158 فتح الاحد الصمد شرح الصحيح المسند
مشاركة عبدالله المشجري وعبدالملك وأحمد بن علي وناجي الصيعري وعلي الكربي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى ، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وذرياتهم وذرياتنا )
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
قال الشيخ مقبل في الصحيح المسند:
158 – قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 5 ص 353): حدثنا زيد بن الحباب حدثني الحسين بن واقد حدثني عبد الله بن بريدة حدثني أبي بريدة قال: حاصرنا خيبر فأخذ اللواء أبو بكر فانصرف ولم يفتح له ثم أخذه من الغد فخرج فرجع ولم يفتح له وأصاب الناس يومئذ شدة وجهد فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «إني دافع اللواء غدًا إلى رجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله لا يرجع حتى يفتح له» فبتنا طيبة أنفسنا أن الفتح غدًا فلما أن أصبح رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلى الغداة ثم قام قائمًا فدعا باللواء والناس على مصافهم فدعا عليًّا وهو أرمد فتفل في عينيه ودفع إليه اللواء وفتح له. قال بريدة: وأنا فيمن تطاول لها.
______
ذكر أبى بكر وعمر لايصح فيصلح الحديث على شرط الذيل على أحاديث معلة أما إعطاء علي بن أبى طالب الراية فهو في الصحيحين
وفي العلل لأحمد:
١٤٦ – وذكر حُسَيْن بن واقد، فَقالَ: لَيْسَ بِذاكَ.
العلل ومعرفة الرجال لاحمد رواية المروذي وغيره
وقال ابن معين :
٣٧٧ – حُسَيْن بن واقد ثِقَة لَيْسَ بِهِ بَأْس
من كلام أبي زكريا يحيى بن معين في الرجال ١/١١٧
وفي العلل لأحمد :
حَدثنا المَيْمُونِيّ، قالَ: قالَ أبُو عبد الله: حُسَيْن بن واقد لَهُ أشْياء مَناكِير.
العلل ومعرفة الرجال لأحمد رواية المروذي وغيره
قال عبدالله بن الإمام أحمد:
٤٩٧ – قالَ أبي ما أنكر حَدِيث حُسَيْن بن واقد وأبي المُنِيب عَن بن بُرَيْدَة
العلل ومعرفة الرجال لأحمد رواية ابنه عبد الله ١/٣٠١ — أحمد بن حنبل (ت ٢٤١)
هذا التضعيف الخاص في روايته عن ابن بريدة
فما ورد من تضعيفه مطلقا عن الإمام أحمد يحمل على روايته عن ابن بريدة وما ورد من توثيقه عن ابن معين يحمل على غير روايته عن ابن بريدة
قال العقيلي في ترجمة ٧٩٦ – عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ الأسَدِيُّ هُوَ وأبُوهُ مِنَ الغُلاةِ فِي الرَّفْضِ، وهُما ضَعِيفانِ فِي الحَدِيثِ:
ومن حديثه ما حدثناه القاسم بن محمد النهمي قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الصيني قال: حدثنا عبد الله بن حكيم بن جبير الأسدي، عن حكيم بن جبير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر إلى خيبر، فرجع أبو بكر وانهزم الناس، ثم بعث من الغد عمر، فرجع وقد جرح في رجله وانهزم الناس، فهو يجبن الناس ويجبنونه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لأدفعن الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، ليس بفرار، ولا يرجع حتى يفتح الله عليه» فأصبحنا من الغد متشوقين نرى وجوهنا رجاء أن يدعى رجل منا، قال: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا، فتفل في عينه ثم دفع الراية إليه، ففتح الله عليه ” وقد روى سعد بن أبي وقاص، وسلمة بن الأكوع وغيرهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم دفع إلى علي رضوان الله عليه الراية يوم خيبر، وأما قصة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فليست بمحفوظة
«الضعفاء الكبير للعقيلي» (2/ 243)
وفي المستدرك 4652
قال الألباني:
لكن بقي النظر في جملة (تجبين عمر) ؛ فإن النفس لم تطمئن لثبوتها في الحديث؛ لعدم ورودها في الطريق الصحيحة وغيرها أولا، ولعدم وجود شاهد معتبر ثانيا، اللهم إلا إن صحت رواية أبي مريم الحنفي، وقد ذكرت ما فيها عندي. والله أعلم
سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (7/ 736) 3244
وأصل الحديث في البخاري البخاري 4210 ومسلم 2406 من حديث سهل بن سعد:
– حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبي حازم قال: أخبرني سهل بن سعد رضي الله عنه: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. قال: فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها، فقال: أين علي بن أبي طالب فقيل: هو يا رسول الله، يشتكي عينيه، قال: فأرسلوا إليه. فأتي به فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له، فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية، فقال علي: يا رسول الله، أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال: انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا، خير لك من أن يكون لك حمر النعم».
