸﺮﻭﻋﻴﺔ اﻟﺪﻋﺎء ﻋﻨﺪ ﻧﺰﻭﻝ اﻟﻤﻄﺮ
السؤال: ﻫﻞ ﻳﺸﺮﻉ اﻟﺪﻋﺎء ﻋﻨﺪ ﻧﺰﻝ اﻟﻤﻄﺮ؟
الجواب: ﻧﻌﻢ، (اﻟﻠﻬﻢ ﺻﻴﺒﺎ ﻧﺎﻓﻌﺎ )،( اﻟﻠﻬﻢ ﺻﻴﺒﺎ ﻫﻨﻴﺌﺎ )، ﻓﻴﺪﻋﻰ ﺑﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﺃﻣﺎ ﻛﻮﻧﻪ ﻳﺪﻋﻮ ﺑﺄﻟﻔﺎﻅ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﺃﺳﺎﺱ، ﻓﻼ ﻧﻌﻠﻢ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺷﻴﺌﺎ، ﻟﻜﻦ اﻟﺬﻱ ﻭﺭﺩ ﻳﺆﺗﻰ ﺑﻪ.
مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح
– ﻗﺎﻝ اﻟﻨﻮﻭﻱ: ﻓﺘﻘﺪﺭ ﺟﻤﻴﻊ ﻫﺬﻩ اﻷﻟﻔﺎﻅ ﺑﺄﻥ ﺗﻘﻮﻝ: اﻟﻠﻬﻢ ﺻﻴﺒﺎ ﺳﻴﺒﺎ، ﻧﺎﻓﻌﺎ ﻫﻨﻴﺌﺎ، ﻭﻗﻴﻞ: ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻜﻞ ﻣﺮﺓ ﻭﻫﻮ اﻟﺼﻮاﺏ.
:::::::::::::::::
:::::::::::::::::
مشاركة عبدالله البلوشي أبي عيسى : وفيه بعض التكرار لما سبق ، لكن (لا هجرة بعد الفتح ) :
هذه مواضع من صحيح البخاري وشرحه الفتح لابن حجر حول أحاديث الباب :
ترجم البخاري رحمه الله في أبواب الاستسقاء من صحيحه،
باب إِذَا هَبَّتِ الرِّيح
وأورد تحته حديثا واحدا:
– عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ، يَقُولُ : كَانَتِ الرِّيحُ الشَّدِيدَةُ إِذَا هَبَّتْ عُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح في شرح الحديث:
إنما كانَ يظهر في وجه النَّبيّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – الخوف من اشتداد الريح؛ لأنه كانَ يخشى أن تكون عذابا أرسل إلى أمته.
وكان شدة الخوف النَّبيّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – على أمته شفقة عليهم، كما وصفة الله سبحانه وتعالى بذلك في قوله: { عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: من الآية128] .
ولما تلا عليهِ ابن مسعود: { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً}[النساء:41] بكى.
ولما تلا قوله: { إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ} الآية [المائدة: من الآية118] بكى، وقال: ( ( اللَّهُمَّ، أمتي، أمتي) ) ، فأرسل الله جبريل يقول لهُ: ( ( إن الله يقول: إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك) ) ….
وكان عندَ لقاء العدو يخاف على من معه من المؤمنين، ويستغفر لهم، كما فعل يوم بدر، وبات تلك الليلة يصلي ويبكي ويستغفر لهم، ويقول: ( ( اللَّهُمَّ، إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض) ) .
وكل هذا من خوفه وشفقته من اشتداد الريح:
وقد جاء في رويات متعددة: التصريح بسبب خوفه من اشتداد الريح:
ففي ( ( الصحيحين) ) من حديث سليمان بن يسار، عن عائشة، أن النَّبيّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – كانَ إذا رأى غيما أو ريحا عرف ذَلِكَ في وجهه، فقلت: يارسول الله: أرى الناس إذا رأوا الغيم فرحوا؛ رجاء أن يكون فيهِ المطر، وأراك إذا رأيته عرفت في وجهك
الكراهية؟ فقالَ: ( ( يا عائشة، ما يؤمني أن يكون فيهِ عذاب، قد عذب قوم بالريح، وقد العذاب، فقالوا { هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} [الاحقاف: من الآية24] ) ) .
وخرجا – أيضا – من رواية ابن جريج، عن عطاء، عن عائشة، قالت كانَ رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – إذا رأى مخيلة في السماء أقبل وأدبر، ودخل وخرج، وتغير وجهه، فإذا أمطرت السماء سري عنه، فعرفته عائشة ذَلِكَ، فقالَ النَّبيّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ( ( وما أدري لعله كما قالَ قوم: { فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ} [الاحقاف: من الآية24] الآية) ) .
وزاد مسلم – في أوله -: كانَ النَّبيّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – إذا عصفت الريح قالَ: ( ( اللَّهُمَّ، أني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به) ) .
وخرجه النسائي، ولفظه: ( ( كانَ إذا رأى ريحا) ) بدل: ( ( مخيلة) ) .
وخرج مسلم – أيضا – من حديث جعفر بن محمد، عن عطاء، عن عائشة، قالت: كانَ رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – إذا كانَ يوم الريح والغيم عرف ذَلِكَ في وجهه، فأقبل
وأدبر، فإذا مطر سر به، وذهبت عنه ذَلِكَ.
