1549 التعليق على الصحيح المسند
مجموعة ابراهيم البلوشي وأبي عيسى البلوشي وفيصل الشامسي وفيصل البلوشي
وهشام السوري
ومشاركة موسى الصومالي
عبدالله البلوشي
وأحمد بن علي ونوح وحمزة وكديم
وعبدالله الديني وعدنان البلوشي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
——–‘———‘———-
1549 الصحيح المسند
عن عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا عَلِمْتُ حَتَّى دَخَلَتْ عَلَيَّ زَيْنَبُ بِغَيْرِ إِذْنٍ وَهِيَ غَضْبَى، ثُمَّ قَالَتْ: لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَسْبُكَ إِذَا قَلَبَتْ لَكَ ابْنَةُ أَبِي بَكْرٍ ذُرَيْعَتَيْهَا، ثُمَّ أَقْبَلَتْ عَلَيَّ فَأَعْرَضْتُ عَنْهَا حَتَّى قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دُونَكِ فَانْتَصِرِي فَأَقْبَلْتُ عَلَيْهَا، حَتَّى رَأَيْتُهَا قَدْ يَبِسَتْ (ماء الفم) > رِيقُهَا فِي فِيهَا، مَا تَرُدُّ عَلَيَّ شَيْئًا فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ
———–‘——–‘———-
الحديث ذكره ابن عدي في ترجمة خالد بن سلمة، وأما سبب ذكره في ترجمته فقال صاحب ذخيرة الحفاظ: للتفرد، وقال الزيلعي في تخريج الكشاف: لين خالد بن سلمة
وكذلك ورد في سنن أبي داود 4900: عن عائشة وفيه زيادات وفيه كذلك أنه صلى الله عليه وسلم. قال لعائشة: سبيها.
قال الألباني: ضعيف الإسناد
قلت سيف: ذكرت في تخريجي لسنن ابي داود أن الحديث له طريق أخرى في الصحيح المسند 1549 لكن ذكره ابن عدي في ترجمة خالد بن سلمة. قال الزيلعي: لين يعني ابن عدي خالد بن سلمة. … بينما حمله صاحب ذخيرة الحفاظ أن مقصود ابن عدي التفرد.
وورد الحديث نحوه في البخاري 2580، ومسلم 2542 لكن ليس فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها سبيها.
لكن أشار البخاري في صحيحه لاحتمال وجود عله. فبعد أن ذكر الحديث بطوله من طريق سليمان عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها: أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم كن حزبين: فحزب فيه عائشة وحفصة وصفية وسودة، والحزب الآخر: أم سلمة وسائر نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان المسلمون قد علموا حب رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة. فإذا كان عند أحدهم هدية يريد ان يهديها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرها حتى إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة بعث صاحب الهدية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة. ….
ثم ذكر إرسال أم سلمة ثم فاطمة ثم زينب
قال البخاري: الكلام الأخير قصة فاطمة يُذكر عن هشام بن عروة عن رجل عن الزهري عن محمد بن عبد الرحمن. وقال أبو مروان عن هشام عن عروة: كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة. وعن هشام عن رجل من قريش ورجل من الموالي عن الزهري عن محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قالت عائشة: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنت فاطمة.
لكن دفع ابن حجر: هذا التعليل فقال: طريق محمد بن عبد الرحمن عن عائشة بهذه القصة مشهورة من غير هذان الوجه. أخرجها مسلم والنسائي من طريق صالح بن كيسان. زاد مسلم ويونس. وزاد النسائي وشعيب بن أبي حمزة ثلاثتهم عن الزهري عنه. …. قال الذهلي والدارقطني وغيرهما: المحفوظ من حديث الزهري: عن محمد بن عبد الرحمن عن عائشة. …… إلى آخر كلامه من الفتح
وراجع طرق للحديث في تخريج مسند أحمد 41/ 124
: قبل البدء في الكلام على ما في مثل هذه الأحاديث، ينبغي سلوك الأدب في الكلام وحسن الإعتقاد في أمهات المؤمنين الطاهرات، وتأمل الحكم من هذه الأحداث التي بقي ذكرها للمسلمين للتأسي بالنبي -صلى الله عليه وسلم- في حسن المعاشرة والحكمة في التعامل مع الزوجات فيما يجري بينهن من غيرة فطرن عليها.