«صحيح البخاري» (5/ 134 ط السلطانية)
وفي مسلم من حديث سعد بن أبي وقاص
(2404) حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن عباد (وتقاربا في اللفظ) قالا: حدثنا حاتم (وهو ابن إسماعيل) عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، قال:
أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال: ما منعك أن تسب أبا التراب؟ فقال: أما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلن أسبه. لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له، خلفه في بعض مغازيه، فقال له علي: يا رسول الله! خلفتني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم “أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى. إلا أنه لا نبوة بعدي”. وسمعته يقول يوم خيبر “لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله” قال فتطاولنا لها فقال “ادعوا لي عليا” فأتي به أرمد. فبصق في عينه ودفع الراية إليه. ففتح الله عليه. ولما نزلت هذه الآية: فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبنائكم [3/ آل عمران/61] دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال “اللهم! هؤلاء أهلي”
«صحيح مسلم» (4/ 1871 ت عبد الباقي)
وفي سنن ابن ماجه من حديث علي:
117 – حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا ابن أبي ليلى قال: حدثنا الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: كان أبو ليلى يسمر مع علي، فكان يلبس ثياب الصيف في الشتاء، وثياب الشتاء في الصيف، فقلنا: لو سألته، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلي وأنا أرمد العين يوم خيبر، قلت: يا رسول الله، إني أرمد العين، فتفل في عيني، ثم قال: «اللهم أذهب عنه الحر والبرد» قال: فما وجدت حرا ولا حر يومئذ، وقال: «لأبعثن رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، ليس بفرار» فتشرف له الناس، فبعث إلى علي، فأعطاها إياه
قال الألباني:
تحقيق الألباني:
حسن بطريقين آخرين في أوسط الطبراني (١/١٢٧/١و٢٢٢/٢) وحسنه الهيثمي (٩/١٢٢) دون قصة البعث فهي في الصحيحين دون «ليس بفرار» وهذا له شاهد في مسند أبي يعلى (٩/٣٧٤)
بينما قال محققو المسند1117 : إسناده ضعيف، ابن أبي ليلى- واسمه محمد بن عبد الرحمن- سيئ الحفظ
في علل الدارقطني:
404- وسئل عن حديث ابن أبي ليلى، عن علي، قال: بعث إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر وأنا رمد العين، فتفل في عيني، وقال: اللهم اذهب عنه الحر والبرد، فما وجدت بعد ذلك حرا ولا بردا، وقال: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، الحديث.
فقال: حدث به محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، واختلف عنه؛
فرواه عمران بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، عن المنهال بن عمرو، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى.
ورواه عبيد الله بن موسى، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، والمنهال.
ورواه علي بن هاشم، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، والمنهال بن عمرو، وعيسى بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فأسنده عباد بن يعقوب، عن علي بن هاشم، فقال فيه: عن ابن أبي ليلى، عن أبيه، عن علي
وتابعه عبيد الله بن موسى، عن ابن أبي ليلى.
فهو في هاتين الروايتين من حديث أبي ليلى، عن علي.
وفي غيرهما من حديث عبد الرحمن ابنه، عن علي.
وروى عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن علي.
حدث به عنه عبد الكبير بن دينار، وعيسى بن يزيد.
ويقال: إن أبا إسحاق لم يسمعه من عبد الرحمن بن أبي ليلى، وإنما أخذه من ابنه محمد، عن المنهال بن عمرو عنه
«علل الدارقطني = العلل الواردة في الأحاديث النبوية» (3/ 278)
ومن حديث سلمة بن الأكوع:
في مسند الإمام أحمد :
١٦٥٣٨ – حَدَّثَنا أبُو النَّضْرِ، قالَ: حَدَّثَنا عِكْرِمَةُ، قالَ: حَدَّثَنِي إياسُ بْنُ سَلَمَةَ، قالَ: أخْبَرَنِي أبِي قالَ: بارَزَ عَمِّي يَوْمَ خَيْبَرَ مَرْحَبًا اليَهُودِيُّ فَقالَ: مَرْحَبٌ:
[البحر الرجز]
قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أنِّي مَرْحَبُ … شاكِي السِّلاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ
إذا الحُرُوبُ أقْبَلَتْ تَلَهَّبُ،
فَقالَ عَمِّي عامِرٌ:
[البحر الرجز]
قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أنِّي عامِرُ … شاكِي السِّلاحِ بَطَلٌ مُغامِرُ،
فاخْتَلَفا ضَرْبَتَيْنِ فَوَقَعَ سَيْفُ مَرْحَبٍ فِي تُرْسِ عامِرٍ، وذَهَبَ يَسْفُلُ لَهُ، فَرَجَعَ السَّيْفُ عَلى ساقِهِ فَقَطَعَ أكْحَلَهُ فَكانَتْ فِيها نَفْسُهُ، قالَ سَلَمَةُ بْنُ الأكْوَعِ: فَلَقِيتُ ناسًا مِن صَحابَةِ النَّبِيِّ ﷺ فَقالُوا: بَطَلَ عَمَلُ عامِرٍ قَتَلَ نَفْسَهُ، قالَ سَلَمَةُ: فَجِئْتُ إلى نَبِيِّ اللهِ ﷺ أبْكِي قُلْتُ: يا رَسُولَ اللهِ، بَطَلَ عَمَلُ عامِرٍ، قالَ: «مَن قالَ ذاكَ؟»، قُلْتُ: ناسٌ مِن أصْحابِكَ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «كَذَبَ مَن قالَ ذاكَ، بَلْ لَهُ أجْرُهُ مَرَّتَيْنِ»، إنَّهُ حِينَ خَرَجَ إلى