قالت عائشة: فسألته، فقالَ: ( ( إني خشيت أن يكون عذابا سلط على أمتي) ) .
وخرج الإمام أحمد وابن ماجه من حديث المقدام بن شريح، عن أبيه، عن عائشة، أن النَّبيّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – كانَ إذا رأى سحابا مقبلا من أفق من الآفاق ترك ما هوَ فيهِ، وإن كانَ صلاته، حتَّى يستقبله، فيقول: ( ( اللَّهُمَّ، إنا نعوذ بك من شر ما أرسل) ) ، فإن أمطر قالَ: ( ( اللَّهُمَّ سقيا نافعا) ) – مرتين أو ثلاثا -، فإن كشفه الله ولم يمطر حمد الله على ذَلِكَ.
ولفظه لابن ماجه.
وخرجه أبو داود، ولفظه: كانَ إذا رأى ناشئا في أفق السماء ترك العمل، وإن كانَ في الصَّلاة، ثُمَّ يقول: ( ( اللَّهُمَّ، أني أعوذ بك من شرها) ) .
وخرجه أبو داود، ولفظه: كانَ إذا رأى ناشئا في أفق السماء ترك العمل، وإن كانَ في صلاة، ثُمَّ يقول: ( ( اللَّهُمَّ، إني أعوذ بك من شرها) ) .
وخرجه ابن السني، ولفظه: كانَ إذا رأى في السماء ناشئا، غبارا أو ريحا، استقبله من حيث كانَ، [وإن كانَ في الصَّلاة] تعوذ بالله من شره.
وكذا خرجه ابن أبي الدينا.
وخرج الإمام أحمد وأبو داود والنسائي في ( ( اليوم والليلة) ) وابن ماجه وابن حبان في ( ( صحيحه) ) من حديث أبيه هريرة، عن النَّبيّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قالَ: ( ( لا تسبوا الريح، فإذا رأيتم ما تكرهون فقالوا: اللَّهُمَّ، إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيهِا، وخير ما أمرت به، ونعوذ بك من شر هذه الريح، وشر ما فيها وشر ما أمرت به) ) .
وقال: حسن صحيح.
وخرجه النسائي في ( ( اليوم والليلة) ) مرفوعا وموقوفا علي أبي كعب – رضي الله عنه -.
وفي الباب: أحاديث أخر متعددة.
وروي عن ابن مسعود، قالَ: لا تسبوا الريح؛ فإنها بشر ونذر ولواقح، ولكن استعيذوا بالله من شر ما أرسلت به.
وعن ابن عباس، قالَ: لا تسبوا الريح؛ فإنها تجئ بالرحمة، وتجئ بالعذاب، وقولوا: اللَّهُمَّ، اجعلها رحمة، ولا تجعلها عذابا.
خرجهما ابن أبي الدنيا.
وخرج – أيضا – بلإسناده، عن علي، أنه كانَ إذا هبت الريح قالَ: اللَّهُمَّ، إن كنت أرسلتها رحمة فارحمني فيمن ترحم، وإن كنت أرسلتها عذابا فعافني فيمن تعافي.
وبإسناده، عن ابن عمر، أنه كانَ يقول إذا عصفت الريح: شدوا التكبير؛ منتقع اللون، فقالَ: مالك يا أمير المؤمنين؟ قالَ: ويحك، وهل هلكت أمة إلا بالريح؟
__________
وفي أبواب الاستسقاء من صحيح البخاري، كذلك بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُصِرْتُ بِالصَّبَا
# عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : نُصِرْتُ بِالصَّبَا ، وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح في شرح الحديث:
قَالَ الزَّيْنُ بْنُ الْمُنِيرِ فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ إِشَارَةٌ إِلَى تَخْصِيصِ حَدِيثِ أَنَسٍ الَّذِي قَبْلَهُ بِمَا سِوَى الصَّبَا مِنْ جَمِيعِ أَنْوَاعِ الرِّيحِ لِأَنَّ قَضِيَّةَ نَصْرِهَا لَهُ أَنْ يَكُونَ مِمَّا يُسَرُّ بِهَا دُونَ غَيْرِهَا ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ حَدِيثُ أَنَسٍ عَلَى عُمُومِهِ إِمَّا بِأَنْ يَكُونَ نَصْرُهَا لَهُ مُتَأَخِّرًا عَنْ ذَلِكَ ، لِأَنَّ ذَلِكَ وَقَعَ فِي غَزْوَةِ الْأَحْزَابِ وَهُوَ الْمُرَادُ بِقولِهِ تَعَالَى (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا ) كَمَا جَزَمَ بِهِ مُجَاهِدٌ وَغَيْرُهُ وَإِمَّا بِأَنْ يَكُونَ نَصْرُهَا لَهُ بِسَبَبِ إِهْلَاكِ أَعْدَائِهِ فَيُخْشَى مِنْ هُبُوبِهَا أَنْ تُهْلِكَ أَحَدًا مِنْ عُصَاةِ أُمَّتِهِ وَهُوَ كَانَ بِهِمْ رَءُوفًا رَحِيمًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَيْضًا فَالصَّبَا تُؤَلِّفُ السَّحَابَ وَتَجْمَعُهُ فَالْمَطَرُ فِي الْغَالِبِ يَقَعُ حِينَئِذٍ وَقَدْ وَقَعَ فِي الْخَبَرِ الْمَاضِي أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَمْطَرَتْ سُرِّيَ عَنْهُ وَذَلِكَ يَقْتَضِي أَنْ تَكُونَ الصَّبَا أَيْضًا مِمَّا يَقَعُ التَّخَوُّفُ عِنْدَ هُبُوبِهَا فَيُعَكِّرُ ذَلِكَ عَلَى التَّخْصِيصِ الْمَذْكُورِ وَاللَّهُ أعلم
قَوْله : حَدثنَا مُسلم هُوَ بن إِبْرَاهِيمَ .
