1578 التعليق على الصحيح المسند
مجموعة ابراهيم البلوشي وأبي عيسى البلوشي وهشام السوري وعبدالله المشجري
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى ، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ووالديهم ووالدينا )
————-“‘———-”———”
الصحيح المسند ؛؛؛
1578- قال الإمام النسائي رحمه الله : أخبرنا إبراهيم بن يعقوب قال حدثني أحمد بن إسحق قال حدثنا وهيب قال حدثنا منصور ابن صفية عن أمه صفية بنت شيبة عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقنوا هلكاكم قول لا إله إلا الله.
قال الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله : هذا حديث صحيح .
——————————-
أولاً : ما يتعلق بسند الحديث :
* صححه الألباني في الإرواء (686) .
* صححه الأثيوبي في ذخيرة العقبى وقال : حديث عائشة – رضي اللَّه عنها – هذا صحيح، وهو من أفراد المصنف -رحمه اللَّه تعالى- .
* جاء في صحيح مسلم 916 من حديث أبي سعيد الخدري يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقنوا موتاكم لا إله إلا الله».
ثانياً : ما يتعلق بمتن الحديث :
* قال الشيخ محمد علي آدم الأثيوبي في ذخيرة العقبي : وقوله: “هلكاكم” كموتاكم وزنًا ومعنى، ووقع في النسخة “الهندية”، و”الكبرى” بلفظ “موتاكم”، واللَّه تعالى أعلم.
* قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين : فإذا احتضر الإنسان وعلمنا أنه في النزع وأنه ميت فإننا نلقنه لا إله إلا الله كما قال النبي ﷺ (لقنوا موتاكم لا إله إلا الله) قال العلماء فيلقنه برفق لا يأمره لا يقل قل : لا إله إلا الله ؛ لأنه ربما إذا قال له : قل لا إله إلا الله وهو في هذه الحال قد ضاق صدره وقد ضاقت عليه الدنيا فيقول لا لأنك ما تتصور ضيق الصدر في هذه الحالة إلا إذا كنت في هذه الحالة نسأل الله أن يشرح صدورنا وإياكم عند لقائه ، فتذكر الله عنده تقول لا إله إلا الله ترفع صوتك بهذا ليسمع فربما يمن الله عليه فيستحضر أنك تلقنه فيقول لا إله إلا الله فإذا قال لا إله إلا الله وكانت آخر كلامه من الدنيا دخل الجنة كما في حديث معاذ رضي الله عنه عن النبي ﷺ أنه قال (من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة) قال أهل العلم فإذا قال لا إله إلا الله فليسكت ولا يقل شيئا فإن عاد المحتضر نفسه وتحدث في شيء مثل اسقوني أعطوني ماء أو أي شيء آخر فليعد التلقين ولكن إذا كان الإنسان والعياذ بالله كافرا مرتدا فهذا ربما نقول له بالأمر: قل لا إله إلا الله فإن من الله عليه وقالها فبها ونعمت وإن لم يقل فهو كافر .
* جاء في موقع الشيخ سيف الكعبي بحث عن تلقين الميت ما نصه : أما رواية مسلم فهي ( لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ) وبوب عليه النووي؛ تلقين الموتى لا اله الا الله وأورد مسلم في هذا الباب تلقين النبي صلى الله عليه وسلم الشهادتين، فيجتمع من الحديثين أن التلقين للمسلم يكون قبل الموت.
قلت :ومما يدل أن التلقين قبل الموت ما أخرجه مسلم من حديث أبي ذر قال: قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: «ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة» .
تنبيه: ورد حديث ضعيف في التلقين بعد الموت فعن أبي أمامة مرفوعا:( ليقم أحدكم على رأس قبره وليقل: يا فلان ابن فلانة… ) قال أحمد: ما رأيت أحدا فعل هذا إلا أهل الشام .
وقد حكى السيوطي في ” الحاوي ” اتفاقَ المحدثين على تضعيف الحديثِ فقال : ” لم يثبت فيه حديثٌ صحيحٌ ولا حسنٌ بل حديثهُ ضعيفٌ باتفاقِ المحدثين ” .ا.هـ. وراجع السلسلة الضعيفة 599 .