خَيْبَرَ جَعَلَ يَرْجُزُ بِأصْحابِ رَسُولِ اللهِ ﷺ وفِيهِمُ النَّبِيُّ ﷺ يَسُوقُ الرِّكابَ وهُوَ يَقُولُ:
تالَلَّهِ لَوْلا اللهُ ما اهْتَدَيْنا … ولا تَصَدَّقْنا ولا صَلَّيْنا
إنَّ الَّذِينَ قَدْ بَغَوْا عَلَيْنا … إذا أرادُوا فِتْنَةً أبَيْنا
ونَحْنُ عَنْ فَضْلِكَ ما اسْتَغْنَيْنا … فَثَبِّتِ الأقْدامَ إنْ لاقَيْنا
وأنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنا،
فَقالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَن هَذا؟»، قالَ : عامِرٌ يا رَسُولَ اللهِ، قالَ: «غَفَرَ لَكَ رَبُّكَ»، قالَ: وما اسْتَغْفَرَ لِإنْسانٍ قَطُّ يَخُصُّهُ إلّا اسْتُشْهِدَ، فَلَمّا سَمِعَ ذَلِكَ عُمَرُ بْنُ الخَطّابِ قالَ: يا رَسُولَ اللهِ، لَوْ مَتَّعْتَنا بِعامِرٍ، فَقَدِمَ فاسْتُشْهِدَ، قالَ سَلَمَةُ: ثُمَّ إنَّ نَبِيَّ اللهِ ﷺ أرْسَلَنِي إلى عَلِيٍّ فَقالَ: «لَأُعْطِيَنَّ الرّايَةَ اليَوْمَ رَجُلًا يُحِبُّ اللهَ ورَسُولَهُ أوْ يُحِبُّهُ اللهُ ورَسُولُهُ»، قالَ: فَجِئْتُ بِهِ أقُودُهُ أرْمَدَ، فَبَصَقَ نَبِيُّ اللهِ ﷺ فِي عَيْنِهِ ثُمَّ أعْطاهُ الرّايَةَ، فَخَرَجَ مَرْحَبٌ يَخْطِرُ بِسَيْفِهِ فَقالَ:
قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أنِّي مَرْحَبُ … شاكِي السِّلاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ
إذا الحُرُوبُ أقْبَلَتْ تَلَهَّبُ، فَقالَ عَلِيُّ بْنُ أبِي طالِبٍ
[البحر الرجز]
أنا الَّذِي سَمَّتْنِي أُمِّي حَيْدَرَهْ … كَلَيْثِ غاباتٍ كَرِيهِ المَنظَرَهْ
أُوفِيهِمُ بِالصّاعِ كَيْلَ السَّنْدَرَهْ،
فَفَلَقَ رَأْسَ مَرْحَبٍ بِالسَّيْفِ وكانَ الفَتْحُ عَلى يَدَيْهِ
قال محققو المسند:
إسناده صحيح على شرط مسلم، عكرمة: هو ابن عمار اليمامي، من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجالة الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم.
وأخرجه ابن أبي شيبة ١٢/٧١ و١٤/٤٥٨-٤٦٠، ومسلم (١٨٠٧)، وابن أبي عاصم في «الجهاد» (٢٤١) وابن عبد البر في «الاستيعاب» (ترجمة ١٣١٧) من طريق أبي النضر، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (١٨٠٧)، وأبو عوانة ٤/٢٥٢-٢٦٤، و٢٦٤-٢٧٨، ٢٨٣-٢٨٥، وإبراهيم بن محمد بن سفيان في زياداته على مسلم في «الصحيح» بإثر الحديث (١٨٠٧)، وابن حبان (٦٩٣٥)، والطبراني في «الكبير» (٦٢٤٣)، والحاكم ٣/٣٨-٣٩، والبيهقي في «السنن» ٩/١٣١ و١٥٤، وفي «الدلائل» ٤/٢٠٧-٢٠٩ من طرق عن عكرمة، به.
وقوله: «لأعطين الراية..».
أخرجه البخاري (٢٩٧٥) و(٣٧٠٢) و(٤٢٠٩)، ومسلم (٢٤٠٧) من طريق يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة، به.
وورد من حديث أبي هريرة عند النسائي في الكبرى:
٨٣٥٠ – أخْبَرَنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قالَ: حَدَّثَنا يَعْقُوبُ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أبِيهِ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، أنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قالَ يَوْمَ خَيْبَرَ: «لَأُعْطِيَنَّ هَذِهِ الرّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللهَ ورَسُولَهُ، ويُحِبُّهُ اللهُ ورَسُولُهُ يَفْتَحُ اللهُ عَلَيْهِ» قالَ عُمَرُ بْنُ الخَطّابِ: ما أحْبَبْتُ الإمارَةَ إلّا يَوْمَئِذٍ فَدَعا رَسُولُ اللهِ ﷺ ابْنَ أبِي طالِبٍ، فَأعْطاهُ إيّاها، وقالَ: «امْشِ، ولا تَلْتَفِتْ حَتّى يَفْتَحَ اللهُ عَلَيْكَ» فَسارَ عَلِيٌّ ثُمَّ تَوَقَّفَ – يَعْنِي – فَصَرَخَ يا رَسُولَ اللهِ ﷺ عَلامَ أُقاتِلُ النّاسَ؟ قالَ: «قاتِلْهُمْ حَتّى يَشْهَدُوا أنَّ لا إلَهَ إلّا اللهُ، وأنِّي رَسُولُ اللهِ، فَإذا فَعَلُوا ذَلِكَ، فَقَدْ مَنَعُوا مِنِّي دِماءَهُمْ، وأمْوالَهُمْ، إلّا بِحَقِّها، وحِسابُهُمْ عَلى اللهِ»
وأخرجه ابن سعد في «الطبقات الكبير» (2/ 104 ط الخانجي)
وأخرجه البزار 8113
وورد من حديث الحسن بن علي:
قال النسائي
8354 – أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا النضر بن شميل قال: حدثنا يونس، عن أبي إسحاق، عن هبيرة بن يريم قال: خرج إلينا الحسن بن علي، وعليه عمامة سوداء فقال: «لقد كان فيكم بالأمس رجل ما سبقه الأولون، ولا يدركه الآخرون» وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله» فقاتل جبريل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، ثم لا ترد – يعني رايته – حتى يفتح الله عليه، ما ترك دينارا، ولا درهما إلا سبعمائة درهم أخذها من عطائه، كان أراد أن يبتاع بها خادما لأهله
«السنن الكبرى – النسائي – ط الرسالة» (7/ 416)
على شرط المتمم على الذيل على الصحيح المسند
وأنزلناه على شرط المتمم
وأنزلناه على شرط المتمم من أجل تدليس أبي إسحاق ومن أجل هبيرة بن يريم
في علل الدارقطني ٣١٥٧ :
– وسُئِلَ عَنْ حَدِيثِ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ، عَنْ الحسن بن علي بن أبي طالب؛ أن، النبي ﷺ كان يبعث عليا، جبريل عن يمينه، وميكائيل عن يساره.