قَوْلُهُ ( بِالصَّبَا ) بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ بَعْدَهَا مُوَحَّدَةٌ مَقْصُورَةٌ يُقَالُ لَهَا الْقَبُولُ بِفَتْحِ الْقَافِ لِأَنَّهَا تُقَابِلُ بَابَ الْكَعْبَةِ إِذْ مَهَبُّهَا مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ وَضِدُّهَا الدَّبُورُ وَهِيَ الَّتِي أُهْلِكَتْ بِهَا قَوْمُ عَادٍ وَمِنْ لَطِيفِ الْمُنَاسَبَةِ كَوْنُ الْقَبُولِ نَصَرْتَ أَهْلَ الْقَبُولِ ، وَكَوْنُ الدَّبُّورِ أَهْلَكْتَ أَهْلَ الْإِدْبَارِ وَأَنَّ الدَّبُّورَ أَشَدُّ مِنَ الصَّبَا لِمَا سَنَذْكُرُهُ فِي قِصَّةِ عَادٍ أَنَّهَا لَمْ يَخْرُجْ مِنْهَا إِلَّا قَدْرٌ يَسِيرٌ وَمَعَ ذَلِكَ اسْتَأْصَلَتْهُمْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى 🙁 فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَة ) وَلَمَّا عَلِمَ اللَّهُ رَأْفَةَ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْمِهِ رَجَاءَ أَنْ يُسْلِمُوا سَلَّطَ عَلَيْهِمْ الصَّبَا فَكَانَتْ سَبَبُ رَحِيلِهِمْ عَنِ الْمُسْلِمِينَ لِمَا أَصَابَهُمْ بِسَبَبِهَا مِنَ الشِّدَّةِ وَمَعَ ذَلِكَ فَلَمْ تُهْلِكْ مِنْهُمْ أَحَدًا وَلَمْ تَسْتَأْصِلْهُمْ وَمِنَ الرِّيَاحِ أَيْضًا الْجَنُوبُ وَالشَّمَالُ فَهَذِهِ الْأَرْبَعُ تَهُبُّ مِنَ الْجِهَاتِ الْأَرْبَعِ وَأَيُّ رِيحٍ هَبَّتْ مِنْ بَيْنِ جِهَتَيْنِ مِنْهَا يُقَالُ لَهَا النَّكْبَاءُ بِفَتْحِ النُّونِ وَسُكُونِ الْكَافِ بَعْدَهَا مُوَحَّدَةٌ وَمَدٌّ
________
وفي كتاب بدء الخلق من صحيح البخاري،
بَابُ مَا جَاءَ فِي قَوْلِهِ : ( وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ نُشُرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ) قَاصِفًا : تَقْصِفُ كُلَّ شَيْءٍ لَوَاقِحَ : مَلاَقِحَ مُلْقِحَةً ، إِعْصَارٌ : رِيحٌ عَاصِفٌ تَهُبُّ مِنَ الأَرْضِ إِلَى السَّمَاءِ كَعَمُودٍ فِيهِ نَارٌ ، صِرٌّ : بَرْدٌ ، ( نُشُرًا ) : مُتَفَرِّقَةً
وأورد تحته حديثين، أحدهما:
– عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِذَا رَأَى مَخِيلَةً فِي السَّمَاءِ ، أَقْبَلَ وَأَدْبَرَ ، وَدَخَلَ وَخَرَجَ ، وَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ ، فَإِذَا أَمْطَرَتِ السَّمَاءُ سُرِّيَ عَنْهُ ، فَعَرَّفَتْهُ عَائِشَةُ ذَلِكَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا أَدْرِي لَعَلَّهُ كَمَا قَالَ قَوْمٌ : { فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ } الآيَةَ
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح في شرح الحديث:
(مَخِيلَةٌ )بِفَتْحِ الْمِيمِ وَكَسْرِ الْمُعْجَمَةِ بَعْدَهَا تَحْتَانِيَّةٌ سَاكِنَةٌ هِيَ السَّحَابَةُ الَّتِي يُخَالُ فِيهَا الْمَطَرُ .
قَوْلُهُ (فَإِذَا أَمْطَرَتِ السَّمَاءُ سُرِّيَ عَنْهُ ) فِيهِ رَدٌّ عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ لَا يُقَالُ : أَمْطَرَتْ إِلَّا فِي الْعَذَابِ.