*قال السندي رحمه الله في حاشيته على ابن ماجه:*
قوله (ما علمت) أي بقيام الأزواج الطاهرات علي في تخصيص الناس بالهدايا يوم عائشة وقد جاءت فاطمة قبل ذلك وكأنها ما صرحت بتمام الحقيقة وعند مجيء زينب ظهر لها تمام الحقيقة قوله (أحسبك) الهمزة للاستفهام أي أيكفيك فعل عائشة حين تقلب لك الذراعين أي كأنك لشدة حبك لها لا تنظر إلى أمر آخر (إذا قلبت) هي لك الذراعين (بنية أبي بكر) تصغير بنت وهو فاعل قلبت (ذريعتيها) الذريعة بضم ذال معجمة وتشديد ياء تصغير الذراع ولحوق الهاء فيها لكونها مؤنثةً ثم تثنيةً وأضيف كذا في المجمع والنهاية وفي بعض الأصول بلا هاء التأنيث على الأصل قوله (دونك) أي خذيها (فانتصري) كأنه أمر بذلك لبيان الجواز ودفع الخصام فأشار إلى أنه محمود حيث يرجى به دفع الخصام وإلا فالعفو أحسن (حتى رأيتها) أي مما ذكرت لها من الكلام الشديد
________
*في طرح التثريب في شرح التقريب (الشرح للحافظ العراقي وأكمله ابنه رحمهما الله والمتن للحافظ):*
[باب عشرة النساء والعدل بينهن]
[حديث اجتمعن أزواج النبي]
باب عشرة النساء والعدل بينهن
(الحديث الأول) عن عروة عن عائشة قالت «اجتمعن أزواج النبي – صلى الله عليه وسلم – فأرسلن فاطمة إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقلن لها قولي له: إن نساءك ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة قالت فدخلت على النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو مع عائشة في مرطها فقالت له إن نساءك أرسلنني إليك وهن ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة فقال لها النبي – صلى الله عليه وسلم – أتحبينني؟ قالت نعم، قال: فأحبيها فرجعت إليهن فأخبرتهن ما قال لها فقلن: إنك لم تصنعي شيئًا فارجعي إليه فقالت: والله لا أرجع إليه فيها أبدًا. قال الزهري: وكانت ابنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حقًا فأرسلن زينب ابنة جحش قالت عائشة وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي – صلى الله عليه وسلم – قالت: إن أزواجك أرسلنني إليك وهن ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة ثم أقبلت علي تشتمني فجعلت أرقب النبي – صلى الله عليه وسلم – وأنظر طرفه هل يأذن لي في أن أنتصر منها فلم يتكلم فشتمتني حتى ظننت أنه لا يكره أن أنتصر منها فاستقبلتها فلم ألبث أن أفحمتها قالت: فقال لها النبي – صلى الله عليه وسلم -: إنها ابنة أبي بكر، قالت عائشة: ولم أر امرأةً خيرًا منها وأكثر صدقةً وأوصل للرحم وأبذل لنفسها في كل شيء يتقرب به إلى الله عز وجل من زينب ما عدا سورة من غرب كان فيها يوشك منها الفيئة» رواه النسائي من هذا الوجه وقال هذا خطأ والصواب الذي قبله يريد جعل محمد بن عبد الرحمن بن الحارث مكان عروة كما في الصحيحين (فيه) فوائد:
(الأولى) رواه النسائي من هذا الوجه فقال: أنا محمد بن رافع النيسابوري ثقة مأمون ثنا عبد الرزاق فذكره ثم قال: هذا خطأ والصواب الذي قبله يريد ما رواه قبل ذلك من طريق صالح بن كيسان وشعيب بن أبي حمزة ورواه مسلم في صحيحه من طريق صالح بن كيسان ويونس ثلاثتهم عن الزهري عن محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن عائشة. وذكره البخاري تعليقًا فقال: وقال أبو مروان وهو يحيى بن أبي زكريا الغساني عن هشام بن عروة عن رجل من قريش ورجل من الموالي عن الزهري عن محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قالت عائشة: «كنت عند النبي – صلى الله عليه وسلم – فاستأذنت فاطمة»، هذه اللفظة غير زيادة فطوى القصة لتقدمها من وجه آخر كما سنذكره وقد يتوهم في قول الشيخ – رحمه الله – أن هذه الرواية في الصحيحين أنها في البخاري مسندة وليس كذلك، وإنما هي فيه معلقة كما عرفته وما صوبه النسائي وافقه عليه محمد بن يحيى الذهلي والدارقطني وتبعهما أبو الحجاج المزي في الأطراف وبسط فيه الاختلاف على الزهري في ذلك فإنه قد اختلف عليه فيه من وجوه أخرى هذه أرجحها.
وروى البخاري من طريق سليمان بن بلال عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة «أن نساء النبي – صلى الله عليه وسلم – كن حزبين فحزب فيه عائشة وحفصة وصفية وسودة والحزب الآخر فيه أم سلمة وسائر نساء رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وكان المسلمون قد علموا حب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عائشة فإذا كان عند أحدهم هدية يريد أن يهديها إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أخرها حتى إذا كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في بيت عائشة بعث صاحب العطية إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في بيت عائشة فكلم حزب أم سلمة فقلن لها: كلمي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يكلم الناس فيقول: من أراد أن يهدي إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – هديةً فليهد إليه حيث كان من بيوت نسائه فكلمته أم سلمة بما قلن فلم يقل لها شيئًا فسألنها فقالت: ما قال لي شيئًا فقلن لها: فكلميه فكلمته حين دار إليها فلم يقل لها شيئًا فسألنها فقالت ما قال لي شيئًا فقلن لها كلميه حتى يكلمك فدار إليها فكلمته فقال لها: لا تؤذيني في عائشة فإن الوحي لم يأتني وأنا في ثوب امرأة إلا عائشة قالت: فقالت: أتوب إلى الله من أذاك يا رسول الله، ثم إنهن دعون فاطمة بنت رسول الله – صلى الله عليه وسلم -» فذكر الحديث المتقدم دون قول عائشة ولم أر امرأةً خيرًا منها إلى آخره.
(الثانية) قولها: اجتمعن أزواج النبي – صلى الله عليه وسلم – كذا في رواية أحمد والنسائي بإثبات النون وهي لغة قليلة وردت في كتاب الله والسنة وهي المشهورة عند الناس بلغة أكلوني البراغيث، ولو قالت: أكلني لكان أفصح، وقد تبين بالرواية التي سقناها من عند البخاري أن المراد من أمهات المؤمنين من عدا حفصة وصفية وسودة.
