1547 التعليق على الصحيح المسند
مجموعة ابراهيم البلوشي وأبي عيسى البلوشي وفيصل الشامسي وفيصل البلوشي
وهشام السوري
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2؛ 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
——–‘——-
الصحيح المسند
1547. عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحب الجوامع من الدعاء ويدع ما سوى ذلك.
—–
*قال العباد حفظه الله في شرح السنن (باختصار):*
– الجوامع هي التي لفظها قليل ومعناها كثير، فهي قليلة المبنى واسعة المعنى، هذه هي جوامع الكلم، وهكذا كانت أدعية الرسول صلى الله عليه وسلم، وكذلك الأدعية التي جاءت في القرآن.
– فالأولى للمسلم عندما يدعو أن يحرص على أدعية الرسول عليه الصلاة والسلام، ويعرف هذه الأدعية وما كان يدعو به ويأتي به، هذا هو الأولى وهذا هو الذي ينبغي له؛ لأن الإنسان إذا أتى بأدعية من عند نفسه قد يكون فيها تجاوز، وقد يكون فيها أمر منكر، وقد يكون فيها أمر محرم، وقد يكون فيها أمر شاذ.
– فاختيار الأدعية التي تأتي عن النبي صلى الله عليه وسلم هي التي فيها العصمة وفيها السلامة، وهي التي تكون أعم وأنفع؛ لأنها كلام الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى.
قلت سيف: وفي حديث أبي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قال: ((فُضِّلْتُ على الْأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ: أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ، وَجُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا، وَأُرْسِلْتُ إلى الْخَلْقِ كَافَّةً، وَخُتِمَ بِيَ النَّبِيُّونَ)) أخرجه مسلم 523.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في “قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة”، ص309: “وينبغي للخلق أن يدعوا بالأدعية الشرعية التي جاء بها الكتاب والسنة؛ فإن هذا لا ريب في فضله وحسنه” ا. ه
_______
*تتجلى أهمية تعلم جوامع الدعاء، كونها تمتاز بخصائص منها:*
– فيها إجلال الله عز وجل وتعظيمه والثناء عليه.
– بعضها يجمع بين خيري الدنيا والآخرة.
– فيها إجمال في الطلب.
– فيها شمول “فإنكم إذا قلتموها أصابت كل عبد صالح في السماء والأرض”.
– فيها إلحاح وتذلل وانكسار وافتقار للرب سبحانه وتعالى.
– فيها طلب مغفرة متفضل بها لا يقتضيها سبب من العبد من عمل حسن ولا غيره (منقول).
– فيها دعاء الله سبحانه وتعالى بأسماء وصفاته، وهذا من التوحيد.
– فيها أجران: أجر العبادة وأجر اتباع النبي -صلى الله عليه وسلم-.
– فيها أدب في سؤال المولى عز وجل وبعد عن سوء الأدب في الخطاب.
– فيها البعد عن الاعتداء في الدعاء.
– فيها راحة للعبد وجلاء همه وذهاب حزنه، لأنه تشعره بأنه بذل الأسباب وسلم أمره لله.
======
ذكر الشيخ بن عثيمين في شرح كتاب رياض الصالحين:
1467 – وعن أنس رضي الله عنه قال: كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار متفق عليه
زاد مسلم في روايته قال: وكان أنس إذا أراد أن يدعو بدعوة دعا بها وإذا أراد أن يدعو بدعاء دعا بها فيه
المؤلف رحمه الله في باب فضل الدعاء أحاديث منها:
حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب الجوامع من الدعاء ويدع ما سوى ذلك.
يعني أنه إذا دعا يختار من الدعاء أجمعه كلمات جامعة عامة ويدع التفاصيل
وأما تكرار الدعاء فسوف يأتي إن شاء الله أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكرر الدعاء فإذا دعا دعا ثلاثا
و هـذا الدعاء أجمع الدعاء: يشمل حسنات الدنيا من زوجة صالحة ومركب مريح وسكن مطمئن وغير ذلك.