وَأَمَّا الرَّحْمَةُ فَيُقَالُ مَطَرَتْ وَقَولُهُ (سُرِّيَ عَنْهُ ) بِضَمِّ الْمُهْمَلَةِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ بِلَفْظِ الْمَجْهُولِ أَيْ كُشِفَ عَنْهُ وَفِي الْحَدِيثِ تَذَكُّرُ مَا يَذْهَلُ الْمَرْءُ عَنْهُ مِمَّا وَقَعَ لِلْأُمَمِ الْخَالِيَةِ وَالتَّحْذِيرُ مِنَ السَّيْرِ فِي سَبِيلِهِمْ خَشْيَةً مِنْ وُقُوعِ مِثْلِ مَا أَصَابَهُمْ وَفِيهِ شَفَقَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أُمَّتِهِ وَرَأْفَتِهِ بِهِمْ كَمَا وَصَفَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ بن الْعَرَبِيِّ فَإِنْ قِيلَ كَيْفَ يَخْشَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُعَذَّبَ الْقَوْمُ وَهُوَ فِيهِمْ مَعَ قَوْلِهِ تَعَالَى ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ) وَالْجَوَابُ أَنَّ الْآيَةَ نَزَلَتْ بَعْدَ هَذِهِ الْقِصَّةِ وَيَتَعَيَّنُ الْحَمْلُ عَلَى ذَلِكَ لِأَنَّ الْآيَةَ دَلَّتْ عَلَى كَرَامَةٍ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرِفْعَةٍ فَلَا يُتَخَيَّلُ انْحِطَاطُ دَرَجَتِهِ أَصْلًا.
قُلْتُ : وَيُعَكِّرُ عَلَيْهِ أَنَّ آيَةَ الْأَنْفَالِ كَانَتْ فِي الْمُشْرِكِينَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ إِشْعَارٌ بِأَنَّهُ كَانَ يُوَاظِبُ عَلَى ذَلِكَ مِنْ صَنِيعِهِ (كَانَ إِذَا رَأَى ) فَعَلَ كَذَا وَالْأَوْلَى فِي الْجَوَابِ أَنْ يُقَالَ إِنَّ فِي آيَةِ الْأَنْفَالِ احْتِمَالُ التَّخْصِيصِ بِالْمَذْكُورِينَ أَوْ بِوَقْتٍ دُونَ وَقْتٍ أَوْ مَقَامُ الْخَوْفِ يَقْتَضِي غَلَبَةُ عَدَمِ الْأَمْنِ مِنْ مَكْرِ اللَّهِ وَأَوْلَى مِنَ الْجَمِيعِ أَنْ يُقَالَ : خَشِيَ عَلَى مَنْ لَيْسَ هُوَ فِيهِمْ أَنْ يَقَعَ بِهِمُ الْعَذَابُ أما الْمُؤمن فشفقة عَلَيْهِ لِإِيمَانِهِ.
وَأَمَّا الْكَافِرُ فَلِرَجَاءَ إِسْلَامِهِ وَهُوَ بعث رَحْمَة للْعَالمين .
__________
وفي كتاب تفسير القرآن من صحيح البخاري،
بَابُ قَوْلِهِ : (فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا : هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ) قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : عَارِضٌ : السَّحَابُ
وأورد تحته حديثا واحدا:
– عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ : مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَاحِكًا حَتَّى أَرَى مِنْهُ لَهَوَاتِهِ ، إِنَّمَا كَانَ يَتَبَسَّمُ ، قَالَتْ : وَكَانَ إِذَا رَأَى غَيْمًا أَوْ رِيحًا عُرِفَ فِي وَجْهِهِ ، قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الغَيْمَ فَرِحُوا رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ فِيهِ المَطَرُ ، وَأَرَاكَ إِذَا رَأَيْتَهُ عُرِفَ فِي وَجْهِكَ الكَرَاهِيَةُ ، فَقَالَ : يَا عَائِشَةُ مَا يُؤْمِنِّي أَنْ يَكُونَ فِيهِ عَذَابٌ ؟ عُذِّبَ قَوْمٌ بِالرِّيحِ ، وَقَدْ رَأَى قَوْمٌ العَذَابَ ، فَقَالُوا : هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح في شرح الحديث:
قَوْلُهُ قَالَ بن عَبَّاس عَارض السَّحَاب وَصله بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْهُ وَأَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ الْعَوْفِيِّ عَن بن عَبَّاسٍ قَالَ : الرِّيحُ إِذَا أَثَارَتْ سَحَابًا قَالُوا : هَذَا عَارِضٌ
قَوْلُهُ (حَتَّى أَرَى مِنْهُ لَهَوَاتَهُ ) بِالتَّحْرِيكِ جَمْعُ لَهَاةٍ وَهِيَ اللَّحْمَةُ الْمُتَعَلِّقَةُ فِي أَعْلَى الْحَنَكِ وَيُجْمَعُ أَيْضًا عَلَى لَهًى بِفَتْحِ اللَّامِ مَقْصُورٌ .
قَوْلُهُ (إِنَّمَا كَانَ يَتَبَسَّمُ ) لَا يُنَافِي هَذَا مَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ أَنَّهُ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ لِأَنَّ ظُهُورَ النَّوَاجِذِ وَهِيَ الْأَسْنَانُ الَّتِي فِي مقدم الْفَمِ أَوِ الْأَنْيَابُ لَا يَسْتَلْزِمُ ظُهُورَ اللَّهَاةِ .
