1576 التعليق على الصحيح المسند
مجموعة ابراهيم البلوشي وأبي عيسى البلوشي وفيصل الشامسي وفيصل البلوشي
وهشام السوري وعبدالله المشجري
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان رحمه الله ووالديهم ووالدينا)
———”———
الصحيح المسند:
1576 – قال ا مام أبو داود رحمه الله: حدثنا سعيد بن نصير حدثنا أبو أسامة حدثنا هـشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل البطيخ بالرطب فيقول نكسر حر هـذا ببرد هـذا وبرد هـذا بحر هـذا.
هـذا حديث صحيح.
———–‘———
*ترجم البخاري رحمه الله في كتاب الأطعمة من صحيحه،*
بَابُ جَمْعِ اللَّوْنَيْنِ أَوِ الطَّعَامَيْنِ بِمَرَّةٍ
وأورد تحته حديثا واحدا؛
# عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَاكُلُ الرُّطَبَ بِالقِثَّاءِ.
*قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري (باختصار):*
قوله يأكل الرطب بالقثاء وقع في رواية الطبراني كيفية أكله لهما فأخرج في الأوسط من حديث عبد الله بن جعفر قال رأيت في يمين النبي صلى الله عليه وسلم قثاء وفي شماله رطبا وهو يأكل من ذا مرة ومن ذا مرة وفي سنده ضعف وأخرج فيه
وهو في الطب لأبي نعيم من حديث أنس كان يأخذ الرطب بيمينه والبطيخ بيساره فيأكل الرطب بالبطيخ وكان أحب الفاكهة إليه وسنده ضعيف أيضا وأخرج النسائي بسند صحيح عن حميد عن أنس رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرطب والخربز وهو بكسر الخاء المعجمة وسكون الراء وكسر الموحدة بعدها زاي نوع من البطيخ الأصفر وقد تكبر القثاء فتصفر من شدة الحر فتصير كالخربز كما شاهدته كذلك بالحجاز
وفي هذا تعقب على من زعم أن المراد بالبطيخ في الحديث الأخضر واعتل بأن في الأصفر حرارة كما في الرطب وقد ورد التعليل بأن أحدهما يطفئ حرارة الآخر والجواب عن ذلك بأن في الأصفر بالنسبة للرطب برودة وإن كان فيه لحلاوته طرف حرارة والله أعلم
وفي النسائي أيضا بسند صحيح عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل البطيخ بالرطب وفي رواية له جمع بين البطيخ والرطب جميعا
وأخرج بن ماجه عن عائشة (أرادت أمي تعالجني للسمنة لتدخلني على النبي صلى الله عليه وسلم فما استقام لها ذلك حتى أكلت الرطب بالقثاء فسمنت كأحسن سمنة) وللنسائي من حديثها (لما تزوجني النبي صلى الله عليه وسلم عالجوني بغير شيء فأطعموني القثاء بالتمر فسمنت عليه كأحسن الشحم) وعند أبي نعيم في الطب من وجه آخر عن عائشة (أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أبويها بذلك) ولابن ماجة من حديث ابني بسر (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب الزبد والتمر) الحديث
ولأحمد من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن أبيه قال (دخلت على رجل وهو يتمجع لبنا بتمر فقال ادن فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم سماهما الأطيبين) وإسناده قوي
قال النووي في حديث الباب: جواز أكل الشيئين من الفاكهة وغيرها معا وجواز أكل طعامين معا، ويؤخذ منه جواز التوسع في المطاعم ولا خلاف بين العلماء في جواز ذلك وما نقل عن السلف من خلاف هذا محمول على الكراهة منعا لاعتياد التوسع والترفه والإكثار لغير مصلحة دينية.
وقال القرطبي: يؤخذ منه جواز مراعاة صفات الأطعمة وطبائعها واستعمالها على الوجه اللائق بها على قاعدة الطب؛ لأن في الرطب حرارة وفي القثاء برودة فإذا أكلا معا اعتدلا وهذا أصل كبير في المركبات من الأدوية وترجم أبو نعيم في الطب باب الأشياء التي تؤكل مع الرطب ليذهب ضرره فساق هذا الحديث؛ لكن لم يذكر الزيادة التي ترجم بها وهي عند أبي داود في حديث عائشة بلفظ كان يأكل البطيخ بالرطب فيقول يكسر حر هذا ببرد هذا وبرد هذا بحر هذا والطبيخ بتقديم الطاء لغة في البطيخ بوزنه والمراد به الأصفر بدليل ورود الحديث بلفظ الخربز بدل البطيخ وكان يكثر وجوده بأرض الحجاز بخلاف البطيخ الأخضر.
______
قلت (أبوعيسى عبدالله البلوشي): الخربز بالفارسية وكذا البلوشية الشمام.