وفي الآخرة حسنة كذلك يشمل حسنة الآخرة كلها من الحساب اليسير وإعطاء الكتاب باليمين والمرور على الصراط بسهولة والشرب من حوض الرسول صلى الله عليه وسلم ودخول الجنة إلى غير ذلك
1468 – وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى رواه مسلم
أربع كلمات يسألها النبي صلى الله عليه وسلم ربه اللهم إني أسألك الهدى والهدى يعني العلم النافع. والهدى نوعان هـدى علم وهـدى عمل وبعضهم يقول هـدى دلالة وهـدى توفيق
وأما قوله (التقى) التقوى اسم جامع لفعل ما أمر الله به وترك ما نهى الله عنه لأنه مأخوذ من الوقاية ولا يقيك من عذاب الله إلا فعل أوامره واجتناب نواهـيه
(والعفاف) يعني العفاف عن الزنا ويشمل الزنا بأنواعه زنا النظر زنا اللمس زنا الفرج
وأما (الغنى) فالمراد الغنى عن الخلق بالقناعة والمال الذي تستغني به
ومن ذلك:
(اللهم آت نفسي تقواهـا، وزكها أنت خير من زكاهـا)، (اللهم أصلح لي ديني الذي هـو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، والموت راحة لي من كل شر) فأدعية الرسول صلى الله عليه وسلم جوامع؛ لأنه أوتي جوامع الكلم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.
وذكر الشيخ الألباني في أصل صفة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم:
6 – وأمر عائشة رضي الله عنها أن تقول:
” اللهم! إني أسألك من الخير كله؛
[عاجله وآجله]
؛ ما علمت منه
وما لم أعلم. وأعوذ بك من الشر كله؛
[عاجله وآجله]
؛ ما علمت منه وما
لم أعلم. وأسألك (وفي رواية: اللهم! إني أسألك) الجنة، وما قرب إليها
من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار، وما قرب إليها من قول أو عمل.
وأسألك (وفي رواية: اللهم! إني أسألك) من
الخير ما سألك عبدك
ورسولك [محمد صلى الله عليه وسلم]
، وأعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك
ورسولك [محمد صلى الله عليه وسلم]
[وأسألك] ما قضيت لي من أمر أن تجعل عاقبته [لي] رشدا “.
هو من حديث عائشة نفسها:
أن أبا بكر دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأراد أن يكلمه، وعائشة تصلي؛ فقال لها
ر سول صلى الله عليه وسلم:
” عليك بالكوامل – أو كلمة أخرى – “. وفي رواية:
” عليك من الدعاء بالكوامل الجوامع “.
فلما انصرفت عائشة؛ سألته عن ذلك؟ فقال لها: ” قولي: … ” فذكره.
أخرجه الحاكم (1/ 521 – 522)، وأحمد (6/ 146 – 147)، والطيالسي (219)
– والرواية الأخرى له -؛ ثلاثتهم عن شعبة عن جبر بن حبيب عن أم كلثوم بنت أبي
بكر عنها. وقال الحاكم:
” صحيح “. ووافقه الذهـبي. وهـو كما قالا.
وقد تابعه الجريري عن جبر بلفظ: عن عائشة قالت: دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أصلي، وله حاجة، فابطأت عليه. قال:
” يا عائشة! عليك بجمل الدعاء وجوامعه “.
فلما انصرفت؛ قلت: يا رسول الله! وما جمل الدعاء وجوامعه؟ قال:
” قولي: اللهم أسألك … ” فذكره.
أخرجه البخاري في ” الأدب المفرد ” (92 – 93).
وتابعه أيضا حماد بن سلمة. لكنه لم يذكر الصلاة.
أخرجه ابن ماجه (2/ 433 – 434)، وأحمد (6/ 134) من طريق عفان عنه. وفي
” الزوائد “:
” في إسناده مقال، وأم كلثوم هـذه لم أر من تكلم فيها، وعدهـا جماعة في
الصحابة. وفيه نظر؛ لأنها ولدت بعيد موت أبي بكر. وباقي رجال الإسناد ثقات “.
قلت: أم كلثوم هـذه قد روى عنها جمع من الثقات؛ ومنهم: جابر بن عبد الله
الأنصاري رضي الله عنه، ويكفي في توثيقها رواية مسلم لها في ” صحيحه “؛ وكأنه
لذلك قال الحافظ في ” التقريب “:
” ثقة “.
فالحق أن الحديث صحيح – كما قال الحاكم، والذهـبي -. {وقد خرجته في
” الصحيحة ” (1542)}
قلت سيف: أخرجه أحمد 25019 وقلنا في تخريجه: على شرط الذيل على الصحيح المسند. ورجح الدارقُطني هذا السند كما في العلل 14/ 245.
و من كتاب النهاية في غريب الحديث والأثر
والحديث الآخر «كان يستحب الجوامع من الدعاء» هـي التي تجمع الأغراض الصالحة والمقاصد الصحيحة، أو تجمع الثناء على الله تعالى وآداب المسئلة.
(هـ) وحديث عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه «عجبت لمن لاحن الناس كيف لا يعرف جوامع الكلم» أي كيف لا يقتصر على الوجيز ويترك الفضول! والحديث الآخر «قال له: أقرئني سورة جامعة، فأقرأه: إذا زلزلت الأرض زلزالها» أي أنها تجمع أسباب الخير، لقوله فيها فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره.