قَوْلُهُ ( عَرَفْتُ الْكَرَاهِيَةَ ) فِي وَجْهِهِ عَبَّرَتْ عَنِ الشَّيْءِ الظَّاهِرِ فِي الْوَجْهِ بِالْكَرَاهَةِ لِأَنَّهُ ثَمَرَتُهَا وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ عَطَاءٍ عَنْ عَائِشَةَ فِي أَوَّلِ هَذَا الْحَدِيثِ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا عَصَفَتِ الرِّيحُ قَالَ 🙁 اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا وَخَيْرَ مَا فِيهَا وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ مَا فِيهَا وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ ، وَإِذَا تَخَيَّلَتِ السَّمَاءُ تَغَيَّرَ لَوْنُهُ وَخَرَجَ وَدَخَلَ وَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ فَإِذَا أَمْطَرَتْ سُرِّيَ عَنْهُ ) الْحَدِيثُ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ بِطُولِهِ وَتَقَدَّمَ فِي بَدْءِ الْخَلْقِ مِنْ قَوْلِهِ : كَانَ إِذَا رَأَى مَخِيلَةً أَقْبَلَ وَأَدْبَرَ وَقَدْ تَقَدَّمَ لِهَذَا الدُّعَاءِ شَوَاهِدُ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ وَغَيْرِهِ فِي أَوَاخِرِ الِاسْتِسْقَاءِ .
قَوْلُهُ (عُذِّبَ قَوْمٌ بِالرِّيحِ وَقَدْ رَأَى قَوْمٌ الْعَذَابَ فَقَالُوا هَذَا عَارِضٌ ) ظَاهِرُ هَذَا أَنَّ الَّذِينَ عُذِّبُوا بِالرِّيحِ غَيْرَ الَّذِينَ قَالُوا ذَلِكَ لِمَا تَقَرَّرَ أَنَّ النَّكِرَةَ إِذَا أُعِيدَتْ نَكِرَةً كَانَتْ غَيْرَ الْأَوَّلِ لَكِنَّ ظَاهِرَ آيَةِ الْبَابِ عَلَى أَنَّ الَّذِينَ عُذِّبُوا بِالرِّيحِ هُمُ الَّذِينَ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ فَفِي هَذِهِ السُّورَةِ (وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ) الْآيَاتِ وَفِيهَا (فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ ريح فِيهَا عَذَاب أَلِيم) وَقَدْ أَجَابَ الْكِرْمَانِيُّ عَنِ الْإِشْكَالِ بِأَنَّ هَذِهِ الْقَاعِدَةَ الْمَذْكُورَةَ إِنَّمَا تَطَّرِدُ إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي السِّيَاقِ قَرِينَةٌ تَدُلُّ عَلَى أَنَّهَا عَيْنُ الْأَوَّلِ فَإِنْ كَانَ هُنَاكَ قَرِينَةٌ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى( وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَه) فَلَا ثُمَّ قَالَ وَيَحْتَمِلُ أَنَّ عَادًا قَوْمَانِ قَوْمٌ بِالْأَحْقَافِ وَهُمْ أَصْحَابُ الْعَارِضِ وَقَوْمٌ غَيْرُهُمْ.
قُلْتُ وَلَا يَخْفَى بُعْدُهُ لَكِنَّهُ مُحْتَمَلٌ فَقَدْ قَالَ تَعَالَى فِي سُورَةِ النَّجْمِ (وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عادا الأولى) فَإِنَّهُ يُشْعِرُ بِأَنَّ ثَمَّ عَادًا أُخْرَى وَقَدْ أَخْرَجَ قِصَّةَ عَادٍ الثَّانِيَةِ أَحْمَدُ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ عَن الْحَارِثِ بْنِ حَسَّانَ الْبَكْرِيِّ قَالَ خَرَجْتُ أَنَا وَالْعَلَاءُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ فَقُلْتُ أَعُوذُ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ أَنْ أَكُونَ كَوَافِدِ عَادٍ قَالَ وَمَا وَافِدُ عَادٍ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْحَدِيثِ وَلَكِنَّهُ يَسْتَطْعِمُهُ فَقُلْتُ إِنَّ عَادًا قَحَطُوا فَبَعَثُوا قَيْلَ بْنَ عَنْزٍ إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرٍ بِمَكَّةَ يَسْتَسْقِي لَهُمْ فَمَكَثَ شَهْرًا فِي ضِيَافَتِهِ تُغَنِّيهِ الْجَرَادَتَانِ فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ شَهْرٍ خَرَجَ لَهُمْ فَاسْتَسْقَى لَهُمْ فَمَرَّتْ بِهِمْ سَحَابَاتٌ فَاخْتَارَ السَّوْدَاءَ مِنْهَا فَنُوديَ خُذْهَا رَمَادا رمدا لَا تُبْقِ مِنْ عَادٍ أَحَدًا وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيّ وبن مَاجَهْ بَعْضَهُ وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ فِي قِصَّةِ عَادٍ الْأَخِيرَةِ لِذِكْرِ مَكَّةَ فِيهِ وَإِنَّمَا بُنِيَتْ بَعْدَ إِبْرَاهِيمَ حِينَ أَسْكَنَ هَاجَرَ وَإِسْمَاعِيلَ بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ فَالَّذِينَ ذُكِرُوا فِي سُورَةِ الْأَحْقَافِ هُمْ عَادٌ الْأَخِيرَةُ وَيَلْزَمُ عَلَيْهِ أَنَّ الْمُرَادَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى أَخَا عَادٍ نَبِيٌّ آخَرُ غَيْرُ هود وَالله أعلم
- ••••••••••••••••••
“”””””””””””””””””””””””””
::::::::::::::::::::::::::::
الخلاصة :
– الأدعية والأعمال التي يستحب فعلها عند نزول المطر
1 – من السنة الدعاء عند نزول المطر بـ: (اللهم صيِّبًا نافعًا)؛ عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى المطر قال: ((اللهم صيِّبًا نافعًا))؛ (رواه البخاري)، وفي رواية عند النسائي: ((اللهم اجعله صيبًا نافعًا))، وفي رواية عند ابن ماجه: ((اللهم سيبًا نافعًا))، وفي رواية عند أحمد وأبي داود: ((اللهم صيبًا هنيئًا))، وفي رواية عند أحمد وابن ماجه: ((اللهم اجعله طيبًا هنيئًا)).
