1539 التعليق على الصحيح المسند
مجموعة ابراهيم البلوشي وأبي عيسى البلوشي وفيصل الشامسي وفيصل البلوشي
وهشام السوري وعبدالله الشكري
بالتعاون مع مجموعات السلام. 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
———‘———‘——-
الصحيح المسند
1539 مسند أحمد
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو ابْنِ عَطَاءٍ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: جَاءَتْ يَهُودِيَّةٌ فَاسْتَطْعَمَتْ عَلَى بَابِي، فَقَالَتْ: أَطْعِمُونِي أَعَاذَكُمُ اللَّهُ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ، وَمِنْ فِتْنَةِ عَذَابِ الْقَبْرِ، قَالَتْ: فَلَمْ أَزَلْ أَحْبِسُهَا حَتَّى جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا تَقُولُ هَذِهِ الْيَهُودِيَّةُ، قَالَ: «وَمَا تَقُولُ؟» قُلْتُ: تَقُولُ أَعَاذَكُمُ اللَّهُ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ، وَمِنْ فِتْنَةِ عَذَابِ الْقَبْرِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرَفَعَ يَدَيْهِ مَدًّا يَسْتَعِيذُ بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ، وَمِنْ فِتْنَةِ عَذَابِ الْقَبْرِ، ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا فِتْنَةُ الدَّجَّالِ فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِي إِلاَّ قَدْ حَذَّرَ أُمَّتَهُ، وَسَأُحَذِّرُكُمُوه تَحْذِيرًا لَمْ يُحَذِّرْهُنَبِي أُمَّتَهُ، إِنَّهُ أَعْوَرُ، وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ، فَأَمَّا فِتْنَةُ الْقَبْرِ فَبِي تُفْتَنُونَ، وَعَنِّي تُسْأَلُونَ، فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ الصَّالِحُ أُجْلِسَ في قَبْرِهِ غَيْرَ فَزِعٍ، وَلاَ مَشْعُوفٍ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: فِيمَ كُنْتَ؟ فَيَقُولُ: في الإِسْلاَمِ، فَيُقَالُ: مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ فِيكُمْ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَصَدَّقْنَاهُ، فَيُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ قِبَلَ النَّارِ، فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا، فَيُقَالُ لَهُ: انْظُرْ إِلَى مَا وَقَاكَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ، ثُمَّ يُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ إِلَى الْجَنَّةِ، فَيَنْظُرُ إِلَى زَهْرَتِهَا وَمَا فِيهَا، فَيُقَالُ لَهُ: هَذَا مَقْعَدُكَ مِنْهَا، وَيُقَالُ: عَلَى الْيَقِينِ كُنْتَ، وَعَلَيْهِ مِتَّ، وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ السَّوْءُ أُجْلِسَ في قَبْرِهِ فَزِعًا مَشْعُوفًا، فَيُقَالُ لَهُ: فِيمَ كُنْتَ؟ فَيَقُولُ: لاَ أَدْرِي، فَيُقَالُ: مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ فِيكُمْ؟ فَيَقُولُ: سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ قَوْلاً فَقُلْتُ كَمَا قَالُوا، فَتُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ قِبَلَ الْجَنَّةِ فَيَنْظُرُ إِلَى زَهْرَتِهَا وَمَا فِيهَا، فَيُقَالُ لَهُ: انْظُرْ إِلَى مَا صَرَفَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْكَ، ثُمَّ يُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ قِبَلَ النَّارِ فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَيُقَالُ لَهُ: هَذَا مَقْعَدُكَ مِنْهَا، كُنْتَ عَلَى الشَّكِّ، وَعَلَيْهِ مِتَّ، وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يُعَذَّبُ»
——-
قلت سيف: ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن يهودية دخلت عليها فذكرت عذاب القبر فقالت لها أعاذك الله من عذاب القبر. قالت عائشة رضي الله عنها فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عذاب القبر. فقال: نعم عذاب القبر حق.
قالت: فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلى صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر.
*تخريج الحديث*
أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده برقم (1170) وأحمد برقم (25133). قال المنذرى: رواه أحمد بإسناد صحيح.
وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب برقم (3557).
وفي “السنة” لعبدالله بن أحمد (1448) والطبري في “تهذيب الآثار” (مسند عمر 885) والخلال في “السنة” (1179) وابن منده في “الإيمان” (1067) والبيهقي في “عذاب القبر” (29) وعبد الغني في “أخبار الدجال” (95)
*غريب الحديث*:
– استطعمت: أي تطلب الطعام وتبتغي الصدقة.
– فلم أزل أحبسها: أي أشاغلها وألهيها عن الانصراف حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم.
– مشعوفا: بشين معجمه بعدها عين مهملة من الشعف- والشعف شدة الفزع حتى يذهب بالقلب، والشعف يطلق أيضا على شدة الحب.
*فقه الحديث ومسائله*:
*المسألة الأولى*:
*إثبات عذاب القبر ونعيمه*:
تظافرتِ الأدلة من القرآن والسنة وإجماع الأئمة من الصحابة والتابعين ومن سار على نهجهم من أهل السنة والجماعة – على إثبات عذاب القبر ونعيمه وما أنكره إلا الفلاسفة والملاحدة وبعض أهل البدع من المعتزلة وعلى رأسهم بشر بن علي المريسي.
*الأدلة على إثبات عذاب القبر ونعيمه*:
(1) /قوله تعالى: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ} فقد نقل العلامة الخازن اتفاق المفسرين على تفسير العذاب في المرة الثانية بعذاب القبر.
(2) /ومنها قوله تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} قال البراء بن عازب ومجاهد وأبو عبيدة في تفسير العذاب الأدنى بأنه عذاب القبر.
(3) /ومنها قوله تعالى: {وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} قال ابن عباس: (عذاب القبر قبل عذاب يوم القيامة) رواه ابن جرير.
(4) / قال تعالى: وَحَاقَ بِآَلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ * النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ}. والآية صريحة في إثبات عذاب القبر قبل قيام الساعة.
فدلت الآية على أنهم يعرضون على النار غدوا وعشيا قبل يوم القيامة وهو عذاب البرزخ.
قال ابن كثير رحمه الله: (هذه الآية أصل كبير في استدلال أهل السنة على عذاب القبر) وقال القرطبي رحمه الله: “الجمهور على أن هذا العرض يكون في البرزخ وهو حجة في تثبيت عذاب القبر”.
وقالت اللجنة الدائمة للإفتاء برئاسة الشيخ ابن باز: (فهذا بيان واضح في إثبات العذاب في القبر بالنار لأنه لا غدو ولا عشي يوم القيامة) انتهى.
(5) / ومن الأدلة كذلك على عَذاب القبر قوله تعالى عن الكفَّار: {سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ} قال مجاهد: أي: بالجوع وعذاب القبر، قال: ثم يردون إلى عذاب عظيم يوم القيامةوقد استدل بهذه الآية والتي قبلها البخاريُّ رحمه الله في ترجمة الأحاديث في عَذاب القبر.
(6) /وقوله تعالى: وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}. فهو عذاب القبر قبل عذاب يوم القيامة.
(7) / ومنها قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} قال السعدي: (وفي هذا دليل على عذاب البرزخ ونعيمه فإن هذا الخطاب والعذاب الموجه إليهم إنما هو عند الاحتضار وقبيل الموت وبعده) انتهى.
(8) / قوله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} عن أبي هريرةَ رضي الله عنه (عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله جل وعلا: {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا} قال: عذاب القبر) رواه ابن حبان وجود إسناده ابن كثير.
(9) / ومنها قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ} قال ابنُ القيم: (فهذه الإذاقة هي في البرزخ وأولها حين الوفاة) انتهى.
وغير ذلك من الآيات أما الأدلة من السنة فقد تواترت نذكر بعضها:
(1) / حديثنا هذا فإنه واضح الدلالة في ثبوت عذاب القبر ونعيمه.
(2) – ما أَخرجه البخاري ومسلمٌ عن أبي أيوب – رضي الله عنه – قال: خرج النبي – صلى الله عليه وسلم – وقد وَجبت الشَّمس فسمع صوتًا، فقال: ((يَهودُ تُعذَّب في قُبورها)).