فَقالَ: هُوَ حَدِيثٌ يَرْوِيهِ أبُو إسْحاقَ السَّبِيعِيُّ، واخْتُلِفَ عَنْهُ؛
فَرَواهُ إسْماعِيلُ بْنُ أبِي خالِدٍ، ويونس بن أبي إسحاق، وزيد بن أبي أنيسة، وسفيان الثوري، وصدقة بن أبي عمران، ويزيد بن عطاء، عن أبي إسحاق، عن هبيرة، عن الحسن بن علي.
وخالفهم إسرائيل، رواه عَنْ أبِي إسْحاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حَبَشِيٍّ، عن الحسن.
وخالفهم شريك، وقيس بن الربيع، فروياه، عَنْ أبِي إسْحاقَ، عَنْ عاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عن الحسن بن علي.
ورواه أشعث بن سوار، من رواية ابن عيينة عنه، عن أبي إسحاق مرسلا، عن الحسن بن علي.
وعند شريك فيه إسناد آخر: عَنْ عاصِمِ بْنِ أبِي النَّجُودِ، عَنْ أبِي رزين، عن الحسن بن علي.
والمحفوظ حديث أبي إسحاق، عن هبيرة.
ويشبه أن يكون قول إسرائيل محفوظا أيضا، لأنه من الحفاظ، عن أبي إسحاق.
ويكون أبو إسحاق أخذه عن هبيرة، وعن عمرو بن حبشي جميعا، والله أعلم.
قال الإمام عبدالله بن الإمام أحمد:
٤٥٠٤ – وسَألته عَن الحارِث الأعْوَر وهبيرة فَقلت أيهما أحب إلَيْك فَقالَ هُبَيْرَة أحب إلَيْنا من الحارِث ثمَّ قالَ هُبَيْرَة رجل صالح ما أعلم حدث عَنهُ غير أبي إسْحاق هُوَ وحارثة بن مضرب ثمَّ قالَ ما روى عَنهُ غير أبي إسْحاق أعلمهُ
العلل ومعرفة الرجال لأحمد رواية ابنه عبد الله ٣/
قال الأثرم: سمعت أبا عبد اللَّه يقول: هبيرة بن يريم لا بأس بحديثه، هو أحسن استقامة من غيره، يعني: الذين روى عنهم أبو إسحاق، وتفرد بالرواية عنهم.
«الجرح والتعديل» ٩/ ١٠٩، «تهذيب الكمال» ٣٠/ ١٥١
قال الإمام عبدالله بن الإمام أحمد:
٤٥٠٤ – وسَألته عَن الحارِث الأعْوَر وهبيرة فَقلت أيهما أحب إلَيْك فَقالَ هُبَيْرَة أحب إلَيْنا من الحارِث ثمَّ قالَ هُبَيْرَة رجل صالح ما أعلم حدث عَنهُ غير أبي إسْحاق هُوَ وحارثة بن مضرب ثمَّ قالَ ما روى عَنهُ غير أبي إسْحاق أعلمهُ
العلل ومعرفة الرجال لأحمد رواية ابنه عبد الله ٣/
قال الأثرم: سمعت أبا عبد اللَّه يقول: هبيرة بن يريم لا بأس بحديثه، هو أحسن استقامة من غيره، يعني: الذين روى عنهم أبو إسحاق، وتفرد بالرواية عنهم.
«الجرح والتعديل» ٩/ ١٠٩، «تهذيب الكمال» ٣٠/ ١٥١
هبيرة بن يريم: عن علي، قال أبو حاتم: شبيه بالمجهول.
ديوان الضعفاء ١/٤١٧ — الذهبي، شمس الدين
وفي اكمال تهذيب الكمال
أما ابن سعد فقال: هبيرة بن يريم الشبامي من همدان، وشبام هو عبد الله بن أسعد بن جشم بن حاشد، يعني ابن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان، سمي شباما بجبل لهم، روى هبيرة عن علي وعبد الله وعمار، وقد كانت منه هنة يوم المختار، وكان معروفا، وليس بذاك.
٢٨٦٠- هُبَيرَة بْن يَرِيم.