وقوله: (سيبًا) بالسين: بمعنى العطاء؛ لأن العطاء يعم المطر وغيره من أنواع الخير والرحمة.
وندعو بأن يكون الصيب (نافعًا)؛ لأن المطر قد يكون كثيرًا لكنه لا نفع فيه؛ روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((ليست السَّنة بألا تمطروا، ولكن السنة أن تمطروا، وتمطروا، ولا تنبت الأرض شيئًا)).
يقصد بـ: (السَّنة) في الحديث: القحط الشديد، قال القاضي عياض رحمه الله: (المعنى: أن القحط الشديد ليس بألا يمطر، بل بأن يمطر ولا ينبت؛ وذلك لأن حصول الشدة بعد توقُّع الرخاء وظهور مخائله وأسبابه أفظعُ مما إذا كان اليأس حاصلًا من أول الأمر، والنفس مترقبة لحدوثها).
قوله: (هنيئًا): أي نافعًا موافقًا للغرض، لا ضررَ فيه ولا تعب، وقيل: طيِّبًا سائغًا لا ينغِّصه شيء.
2 – يسن قول: (رحمة) عند نزول المطر؛ روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث عطاء بن أبي رباح، أنه سمع عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم الريح والغيم عُرف ذلك في وجهه، وأقبل وأدبر، فإذا مطَرت سُرَّ به، وذهب عنه ذلك، قالت عائشة: فسألته، فقال: ((إني خشيت أن يكون عذابًا سُلِّط على أمتي، ويقول إذا رأى المطر: رحمةٌ)).
3 – يسن أن يقال عند نزول المطر وبعده: (مطرنا بفضل الله ورحمته)، عن زيد بن خالد الجهني أنه قال: صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليلة، فلما انصرف أقبل على الناس فقال: ((هل تدرون ماذا قال ربكم؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ((أصبح من عبادي مؤمنٌ بي وكافر، فأما من قال: مُطِرْنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمنٌ بي وكافرٌ بالكوكب، وأما من قال: بنَوْءِ كذا وكذا، فذلك كافرٌ بي ومؤمنٌ بالكوكب))؛ (رواه البخاري ومسلم).
معنى (على إثر سماء): على إثر مطر، معنى (نوء): نجم، وقيل: الأنواء: منازل القمر، قال الإمام النووي في كتابه الأذكار: (ويكره أن يقول: مُطرنا بنَوء كذا، فإن قاله معتقدًا أن الكوكب هو الفاعل فهو كفر، وإن قاله معتقدًا أن الله تعالى هو الفاعل، وأن النَّوء المذكور علامةٌ لنزول المطر لم يكفر، ولكنه ارتكب مكروهًا؛ لتلفُّظه بهذا اللفظِ الذي كانت الجاهلية تستعمله).
4 – يسنُّ أن يكشف الإنسان شيئًا من بدنه ليصيبه المطر، ففيه البركة؛ يقول الله تعالى: ﴿ وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ ﴾ [ق: 9].
روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أنس قال: أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر، قال: فحسَر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه حتى أصابه من المطر، فقلنا: يا رسول الله، لمَ صنعت هذا؟ قال: ((لأنه حديثُ عَهْدٍ بربِّه تعالى)).
قال الإمام النووي شارحًا هذا الحديث في شرح صحيح مسلم: معنى (حسر) كشف؛ أي: كشف بعض بدنه، وفي هذا الحديث دليل لقول أصحابنا أنه يستحب عند أول المطر أن يكشف غيرَ عورتِه لينالَه المطر).
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في كتابه الشرح الممتع: (قوله: (ويسن أن يقف في أول المطر)، السنة في اصطلاح الفقهاء: هي ما يثاب فاعله امتثالًا، ولا يعاقب تاركه، قوله: (أن يقف)؛ أي: أن يقف قائمًا أول ما ينزل المطر، قوله: (وإخراج رَحْله وثيابه ليصيبهما المطر)؛ أي: متاعه الذي في بيته، أو في خيمته إن كان في البَر، وكذلك ثيابه يخرجها؛ لأن هذا روي عن ابن عباس رضي الله عنهما؛ أخرجه الشافعي في الأم، والثابت من سنة النبي صلى الله عليه وسلم: (أنه إذا نزل المطر حسر ثوبه)؛ أي: رفعه حتى يصيب المطر بدنه، ويقول: ((لأنه حديث عهد بربه))، وهذه السنة ثابتة في الصحيح، وعليه فيقوم الإنسان ويخرج شيئًا من بدنه، إما من ساقه، أو من ذراعه، أو من رأسه، حتى يصيبه المطر اتِّباعًا لسنَّة النبي صلى الله عليه وسلم).
