1573 التعليق على الصحيح المسند
مجموعة ابراهيم البلوشي وأبي عيسى البلوشي
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان رحمه الله ووالديهم ووالدينا)
——–‘——-‘——-‘——‘
الصحيح المسند
1572 … عن أبي عبدالله الجدلي
سألت عائشة رضي الله عنها … عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: لم يكن فاحشا ولا متفحشا ولا صخابا في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح
1573. عن عائشة رضي الله عنها قالت: والله إن محمدا لمكتوب في الإنجيل ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق ولا يجزيء بالسيئة سيئة ولكن يعفو أو يغفر.
=======”
*ترجم البخاري رحمه الله في كتاب الأدب من صحيحه*،
باب لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا
وأورد تحته هذه الأحاديث:
# عن مسروق، قال: دخلنا على عبد الله بن عمرو، حين قدم مع معاوية إلى الكوفة، فذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لم يكن فاحشا ولا متفحشا، وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من أخيركم أحسنكم خلقا.
# عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنَّ يَهُودَ أَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: عَلَيْكُمْ، وَلَعَنَكُمُ اللَّهُ، وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ. قَالَ: مَهْلًا يَا عَائِشَةُ، عَلَيْكِ بِالرِّفْقِ، وَإِيَّاكِ وَالعُنْفَ وَالفُحْشَ قَالَتْ: أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا؟ قَالَ: أَوَلَمْ تَسْمَعِي مَا قُلْتُ؟ رَدَدْتُ عَلَيْهِمْ، فَيُسْتَجَابُ لِي فِيهِمْ، وَلاَ يُسْتَجَابُ لَهُمْ فِيَّ.
# عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم سبابا، ولا فحاشا، ولا لعانا، كان يقول لأحدنا عند المعتبة: ما له ترب جبينه.
# عن عائشة: أن رجلا استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رآه قال: بئس أخو العشيرة، وبئس ابن العشيرة فلما جلس تطلق النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه وانبسط إليه، فلما انطلق الرجل قالت له عائشة: يا رسول الله، حين رأيت الرجل قلت له كذا وكذا، ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عائشة، متى عهدتني فحاشا، إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره
*قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح باختصار:*
(قوله باب لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفاحشا)
كذا للأكثر وللكشميهني (ولا متفحشا) بالتشديد كما في لفظ حديث عبد الله بن عمر وفي الباب ووقع في بعضها بلفظ (متفاحشا)
والفحش كل ما خرج عن مقداره حتى يستقبح ويدخل في القول والفعل والصفة واستعماله في القول أكثر (والمتفحش) بالتشديد الذي يتعمد ذلك ويكثر منه ويتكلفه وأغرب الداودي فقال: الفاحش الذي يقول الفحش (والمتفحش) الذي يستعمل الفحش ليضحك الناس.
قوله إن من خيركم أحسنكم أخلاقا. وقد أخرج أحمد والطبراني وصححه بن حبان من حديث أسامة رفعه (إن الله لا يحب كل فحاش متفحش)
الحديث الثالث حديث أنس
قوله (سبابا) بالمهملة وموحدتين الأولى ثقيلة.
قوله (كان يقول لأحدنا عند المعتبة) بفتح الميم وسكون المهملة وكسر المثناة الفوقية ويجوز فتحها بعدها موحدة وهي مصدر عتب عليه يعتب عتبا وعتابا ومعتبة ومعاتبة قال الخليل العتاب مخاطبة الإدلال ومذاكرة الموجدة.