عَنِ ابْنِ مَسعُود، وعليِّ بْن أبي طالب.
رَوى عَنه: أبو إسحاق.
يُعَدُّ فِي الكُوفيين.
قالَ أبو نُعَيم: كانَ هُبَيرَة يجيز على الجرحى مَعَ المُختار.
التاريخ الكبير للبخاري بحواشي محمود خليل ٨/٢٤١
وفي تهذيب الكمال ، هبيرة بن يريم:
وقال النَّسائي: ليس بالقوي.
وذكره ابن حيان فِي كتاب «الثقات
هبيرة بن يريم :
قال فى التقريب: لا بأس به، وقد عيب بالتشيع. انظر: التقريب (٧٢٩٤)،
وراجع أسناد آخر للقصة في تاريخ دمشق 42/581 نقل استغراب الدارقطني لها للتفرد وفيها زيادات أن روح علي بن أبي طالب رفعت يوم رفعت روح يحيى بن زكريا
وعن عمران بن حصين:
346 – حدثنا إبراهيم بن هانئ قال: حدثنا أبو نعيم الطحان قال: حدثنا علي بن هاشم، عن محمد بن علي السلمي، عن منصور بن المعتمر، عن ربعي بن حراش ، قال محمد: ولو قلت إني سمعته من ربعي لصدقت ، عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله»؛ فأعطاها عليا ، وفتح الله عز وجل خيبر
«أمالي المحاملي رواية ابن يحيى البيع» (ص324)
ومن حديث ابن عمر: قال الطبراني:
13835 – حدثنا أسلم بن سهل الواسطي، ثنا أحمد بن سهل بن علي الباهلي، ثنا أبو سفيان الحميري ، ثنا هشيم ، عن العوام بن حوشب، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عمر، قال: جاء رجل من الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن اليهود قتلوا أخي، قال: «لأدفعن الراية إلى رجل يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يفتح الله على يديه، فيمكنك الله من قاتل أخيك» ، فاستشرف لذلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبعث إلى علي فعقد له اللواء، فقال: يا رسول الله، إني رمد كما ترى. وكان يومئذ رمدا، فتفل في عينه. قال علي: فما رمدت بعد يومئذ، فمضى
«المعجم الكبير للطبراني جـ ١٣، ١٤» (13/ 152)
وقال الطبراني:
13911 – حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا يحيى بن الحسن بن فرات القزاز، ثنا عمرو بن ثابت، ثنا أبو الجحاف، وكثير النواء؛ قالا: ثنا جميع بن عمير، قال: قلت لعبد الله بن عمر: حدثني عن علي. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر يقول: «لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله» ، فكأني أنظر [إليها] مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحتضنها، وكان علي بن أبي طالب أرمد من دخان الحصن، فدفعها إليه، فلا والله ما تتامت الخيل حتى فتحها الله عليه
«المعجم الكبير للطبراني جـ ١٣، ١٤» (13/ 199)
وورد من مرسل سعيد ابن المسيب في ابن أبي شيبة 32098
٣٢٠٩٨ – حَدَّثَنا عَبْدُ الأعْلى عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيِّبِ أنَّ النَّبِيَّ ﷺ دَفَعَ الرّايَةَ إلى عَلِيٍّ فَقالَ: «لَأدْفَعُها إلى رَجُلٍ يُحِبُّ اللَّهَ ورَسُولَهُ ويُحِبُّهُ اللَّهُ ورَسُولُهُ»، قالَ: فَتَفَلَ فِي عَيْنَيْهِ وكانَ أرْمَدَ؛ قالَ: ودَعا لَهُ فَفُتِحَتْ عَلَيْهِ خَيْبَرُ
ومرسل ابن أبي ليلى في الكبير للطبراني 6421
وجاء من حديث أنس فيه ذكر محبة الله لعلي كما في الشريعة للآجري
تكلمنا فضائل علي رضي الله عنه سبقت في شرح مسلم:
باب فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه
الحديث أورده الشيخ مقبل في الأبواب:
121 – التعديل
91 – غزوة خيبر
54 – إخباره – صلى الله عليه وسلم – بفتح خيبر
11 – فضل علي بن أبي طالب – رضي الله عنه –
بوب عليه البرماوي:
باب فضل من أسلم على يديه رجل
«اللامع الصبيح بشرح الجامع الصحيح» (9/ 49)
قال المازري:
مذهب أفاضل العلماء أن ما وقع من الأحاديث القادحة في عدالة بعض الصحابة والمضيفة إليهم مالا يليق بهم فإنها ترد ولا تقبل إذا كان رواتها غير ثقات فإن أحب بعض العلماء تأويلها قطعا للشغب ترك ورأيه وإن رواها الثقات تؤولت على الوجه اللائق إذا أمكن التأويل ولا يقع في روايات الثقات إلا ما يمكن تأويله، ولا بد أن نتأول قول معاوية هذا فنقول: ليس فيه تصريح بأنه أمره بسبه وإنما سأله عن السبب المانع له من السب. وقد يسأل عن مثل هذا السؤال من يستجيز سب المسؤول عنه ويسأل عنه من لا يستجيزه. وقد يكون معاوية رأى سعدا بين قوم يسبونه ولا يمكن الإنكار عليهم فقال: ما منعك أن تسب أبا تراب لتستخرج منه مثل ما استخرج مما حكاه عن النبي – صلى الله عليه وسلم – فيكون له حجة على من يسبه حتى ينضاف إليه