5 – يستحب الدعاء عند المطر؛ فإنه مظنة الإجابة، فيدعو الإنسان بما يشاء؛ عن مكحول، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((اطلبوا استجابة الدعاء عند التقاء الجيوش، وإقامة الصلاة، ونزول الغيث))؛ (أخرجه الشافعي في الأم، وصححه الألباني).
وعن سهل بن سعدٍ الساعدي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثنتانِ ما تُرَدَّان: الدعاء عند النداء، وتحت المطر))؛ (رواه الحاكم، وحسنه السيوطي والألباني)، وفي رواية لأبي داود في سننه: (ووقت المطر) بدلًا من: (وتحت المطر).
“””””””””””
قلت سيف بن دورة :
تنبيهات :
– تنبيه : حديث أنس رضي الله تعالى عنه قال : ” أصابنا ونحن مع رسول اللهﷺ مطر فحسر رسول الله ﷺ ثوبه حتى أصابه من المطر ، فقلنا : يا رسول الله لم صنعت هذا ؟ قال : لأنه حديث عهد بربه تعالى ” . رواه مسلم .
قلت سيف : حديث أنس انكره ابن الفضل بن الشهيد، على جعفر، وكذلك ابن عدي ذكره فيما أنكر عليه، وإن كان دافع عنه في الجملة.
– تنبيه ” ثنتان ما تردان : الدعاء عند النداء ، وتحت المطر” .
قلت سيف : الحديث أخرجه أبوداود 2537 وقال البيهقي 1/410 : رفعه الزمعي ووقفه مالك بن أنس ثم ذكره موقوفا.
وابن عبدالبر قال : له حكم الرفع.
وورد من حديث عائشة عند أبي نعيم وفيه الحكم بن عبدالله كذاب.
ذكر أبي أمامه فيه عفير بن معدان مجمع على ضعفه.
لكن الدعاء عند النداء بوب عليه البخاري باب؛ باب الدعاء عند النداء، وذكر حديث سؤال الوسيلة للنبي صلى الله عليه وسلم.
وراجع تحقيقي لسنن أبي داود
–
تنبيه :
تعقيب من حسين البلوشي على من تأول (حديث عهد بربه ) فحمله على أنه حديث عهد بتكوين الله له والصواب أن معناه نزوله من العلو :
عن أنسٍ -رضي الله عنه-، قال:
أصابنا ونحن مع رسول الله -ﷺ- مطرٌ، قال: فحسر رسول الله -ﷺ- ثوبَه حتى أصابَه مِن المطر، فقلنا: يا رسول الله! لمَ صنعتَ هذا؟ قال: “لأنه حديثُ عهدٍ بربه تعالى” أخرجه”مسلم في صحيحه” (898)
معنى قوله (حديث عهد بربه) :
قال الامام ابن رجب الحنبلي رحمه الله:ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﻋﻠﻴﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﻌﻠﻪ، ﻭﻳﻘﻮﻝ، ﺃﻧﻪ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻬﺪ ﺑﺎﻟﻌﺮﺵ…
..الى أن قال..ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻗﺎﻟﻪ ﻋﻜﺮﻣﺔ ﻭﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﺪاﻥ ﻭﻏﻴﺮﻫﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻒ:.. اﻟﻤﻄﺮ ﻳﻨﺰﻝ ﻣﻦ ﺗﺤﺖ اﻟﻌﺮﺵ
ﻭﺭﻭﻱ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﻩ ﻣﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻴﻪ.
[فتح الباري للامام ابن رجب الحنبلي]
قال اﻹمام الدارمي في كتاب الرد على الجهمية بعد أن روى الحديث بسنده قال:
ولو كان على ما يقول هؤﻻء الزائغة أنه في كل مكان ما كان المطر أحدث عهدا بالله من غيره من المياه والخﻻئق )
اي ان الله في العلو وان المطر ينزل من العلو لذلك جاء في الحديث (حديث عهد بربه )
والحديث استدل به الذهبي رحمه الله على علو الله عز وجل فقد اورده في كتابه العلو .
فمعنى الحديث انه ينزل من تحت العرش وهو قريب عهد بالله لان الله في العلو مستو على عرشه كما قال تعالى في القرآن الكريم.
وجه للشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي حفظه الله السؤال التالي :
ما المقصود من قول الرسول -ﷺ- في المطر: ( إنه قريب عهد بربه ) ؟، وهل يخالف هذا العلم الحديث بأن المطر عبارة عن تكثف البخار الناتج من الأنهار والبحار؟ وجزاكم الله خيرًا.
فأجاب :
لا يخالف هذا، إذا كان جزء منه يأتي من البحار، ثم انعقد في جهة العلو فهو حديث عهد بربه، بمعنى أنه جاء من جهة العلو، والله -سبحانه- في جهة العلو، وهذا من الأدلة التي فيها إثبات العلو، وأن الله فوق السماوات، حديث عهد بربه أنه جاء من جهة العلو، وإن كان أصله انعقد من البحار، أو بعضه قد يكون بعض السحاب من البحار، وبعضها من غير البحار، ولو كان بعضها انعقد البخار من البحار، ثم صعد إلى فوق، يشمله الحديث أنه جاء من جهة العلو، لأنه جاء من جهة العلو، والله -سبحانه- في جهة العلو، فلا مانع ولا منافاة.