(الثالثة) قوله ينشدنك هو بفتح أوله وبضم الشين أي يسألنك كما في رواية الأخرى يقال: نشدت فلانًا إذا قلت له: نشدتك الله أي سألتك الله كأنك ذكرته إياه أي تذكر، ونسبة عائشة – رضي الله عنها – إلى أبي قحافة وإن كان صحيحًا سائغًا إلا أن فيه نوع غض منها لنقص رتبته بالنسبة إلى أبيها الصديق لا سيما إن كان ذلك قبل إسلام أبي قحافة – رضي الله عنهم -.
(الرابعة) قال النووي معناه يسألنك التسوية بينهن في محبة القلب وكان – صلى الله عليه وسلم – يسوي بينهن في الأفعال والمبيت ونحوه وأما محبة القلب فكان يحب عائشة أكثر منهن وأجمع المسلمون على أن محبتهن لا تكليف فيها ولا يلزمه التسوية فيها؛ لأنه لا قدرة لأحد عليها إلا الله سبحانه وتعالى، وإنما يؤمر بالعدل في الأفعال.
وقد اختلف أصحابنا وغيرهم من العلماء في أنه – عليه الصلاة والسلام – هل كان يلزمه القسم بينهن على الدوام والمساواة في ذلك كما يلزم غيره أم لا يلزمه ذلك بل يفعل ما يشاء من إيثار وحرمان فالمراد بالحديث طلب المساواة في محبة القلب
لا العدل في كان حاصلًا قطعًا ولهذا كان يطاف به – صلى الله عليه وسلم – في مرضه عليهن حتى ضعف فاستأذنهن في أن يمرض في بيت عائشة فأذن له.
(قلت) الأصح عند الشيخ أبي حامد والعراقيين والبغوي وجوب القسم عليه كغيره وإنما قال بعدم وجوبه الإصطخري وقال أبو العباس القرطبي: ليس معناه أنه جار عليهن فمنعهن حقًا هو لهن؛ لأنه – عليه الصلاة والسلام – منزه عن ذلك ولأنه لم يكن العدل بينهن واجبًا عليه لكن صدر ذلك منهن بمقتضى الغيرة والحرص على أن يكون لهن مثل ما كان لعائشة من إهداء الناس له إذا كان في بيوتهن ويحتمل أنهن طلبن منه التسوية في محبة القلب؛ ولذلك «قال لفاطمة – عليها السلام -: ألست تحبين من أحب قالت: بلى، قال: فأحبي هذه» وكلا الأمرين لا يجب العدل بين النساء فيه أما الهدية فلا تطلب من المهدي فلا يتعين لها وقت وأما الحب فغير داخل تحت قدرة الإنسان ولا كسبه.
(قلت) مقتضى القصة التي سقناها من عند البخاري أن الذي طلبنه منه مساواتهن لعائشة في الإهداء للنبي – صلى الله عليه وسلم – في بيوتهن وقد صرحت له أم سلمة بذلك مرارًا قبل حضور فاطمة وزينب ولم يصدر ذلك منهن عن اعتدال وهذا الكلام فيه تعريض بطلب الهدية واستدعائها وذلك ينافي كماله – عليه الصلاة والسلام – أي أن يقوله على سبيل العموم.
أما قوله ذلك لواحد بعينه على سبيل الانبساط إليه وتكريمه فلا مانع منه بل آحاد ذوي المودات يمتنع من مثل ذلك، ولعل قوله – عليه الصلاة والسلام – في جواب أم سلمة «لا تؤذيني في عائشة فإن الوحي لم يأتني وأنا في ثوب امرأة إلا عائشة» إشارةً إلى أن تقليب قلوب الناس للإهداء في نوبة عائشة أمر سماوي لا حيلة لي فيه ولا صنع بدليل اختصاصها بنزول الوحي علي وأنا في ثوبها دون غيرها من أمهات المؤمنين فلا يمكنني قطع ذلك ولا أمر الناس بخلافه.
(الخامسة) قال أبو العباس القرطبي دخول فاطمة وزينب على النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو مع عائشة في مرطها دليل على جواز مثل ذلك إذ ليس فيه كشف عورة ولا ما يستقبح على من فعل ذلك مع خاصته وأهله.
(قلت) قد تبين برواية مسلم والنسائي من طريق محمد بن عبد الرحمن عن عائشة أن كلًا منهما لم يدخل إلا بعد استئذان فلو كره – عليه الصلاة والسلام – دخولهما على تلك الحالة لحجبهما أو تغير عن حالته التي كان عليها.
(فإن قلت) فقد روى النسائي وابن ماجه من رواية النهي عن عروة عن عائشة قالت: ما علمت حتى دخلت على زينب بغير إذن وهي غضبى فذكرت شيئًا من هذه القصة.
(قلت) الظاهر أن هذه واقعة أخرى وسنزيد ذلك إيضاحًا.
(السادسة) المرط بكسر الميم وإسكان الراء ذكر بعضهم أنه كساء معلم يكون تارةً من خز وتارةً من صوف وزاد بعضهم في وصفه أن يكون مربعًا وقال بعضهم: إن سداه من شعر ولم يشترط بعضهم فيه أن يكون معلمًا أي له علم.
(السابعة) قولها تساميني أي تعاديني من قولهم سامه خطة خسف أي كلفه ما يشق عليه ويذله.
قال أبو العباس القرطبي وفيه بعد من جهة اللسان والمعنى والله أعلم.
(الثامنة) قولها يشتمني بكسر التاء
والطرف بفتح الطاء وإسكان الراء البصر.