من غوغاء جنده فيحصل على المراد على لسان غيره من الصحابة ولو لم نسلك هذا المسلك وحملنا عليه أنه قصد ضد هذا مما تثيره الموجدة ويقع في حين الحنق لأمكن أن يريد السب الذي هو بمعنى التفنيد للمذهب والرأي، وقد يسمى ذلك في العرف سبا ويقال في فرقة إنها تسب أخرى إذا سمع منهم أنهم أخطؤوا في مذاهبهم وحادوا عن الصواب وأكثروا من التشنيع عليهم، فمن الممكن أن يريد معاوية من سعد بقوله: ما منعك أن تسب أبا تراب، أي تظهر للناس خطأه في رأيه وأن رأينا وما نحن عليه أسد وأصوب هذا مما لا يمكن أحد أن يمنع من احتمال قوله له وقد ذكرنا ما يمكن أن يحمل عليه قوله ورأيه فيه جميل أو غير جميل في هذين الجوابين، بمثل هذا المعنى ينبغي أن يسلك فيما وقع من أمثال هذا
«المعلم بفوائد مسلم» (3/ 246)
قال ابن الملقن:
هذا الحديث يشبهه في المعنى قوله – صلى الله عليه وسلم -: “من سن سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة لا ينقص من أجورهم شيئا” ، وروي في الحديث مرفوعا: “إن العالم إذا لم يعمل بعلمه يأمر الله به إلى النار يوم القيامة، فيقوم رجل قد كان علمه ذلك العالم، علما دخل به الجنة فيقول: يا رب هذا علمني ما دخلت به الجنة فهب لي معلمي. فيقول -عز وجل-: هبوا له معلمه”
فائدة:
(حمر النعم): كرامها وأعلاها منزلة، قاله ابن الأنباري.
وقال أبو عبيد عن الأصمعي: بعير أحمر إذا لم يخالط حمرته شيء، فإن خالطت حمرته قنوء فهو كميت، والمراد (بحمر النعم): الإبل خاصة، وهي أنفسها وخيارها . قال الهروي: يذكر ويؤنث أما الأنعام: فالإبل والبقر والغنم، قال الجوهري: الأنعام يذكر ويؤنث، وقد سلف لنا مرة الخوض في ذلك فليراجع منه
«التوضيح لشرح الجامع الصحيح» (18/ 174)
قال ابن حجر:
في الحديثين إن عليا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله أراد بذلك وجود حقيقة المحبة وإلا فكل مسلم يشترك مع علي في مطلق هذه الصفة وفي الحديث تلميح بقوله تعالى قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله فكأنه أشار إلى أن عليا تام الاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اتصف بصفة محبة الله له ولهذا كانت محبته علامة الإيمان وبغضه علامة النفاق كما أخرجه مسلم من حديث علي نفسه قال والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق وله شاهد من حديث أم سلمة عند احمد ثالثها حديث سهل بن سعد أيضا وقال عمر توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنه راض تقدم ذلك في الحديث الذي قبله موصولا وكانت بيعة علي بالخلافة عقب قتل عثمان في أوائل ذي الحجة سنة خمس وثلاثين فبايعه المهاجرون والأنصار وكل من حضر وكتب بيعته إلى الآفاق فأذعنوا كلهم إلا معاوية في أهل الشام فكان بينهم بعد ما كان
«فتح الباري لابن حجر» (7/ 72)
قال ابن علان:
وتمسك بهذا الحديث قوم فقالوا: يجب الدعاء قبل القتال.
والصحيح أنه مخصوص بمن لم تبلغه الدعوة لأن النبي أغار على بني المصطلق وهو غادون
وفي الحديث بيان فضل العلم والدعاء إلى الهدى وسن الدعاء إلى الهدى وسن السنن الحسنة
«دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين» (2/ 452)
قال ابن العثيمين:
وفي هذا الحديث دليل على أنه يجوز للإنسان أن يقول: لأفعلن كذا في المستقبل، وإن لم يقل: إن شاء الله. ولكن يجب أن نعلم الفرق بين شخص يخبر عما في نفسه، وشخص يخبر أنه سيفعل، يعني يريد الفعل.
أما الأول فلا بأس أن يقول سأفعل بدون إن شاء الله؛ لأنه إنما يخبر عما في نفسه، وأما الثاني: الذي يريد أنه يفعل؛ أي يوقع الفعل فعلا.
فهذا لا يقل إلا مقيدا بالمشيئة، قال تعالى: (ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله ) (الكهف: 23-24) ، فهناك فرق بين من يخبر عما في نفسه، وبين من يقول إنني سأفعل غدا. غدا ليس إليك، ربما تموت قبل غد، وربما تبقى، ولكن يكون هناك موانع وصوارف، وربما تبقى ويصرف الله همتك عنه، كما يقع كثيرا، كثيرا ما يريد الإنسان أن يفعل فعلا غدا أو آخر النهار، ثم يصرف الله همته
«شرح رياض الصالحين لابن عثيمين» (2/ 49)
وقال أيضا:
قوله صلى الله عليه وسلم: ” لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله” هذا يتضمن بشرى عامة، وبشرى خاصة، أما العامة فهي قوله: ” يفتح اله على يديه” وأما الخاصة فهي قوله: ” يجب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله”.