(3) – وأخرج الإمامُ أحمد والنَّسائي وابن ماجه عن عبدالرحمن بن حَسَنة – رضي الله عنه – قال: انطلقتُ أنا وعمرو بنُ العاص إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فخرج ومعه دَرَقَة، ثم استتر بها، ثم بال، فقلنا: انظروا إليه يَبول كما تبولُ المرأة، فسَمع ذلك، فقال: ((ألم تعلموا ما لَقي صاحب بني إسرائيل؟! كانوا إذا أصابَهم البولُ قَطعوا ما أصابَه البَول مِنهم، فنهاهُم فعُذِّب في قَبره)) انظر (صحيح الجامع: 1/ 416).
ومعنى الحديث: أن بني إسرائيل كانوا يقرضون من البول الجلد والثوب (وهو من الدين الذي شرعه الله لهم)؛ ولذلك لما نهاهم عن فعل ذلك عذب في قبره بسب نهيه.
قلت سيف: سبق تحقيق أن المقصود بالجلد أنواع من الثياب.
(4) – وأخرج الإمامُ أحمد عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: أخبرني من لا أتهم من أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: بينما رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وبلال يمشيان بالبقيع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا بلال، هل تسمع ما أسمع؟ قال: لا والله يا رسول الله ما أسمعه قال: ألا تسمع أهل هذه القبور يعذبون؟) يعنى قبور الجاهلية.
(5) – وأخرج الإمام أحمد بسند صحيح عن أم مبشر – رضي الله عنها – قالت: دخل عَليَّ النبي – صلى الله عليه وسلم – وأنا في حائط من حوائط بني النجار فيه قبور قد ماتوا في الجاهلية قالت: فخرج فسمعته يقول: ((استعيذوا بالله من عذاب القبر قلت: يا رسول الله وللقبر عذاب؟ قال: إنهم ليعذبون في قبورهم تسمعه البهائم) (قال الألباني في إسناده: صحيح على شرط مسلم ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه).
(6) – وأخرج الإمامُ أحمد عن جابر بن عبدالله – رضي الله عنهما – قال: “دخل رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – نخلا لبني النجار فسمع أصوات رجال من بني النجار ماتوا في الجاهلية يعذبون في قُبورهم، فخرج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فزعا فأمر أصحابه أن يتعوذوا من عذاب القبر “.
(7) -“-حديث أنس رضي الله عنه في الصحيحين أنَّ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: “” إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ، وَتَوَلَّى عَنْهُ أَصْحَابُهُ إِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ “، قَالَ: ” يَاتِيهِ مَلَكَانِ فَيُقْعِدَانِهِ فَيَقُولاَنِ لَهُ مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ “، قَالَ: ” فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَيَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ “، قَالَ: ” فَيُقَالُ لَهُ: انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ مِنَ النَّارِ قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ بِهِ مَقْعَدًا مِنَ الْجَنَّةِ “. قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ” فَيَرَاهُمَا جَمِيعًا ” … ، وأما الكافر أو المنافق فيقول: ” لَا أَدْرِي كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ فيقال: لا دريت ولا تليت ثم يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين “.
(8) -وحديث عائشة رضي الله عنها في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها:” عذاب القبر حق.
——
*في الحديث:*
– عدم تصديق أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لبني إسرائيل فيما يخبرون عنه من الأمور الغيبية والتثبت في ذلك.
– تناقض بني إسرائيل، فأولى بهم العمل بما يجنبهم عذاب القبر وفتنة الدجال، كونهم يعتقدون حقيقتها ويحضون المسلمين على التصدق طلبا للوقاية منهما.
– عظم هاتين الفتنتين فهذا سيد ولد آدم -صلوات الله وسلامه عليه- يقوم ويمد يديه مستعيذا بمجرد أن سئل عنهما.
– وكذلك تتابع الأنبياء -عليهم السلام- على التحذير من الدجال.
– إثبات الحياة البرزخية.
– بشارة للموقن بالله المصدق بنبيه -صلى الله عليه وسلم- بالنجاة من عذاب القبر وفزعه.
– بعض علامات بطلان دعوى الدجال الربوبية.