قال النووي واعلم أنه ليس فيه دليل أن النبي – صلى الله عليه وسلم – أذن لعائشة في ذلك ولا أشار بعينه ولا غيرها بل لا يحل اعتقاد ذلك فإنه – صلى الله عليه وسلم – يحرم عليه خائنة الأعين وإنما فيه أنها انتصرت لنفسها فلم ينهها، وقال أبو العباس القرطبي: كأن زينب لما بدأتها بالعتب واللوم كانت كأنها ظالمة فجاز لعائشة أن تنتصر لقوله تعالى {ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل} [الشورى: 41].
(قلت) وفي رواية النسائي من طريق النهي عن عروة عن «عائشة فأعرضت عنها حتى قال النبي – صلى الله عليه وسلم – دونك فانتصري فأقبلت عليها حتى رأيتها قد يبست ريقها في فيها ما ترد على شيء» وهذا مما يدل على أنها واقعة أخرى كما تقدم.
(التاسعة) قولها حتى أفحمتها بالفاء والحاء المهملة أي أسكتها، يقال: أفحمه إذا أسكته في خصومة أو غيرها.
(العاشرة) قوله – عليه الصلاة والسلام – أنها ابنة أبي بكر قال النووي معناه الإشارة إلى كمال فهمها وحسن نظرها، وقال أبو العباس القرطبي: هو تنبيه على أصلها الكريم الذي نشأت عنه واكتسبت الجزالة والبلاغة والفضيلة منه وطيب الفروع بطيب عذوقها، وغذاؤها من عروقها كما قال:
طيب الفروع من الأصول ولم ير، فرع يطيب وأصله الزقوم.
ففيه مدح عائشة وأبيها – رضي الله عنهما -.
(قلت) ولعله استحسن منها كونها لم تبدأ زينب بالكلام حتى تكلمت زينب وزادت فصارت عائشة منتصرةً لا سبيل عليها ثم بعد ذلك بلغت ما أرادت فكان لها العاقبة والظفر بالمقصود.
(الحادية عشرة)
فيه فضيلة ظاهرة لأمتي المؤمنين المذكورتين أما زينب فلما اتصفت به من هذه الأوصاف الجميلة.
وأما عائشة فلأنه لم يمنعها ما كان بينهما من وصفها بما تعرفه منها وقولها.
(وأبذل لنفسها في كل شيء يتقرب به إلى الله عز وجل) هو بالذال المعجمة ثم يحتمل أن يكون من البذل وهو العطاء وأن يكون من البذلة وهو الامتهان بالعمل والخدمة فكانت زينب – رضي الله عنها – تعمل بيدها عمل النساء من الغزل والنسج وغير ذلك مما جرت عادة النساء بعمله والتكسب به، وكانت تتصدق بذلك وتصل به ذوي رحمها وهي التي كانت أطولهن يدًا بالعمل والصدقة وأشار إليها النبي – صلى الله عليه وسلم – بقوله «أسرعكن لحاقًا بي أطولكن يدًا»، وقولها من زينب وضعت الظاهر موضع المضمر وكان الأصل أن تقول منها كما قالت أولًا ولم أر امرأةً خيرًا منها.
(الثانية عشرة) قولها.
(ما عدا) من صيغ الاستثناء وهي مع ما، فعل ينصب ما بعده وبدونها حرف يخفض ما بعده على المشهور في الحالتين و (السورة) بفتح السين المهملة وإسكان الواو وبعدها راء ثم هاء الثوران وعجلة الغضب ومنه سورة الشراب وهي قوته وحدته و (الغرب) بفتح الغين المعجمة وإسكان الراء المهملة وآخره باء موحدة الحدة وهي شدة الخلق وثورانه ومنه غرب السيف وهو حده وغرب كل شيء حده، يقال: في لسانه غرب أي حدة والحد بفتح الحاء المهملة يحتمل أن يراد به القوي الشديد من حد الشراب وهو صلابته وحد الرجل وهو بأسه ويحتمل أن يراد غضب بالغ أقصى الغاية من حد الشيء وهو منتهاه ويحتمل أن يكون تأكيدًا لقوله: ” غرب ” فإن الحدة بكسر الحاء وآخره هاء والحد بفتح الحاء بلا هاء آخره ما يعتري الإنسان من النزق والغضب وكذا في روايتنا من غرب حد بتنوينهما، وفي رواية مسلم والنسائي سورةً من حد ليس فيهما لفظ غرب وفي بعض نسخ مسلم من حدة بكسر الحاء وبالهاء وقولها يوشك بضم أوله وبكسر الشين المعجمة أي تسرع وقوله الفيئة بفتح الفاء وبالهمز أي الرجوع، وهو منصوب بقوله يوشك ومعنى الكلام وصفها بأنها كاملة الأوصاف إلا أن فيها شدة خلق وسرعة غضب ترجع عنها سريعًا ولا تصر عليها فهي سريعة الغضب سريعة الرضا فتلك بتلك كما جاء في الحديث قال النووي وقد صحف صاحب التحرير في هذا الحديث تصحيفًا قبيحًا جدًا فقال ما عدا سودة بالدال وجعلها سودة بنت زمعة وهذا من فاحش الغلط نبهت عليه لئلا يغتر به.