– قال النووي في شرح مسلم:
لقنوا موتاكم لا إله إلا الله معناه من حضره الموت والمراد ذكروه لا إله إلا الله لتكون آخر كلامه… وأجمع العلماء على هذا التلقين وكرهوا الإكثار عليه والموالاة لئلا يضجر بضيق حاله وشدة كربه فيكره ذلك بقلبه ويتكلم بما لا يليق . قالوا : وإذا قالها مرة لا يكرر عليه إلا أن يتكلم بعده بكلام آخر فيعاد التعريض به ليكون آخر كلامه ويتضمن الحديث الحضور عند المحتضر لتذكيره وتأنيسه وإغماض عينيه والقيام بحقوقه وهذا مجمع عليه .اهـ وراجع المغني 3/363
قلت : والتلقين يكون كذلك بأمره لحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على رجل من الأنصار فقال( يا خال قل: لا إله إلا الله… )أخرجه أحمد3/152 وهو في الصحيح المسند 37، وانظر أحكام الجنائز ص20
لكن كما سبق بدون اضجار وشدة .
تنبيه : والمراد “بموتاكم” : موتى المسلمين. وأما موتى غيرهم، فيعرض عليهم الإسلام، كما عرضه صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم على عمه عند السياق. كما في البخاري 1360، ومسلم 24 ، وعلى الذمي الذي كان يخدمه، فعاده وعرض عليه الإسلام فأسلم. أخرجه البخاري 1356
تتمه: وقد وردت أحاديث صحيحة في الصحيحين وغيرهما عن جماعة من الصحابة أن مجرد قوله: لا إله إلا الله من موجبات دخول الجنة من غير تقييد بحال الموت، فبالأولى أن توجب ذلك إذا قالها في وقت لا تتعقبه .
قال الألباني في الضعيفة تحت حديث 468:
من فقه الحديث؛
فيه مشروعية تلقين المحتضر شهادة التوحيد ، رجاء أن يقولها فيفلح .
و المراد بـ ( موتاكم ) من حضره الموت ، لأنه لا يزال في دار التكليف ، و من الممكن أن يستفيد من تلقينه فيتذكر الشهادة و يقولها ، فيكون من أهل الجنة . و أما تلقينه بعد الموت ، فمع أنه بدعة لم ترد في السنة فلا فائدة منه لأنه خرج من دار التكليف إلى دار الجزاء ، و لأنه غير قابل للتذكر ، ( لتنذر من كان
حيا ) .اهـ
أما حديث معقل بن يسار رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال 🙁 اقرءوا على موتاكم يس) رواه أبوداود والنسائي وصححه ابن حبان. فالحديث ضعيف .
وهذا بحث حول هذه المسألة :
ذهب بعض العلماء إلى استحباب قراءة سورة يس عند الميت وهو في الإحتضار، وبعضهم استحب ذلك بعد موته ، لما رواه أحمد وأبو داود والنسائي والحاكم وابن حبان وصححاه ، عن معقل بن يسار رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يس قلب القرآن ، لا يقرأها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر له . واقرؤوها على موتاكم.
وأعل هذا الحديث ابن القطان بالاضطراب والوقف وجهالة بعض الرواة . ونقل عن الدارقطني أنه قال : هذا حديث مضطرب الإسناد مجهول المتن ولا يصح .
في إسناده أبو عثمان مجهول وأبوه مجهول، واضطرب فيه فربما رواه أبو عثمان عن أبيه عن معقل مرفوعا، وربما أوقفه، وربما أسقط أباه ورواه عن معقل مباشرة.