وخيبر مزارع وحصون لليهود، كانت نحو مائة ميل في الشمال الغربي من المدينة، وسكنها اليهود كما سكن طائفة منهم المدينة نفسها؛ لأن اليهود يقرؤون في التوراة أنه سيبعث نبي، وسيكون مهاجره إلى المدينة، وتسمى في العهد القديم يثرب، لكنه نهى عن تسميتها يثرب، وأنه سيهاجر إلى المدينة وسيقاتل وينتصر على أعدائه، فعلموا أن هذا حق وذهبوا إلى المدينة وسكنوها، وسكنوا خيبر، وكانوا يظنون أن هذا النبي سيكون من بني إسرائيل، فلما بعث من بني إسماعيل من العرب حسدوهم، وكفروا به، والعياذ بالله، بعد أن كانوا يعرفونه كما يعرفون أبناءهم (فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به) (البقرة: 89) وقالوا ليس هذا هو النبي الذي بشرنا به.
وحصل منهم ما حصل من العهد مع النبي عليه الصلاة والسلام، ثم الخيانة، وكانوا في المدينة ثلاث قبائل: بنو قينقاع، وبنو النضير، وبنو قريظة، وكلهم عاهد النبي صلى الله عليه الصلاة والسلام، ولكنهم نقضوا العهد كلهم.
فهزمهم الله- والحمد لله- على يد النبي صلى الله عليه وسلم وكان آخرهم بني قريظة الذين حكم فيهم سعد بن معاذ- رضي الله عنه- بأن تقتل مقاتلتهم، وتسبى نساؤهم وذريتهم، وتغنم أموالهم، وكانوا سبعمائة، فأمر النبي صلى الله عليه وسل بقتلهم فحصدوهم عن آخرهم فهكذا اليهود أهل غدر وخيانة ونقض للعهود، منذ بعث فيهم موسى عليه الصلاة والسلام إلى يومنا هذا وإلى يوم القيامة، هم أغدر الناس بالعهد، وأخونهم بالأمانة، ولذلك لا يوثق منهم أبدا؛ لا صرفا ولا عدلا، ومن وثق بهم، أو وثق منهم. فإنه في الحقيقة لم يعرف سيرتهم منذ عهد قديم.
قوله صلي الله عليه وسلم: ” لأعطين الراية رجلا يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله” هاتان منقبتان عظيمتان
الأولى: أن يفتح الله على يديه؛ لأن من فتح الله على يديه نال خيرا كثيرا، فإنه إذا هدى الله به رجلا واحدا، كان خيرا له من حمر النعم: يعني من الإبل الحمر وإنما خص الإبل الحمر؛ لأنها أغلى الأموال عند العرب.
الثانية: يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، وفي ذلك فضل لعلى بن أبي طالب – رضي الله عنه- لأن الناس في تلك الليلة جعلوا يدوكون يعني يخوضون ويتكلمون من هذا الرجل؟
فلما أصبح النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” أين علي بن أبي طالب؟ ” فقيل: هو يشتكي عينيه، يعني أن عينيه تؤلمه ويشتكيها، فدعا به فأتي به، فبصق في عينيه ودعا له فبرئ كأن لم يكن به وجع، وهذه من آيات الله عز وجل فليس هناك قطرة ولا كي وإنما هو ريق النبي صلى الله عليه وسلم ودعاؤه.
وفي هذا الحديث دليل على أنه يجوز للناس أن يتحدثوا في الأمر ليتفرسوا فيمن يصيبه؛ لأن الصحابة صاروا في تلك الليلة يدوكون ليلتهم: من يحصل هذا؟ وكل واحد يقول: لعله أنا.
وفيه أيضا دليل على أن الإنسان قد يهبه الله تعالى من الفضائل ما لم يخطر له على بال، فعلي ليس حاضرا وربما لا يكون عنده علم بأصل المسألة ومع ذلك جعل الله له هذه المنقبة ففي هذا دليل على أن الإنسان قد يحرم الشيء مع ترقبه له، وقد يعطى الشيء مع عدم خطورته على باله.
” فأعطاه الراية” الراية يعني العلم الذي يكون علما على القوم في حال الجهاد، لأن الناس في الجهاد يقسمون هؤلاء إلى جانب وهؤلاء إلى جانب، وهذه القبيلة وهذه القبيلة، أو هذا الجنس من الناس كالمهاجرين مثلا والأنصار، كل له راية أي: علم يدل عليه.
فقال علي رضي الله عنه ” يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا” يعني أقاتلهم حتى يكونوا مسلمين أم ماذا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ” انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم” ولم يقل له قاتلهم حتى يكونوا مثلنا، وذلك لأن الكفار لا يقاتلون على الإسلام ويرغمون عليه، وإنما يقاتلون ليذلوا لأحكام الإسلام فيعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون أو يدخلوا في الإسلام.
وقد اختلف العلماء – رحمهم الله – هل هذا خاص بأهل الكتاب أي مقاتلتهم حتى يعطوا الجزية- أو أنه عام لجميع الكفار؟ فأكثر العلماء يقولون: إن الذي يقاتل حتى يعطي الجزية أو يسلم هم أهل الكتاب اليهود والنصارى، وأما غيرهم فيقاتلون حتى يسلموا ولا يقبل منهم إلا الإسلام، واستدلوا بقوله تعالى (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) (التوبة: 29) .