والحديث الآخر «حدثني بكلمة تكون جماعا، فقال: اتق الله فيما تعلم» الجماع:
ما جمع عددا، أي كلمة تجمع كلمات.
ومنه الحديث «الخمر جماع الإثم» أي مجمعه ومظنته. انتهى
قلت سيف: يقصد بحديث عمر بن عبد العزيز قوله وهكذا عبر كل من نقل هذا الأثر: وأقدمهم القاسم بن سلام ثم نقله أصحاب القواميس وأصحاب الشروح فقالوا: ومنه قول عمر بن عبد العزيز: عجبت لمن لاحن الناس كيف لا يعرف جوامع الكلم.
واسنده ابن وهب في جامعه: سمعت مالكا عن عمه أبي سهيل عن عمر بن عبد العزيز انه قال: ما رأيت مثل رجل لاحن الناس فلم يأخذ بجوامع الكلم.
=======
فائدة: من كتاب فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب
لا سبيل إلى تحصيل جوامع الدعاء إلا عن طريق الالتزام بأدعية النبي – صلى الله عليه وسلم –
– (مما يجب التنبيه عليه التفصيل الزائد في الدعاء (كثرة الألفاظ) من صور الاعتداء في الدعاء:
يدل على ذلك حديث أبي نعامة الثابت في صحيح أبي داود عن ابن لسعد أنه قال: سمعني أبي وأنا أقول: اللهم إني أسألك الجنة ونعيمها وبهجتها وكذا وكذا وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها وكذا وكذا فقال: يا بني إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ” سيكون قوم يعتدون في الدعاء ” فإياك أن تكون منهم، إنك إن أعطيت الجنة أعطيتها وما فيها من الخير، وإن أعذت من النار أعذت منها وما فيها من الشر.
قال ابن تيمية:الفتاوى، ج 22، ص 277 0
الدعاء ليس كله جائزا، بل فيه عدوان محرم، والمشروع لا عدوان فيه، وأن العدوان يكون تارة بكثرة الألفاظ، وتارة في المعاني، كما فسر الصحابة ذلك ثم أورد الأحاديث المذكورة سابقا
يقصد ابن تيمية بقوله (والمشروع): أي الوارد في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة
– قال في عون المعبود بشرح سنن أبي داود:
الجامعة لخير الدنيا والآخرة وهـي ما كان لفظه قليلا ومعناه كثيرا، كما في قوله تعالى {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار}
ومثل الدعاء بالعافية في الدنيا والآخرة. انتهى
قلت سيف: يقصد حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه مرفوعا: ” اسألوا الله العفو والعافية فإن أحدا لم يعط بعد اليقين خيرا من العافية … ” (رواه الترمذي، أنظر صحيح الترمذي رقم 2821) وهو في الصحيح المسند 706
والعفو معناه التجاوز عن الذنب وترك العقاب عليه، والعافية: أن تسلم من الأسقام والبلايا وهـو ضد المرض
– ومن صور الاعتداء تكثير الكلام الذي لا داعي له ولا حاجة إليه، والتكلف في ذكر التفاصيل، كأن يدعو ربه أن يرحمه إذا وضع في اللحد تحت التراب والثرى، وكذلك أن يرحمه إذا سالت العيون وبليت اللحوم، وأن يرحمه إذا تركه الأصحاب وتولى عنه الأهل والأحباب
و اذا كان الإمام هو الذي يطول الدعاء فالنتيجة الطبيعية لهذا الاعتداء هـو إصابة المصلين بالملل
– قال الله تعالى: “ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ” [الأعراف: 55]
قال بعض المشايخ:
ومن الاعتداء في الدعاء رفع الصوت به؛ -بل بعضهم يصيح صياحاً-!.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الاستقامة (1/ 323): ((قال الحسن البصري رفع الصوت بالدعاء بدعة، وكذلك نص عليه أحمد ابن حنبل وغيره)) ا. ه.
فكيف إذا صاحبه سجعٌ، وتلحينٌ، وترتيلٌ، وتطويلٌ -كما هو حاصلٌ اليوم- والله المستعان؟!.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى (15/ 15 – 17): ((فقوله تعالى: {ادعوا ربكم تضرعا وخفية} يتناول نوعي الدعاء، لكنه ظاهر في دعاء المسألة، متضمن دعاء العبادة؛ ولهذا أمر بإخفائه وإسراره.
قال الحسن: بين دعوة السر ودعوة العلانية سبعون ضعفا ولقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء وما يسمع لهم صوت.