=======
– يوافق الحديث قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا}
قال ابن كثير:
[وقال بَعْضُهُمْ: لَمَّا كَانَتِ الْأَقْسَامُ ثَلَاثَةً: ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ، وَمُقْتَصِدٌ، وَسَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ، ذَكَرَ الْأَقْسَامَ الثَّلَاثَةَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ فَذَكَرَ الْمُقْتَصِدَ وَهُوَ الَّذِي يُفِيضُ بِقَدْرِ حَقِّهِ لِقَوْلِهِ: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا}، ثُمَّ ذَكَرَ السَّابِقَ بِقَوْلِهِ: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} ثُمَّ ذَكَرَ الظَّالِمَ بِقَوْلِهِ: {إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} فَأَمَرَ بِالْعَدْلِ، وَنَدَبَ إِلَى الْفَضْلِ، وَنَهَى مِنَ الظُّلْمِ] ثُمَّ قَالَ: {وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ}
أَيْ: لَيْسَ عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ فِي الِانْتِصَارِ مِمَّنْ ظَلَمَهُمْ.
روى النَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ عن عَائِشَةُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قالت: مَا علمتُ حَتَّى دَخَلَتْ عليَّ زَيْنَبُ بِغَيْرِ إِذَنٍ وَهِيَ غَضْبَى …. فذكر حديث الباب.
وَقَوْلُهُ: {إِنَّمَا السَّبِيلُ} أَيْ: إِنَّمَا الْحَرَجُ وَالْعَنَتُ {عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} أَيْ: يَبْدَؤُونَ النَّاسَ بِالظُّلْمِ. كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: “الْمُسْتَبَّانُ مَا قَالَا فَعَلَى الْبَادِئِ مَا لَمْ يَعْتَد الْمَظْلُومُ”. {أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} أَيْ: شَدِيدٌ مُوجِعٌ.
قال الفضيل بن عياض: َصَاحِبُ الْعَفْوِ يَنَامُ عَلَى فِرَاشِهِ بِاللَّيْلِ، وَصَاحِبُ الِانْتِصَارِ يُقَلِّبُ الْأُمُورَ
قلت سيف ذكرته مختصراً.
وَروى الْإِمَامُ أَحْمَدُ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلًا شَتَمَ أَبَا بَكْرٍ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْجَبُ وَيَتَبَسَّمُ، فَلَمَّا أَكْثَرَ رَدَّ عَلَيْهِ بَعْضَ قَوْلِهِ، فَغَضِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَامَ، فَلَحِقَهُ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ كَانَ يَشْتُمُنِي وَأَنْتَ جَالِسٌ، فَلَمَّا رَدَدْتُ عَلَيْهِ بَعْضَ قَوْلِهِ غَضِبْتَ وَقُمْتَ! قَالَ: “إِنَّهُ كَانَ مَعَكَ مَلَكٌ يَرُدُّ عَنْكَ، فَلَمَّا رَدَدْتَ عَلَيْهِ بَعْضَ قَوْلِهِ حَضَرَ الشَّيْطَانُ، فَلَمْ أَكُنْ لِأَقْعُدَ مَعَ الشَّيْطَانِ”. ثُمَّ قَالَ: “يَا أَبَا بَكْرٍ، ثَلَاثٌ كُلُّهُنَّ حَقٌّ، مَا مِنْ عَبْدٍ ظُلم بِمَظْلَمَةٍ فَيُغْضِي عَنْهَا لِلَّهِ، إِلَّا أَعَزَّ اللَّهُ بِهَا نَصْرَه، وَمَا فَتَحَ رَجُلٌ بَابَ عَطِيَّةٍ يُرِيدُ بِهَا صِلَةً، إِلَّا زَادَهُ اللَّهُ بِهَا كَثْرَةً، وَمَا فَتَحَ رَجُلٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ يُرِيدُ بِهَا كَثْرَةً، إِلَّا زَادَهُ اللَّهُ بِهَا قِلَّةً”
وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ حَمَّادٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ -قَالَ: وَرَوَاهُ صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، كِلَاهُمَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلان وَرَوَاهُ مِنْ طَرِيقِ اللَّيْثِ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُرِي، عَنْ بَشِيرِ بْنِ الْمُحَرِّرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ مُرْسَلًا.
وَهَذَا الْحَدِيثُ فِي غَايَةِ الْحُسْنِ فِي الْمَعْنَى، وَهُوَ سببُ سَبِّهِ لِلصِّدِّيقِ.
قلت سيف:
وهو حديث معل بالإرسال والمرسل فيه مجهول، وله شاهد من حديث النعمان بن مقرن، وهو منقطع. وراجع لجمع طرقه تحقيق المسند 15/ 392
وذكروا شواهد أخرى فيها ضعف.
وروي الحديث من طريق الوالبي عن النعمان بلفظ (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر)، وهناك بحث في جمع طرقه بدون الحكم عليه، فقيل النعمان هنا هو بن عمرو التابعي، لكن ورد رواية تدل أنه الصحابي رواها مطين عن ابن أبي شيبة كما في معجم الصحابة لابن قانع فخالف ابن شاهين.