* قال الحافظ بن حَجَرٍ فِي فَتْحِ الْبَارِي الْمُرَادُ بِقَوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَغَيْرِهِ كَلِمَتَا الشَّهَادَةِ فَلَا يَرِدُ إِشْكَالُ تَرْكِ ذِكْرِ الرِّسَالَةِ قَالَ الزَّيْنُ بْنُ الْمُنِيرِ قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ لَقَبٌ جَرَى عَلَى النُّطْقِ بِالشَّهَادَتَيْنِ شَرْعًا انْتَهَى اعْلَمْ أَنَّ الْمُرَادَ مِنَ الْمَوْتَى فِي هَذَا الْحَدِيثِ مَنْ حَضَرَهُ الْمَوْتُ لَا الْمَيِّتُ حَقِيقَةٍ فإن بن حِبَّانَ رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِمِثْلِ حَدِيثِ الْبَابِ وَزَادَ فَإِنَّهُ مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ وَإِنْ أَصَابَهُ مَا أَصَابَهُ قَبْلَ ذَلِكَ
* جاء في كتاب أحوال المحتضر : يشرع تلقين المحتضر لا إله إلا الله، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لقنوا موتاكم لا إله إلا الله” .
رواه مسلم، كتاب الجنائز، باب تلقين الموتى لا إله إلا الله ح916.
قال النووي: “معناه من حضره الموت، والمراد: ذكروه لا إله إلا الله؛ لتكون آخر كلامه … ، والأمر بهذا التلقين أمر ندب، وأجمع العلماء على هذا التلقين”
صحيح مسلم بشرح النووي 6/219.
وقال القرطبي: “أي قولوا ذلك، وذكروهم به عند الموت، وسماهم موتى؛ لأن الموت قد حضرهم”.
التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة 1/61
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “تلقين الميت سنة مأمور بها”.
مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية 24/297.
وروى معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة”
رواه أبو داود في سننه، كتاب الجنائز، باب في التلقين ح3116، وحسنه الألباني في إرواء الغليل 3/149 ح687.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لقنوا موتاكم لا إله إلا الله؛ فإنه من كان آخر كلامه لا إله إلا الله عند الموت دخل الجنة يوماً من الدهر، وإن أصابه قبل ذلك ما أصابه”
رواه ابن حبان في صحيحه 719، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير 2/916ح 1652.
وقال صلى الله عليه وسلم “خير العمل أن تفارق الدنيا ولسانك رطب من ذكر الله” رواه أحمد في مسنده 4/190، وأبو نعيم في الحلية 6/111، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة 4/451ح 1836.
* وقال الترمذي ت279هـ: “وقد كان يستحب أن يلقن المريض عند موته قول: لا إله إلا الله، وقال بعض أهل العلم: إذا قال ذلك مرة فما لم يتكلّم بعد ذلك فلا ينبغي أن يلقن، ولا يكثر عليه هذا، وروى عن ابن المبارك أنه لما حضرته الوفاة جعل رجل يلقنه لا إله إلا الله، وأكثر عليه، فقال عبد الله: إذا قلت مرة فأنا على ذلك ما لم أتكلم بكلام، وإنما معنى قول عبد الله إنما أراد ما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم “من كان آخر قوله: لا إله إلا الله دخل الجنة) … ” .
سنن الترمذي 3/307، 308، وانظر صحيح سنن الترمذي 1/502.
وقال القرطبي: “قال علماؤنا: تلقين الموتى هذه الكلمة سنة مأثورة عمل بها المسلمون؛ وذلك ليكون آخر كلامهم لا إله إلا الله فيختم له بالسعادة، وليدخل في عموم قوله عليه السلام “من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة” … ، ولينبه المحتضر على ما يدفع به الشيطان؛ فإنه يتعرض للمحتضر ليفسد عليه عقيدته، فإذا تلقنها المحتضر وقالها مرة واحدة فلا تعاد عليه لئلا يضجر، وقد كره أهل العلم الإكثار من التلقين، والإلحاح عليه إذا هو تلقنها أو فهم ذلك عنه”
لأنه قد يتبرم من الإلحاح والإعادة، فيثقلها الشيطان عليه، فيكون سبباً لسوء الخاتمة
التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة 1/62.
وممن ذهب إلى أن المراد بتلقين المحتضر الشهادة: ذكرها عنده وتسميعها إياه، دون أمره بقولها السندي في حاشيته على سنن النسائي 3/5، والسهارنفوري ـ في بذل المجهود في حل أبي داود 14/79، 80 وغيرهم.