والصحيح أنه عام، ودليل ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ الجزية من مجوس هجر، وهم ليسوا أهل كتاب كما أخرجه البخاري، ودليل آخر: حديث بريدة بن الحصيب الذي أخرجه مسلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أمر أميرا على جيش أو سرية أوصاه ومن معه من المسلمين خيرا وذر في الحديث ا، هـ يدعوهم إلى الإسلام، فإن أبوا فالجزية فإن أبوا يقاتلهم والصحيح أن هذا عام. ولذلك لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم لعلي حين سأله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا، وإنما أرشده أن يفعل ما أمره به، وأن يمشي على رسله، حتى ينزل بساحتهم.
قوله: ” على رسلك” أي لا تمشي عجلا فتتعب أنت، ويتعب الجيش، ويتعب من معك، ولكن على رسلك حتى تنزل بساحتهم أي بجانبهم، قوله صلى الله عليه وسلم: ” ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه” فأمره صلى الله عليه وسلم بأمرين:
الأمر الأول: الدعوة إلى الإسلام: بان يقل لهم: أسلموا إذا كانوا يعرفون معنى الإسلام ويكفي ذلك، وإن كانوا لا يعرفونه، فإنه يبين لهم أن الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله، أن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت.
الأمر الثاني: قال: ” وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه”
وهو السمع والطاعة لأوامر الله ورسوله، لأجل أن يكون الداخل في الإسلام داخلا على بصيرة، لأن بعض الناس يدخل في الإسلام على أنه دين ولكن لا يدري ما هو ثم إذ بينت له الشرائع ارتد والعياذ بالله، فصار كفره والثاني أعظم من كفره الأول؛ لأن الردة لا يقر عليها صاحبها، بل يقال له: إما أن ترجع لما خرجت منه، وإما أن نقتلك.
ولهذا ينبغي لنا في هذا العصر لما كثر الكفار بيننا من نصارى وبوذيين ومشركين وغيرهم، إذا دعوناهم إلى الإسلام أن نبين لهم الإسلام أولا، ونشرحه شرحا يتبين فيه الأمر، حتى يدخلوا على بصيرة، لا تكتفي بقولنا: اسلموا فقط لأنهم لا يعرفون ما يجب عليهم من حق الله تعالى في الإسلام فإذا دخلوا على بصيرة صار لنا العذر فيما بعد إذا ارتدوا أن نطلب منهم الرجوع إلى الإسلام أو نقتلهم، أما إن بين لهم إجمالا هكذا، فإنها دعوة قاصرة، والدليل على هذا حديث سهل بن سعد – رضي الله عنه – الذي نشرحه.
وفي الحديث، في قوله صلى الله عليه وسلم: ” فو الله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم” يهديه: أي يوفقه بسببك إلى الإسلام فإنه خير لك من حمر النعم يعني من الإبل الحمر، وذلك لأن الإبل الحمر عند الغرب كانت من أنفس الأموال، إن لم تكن أنفس الأموال، ففعل رضي الله عنه ونزل بساحتهم، ودعاهم إلى الإسلام ولكنهم لم يسلموا.
ثم في النهاية كانت الغلبة – ولله الحمد – وللمسلمين، ففتح الله على يدي علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- والقصة مشهورة في كتب المغازي والسير، ولكن الشاهد من هذا الحديث: أنه أمرهم أن يدعوهم إلى الإسلام، وأن يخبرهم بما يحب عليهم من حق الله تعالى فيه.
وفي هذا الحديث من الفوائد:
ظهور آية من آيات النبي صلى الله عليه وسلم وهي أنه لما بصق في عيني على بن أبي طالب رضي الله عنه برىء حتى كأن لم يكن به وجع.
وفيه أيضا آية أخرى: وهي قوله” يفتح الله علي يديه” وهي خبر غيبي، ومع ذلك فتح الله علي يديه.
وفيه أيضا من الفوائد: أنه ينبغي نصب الرايات في الجهاد، وهي الأعلام، وأن يجعل لكل قوم راية معينة يعرفون بها كما سبقت الإشارة إليه.
وفيه أيضا من الفوائد: تحري الإنسان للخير والسبق إليه لأن الصحابة جعلوا في تلك الليلة يدوكون ليلتهم، يعني يدوكون في ليلتهم، في منصوبة على الظرفية، يعني أنهم يبحثون من يكون.
وفيه أيضا: أن الإنسان قد يعطى الشيء من غير أن يخطر له على بال، وأنه يحرم من كان متوقعا أن يناله هذا الشيء، لأن علي بن أبي طالب- رضي الله عنه – كان مريضا في عينيه، ولا أظن أنه يخطر بباله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيعطيه الراية، ومع ذلك أدركها وفضل الله تعالى يؤتيه من يشاء والله الموفق.
«شرح رياض الصالحين لابن عثيمين» (2/ 362)
قال الراجحي:
وفيه: منقبة لعلي رضي الله عنه؛ حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله.
وفيه: إثبات المحبة لله تعالى، والرد على من أنكرها من الأشاعرة والمعتزلة والجهمية.
وفيه: الرد على الخوارج الذين يكفرون عليا رضي الله عنه فإنه يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله
«توفيق الرب المنعم بشرح صحيح الإمام مسلم» (5/ 250)
قال الإتيوبي وذكر بعض الفوائدالسابقة ،ومما زاد :
– (ومنها): أن فيه دليلا على قبول الإسلام، سواء كان في حال
القتال، أم في غيره،
– (ومنها): أنه يشترط في صحة الإسلام النطق بالشهادتين، فإن كان
أخرس، أو في معناه كفته الإشارة إليهما، والله تعالى أعلم
«البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج» (38/ 577)