======
أحاديث في الغيرة جمعها الأصحاب:
سنن أبي داود
نوع الحديث: مرفوع
كتاب: العتق | باب: في بيع المكاتب
3931 حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى أَبُو الْأَصْبَغِ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ – يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ – عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: وَقَعَتْ جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ الْمُصْطَلِقِ فِي سَهْمِ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، أَوِ ابْنِ عَمٍّ لَهُ، فَكَاتَبَتْ عَلَى نَفْسِهَا. وَكَانَتِ امْرَأَةً مُلَاحَةً تَاخُذُهَا الْعَيْنُ. قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: فَجَاءَتْ تَسْأَلُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كِتَابَتِهَا، فَلَمَّا قَامَتْ عَلَى الْبَابِ فَرَأَيْتُهَا كَرِهْتُ مَكَانَهَا، وَعَرَفْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيَرَى مِنْهَا مِثْلَ الَّذِي رَأَيْتُ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ، وَإِنَّمَا كَانَ مِنْ أَمْرِي مَا لَا يَخْفَى عَلَيْكَ، وَإِنِّي وَقَعْتُ فِي سَهْمِ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، وَإِنِّي كَاتَبْتُ عَلَى نَفْسِي، فَجِئْتُكَ أَسْأَلُكَ فِي كِتَابَتِي. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” فَهَلْ لَكِ إِلَى مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ؟ “. قَالَتْ: وَمَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: ” أُؤَدِّي عَنْكِ كِتَابَتَكِ وَأَتَزَوَّجُكِ “. قَالَتْ: قَدْ فَعَلْتُ. قَالَتْ: فَتَسَامَعَ – تَعْنِي النَّاسَ – أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ تَزَوَّجَ جُوَيْرِيَةَ، فَأَرْسَلُوا مَا فِي أَيْدِيهِمْ مِنَ السَّبْيِ فَأَعْتَقُوهُمْ، وَقَالُوا: أَصْهَارُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فَمَا رَأَيْنَا امْرَأَةً كَانَتْ أَعْظَمَ بَرَكَةً عَلَى قَوْمِهَا مِنْهَا؛ أُعْتِقَ فِي سَبَبِهَا مِائَةُ أَهْلِ بَيْتٍ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: هَذَا حُجَّةٌ فِي أَنَّ الْوَلِيَّ هُوَ يُزَوِّجُ نَفْسَهُ.
حكم الحديث: حسن
مسند أحمد (26365)
– عن عائشة قالت قلت للنبي صلى الله عليه وسلم حسبك من صفية كذا وكذا قال غير مسدد تعني قصيرة فقال لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته قالت وحكيت له إنسانا فقال ما أحب أني حكيت إنسانا وأن لي كذا وكذا.
سنن أبي داود 4875 وصححه الألباني
– صحيح البخاري 3818
حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَنٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا حَفْصٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: مَا غِرْتُ عَلَى أَحَدٍ مِنْ نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ، وَمَا رَأَيْتُهَا، وَلَكِنْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ ذِكْرَهَا، وَرُبَّمَا ذَبَحَ الشَّاةَ، ثُمَّ يُقَطِّعُهَا أَعْضَاءً، ثُمَّ يَبْعَثُهَا فِي صَدَائِقِ خَدِيجَةَ، فَرُبَّمَا قُلْتُ لَهُ: كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِي الدُّنْيَا امْرَأَةٌ إِلَّا خَدِيجَةُ. فَيَقُولُ: ” إِنَّهَا كَانَتْ، وَكَانَتْ، وَكَانَ لِي مِنْهَا وَلَدٌ “.
– البخاري (3610) عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: استأذنَت هالةُ بنت خويلد أختُ خديجة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعرَف استئذان خديجة، فارتاع لذلك، فقال:” ((اللهم هالة))، قالت: فغِرتُ، فقلتُ: ما تَذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت في الدهر، قد أبدلك الله خيرًا منها؟!)
صحيح مسلم
88 – (2445) حدثنا إسحاق بن إبراهـيم الحنظلي، وحدثنا عبد بن حميد، كلاهـما عن أبي نعيم، قال عبد: حدثنا أبو نعيم، حدثنا عبد الواحد بن أيمن، حدثني ابن أبي مليكة، عن القاسم بن م حمد، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إذا خرج أقرع بين نسائه فطارت القرعة على عائشة وحفصة فخرجتا معه جميعا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا كان بالليل، سار مع عائشة يتحدث معها، فقالت حفصة لعائشة: ألا تركبين الليلة بعيري وأركب بعيرك، فتنظرين وأنظر؟ قالت: بلى، فركبت عائشة على بعير حفصة، وركبت حفصة على بعير عائشة، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جمل عائشة وعليه حفصة، فسلم ثم سار معها، حتى نزلوا، فافتقدته عائشة فغارت، فلما نزلوا جعلت تجعل رجلها بين الإذخر وتقول يا رب سلط علي عقربا أو حية تلدغني رسولك ولا أستطيع أن أقول له شيئا.
– سنن الترمذي
رقم الحديث 3318
بعد ان ذكر الترمذي الحديث بطوله قال:-
قَالَ الزُّهْرِيُّ، فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: فَلَمَّا مَضَتْ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَدَأَ بِي قَالَ: «يَا عَائِشَةُ، إِنِّي ذَاكِرٌ لَكِ شَيْئًا فَلَا تَعْجَلِي حَتَّى تَسْتَامِرِي أَبَوَيْكِ» قَالَتْ: ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ} [الأحزاب: 28] الآيَةَ. قَالَتْ: عَلِمَ وَاللَّهِ أَنَّ أَبَوَيَّ لَمْ يَكُونَا يَامُرَانِي بِفِرَاقِهِ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: أَفِي هَذَا أَسْتَامِرُ أَبَوَيَّ؟ فَإِنِّي أُرِيدُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ. قَالَ مَعْمَرٌ، فَأَخْبَرَنِي أَيُّوبُ، أَنَّ عَائِشَةَ، قَالَتْ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا تُخْبِرْ أَزْوَاجَكَ أَنِّي اخْتَرْتُكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا بَعَثَنِي اللَّهُ مُبَلِّغًا وَلَمْ يَبْعَثْنِي مُتَعَنِّتًا». «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ قَدْ رُوِيَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ»
صحيح البخاري
كتاب النكاح | باب الغيرة.