أي ما كانت إلا همسا بينهم وبين ربهم عز وجل؛ وذلك أن الله عز وجل يقول: {ادعوا ربكم تضرعا وخفية} وأنه ذكر عبدا صالحا ورضي بفعله فقال: {إذ نادى ربه نداء خفيا}.
وفي إخفاء الدعاء فوائد عديدة:
” أحدها ” أنه أعظم إيمانا؛ لأن صاحبه يعلم أن الله يسمع الدعاء الخفي.
و” ثانيها ” أنه أعظم في الأدب والتعظيم لأن الملوك لا ترفع الأصوات عندهم ومن رفع صوته لديهم مقتوه ولله المثل الأعلى فإذا كان يسمع الدعاء الخفي فلا يليق بالأدب بين يديه إلا خفض الصوت به.
و” ثالثها ” أنه أبلغ في التضرع والخشوع الذي هو روح الدعاء ولبه ومقصوده. فإن الخاشع الذليل إنما يسأل مسألة مسكين ذليل قد انكسر قلبه، وذلت جوارحه وخشع صوته؛ حتى أنه ليكاد تبلغ ذلته وسكينته وضراعته إلى أن ينكسر لسانه فلا يطاوعه بالنطق. وقلبه يسأل طالبا مبتهلا ولسانه لشدة ذلته ساكتا وهذه الحال لا تأتي مع رفع الصوت بالدعاء أصلاً.
و” رابعها ” أنه أبلغ في الإخلاص.
و” خامسها ” أنه أبلغ في جمعية القلب على الذلة في الدعاء فإن رفع الصوت يفرقه، فكلما خفض صوته كان أبلغ في تجريد همته وقصده للمدعو سبحانه.
و” سادسها ” -وهو من النكت البديعة جداً- أنه دال على قرب صاحبه للقريب لا مسألة نداء البعيد للبعيد؛ ولهذا أثنى الله على عبده زكريا بقوله عز وجل: {إذ نادى ربه نداء خفيا} فلما استحضر القلب قرب الله عز وجل وأنه أقرب إليه من كل قريب أخفى دعاءه ما أمكنه.
وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى المعنى بعينه بقوله في الحديث الصحيح: {لما رفع الصحابة أصواتهم بالتكبير وهم معه في السفر فقال: أربعوا على أنفسكم؛ فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إنكم تدعون سميعا قريبا إن الذى تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته} [خ، م] “.
وقد قال تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} وهذا القرب من الداعي هو قرب خاص ليس قربا عاما من كل أحد فهو قريب من داعيه وقريب من عابديه وأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد.
وقوله تعالى {ادعوا ربكم تضرعا وخفية} فيه الإرشاد والإعلام بهذا القرب … )).
ثم أطال -رحمه الله- النفس في كلام نفيس.
وقد سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء كما في فتاوى اللجنة الدائمة، المجموعة الثانية (6/ 75): ((السؤال الأول من الفتوى رقم (21263)
س1: لدينا إمام أكرمه الله تعالى بحفظ كتابه الكريم وجمال الصوت ولذلك يحرص كثير من الناس على الصلاة خلفه، ولكن لوحظ عليه في صلاة الوتر في قيام رمضان أمور أحببنا عرضها عليكم لمعرفة الحكم الشرعي فيها وهي: أنه يلحن الدعاء ويدعو بصوت يشبه صوته عند قراءة القرآن، وكذلك معظم دعائه مسجوع، ويطيل في الدعاء إطالة ملحوظة حيث يصل وقت الدعاء إلى نصف ساعة أو أكثر أو أقل بقليل، ولما خوطب في ذلك اعتذر بأنها ليال فضيلة ليالي العشر الأواخر من رمضان وبأن بعض المرضى ومن أصابتهم مصائب يطلبون منه الدعاء رجاء القبول عند الله تعالى؟.
ج1: المشروع للداعي اجتناب السجع في الدعاء وعدم التكلف فيه، وأن يكون حال دعائه خاشعا متذللا مظهرا الحاجة والافتقار إلى الله سبحانه فهذا أدعى للإجابة وأقرب لسماع الدعاء، وعلى الداعي ألا يُشبِّه الدعاء بالقرآن فيلتزم قواعد التجويد والتغني بالقرآن فإن ذلك لا يعرف من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا من هدي أصحابه رضي الله عنهم، وعلى الداعي أيضا ألا يطيل على المأمومين إطالة تشق؛ بل عليه أن يخفف، وأن يحرص على جوامع الدعاء ويترك ما عدا ذلك كما دلت عليه السنة.
و جوامع الكلم اوتيها النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء وكذلك في خطبه ومواعظه وحديثه كله:
فنصائح النبي صلى الله عليه وسلم كانت جامعه قال لرجل طلب الموعظة: قل آمنت بالله ثم استقم. أخرجه مسلم.