– لهذه الأمة منزلة وخصوصيات.
– تفضل الرب عز وجل على المؤمنين باختصاصهم بمعرفة الدجال من الكلمة المكتوبة بين عينيه.
سبق الكلام عن أمر الدجال في التعليق على الصحيح المسند برقم (1019)
وتفضل شيخنا بإلقاء الدرس على شكل محاضرة
وكذلك سبق الكلام على عذاب القبر في عون الصمد برقم (20)
قلت سيف:
وراجع كذلك: التعليق على الصحيح المسند تحت حديث:
892 – قال أبو داود رحمه الله: حدثنا مسدد حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الرحمن بن حسنة قال
انطلقت أنا وعمرو بن العاص إلى النبي صلى الله عليه وسلم فخرج ومعه درقة ثم استتر بها ثم بال فقلنا انظروا إليه يبول كما تبول المرأة فسمع ذلك فقال ألم تعلموا ما لقي صاحب بني إسرائيل كانوا إذا أصابهم البول قطعوا ما أصابه البول منهم فنهاهم فعذب في قبره.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.
حيث ذكرنا هناك: نصوصا في أسباباً عذاب القبر.
أما الدجال تكلمنا عنه في عدة مواضع:
…………………………………
أدلة من السنة النبوية على وقوع النعيم أو العذاب في القبر:
هذا فصل من كتاب الإمام المنذري الترغيب والترهيب – بتصحيح الشيخ الألباني رحمهما الله
صحيح الترغيب والترهيب للألباني – (ج 3 / ص 216)
2547 – (صحيح)
عن عائشة رضي الله عنها أن يهودية دخلت عليها فذكرت عذاب القبر فقالت لها أعاذك الله من عذاب القبر
قالت عائشة فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عذاب القبر
فقال نعم عذاب القبر حق قالت فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلى صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر
رواه البخاري ومسلم 586
3548 – (حسن صحيح)
وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الموتى ليعذبون في قبورهم حتى إن البهائم لتسمع أصواتهم
رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن
3549 – (صحيح)
وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم عذاب القبر
رواه مسلم
3550 – (حسن)
وعن هاناء مولى عثمان بن عفان قال كان عثمان رضي الله عنه إذا وقف على قبر يبكي حتى يبل لحيته فقيل له تذكر الجنة والنار فلا تبكي وتذكر القبر فتبكي فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول القبر أول منزل من منازل الآخرة فإن نجا منه فما بعده أيسر وإن لم ينج منه فما بعده أشد قال وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما رأيت منظرا قط إلا والقبر أفظع منه
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب
قلت سيف: هو في الصحيح المسند 909 وتكلمنا فيه عن البكاء وأنواعه وأسبابه وبكاء السلف
3551 – (صحيح)
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار فيقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة
رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأبو داود دون قوله فيقال إلى آخره
3552 – (حسن)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن المؤمن في قبره لفي روضة خضراء فيرحب له قبره سبعون ذراعا وينور له كالقمر ليلة البدر أتدرون فيما أنزلت هذه الآية فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال أتدرون ما المعيشة الضنك قالوا الله ورسوله أعلم
قال عذاب الكافر في قبره والذي نفسي بيده إنه يسلط عليه تسعة وتسعون تنينا أتدرون ما التنين سبعون حية لكل حية سبع رؤوس يلسعونه ويخدشونه إلى يوم القيامة
رواه أبو يعلى وابن حبان في صحيحه واللفظ له كلاهما من طريق دراج عن ابن حجيرة عنه
قلت سيف: ضعف الألباني في الضعيفة 6490 حديث ينصب للكافر يوم القيامة مقدار خمسين ألف سنة وان الكافر ليرى جهنم ويظن أنها مواقعته من مسيرة أربعين سنة) بسبب أن الأرجح رواية من رواه عن أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري
وأظن هذه العلة تلاحق حديث التنين مع أن ابن وهب رواه من طريق أبي السمح عن ابن حجيرة عن أبي هريرة. وورد عن أبي سعيد الخدري مرفوعا وموقوفا
وقد ذكر الحديث ابن كثير واستنكر رفعه جدا
ولعل العلة أن دراج أبا السمح اضطرب فيه
تارة عن أبي هريرة وتارة عن أبي سعيد موقوف وتارة عن أبي سعيد مرفوع
3553 – (حسن)