قوله (ما له ترب جبينه) قال الخطابي يحتمل أن يكون المعنى خر لوجهه فأصاب التراب جبينه
نظير ما تقدم في قوله تربت يمينك أي إنها كلمة تجري على اللسان ولا يراد حقيقتها
قلت سيف بن دورة: و ما وقع من سبه ودعائه ونحوه لأناس في بعض الأحاديث ليس بمقصود بل هو مما جرت به عادة العرب في وصل كلامها بلا نية كقوله: (تربت يمينك)، (وعقرى حلقى)، و (لا كبرت سنك) وفي حديث معاوية: (لا أشبع الله بطنه) ونحو ذلك لا يقصدون بشئ من ذلك حقيقة الدعاء بل خاف صلى الله عليه وسلم أن يصادف شئ من ذلك إجابة فسأل ربه سبحانه وتعالى ورغب إليه في أن يجعل ذلك رحمة وكفارة وقربة وطهورا وأجرا وإنما كان يقع هذا منه في النادر والشاذ من الأزمان ولم يكن صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا ولا لعانا ولا منتقما لنفسه وقد جاء في الحديث أنهم قالوا ادع على دوس فقال اللهم اهد دوسا وقال اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون. انتهى
الحديث الرابع حديث عائشة
قوله (بئس أخو العشيرة وبئس بن العشيرة) في رواية معمر بئس أخو القوم وبن القوم وهي بالمعنى قال عياض المراد بالعشيرة الجماعة أو القبيلة.
قال ابن حجر: وظاهر كلام الخطابي أن يكون هذا من جملة الخصائص وليس كذلك بل كل من اطلع من حال شخص على شيء وخشي أن غيره يغتر بجميل ظاهره فيقع في محذور ما فعليه أن يطلعه على ما يحذر من ذلك قاصدا نصيحته وإنما الذي يمكن أن يختص به النبي صلى الله عليه وسلم أن يكشف له عن حال من يغتر بشخص من غير أن يطلعه المغتر على حاله فيذم الشخص بحضرته ليتجنبه المغتر ليكون نصيحة بخلاف غير النبي صلى الله عليه وسلم فإن جواز ذمه للشخص يتوقف على تحقق الأمر بالقول أو الفعل ممن يريد نصحه.
وقال القرطبي: في الحديث جواز غيبة المعلن بالفسق أو الفحش ونحو ذلك من الجور في الحكم والدعاء إلى البدعة مع جواز مداراتهم اتقاء شرهم ما لم يؤد ذلك إلى المداهنة في دين الله تعالى ثم قال تبعا لعياض والفرق بين المدارة والمداهنة أن المداراة بذل الدنيا لصلاح الدنيا أو الدين أو هما معا وهي مباحة وربما استحبت والمداهنة ترك الدين لصلاح الدنيا والنبي صلى الله عليه وسلم إنما بذل له من دنياه حسن عشرته والرفق في مكالمته ومع ذلك فلم يمدحه بقول فلم يناقض قوله فيه فعله فإن قوله فيه قول حق وفعله معه حسن عشرة فيزول مع هذا التقرير الإشكال بحمد الله تعالى.
وقال عياض: لم يكن عيينة والله أعلم حينئذ أسلم فلم يكن القول فيه غيبة أو كان أسلم ولم يكن إسلامه ناصحا فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يبين ذلك لئلا يغتر به من لم يعرف باطنه وقد كانت منه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وبعده أمور تدل على ضعف إيمانه فيكون ما وصفه به النبي صلى الله عليه وسلم من جملة علامات النبوة.
وأما إلانة القول له بعد أن دخل فعلى سبيل التألف له ثم ذكر نحو ما تقدم وهذا الحديث أصل في المداراة وفي جواز غيبة أهل الكفر والفسق ونحوهم والله أعلم.
قوله (متى عهدتني فاحشا) في رواية الكشميهني (فحاشا) بصيغة المبالغة.
قوله (اتقاء شره) أي قبح كلامه لأن المذكور كان من جفاة العرب. وقال القرطبي في هذا الحديث إشارة إلى أن عيينة المذكور ختم له بسوء لأن النبي صلى الله عليه وسلم اتقى فحشه وشره أخبر أن من يكون كذلك يكون شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة.