====
– من جوامع الدعاء:
(حديث عمار ابن ياسر في صحيح النسائي) أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يدعو بهذا الدعاء اللهم بعلمك الغيب و قدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي و توفني إذا علمت الوفاة خيرا لي، اللهم وأسألك خشيتك في الغيب و الشهادة و أسألك كلمة الحق في الرضا و الغضب و أسألك القصد في الفقر و الغنى و أسألك نعيما لا ينفد و قرة عين لا تنقطع و أسألك الرضا بالقضاء و أسألك برد العيش بعد الموت و أسألك لذة النظر إلى وجهك و الشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة و لا فتنة مضلة اللهم زينا بزينة الإيمان و اجعلنا هـداة مهتدين.
في سنن النسائي (الرضا بعد القضاء)
صححه الشيخ الألباني في صحيح سنن النسائي 1305
وأصل صفة الصلاة.
قلت سيف: وكذلك صححه محقق كتاب شرح الطحاوية لابن أبي العز ط الآثار قال عطاء اختلط لكن رواية حماد يقصد بن زيد قبل الاختلاط.
– حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يقول في دعاءه: ((اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي وَجَهْلِي وَإِسْرَافِي فِي أَمْرِي وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي جِدِّي وَهَزْلِي وَخَطَئِي وَعَمْدِي وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي؛ أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)) رواه البخاري ومسلم.
– حديث على بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((قُلْ اللَّهُمَّ اهْدِنِي وَسَدِّدْنِي، وَاذْكُرْ بِالْهُدَى هِدَايَتَكَ الطَّرِيقَ، وَالسَّدَادِ سَدَادَ السَّهْمِ)) وفي رواية ((قُلْ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالسَّدَادَ)) رواه مسلم.
– حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي، وَاجْعَلْ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلْ الْمَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ)) رواه مسلم.
– حديث عبد الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ أُصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ)) ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ)) رواه مسلم.
– حديث أنس ابن مالك رضي الله عنه قال: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْجُبْنِ وَالْهَرَمِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ)) رواه البخاري ومسلم.
– حديث عائشة رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْكَسَلِ وَالْهَرَمِ، وَالْمَاثَمِ وَالْمَغْرَمِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ النَّارِ وَعَذَابِ النَّارِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْغِنَى، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْفَقْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ عَنِّي خَطَايَايَ بِمَاءِ الثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّ قَلْبِي مِنْ الْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الْأَبْيَضَ مِنْ الدَّنَسِ، وَبَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ)) رواه البخاري ومسلم.
– حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: كَانَ مِنْ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ)) رواه مسلم.
– حديث مصعب بن سعد عن أبيه رضي الله عنه قال: تَعَوَّذُوا بِكَلِمَاتٍ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ بِهِنَّ ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ أُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الْقَبْرِ)) رواه البخاري في صحيحه.
– حديث عائشة رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَمِلْتُ وَشَرِّ مَا لَمْ أَعْمَلْ)). رواه البخاري
– حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ، وَدَرَكِ الشَّقَاءِ، وَسُوءِ الْقَضَاءِ، وَشَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ)) رواه البخاري ومسلم.
– حديث زيد بن الأرقم رضي الله عنه قال: لَا أَقُولُ لَكُمْ إِلَّا كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ، كَانَ يَقُولُ: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَالْهَرَمِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ، اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا)) رواه مسلم في صحيحه.
– حديث ابن عباس رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: ((اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَنْ تُضِلَّنِي، أَنْتَ الْحَيُّ الَّذِي لَا يَمُوتُ، وَالْجِنُّ وَالْإِنْسُ يَمُوتُونَ)) رواه مسلم
– حديث عائشة رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَّمَهَا هَذَا الدُّعَاءَ: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ الْخَيْرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الشَّرِّ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَاذَ بِهِ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لِي خَيْرًا)) رواه ابن ماجة ورواه البخاري أيضاً في كتابه الأدب المفرد.
قلت سيف: على شرط الذيل على الصحيح المسند. وأخرجه أحمد 25019. ورجح الدارقُطني في العلل 14/ 245 هذا السند.
– حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو: ((رَبِّ أَعِنِّي وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ، وَانْصُرْنِي وَلَا تَنْصُرْ عَلَيَّ، وَامْكُرْ لِي وَلَا تَمْكُرْ عَلَيَّ، وَاهْدِنِي وَيَسِّرْ الْهُدَى لِي، وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي لَكَ شَاكِرًا، لَكَ ذَاكِرًا، لَكَ رَاهِبًا، لَكَ مِطْوَاعًا، لَكَ مُخْبِتًا، إليك أواهاً مُنِيبًا، رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتِي، وَأَجِبْ دَعْوَتِي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي، وَاهْدِ قَلْبِي، وَسَدِّدْ لِسَانِي، وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ صَدْرِي)) رواه أبو داود والترمذي وغيرهما.