5225 حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ بَعْضِ نِسَائِهِ، فَأَرْسَلَتْ إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ بِصَحْفَةٍ فِيهَا طَعَامٌ، فَضَرَبَتِ الَّتِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِهَا يَدَ الْخَادِمِ، فَسَقَطَتِ الصَّحْفَةُ فَانْفَلَقَتْ، فَجَمَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِلَقَ الصَّحْفَةِ، ثُمَّ جَعَلَ يَجْمَعُ فِيهَا الطَّعَامَ الَّذِي كَانَ فِي الصَّحْفَةِ، وَيَقُولُ: ” غَارَتْ أُمُّكُمْ “. ثُمَّ حَبَسَ الْخَادِمَ حَتَّى أُتِيَ بِصَحْفَةٍ مِنْ عِنْدِ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا، فَدَفَعَ الصَّحْفَةَ الصَّحِيحَةَ إِلَى الَّتِي كُسِرَتْ صَحْفَتُهَا، وَأَمْسَكَ الْمَكْسُورَةَ فِي بَيْتِ الَّتِي كَسَرَتْ.
– خروج النبي صلى الله عليه وسلم الى للبقيع
عن عائشة رضي الله عنها قالت: ” لما كانت ليلتي التي كان النبي – صلى الله عليه وسلم – فيها عندي، انقلب فوضع رداءه وخلع نعليه فوضعهما عند رجليه، وبسط طرف إزاره على فراشه فاضطجع، فلم يلبث إلا ريثما ظنّ أن قد رقدت، فأخذ رداءه رويدا وانتعل رويدا وفتح الباب فخرج، ثم أجافه رويدا، فجعلت درعي في رأسي واختمرت وتقنعت إزاري ثم انطلقت على إثره، حتى جاء البقيع فقام فأطال القيام ثم رفع يديه ثلاث مرات، ثم انحرف فانحرفت، فأسرع فأسرعتُ، فهرول فهرولتُ، فأحضر فأحضرتُ، فسبقته فدخلت، فليس إلا أن اضطجعت فدخل، فقال مالك: (يا عائش حشيا رابية)؟، قلت: لا شيء، قال: (لتخبريني أو ليخبرنّي اللطيف الخبير)، قلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، فأخبرتُهُ فقال: (فأنت السواد الذي رأيت أمامي)؟ قلت: نعم، فلهدني في صدري لهدة أوجعتني، ثم قال: (أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله)؟ قالت: مهما يكتم الناس يعلمه الله؟ قال: (نعم)، قال: (فإن جبريل أتاني حين رأيتِ، فناداني فأخفاه منك، فأجبته فأخفيته منك، ولم يكن يدخل عليك وقد وضعتِ ثيابك، وظننتُ أن قد رقدتِ، فكرهتُ أن أوقظكِ، وخشيت أن تستوحشي، فقال: إن ربّك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم)، قلت: كيف أقول لهم يا رسول الله؟ قال: (قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون) ” رواه مسلم.
وفي رواية الإمام أحمد: ” فلهزني في ظهري لهزة فأوجعتني”.
– عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب عسلا عند زينب بنت جحش، ويمكث عندهـا، فواطيت أنا وحفصة على، أيتنا دخل عليها فلتقل له: أكلت مغافير، إني أجد منك ريح مغافير، قال: «لا، ولكني كنت أشرب عسلا عند زينب بنت جحش، فلن أعود له، وقد حلفت، لا تخبري بذلك أحدا.
رواه البخاري ومسلم
– عن عائشة رضي الله عنها قالت:
(لَمَّا كَانَتْ لَيْلَتِي الَّتِي كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا عِنْدِي، انْقَلَبَ فَوَضَعَ رِدَاءَهُ، وَخَلَعَ نَعْلَيْهِ، فَوَضَعَهُمَا عِنْدَ رِجْلَيْهِ، وَبَسَطَ طَرَفَ إِزَارِهِ عَلَى فِرَاشِهِ، فَاضْطَجَعَ، فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا رَيْثَمَا ظَنَّ أَنْ قَدْ رَقَدْتُ، فَأَخَذَ رِدَاءَهُ رُوَيْدًا، وَانْتَعَلَ رُوَيْدًا، وَفَتَحَ الْبَابَ فَخَرَجَ، ثُمَّ أَجَافَهُ رُوَيْدًا، فَجَعَلْتُ دِرْعِي فِي رَاسِي، وَاخْتَمَرْتُ، وَتَقَنَّعْتُ إِزَارِي، ثُمَّ انْطَلَقْتُ عَلَى إِثْرِهِ، حَتَّى جَاءَ الْبَقِيعَ فَقَامَ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ انْحَرَفَ فَانْحَرَفْتُ، فَأَسْرَعَ فَأَسْرَعْتُ، فَهَرْوَلَ فَهَرْوَلْتُ، فَأَحْضَرَ – أي ركض – فَأَحْضَرْتُ، فَسَبَقْتُهُ فَدَخَلْتُ، فَلَيْسَ إِلَّا أَنِ اضْطَجَعْتُ، فَدَخَلَ، فَقَالَ: مَا لَكِ يَا عَائِشُ، حَشْيَا رَابِيَةً؟ – الحشا: التهيج الذي يعرض للمسرع في مشيه بسبب ارتفاع النفس، رابية: مرتفعة البطن – قَالَتْ: قُلْتُ: لَا شَيْءَ. قَالَ: لَتُخْبِرِينِي أَوْ لَيُخْبِرَنِّي اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ. قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، فَأَخْبَرْتُهُ. قَالَ: فَأَنْتِ السَّوَادُ الَّذِي رَأَيْتُ أَمَامِي؟ قُلْتُ: نَعَمْ.