———-
وهذا كلام الألباني أرسله الأخ كديم وعبدالله المشجري:
حديث ” كان يأكل الرطب مع الخربز يعني البطيخ “.
قال الألباني في الصحيحة (58)
رواه أحمد (3/ 142، 143) وأبو بكر الشافعي في ” الفوائد ” (105/ 2) والضياء في ” المختارة ” (86/ 2) عن جرير بن حازم عن حميد عن أنس مرفوعا.
ثم رواه الضياء من طريق أحمد حدثنا وهب بن جرير حدثني أبي به نحوه ثم قال:
” وروي عن مهنا صاحب أحمد بن حنبل عنه أنه قال: ليس هو صحيحا، ليس يعرف من
حديث حميد ولا من غير حديث حميد، ولا يعرف إلا من قبل عبد الله بن جعفر.
قلت: – والله أعلم – رواية أحمد له في ” المسند ” يوهن هذا القول أو (يؤيد)
رجوعه عنه بروايته له وتركه في كتابه وحديث عبد الله بن جعفر في ” الصحيحين “.
قال: ” رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يأكل القثاء بالرطب “.
قلت: وإسناده صحيح، ولا علة قادحة فيه، وجرير بن حازم وإن كان اختلط فإنه لم يحدث في اختلاطه كما قال الحافظ في ” التقريب “، ولذلك صحح إسناده
في ” الفتح ” (9/ 496) بعد أن عزاه للنسائي. يعني في الكبرى. ثم قال:
” و (الخربز) وهو بكسر الخاء المعجمة وسكون الراء وكسر الموحدة بعدها زاي نوع من البطيخ الأصفر، وقد تكبر القثاء فتصفر من شدة الحر فتصير كالخربز كما شاهدته كذلك بالحجاز، وفي هذا تعقب على من زعم أن المراد بالبطيخ في الحديث الأخضر؛ واعتل بأن في الأصفر حرارة كما في الرطب، وقد ورد التعليل بأن أحدهما يطفئ حرارة الآخر.
والجواب عن ذلك بأن في الأصفر بالنسبة للرطب برودة، وإن كان فيه لحلاوته طرف
حرارة. والله أعلم “.
أقول: وفي هذا التعقب نظر عندي، ذلك لأن الحديثين مختلفا المخرج، فالأول
من حديث عائشة، وهذا من حديث أنس فلا يلزم تفسير أحدهما بالآخر، لاحتمال
التعدد والمغايرة ” لاسيما وفي الأول تلك الزيادة ” نكسر حر هذا ببرد هذا …
ولا يظهر هذا المعنى تمام الظهور
” في هذا الحديث من الفوائد قوما ممن سلك طريق الصلاح والتزهد قالوا: لا يحل الأكل تلذذا، ولا على سبيل التشهي والإعجاب، ولا يأكل إلا ما لا بد منه
لإقامة الرمق، فلما جاء هذا الحديث سقط قول هذه الطائفة، وصلح أن يأكل الأكل تشهيا وتفكها وتلذذا. وقالت طائفة من هؤلاء: إنه ليس لأحد أن يجمع بين شيئين من الطعام، ولا بين أدمين على خوان. فهذا الحديث أيضا يرد على صاحب هذا القول ويبيح أن يجمع الإنسان بين لونين وبين أدمين فأكثر “.
قلت: ولا يعدم هؤلاء بعض أحاديث يستدلون بها لقولهم، ولكنها أحاديث واهية،
وقد ذكرت طائفة منها في ” سلسلة الأحاديث الضعيفة “، فانظر. (رقم 241، 257)
_______
تنبيه:
تقدم في الصحيح المسند
1455 – عن ابني بشر السلميين، قالا: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدمنا زبدا وتمرا، وكان يحب الزبد والتمر.
و حديث رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرطب والخربز أخرجها أحمد 12449 وقلنا على شرطة المتمم على الذيل على الصحيح المسند
وتوسعنا في شرح حديث 1455: في تخريج الأحاديث: التي مفادها:
1 – من الأطعمة التي كان يحبها النبي صلى الله عليه وسلم هي: اللحم خاصة الذراع والقرع والعسل والحلوى والتمر والزبد.
2 – ومن الأطعمة التي مدحها صلى الله عليه وسلم هي: الخل والثريد وزيت الزيتون والملح والشعير والسلق
3 – ومن الاطعمة التي أكلها صلى الله عليه وسلم هي: البطيخ والقثاء والخربز وسمك العنبر ولحم الجمل والأرانب والدجاج والجراد والقديد والإهالة (ماأذيب من الشحم) والجبن
4 – أطعمة لولا سببب معين لأكلها كالبصل والثوم ولحم حمار الوحش والضب.
5 – أشربة مدحها أو شربها كالماء خاصة ماء زمزم ونبيذ التمر واللبن والسويق