——
فوائد من صحيح البخاري مع شرحه الفتح :
ترجم البخاري رحمه الله في كتاب الجنائز من صحيحه،
باب ما جاء في الجنائز ، ومن كان آخر كلامه : لا إله إلا الله وقيل لوهب بن منبه : أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة ؟ قال : بلى ، ولكن ليس مفتاح إلا له أسنان ، فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك ، وإلا لم يفتح لك
وأورد تحته حديثين:
# عن أبي ذر رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتاني آت من ربي ، فأخبرني – أو قال : بشرني – أنه : من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة قلت : وإن زنى وإن سرق ؟ قال : وإن زنى وإن سرق
# عن عبد الله رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من مات يشرك بالله شيئا دخل النار وقلت أنا : من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة
*قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح (باختصار):*
قوله ( ومن كان آخر كلامه لا إله إلا الله ) قيل أشار بهذا إلى ما رواه أبو داود والحاكم من طريق كثير بن مرة الحضرمي عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة )
قال الزين ابن المنير حذف المصنف جواب من من الترجمة مراعاة لتأويل وهب بن منبه فأبقاه إما ليوافقه أو ليبقي الخبر على ظاهره
تنبيه كأن المصنف لم يثبت عنده في التلقين شيء على شرطه فاكتفى بما دل عليه وقد أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة من وجه آخر بلفظ( لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ) وعن أبي سعيد كذلك
قال الزين ابن المنير هذا الخبر يتناول بلفظه من قالها فبغته الموت أو طالت حياته لكن لم يتكلم بشيء غيرها ويخرج بمفهومه من تكلم لكن استصحب حكمها من غير تجديد نطق بها فإن عمل أعمالا سيئة كان في المشيئة وإن عمل أعمالا صالحة فقضية سعة رحمة الله أن لا فرق بين الإسلام النطقي والحكمي المستصحب والله أعلم انتهى
قوله ( وقيل لوهب بن منبه أليس مفتاح الجنة لا إله إلا الله ) إلخ يجوز نصب مفتاح على أنه خبر مقدم ورفعه على أنه مبتدأ كأن القائل أشار إلى ما ذكر بن إسحاق في السيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أرسل العلاء بن الحضرمي قال له إذا سئلت عن مفتاح الجنة فقل مفتاحها لا إله إلا الله وروي عن معاذ بن جبل مرفوعا نحوه أخرجه البيهقي في الشعب وزاد ولكن مفتاح بلا أسنان فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح لك وهذه الزيادة نظير ما أجاب به وهب فيحتمل أن تكون مدرجة في حديث معاذ.
وأما أثر وهب فوصله المصنف في التاريخ وأبو نعيم في الحلية من طريق محمد بن سعيد بن رمانة بضم الراء وتشديد الميم وبعد الألف نون قال أخبرني أبي قال قيل لوهب بن منبه فذكره .
وقال ابن رشيد يحتمل أن يكون مراد البخاري الإشارة إلى أن من قال لا إله إلا الله مخلصا عند الموت كان ذلك مسقطا لما تقدم له والإخلاص يستلزم التوبة والندم ويكون النطق علما على ذلك وأدخل حديث أبي ذر ليبين أنه لا بد من الاعتقاد ولهذا قال عقب حديث أبي ذر في كتاب اللباس قال أبو عبد الله هذا عند الموت أو قبله إذا تاب وندم
– و حديث أبي ذر الذي فيه أن مات يشهد أن لا إله إلا الله دخل الجنة وإن زنى وإن سرق :
قال الزين ابن المنير : حديث أبي ذر من أحاديث الرجاء التي أفضى الاتكال عليها ببعض الجهلة إلى الإقدام على الموبقات وليس هو على ظاهره فإن القواعد استقرت على أن حقوق الآدميين لا تسقط بمجرد الموت على الإيمان ولكن لا يلزم من عدم سقوطها أن لا يتكفل الله بها عمن يريد أن يدخله الجنة ومن ثم رد صلى الله عليه وسلم على أبي ذر استبعاده
ويحتمل أن يكون المراد بقوله ( دخل الجنة ) أي صار إليها إما ابتداء من أول الحال وإما بعد أن يقع ما يقع من العذاب نسأل الله العفو والعافية وفي هذا الحديث من قال لا إله إلا الله نفعته يوما من الدهر أصابه قبل ذلك ما أصابه
وسيأتي بيان حاله في كتاب الرقاق وفي الحديث (أن أصحاب الكبائر لا يخلدون في النار ) وأن الكبائر لا تسلب اسم الإيمان وأن غير الموحدين لا يدخلون الجنة
والحكمة في الاقتصار على الزنا والسرقة الإشارة إلى جنس حق الله تعالى وحق العباد وكأن أبا ذر استحضر قوله صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن لأن ظاهره معارض لظاهر هذا الخبر لكن الجمع بينهما على قواعد أهل السنة بحمل هذا على الإيمان الكامل وبحمل حديث الباب على عدم التخليد في النار .