وهو في الصحيح المسند 606
– حديث زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ عَنْ عَمِّهِ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ مُنْكَرَاتِ الْأَخْلَاقِ وَالْأَعْمَالِ وَالْأَهْوَاءِ)) سنن الترمذي
وهو في الصحيح المسند 1084
منقول من بطاقات دعوية في جوامع الدعاء:
=======
===
====
ومن جوامع الدعاء:
– اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرةحسنة وقنا عذاب النار. متفق عليه
– «اللهم أعنا على شكرك، وذكرك، وحسن عبادتك»
الصحيحة (844)
ذكره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وهو في الصحيح المسند 1342
وورد عن معاذ بن جبل في وصية النبي صلى الله عليه وسلم له دبر كل صلاة وصححه جامع كتاب الأحاديث المرفوعة المعلة في حلية الأولياء.
– «اللهم اغفر لي، وارحمني، وعافني، وارزقني»
رواه مسلم
– «اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر»
رواه مسلم
– «اللهم إني أسألك الهُدى، والتُقى، والعفاف، والغنى»
رواه مسلم
– «اللهم إني أعوذ بك من جَهْدِ البلاء، ودَرَكِ الشقاء، وسُوء ِالقضاء، وشماتة الأعداء»
متفق عليه
– «يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك»
حسنه الترمذي
قلت سيف: أخرجه أحمد 12107 من حديث أنس على شرط المتمم على الذيل على الصحيح المسند. وله شاهد من حديث النواس وهو في الصحيح المسند 1180
– «اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصيبات الدنيا، ومتعنا بأسماعنا، وأبصارنا، وقوتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا»
حسنه الترمذي
قلت سيف: من حديث ابن عمر وحسنه ابن القطان. وقلنا هو على شرط المتمم على الذيل على الصحيح المسند (تخريجنا لنضرة النعيم)
– «اللهم إني أعوذ بك من الهَمِّ، والحَزَن، والعجز، والكسل، والبُخل، وضَلَعِ الدَّينِ، وقَهْرِ الرجال» من حديث أنس رضي الله عنه
حسنه الترمذي
هو في البخاري 2893. ومسلم 1365 وذكر اول الحديث وآخره اختصارا
وفي سنن أبي داود زيادة ( …. وأعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات) وعزاه الألباني للبخاري ومسلم
وورد عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ ويقول: اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم والمأثم والمغرم.
– وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهؤلاء الكلمات: اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار وعذاب النار ومن شر الغنى والفقر. عزاه الألباني للبخاري ومسلم
– «اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت، ومن شر ما لم أعمل بعد»
رواه مسلم
– – – عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: اللهم إني أعوذ بك من البرص والجنون والجذام وسيء الأسقام. أخرجه أبوداود 1551 وهو في الصحيح المسند 39
– «اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك»
رواه مسلم
– «اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم»
متفق عليه
– «اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك»
رواه مسلم
– اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم. اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك، وأعوذ بك من شر ما عاذ به عبدك ونبيك، اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا.
صححه الألباني
«اللهم احفظني بالإسلام قائما، واحفظني بالإسلام قاعدا، واحفظني بالإسلام راقدا، ولا تشمت بي عدوا حاسدا، اللهم إني أسألك من كل خير خزائنه بيدك، وأعوذ بك من كل شر خزائنه بيدك»
الصحيحة (1540) من حديث ابن مسعود.
قلت سيف: ابوالصهباء قال الألباني لم أعرف من هو ثم ذكر له شاهدا من حديث عمر بن الخطاب أخرجه ابن حبان 2430 لكن قال معلى بن رؤبة لم أجد له ترجمة. وهاشم روى عن عمر مرسل
وحديث عمر ذكره في الضعيفة 6003 وبين أن حديث ابن مسعود قاصر عن أن يكون شاهدا لحديث عمر ثم بين أن ما وقع عند الحاكم في السند (عن أبي الصهباء) أنه تصحيف والصواب (أبي المصفى) ثم هاشم بن عبد الله بن الزبير مجهول. انتهى
وقد نقل ابن حجر في الاتحاف تعقيبا على قول ابن حبان توفي عمر وهاشم ابن تسع سنين. قال ابن حجر: هذا شيء لم يوافق عليه ابن حبان أحد. فإن عمر توفي ولعبدالله بن الزبير اثنتان وعشرون سنة فمن أين له أن هاشما ولد ولعبدالله ثلاث عشرة ثم إن صورة هذا السياق تدل أن هاشما لم يسمع من عمر ولا رواه عنه. بل حكى قصة لم يدركها.