قلت ولا يخفى ضعف هذا الاستدلال فإن الحديث ورد بلفظ العموم فمن اتصف بالصفة المذكورة فهو الذي يتوجه عليه الوعيد وشرط ذلك أن يموت على ذلك ومن أين له أن عيينة مات على ذلك واللفظ المذكور يحتمل لأن يقيد بتلك الحالة التي قيل فيها ذلك وما المانع أن يكون تاب وأناب وقد كان عيينة ارتد في زمن أبي بكر وحارب ثم رجع وأسلم وحضر بعض الفتوح في عهد عمر وله مع عمر قصة ذكرت في تفسير الأعراف ويأتي شرحها في كتاب الاعتصام إن شاء الله تعالى وفيها ما يدل على جفائه
وسيأتي في باب المداراة ما يدل على أن تفسير المبهم هنا بمخرمة هو الراجح. انتهى من فتح الباري مع حذف مواضع
====
بوب النووي في رياض الصالحين وذكر فيه ثلاثة أحاديث:
– باب حُسن الخُلق
وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال
سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم فقال: ((البر حُسنُ الخُلق، والإثمُ ما حاك في نفسك، وكرهت أن يطلع عليه الناسُ)) رواه مسلم.
5/ 625 – وعن عبد الله بن عمرو بن العاص
رضي الله عنهما قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا متفحشاً. وكان يقولُ:” إن من خياركم أحسنكم أخلاقاً: متفق عليه.
6/ 626 – وعن أبي الدرداء رضي الله عنه: أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من شيءٍ أثقلُ في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلقِ، وإن الله يبغضُ الفاحش البذي)) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
وفي هذه الأحاديث بيان صفة الرسول صلى
الله عليه وسلم وأنه لم يكن فاحشاً ولا متفحشاً، يعني أنه صلى الله عليه وسلم بعيد عن الفحش طبعاً وكسباً، فلم يكن فاحشاً في نفسه ولا في غريزته؛ بل هو لين سهل، ولم يكن متفحشاً أي متطبعأً بالفحشاء؛ بل كان صلى الله عليه وسلم أبعد الناس عن الفحش في مقاله وفي فعاله صلى الله عليه وسلم.
وفيه أيضاً الحث على حسن الخلق، وأنه من
أثقل ما يكون في الميزان يوم القيامة، وهذا من باب الترغيب فيه، فعليك يا أخي المسلم أن تحسن خلقك مع الله عزّ وجلّ؛ في تلقي أحكامه الكونية والشرعية، بصدر منشرح منقاد راضٍ مستسلم، وكذلك مع عباد الله فإن الله تعالي يحب المحسنين، والله الموفق
====
تنبيه: موضوع الأخلاق:
سبق في الصحيح المسند 1037 أخرجه
سنن أبي داود عن أم الدرداء عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من شئ أثقل في الميزان من حسن الخلق.
أخرجه الترمذي وزاد (وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة)
وسبق في الصحيح المسند 1327عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أكمل المؤمنين إيماناً، أحسنهم أخلاقاً)
ولخصة موضوع حسن الخلق من نضرة النعيم وموسوعة الأخلاق، ومن أراد تخريج الأحاديث فليراجع نضرة النعيم، أما الأخلاق القبيحة فإن شاء الله تأتي مناسبة أخرى فنذكرها.
وكذلك في عون الصمد 250
مسند أحمد:
10022 – حدثنا عبد الرحمن، حدثنا حماد، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة قال: سمعت أبا القاسم يقول: ” خياركم أحاسنكم أخلاقا، إذا فقهوا ” قلت سيف: هذا الحديث مختصر؛
قال ابن حجر في أطراف المسند:
10091 – حديث: الناس معادن خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا، عَن عبد الرحمن وحسن وعفان ثلاثتهم عن حماد عنه، به وحديث عبد الرحمن مختصر.
قال الألباني وذكره في الصحيحة: أصله في الصحيحين.
قلت سيف بن دورة: يصلح أن نضعه في المتمم على الذيل لمعنى أن هذه الرواية توضح أن المقصود الأخلاق.
ومن أخلاقه صلى الله عليه وسلم. كثرة أحيائه وفي صحيح مسلم؛؛؛
باب: كثرة حيائه صلى الله عليه وسلم
حديث أبي سعيد رضي الله عنه (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها. وكان إذا كره شيئاً عرفناه في وجهه)
وحديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما فذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (لم يكن فاحشا ولا متفحشا، وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من خياركم أحاسنكم أخلاقاً)
وتم شرح خلق الحياء بتوسع في تعليقنا على صحيح مسلم