فَلَهَدَنِي فِي صَدْرِي لَهْدَةً أَوْجَعَتْنِي، ثُمَّ قَالَ: أَظَنَنْتِ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ؟ – أي: هل ظننت أني أظلمك بالذهاب إلى زوجاتي الأخرى في ليلتك – قَالَتْ: مَهْمَا يَكْتُمِ النَّاسُ يَعْلَمْهُ اللهُ، نَعَمْ، قَالَ: فَإِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي حِينَ رَأَيْتِ، فَنَادَانِي، فَأَخْفَاهُ مِنْكِ، فَأَجَبْتُهُ، فَأَخْفَيْتُهُ مِنْكِ، وَلَمْ يَكُنْ يَدْخُلُ عَلَيْكِ وَقَدْ وَضَعْتِ ثِيَابَكِ، وَظَنَنْتُ أَنْ قَدْ رَقَدْتِ، فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَكِ، وَخَشِيتُ أَنْ تَسْتَوْحِشِي، فَقَالَ: إِنَّ رَبَّكَ يَامُرُكَ أَنْ تَاتِيَ أَهْلَ الْبَقِيعِ فَتَسْتَغْفِرَ لَهُمْ. قَالَتْ: قُلْتُ: كَيْفَ أَقُولُ لَهُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: قُولِي: السَّلَامُ عَلَى أَهْلِ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَيَرْحَمُ اللهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَالْمُسْتَاخِرِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَلَاحِقُونَ) رواه مسلم (974)
– قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى:
حدثنا يعلى بن عبيد، قال: حدثنا يحيى، عن عمرة، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يعتكف صلى الصبح، ثم دخل في المكان الذي يريد أن يعتكف فيه، فأراد أن يعتكف العشر الأواخر من رمضان، فأمر فضرب له خباء، وأمرت عائشة فضرب لها خباء، وأمرت حفصة فضرب لها خباء، فلما رأت زينب خباءهـما أمرت فضرب لها خباء، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك قال: ” البر تردن؟ فلم يعتكف في رمضان، واعتكف عشرا من شوال “.
مسند أحمد (25897)
– و في صحيح البخاري
حدثنا عبد الله بن يوسف، أخبرنا مالك، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم، أراد أن يعتكف، فلما انصرف إلى المكان الذي أراد أن يعتكف إذا أخبية خباء عائشة، وخباء حفصة، وخباء زينب، فقال:
«ألبر تقولون بهن» ثم انصرف، فلم يعتكف حتى اعتكف عشرا من شوال.
– و في صحيح مسلم
حدثنا يحيى بن يحيى، أخبرنا أبو معاوية، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر، ثم دخل معتكفه وإنه أمر بخبائه فضرب، أراد الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان، فأمرت زينب بخبائها فضرب، وأمر غيرهـا من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بخبائه فضرب، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر، نظر، فإذا الأخبية فقال: «آلبر تردن؟» فأمر بخبائه فقوض، وترك الاعتكاف في شهر رمضان، حتى اعتكف في العشر الأول من شوال.
– وفي صحيح مسلم
كتاب: صفة القيامة والجنة والنار | باب: تحريش الشيطان وبعثه سراياه لفتنة الناس
2815 (70) حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَيْلِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرٍ، عَنِ ابْنِ قُسَيْطٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ عُرْوَةَ حَدَّثَهُ، أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَتْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا لَيْلًا، قَالَتْ: فَغِرْتُ عَلَيْهِ، فَجَاءَ فَرَأَى مَا أَصْنَعُ، فَقَالَ: ” مَا لَكِ يَا عَائِشَةُ، أَغِرْتِ؟ ” فَقُلْتُ: وَمَا لِي لَا يَغَارُ مِثْلِي عَلَى مِثْلِكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” أَقَدْ جَاءَكِ شَيْطَانُكِ؟ ” قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوَمَعِيَ شَيْطَانٌ؟ قَالَ: ” نَعَمْ “. قُلْتُ: وَمَعَ كُلِّ إِنْسَانٍ؟ قَالَ: ” نَعَمْ “. قُلْتُ: وَمَعَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: ” نَعَمْ، وَلَكِنْ رَبِّي أَعَانَنِي عَلَيْهِ حَتَّى أَسْلَمَ “.
-صحيح البخاري
4912 حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْرَبُ عَسَلًا عِنْدَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، وَيَمْكُثُ عِنْدَهَا، فَوَاطَيْتُ أَنَا وَحَفْصَةُ عَلَى أَيَّتُنَا دَخَلَ عَلَيْهَا فَلْتَقُلْ لَهُ: أَكَلْتَ مَغَافِيرَ، إِنِّي أَجِدُ مِنْكَ رِيحَ مَغَافِيرَ. قَالَ: ” لَا، وَلَكِنِّي كُنْتُ أَشْرَبُ عَسَلًا عِنْدَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ فَلَنْ أَعُودَ لَهُ، وَقَدْ حَلَفْتُ لَا تُخْبِرِي بِذَلِكَ أَحَدًا “.
صحيح البخاري (5267, 5268, 6691, 6972)
صحيح مسلم (1474)