ولا سمى من حدثه بها. وقد قال ابوحاتم الرازي: هاشم عن عمر مرسل. انتهى
{16} «اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي، اللهم إني أسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضب، وأسألك القصد في الفقر والغنى، وأسألك نعيما لا ينفد، وأسألك قرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضا بعد القضاء، وأسألك برد العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين»
صححه الألباني.
قلت سيف: وصححه محقق شرح الطحاوية لابن أبي العز ط الآثار. وقال: عطاء اختلط وحماد يعني ابن زيد روايته عنه قبل الاختلاط.
«رب اغفر لي خطيئتي، وجهلي، وإسرافي في أمري كله، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي خطاياي، وعمدي، وجهلي، وهزلي، وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت، وما أخرت، وما أسررت، وما أعلنت، أنت المقدم، وأنت المؤخر، وأنت على كل شيء قدير»
متفق عليه
«اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك من أن نُرَدَّ إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وعذاب القبر»
رواه البخاري
«اللهم اهدني وسددني»
رواه البخاري.
«اللهم إنك عفوٌ تحب العفو فاعف عني»
قال الترمذي: حسن صحيح.
قلت سيف: أخرجه أحمد 26215 وذكرنا أن الشيخ مقبل ذكره في أحاديث معلة ظاهرها الصحة 493 وبين أن ابن بريدة ان كان عبدالله بن بريدة نص الدارقُطني أنه لم يسمع من عائشة وان كان سليمان بن بريدة فما أظنه سمع من عائشة ثم اختلف على سفيان. انتهى
ورجح الدارقُطني رواية إسحاق الأزرق عن الثوري عن الجريري عن عبدالله بن بريدة. وممن نص أن عبدالله بن بريدة لم يسمع عائشة البيهقي في السنن الكبرى 7/ 118 وذكر النسائي الإرسال فخرجه من طريق كهمس عن ابن بريدة أن عائشة قالت: يا نبي الله … مرسل
وعلله باحث بأن الحديث روي موقوفا على عائشة أخرجه ابن أبي شيبة 29187
– «اللهم إني أسألك المعافاة في الدنيا والآخرة»
الصحيحة (1138)
قلت سيف: أخرجه ابن ماجه من طريق العلاء بن زياد البصري عن أبي هريرة قال ابن حجر في بذل الماعون: وفي سماعه من أبي هريرة عندي نظر. وورد عن أبي بكر الصديق عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الناس لم يعطوا بعد اليقين خيرا من العافية. أخرجه الترمذي والنسائي من طرق بعضها صحيح. انتهى من بذل الماعون
وذكر الدارقُطني خلافا على الماجشون
ورجح رواية الماجشون عن ابن المنكدر عن عطاء بن يسار أو عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة العلل 1977
وحديث أبي بكر الصديق هو في الصحيح المسند 706
وسؤال المعافاة جاء من حديث عائشة، قالت: فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الفراش فالتمسته فوقعت يدي على بطن قدميه وهـو في المسجد وهـما منصوبتان وهـو يقول: «اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك
أخرجه مسلم
– «اللهم إني أعوذ بك من العجز، والكسل، والجُبن، والبخل، والهَرَم، وعذاب القبر، اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يُستجاب لها»
رواه البخاري.
‘ «اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي، ومن شر بصري، ومن شر لساني، ومن شر قلبي، ومن شر منيي»
رواه الترمذي وصححه الالباني
وهو في الصحيح المسند 476
– «رب أعني ولا تُعن علي، وانصُرني ولا تنصُر علي، وامكُر لي ولا تمكُر علي، واهدني ويسِّر الهدى لي، وانصُرني على من بغى علي، رب اجعلني لك شكَّارًا، لك ذكَّارًا، لك رهَّابًا، لك مِطواعًا، لك مُخبِتًا، إليك أوَّاهًا مُنِيبًا، رب تقبَّل توبتي، واغسل حَوبَتِي، وأجب دعوتي، وثبِّت حُجَّتي، وسدِّد لساني، واهد قلبي، واسلُل سخيمة صدري»
قال الترمذي: حسن صحيح.
وهو في الصحيح المسند 606
«اللهم إني أعوذ بك من القِلَّة والفقر والذِّلة، وأعوذ بك أن أظلم أو أُظلم»
الصحيحة (1445)
أخرجه أبوداود من حديث أبي هريرة 1544
وهو في الصحيح المسند 1415. وحسنه الذهبي في تذكرة الحفاظ 3/ 74 (861)
رواه ابوداود من طريق حماد انبانا إسحاق بن عبد الله عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: …..