[ من شرح الشيخ على كتاب الرد على الزنادقة ، للإمام أحمد ، من موقعه على الشبكة ]
قال الإمام الألباني -رحمه الله-، وقد سُئل: ما القول في حديث الذي رواه مسلم عن أنس -رضي الله عنه-: أن رسول الله -ﷺ- كان إذا أمطرت السَّماء حسر عن منكبيه حتى يصيبَه المطر، ويقول: “إنَّه حديث عهدٍ بربِّه”، مع العلم بأن السَّحاب مصدر المطر قريبٌ مِن الأرض، وهو في السَّماء الدنيا؟ قال:
(( … المطر؛ صحيح ينزل مِن السَّحاب، لكن السَّحاب في السَّماء، ما علاك فهو سماء، فهو ينزل مِن مكان يوصف بالعلو.
فحينما رُؤي الرسول -ﷺ- وقد نزل المطر فخرج يتلقاه بصدرِه، فاستغرب ذلك منه بعضُ أصحابه فسألوهُ عن السبب؟ قال: “إنَّه حديثُ عهدٍ بِربِّه”.
في ذلك إشارة إلى أن الله -عزَّ وجلَّ- له صفة العُلو، لكن نحن نقول -دائما وأبدًا-: علو الله -عزَّ وجلَّ- صِفة مِن صفاته -كأيِّ صفةٍ أخرى-، ومجموعُ صِفاته كذاتِه، كما أنَّ ذاتَه لا تُشبه شيئًا مِن الذَّوات، فكذلك صفاتُه لا تُشبه شيئًا مِن الصِّفات.
فإذا كان الكتابُ والسُّنَّة مُتواردين في آياتِ وأحاديث كثيرة وكثيرة جدًّا على إثباتِ صِفة العُلو للعليِّ الغفَّار؛ فهذا الحديثُ مِن تلك الأحاديث التي تُشير إلى صِفة العُلو؛ لكن الحديث لا يعني أن الله في السَّحاب؛ وإنما يعني أن هذا المطر نزل مِن جهة العلو -الذي هو صفة من صفات الله-عزَّ وجلَّ- … )) إلخ كلامه -رحمهُ الله-.
[تفريغًا من (متفرقات للألباني-243)، موقع أهل الحديث والأثر، من الدقيقة (36)].
فالسلف فسروا (حديث عهد):
أي من جهة نزوله من عند الله قريب من الله.
وأما النووي وغيره من أهل العلم فسروا حديث عهد من جهة انه مخلوق أي قريب عهد بخلق الله له ،ومعلوم لا يلزم من قرب الخلق إثبات العلو .
والا فافعالنا حين نفعلها هي قريبة العهد بالله من جهة انها مخلوقة لله خلقها الله
ولا يلزم من هذا اثبات علو الله عز وجل.
الاول ممكن الاستدلال به على علو الله، والثاني لا يمكن.
وان قلنا القولين حق ،نقول الثاني لم يقله السلف ( الا اذا وجد احد قاله ) ، فلماذا نقول به.
أما الأخ نورس الهاشمي فنقل هذا النقل :
قال الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله-:
(( قال -ﷺ-: “إنه حديثُ عهدٍ بِربِّه” يعني: نزوله قريب مِن السَّماء، لم يُخالطْه غيرُه.
فمعنى أنَّه “حديثُ عهدٍ بِربِّه”؛ يعني: بِخلقِ الله له، وإنزالِه له -سُبحانهُ وتَعالى-، وهو ماءٌ مُبارَك.
وليس المعنى أنَّه نازِلٌ مِن عند الله في العُلو؛ لأنَّه نازلٌ مِن السَّحاب، واللهُ -جلَّ وعلا- خلقَهُ في السَّحاب، وأنزله من السَّحاب.
هذا معنى “حديثُ عهدٍ بربِّه”؛ يعني: بِخلقِ الله له، وإنزالِه له، لم يُخالطه غيره مِن مواد الأرض، فهو باقٍ على بركته وطهوريَّته؛ فينبغي المبادرة لتلقِّيه والتَّعرُّضِ له )).
[تفريغًا من “شرح بلوغ المرام”، كتاب الصلاة، الشريط (32)، من الدقيقة (41:21)].
————–
تنبيه : حديث «اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا» ذكره الألباني في الضعيفه. 4217
أما حديث ( الريح من روح الله ) هو في الصحيح المسند 1402.
وقال صاحبنا حسين راجع العلل 133 للدارقطني
قلت سيف : رجح الدارقطني الموقوف.
فماذا يقول إذا هبت ريح شديدة?
ورد من حديث عائشة( اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به) .(رواه مسلم)
وإن قال اللهم اجعلها رياحاً،ولا تجعلها ريحاً، فحسن.
ويقول ذلك بإخلاص ويقين وخوف ..
قلت سيف :
– حديث عائشة راجع بمعناه حديث أبي في الصحيح المسند 6 من قوله صلى الله عليه وسلم أخرجه الترمذي وذكر الترمذي أنه ورد في الباب عن عائشة وابي هريرة وعثمان بن أبي العاص وأنس وابن عباس وجابر.
وثبت كذلك حديث في الصحيح المسند 447 ( إذا اشتدت الريح قال : اللهم لقاحا لا عقيما ) وراجع الصحيحة 2058.
قال النووي في شرح المجموع : لقحا : حامل للماء كاللقحة من الإبل، والعقيم التي لا ماء فيها كالعقيم من الحيوان لا ولد فيها.