=======
أحوال السلف عند الموت :
رُوي عن عبد الله بن أحمد بن حنبل أنه قال: حضرت وفاة أبي أحمد، وبيدي الخرقة لأشد لحييه، فكان يغرق ثم يفيق، ويقول بيده: لا بعد، لا بعد، فعل هذا مراراً فقلت له يا أبت أي شيء ما يبدو منك ؟ فقال: إن الشيطان قائم بحذائي عاض عل أنامله يقول: يا أحمد فتني، وأنا أقول: لا بعد، لا بعد،حتى أموت رواه النسائي، كتاب الاستعاذة، باب الاستعاذة من التردي والهدم ح5546، ورواه أبو داود في سننه، كتاب الصلاة، باب في الاستعاذة ح1552، وصححه الألباني في صحيح سنن النسائي 3/483 ح5546 وَ 5547 وَ 5548.
وقال القرطبي: “سمعت شيخنا الإمام أبا العباس أحمد بن عمر القرطبي بثغر الإسكندرية يقول: حضرت أخا شيخنا أبي جعفر أحمد بن محمد بن محمد القرطبي بقرطبة وقد احتُضر، فقيل له: قل: لا إله إلا الله، فكان يقول: لا، لا، فلما أفاق ذكرنا له ذلك فقال أتاني شيطانان، عن يميني وعن شمالي، يقول أحدهما: مت يهودياً فإنه خير الأديان، والآخر يقول: مت نصرانياً فإنه خير الأديان، فكنت أقول لهما: لا، لا التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة 1/68.
وقد روى بن أبي حاتم في ترجمة أبي زرعة أنه لما احتضر أرادوا تلقينه فتذكروا حديث معاذ فحدثهم به أبو زرعة بإسناده وخرجت روحه في آخر قول لا إله إلا الله
وحكى الترمذي عن عبد الله بن المبارك أنه لقن عند الموت فأكثر عليه فقال إذا قلت مرة فأنا على ذلك ما لم أتكلم بكلام وهذا يدل على أنه كان يرى التفرقة في هذا المقام والله أعلم .
وقد روي أن الشيطان لا يكون في حال أشد على ابن آدم منه في حال الموت، وهو يقول لأعوانه دونكم هذا فإن فاتكم اليوم لم تلحقوه
قال ابن القيم: “لشهادة أن لا إله إلا الله عند الموت تأثير عظيم في تكفير السيئات وإحباطها؛ لأنها شهادة من عبد موقن بها، عارف بمضمونها، قد ماتت منه الشهوات، ولانت نفسه المتمردة، وانقادت بعد إبائها واستعصائها، وأقبلت بعد إعراضها، وذلت بعد عزّها، وخرج منها حرصها على الدنيا وفضولها
=======
وقد ذكر الغزالي في الاحياء فصولا عن الموت وقصص عن المحتضرين مؤثرة ووصايا منهم نافعة.
وقصص أخرى عن ندم من شغلته الدنيا. وطلبهم الامهال .
ولو كان احتمال أنها لا تصح فإنما هي لاعتبار.
فلتراجع مع التنبه لما قال العلماء في هذا الكتاب والتحذير منه.
وكذلك حكى في سير أعلام النبلاء حال عمر بن عبد العزيز عند الإحتضار . وتحتاج أن تجمع
فلتراجع.