وخالفه الأوزاعي فرواه عن إسحاق بن عبد الله عن جعفر بن عياض عن أبي هريرة رضي الله عنه ولم يرجح الدارقُطني 10/ 324
«اللهم حاسبني حسابًا يسيرًا»
صحححه الألباني في المشكاة (5562)
ضعف محققو المسند هذا الدعاء حيث تفرد بها محمد بن إسحاق
وما تفرد به من دون الرواة منكر قاله الذهبي في الميزان. فالحديث معروف بلفظ: من نوقش الحساب يهلك. قلت: ألم يقل الله فسوف يحاسب حسابا يسيرا. قال ذلك العرض أخرجه البخاري 4939. ومسلم 2876. وراجع تحقيق المسند 40/ 260
– «اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون»
صحيح الترغيب (1/ 97)
هذا حديث يسمى حديث الملأ الأعلى. ورجح البخاري رواية من رواه من مسند معاذ خلافا لمن قال أنه من مسند عبدالرحمن بن عائش. وقال عن حديث معاذ حسن صحيح. راجع كتاب سؤالات الترمذي للبخاري حول أحاديث في الجامع وفصل الباحث أقوال الأئمة ونقل عن أحمد أنه قال عن رواية السكسكي عن مالك بن يخامر عن معاذ: هذه الطريق اصحها.
ولابن رجب رسالة في شرح حديث الملأ الأعلى.
– «اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك»
حسنه الترمذي
وهو دعاء الدين. لكن قال أحمد ابومعاوية في غير حديث الأعمش مضطرب. لا يحفظها حفظا جيدا.
ثم إن عبدالرحمن بن إسحاق هو ابوشيبة صرح بذلك الدارقُطني كما في أطراف الغرائب 452 خلافا لما قرره الألباني
حيث نسبته قرشيا في بعض الأسانيد قد يكون وهما.
– «اللهم إني أسألك من فضلك ورحمتك، فإنه لا يملكها إلا أنت»
الصحيحة (1543) وعزاه للطبراني
قلت سيف: على شرط المتمم على الذيل على الصحيح المسند
ولفظه عن مرة عن عبدالله قال: أصاب النبي صلى الله عليه وسلم ضيفا فأرسل إلى ازواجه يبتغي عندهن طعاما فلم يجد عند واحدة منهن فقال: اللهم إني أسألك من فضلك ورحمتك، فإنه لا يملكها إلا أنت فاهديت له شاة مصلية. فقال: هذه من فضل الله، ونحن ننتظر الرحمة.
قلت سيف: على شرط المتمم على الذيل على الصحيح المسند
محمد بن زياد قال ابوحاتم: لا أعرفه
وكذلك الذهبي اعتبره مجهول كما في الميزان
لكن ابن حجر نقل في اللسان: قال عبدان سألت الفضل بن سعد الأعرج وابن اشكاب عن محمد بن زياد البرجمي فقالا: هو من ثقات أصحابنا.
– «اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، وأسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك وأسألك شكر نعمتك. وحسن عبادتك. وأسألك قلبا سليما ولسانا صادقا وأسألك من خير ما تعلم وأعوذ بك من شر ما تعلم واستغفرك لما تعلم إنك أنت علام الغيوب.
قلت سيف:
أخرجه النسائي (3/ 54) وهذا لفظه. والترمذي (3407). وأحمد- المسند 4/ 125، وللحديث طريق أخرى رواها الطبراني (7135) رجالها ثقات سوى محمد بن يزيد الذي وثقه ابن حبان، وذكره الهيثمي عن البراء بن عازب، مجمع الزوائد 10/ 173، والحديث بذلك له طرق عديدة يتقوّى بها.
قال ابن حجر العسقلاني رجاله من رواة الصحيح، إلا في سماع حسان بن عطية من شداد نظر له طرق يقوي بعضها بعضاً يمتنع معها إطلاق القول بضعف الحديث نتائج الأفكار3/ 76.
واختلف فيه قول الألباني فضعفه في ضعيف النسائي1303 وقال في السلسلة الصحيحة 3228إسناده صحيح
قال سيف: حسنه ابن حجر بمجموع طرقه، ولابن رجب رسالة اسمها (شرح حديث شداد بن أوس)
وبين محقق الرسالة أن أصل الدعاء ثابت دون تقييده بالصلاة، وكذلك لفظة (إذا كنز الذهب والفضة فاكنزوا هؤلاء الكلمات) في النفس منها شئ انتهى كلام المحقق