158 و 159 عبق الياسمين شرح رياض الصالحين
سلطان الحمادي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
15 – باب المحافظة عَلَى الأعمال
158 – وعن عبدِ اللَّه بنِ عمرو بنِ العاص رضي اللَّه عنهما قَالَ: قَالَ لي رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: “يَا عبْدَ اللَّه لاَ تَكُنْ مِثلْ فُلانٍ، كَانَ يقُومُ اللَّيْلَ فَتَركَ قِيامَ اللَّيْل” متفقٌ عَلَيهِ
قال المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ فيما نقله عن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (يا عبد الله لا تكن مثل فلان، كان يقوم الليل فترك قيام الليل) ساق المؤلف هذا الحديث في باب الاستقامة على الطاعة ودوامها، وأن الإنسان لا يقطعها.
قال ابن باز “وفي اللفظ الآخر (نعم الرجل عبدالله، لو كان يصلي من الليل)) وفي عبدالله بن عمر بن الخطاب: إنه رجل صالح لو كان يقوم الليل. (شرح الرياض لابن باز)
قال ابن حجر:” قوله: (مثل فلان) لم أقف على تسميته في شيء من الطرق، وكأن إبهام مثل هذا لقصد السترة عليه، كالذي تقدم قريبا في الذي نام حتى أصبح، ويحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم لم يقصد شخصا معينا، وإنما أراد تنفير عبد الله بن عمرو من الصنيع المذكور.” (فتح الباري)
قال ابن عثيمين:” وقد وصى النبي عليه الصلاة والسلام عبد الله بن عمرو ألا يكون مثل فلان ويحتمل هذا الإبهام أن يكون من النبي عليه الصلاة والسلام وأن النبي صلى الله عليه وسلم أحب ألا يذكر اسم الرجل، ويحتمل أنه من عبد الله بن عمرو أبهمه لئلا يطلع عليه الرواة، ويحتمل أنه من الراوى بعد عبد الله بن عمرو.
وآياً كان ففيه دليل على أن المهم من الأمور والقضايا القضية نفسها دون ذكر الأشخاص، ولهذا كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا أراد أن ينهى عن شيء فإنه لا يذكر الأشخاص، وإنما يقول: ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا وما أشبه ذلك.
وترك ذكر اسم الشخص فيه فائدتان عظيمتان:
الفائدة الأولى: الستر على هذا الشخص.
الفائدة الثانية: أن هذا الشخص ربما تتغير حاله؛ فلا يستحق الحكم الذي يحكم عليه في الوقت الحاضر؛ لأن القلوب بيد الله ” (شرح رياض الصالحين للعثيمين)
قال ابن حجر:” قوله: (من الليل) أي بعض الليل، وسقط لفظ: ” من ” من رواية الأكثر، وهي مرادة” (فتح الباري) من الليل المشروعة لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يقام كل الليل كما في حديث ابن عمرو الذي مر.
قال العيني:” ليس في رواية الأكثرين لفظ: من، موجودا، بل اللفظ: كان يقوم الليل، أي: في الليل، والمراد في جزء من أجزائه فتكون: من، بمعنى: في، نحو قوله تعالى: {إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة} (الجمعة: 9). أي: في يوم الجمعة. (عمدة القاري)
وقال ابن حجر أيضا ” قال ابن العربي: في هذا الحديث دليل على أن قيام الليل ليس بواجب، إذ لو كان واجبا لم يكتف لتاركه بهذا القدر؛ بل كان يذمه أبلغ الذم،
وقال ابن حبان: فيه جواز ذكر الشخص بما فيه من عيب إذا قصد بذلك التحذير من صنيعه.
وقال ابن حجر:” وفيه استحباب الدوام على ما اعتاده المرء من الخير من غير تفريط، ويستنبط منه كراهة قطع العبادة، وإن لم تكن واجبة، ” (فتح الباري)
قال ابن باز:” هذا فيه الحث والتحريض على التهجد بالليل وأنه ينبغي للمؤمن أن يكون له نصيب من الليل بعد العشاء، في وسط الليل، آخر الليل بعد العشاء مباشرة يكون له نصيب من التهجد هكذا المؤمن لا يدع هذه العبادة التي شرعها الله وحث عليها.”
———-
159 – وعن عائشةَ رضي اللَّه عنها قَالَتْ: كَانَ رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم إذَا فَاتَتْهُ الصَّلاةُ مِنْ اللَّيْلِ مِنْ وجعٍ أَوْ غيْرِهِ، صلَّى مِنَ النَّهَارِ ثنْتَى عشْرَةَ رَكْعَةً”رواه مسلم.
مر معنا قريب من هذا الحديث في أول الباب. وهذا الحديث من فعله صلى الله عليه وسلم.
قال ابن عثيمين:” وفي حديث عائشة الذي ساقه المؤلف؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ترك القيام الليل من وجع أو غيره، صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة، لأنه صلى الله عليه وسلم كان يوتر بإحدى عشر ركعة، فإذا قضي الليل ولم يوتر لنوم أو شبهه؛ فإنه يقضي هذه الصلاة، لكن لما فات وقت الوتر صار المشروع أن يجعله شفعاً، بناء على ذلك: فمن كان يوتر بثلاث ونام عن وتره فليصل في النهار أربعاً، وإذا كان يوتر بخمس فليصل ستاً، … وإن كان يوتر بإحدى عشرة ركعة فليصل اثنتي عشرة ركعة، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله.” شرح رياض الصالحين للعثيمين.
قال ابن علان” قال ابن حجر في «شرح المشكاة»: جبراً لفضيلة قيام الليل لا قضاء له، إذ ليست صلاة الليل منه في العدد كذلك، والقضاء لا يزيد على عدد الأداء، والدليل على مشروعية قضاء النافلة حديث أبي داود، قال: وسنده حسن خلافاً لتضعيف الترمذي له: «من نام عن وتره أو سننه فليصلّ إذا ذكره» ” و (دليل الفالحين)
شرح المشكاة لابن حجر كأن ابن علان يقصد فتح الإله في شرح المشكاة لابن حجر الهيثمي.
قال ابن عثيمين:” وفي هذا دليل على فائدة مهمة وهي: أن العبادة المؤقتة إذا فاتت عن وقتها لعذر فإنها تقضى، أما العبادة المربوطة بسبب؛ فإنه إذا زال سببها لا تقضى، ومن ذلك سنة الوضوء مثلاً؛ إذا توضأ الإنسان فإن من ا لسنة أن يصلي ركعتين، فإذا نسى ولم يذكر إلا بعد مدة طويلة سقطت عنه، شرح رياض الصالحين للعثيمين.
قال ابن باز” فالإنسان قد يشغل في الليل، قد ينام قد يمرض قد يكون له شواغل تشغله عن راتبه في الليل فالسنة له أن يستدركه بالنهار وأن يفعله بالنهار حتى لا يفوته هذا الخير “. (شرح رياض الصالحين)