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فتان القبر فقال عمر أترد علينا عقولنا يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم كهيئتك اليوم فقال عمر بفيه الحجر
رواه أحمد من طريق ابن لهيعة والطبراني بإسناد جيد
قلت سيف: هو عند ابن حبان 3105 أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أحمد بن عيسى المصري قال حدثنا ابن وهب قال حدثني حيي بن عبد الله المعافري أن أبا عبدالرحمن الحبلي حدثه عن عبد الله بن عمرو مرفوعا
فيه حيي بن عبد الله الأكثر على تضعيفه
3554 – (صحيح لغيره)
وعن عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله تبتلى هذ الأمة في قبورها فكيف بي وأنا امرأة ضعيفة قال يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة رواه البزار ورواته ثقات
أخرجه البزار كما في كشف الأستار 868 وفيه عبدالله بن سعد عن أبيه
الابتلاء في القبور لهذه الأمة ثبت في صحيح
مسلم 2867 من حديث زيد بن ثابت
3555 – (صحيح)
وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه وإنه ليسمع قرع نعالهم إذا انصرفوا أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان له ما كنت تقول في هذا النبي محمد فأما المؤمن فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله فيقال له انظر إلى مقعدك من النار أبدلك الله به مقعدا من الجنة قال النبي صلى الله عليه وسلم فيراهما جميعا وأما الكافر أو المنافق فيقول لا أدري كنت أقول ما يقول الناس فيه فيقال لا دريت ولا تليت ثم يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين
رواه البخاري واللفظ له ومسلم
وفي رواية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن المؤمن إذا وضع في قبره أتاه ملك فيقول له ما كنت تعبد فإن الله هداه قال كنت أعبد الله فيقول له ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول هو عبد الله ورسوله فما يسأل عن شيء بعدها فينطلق به إلى بيت كان له في النار فيقال له هذا كان لك ولكن الله عصمك فأبدلك به بيتا في الجنة فيراه فيقول دعوني حتى أذهب فأبشر أهلي فيقال له اسكن قال وإن الكافر أو المنافق إذا وضع في قبره أتاه ملك فينتهره فيقول له ما كنت تعبد فيقول لا أدري فيقال لا دريت ولا تليت فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول كنت أقول ما يقول الناس فيضربه بمطراق بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها الخلق غير الثقلين
ورواه أبو داود نحوه والنسائي باختصار
3556 – (صحيح)
ورواه أحمد بإسناد صحيح من حديث أبي سعيد الخدري بنحو الرواية الأولى وزاد في آخره فقال بعض القوم يا رسول الله ما أحد يقوم عليه ملك في يده مطراق إلا هيل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت
أخرجه أحمد 11000 من طريق عباد بن راشد عن داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعا
قلت سيف: فيه خلاف كما في بذل الإحسان بتقريب سنن النسائي ورجح المؤلف طريق الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد عن زيد بن ثابت التي أخرجها مسلم 2867
3558 – (صحيح)
وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحد بعد فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله كأنما على رؤوسنا الطير وبيده عود ينكت به في الأرض فرفع رأسه فقال تعوذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثا
(صحيح)
في رواية
وقال إن الميت يسمع خفق نعالهم إذا ولوا مدبرين حين يقال له يا هذا من ربك وما دينك ومن نبيك
(صحيح)
وفي رواية
ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك فيقول ربي الله فيقولان له وما دينك فيقول ديني الإسلام فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول هو رسول الله فيقولان له وما يدريك فيقول قرأت كتاب الله وآمنت وصدقت
(صحيح)
زاد في رواية
فذلك قوله يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي فافرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره وإن الكافر فذكر موته قال فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان من ربك فيقول هاه هاه لا أدري فيقولان ما دينك فيقول هاه هاه لا أدري فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول هاه هاه لا أدري فينادي مناد من السماء أن قد كذب فافرشوه من النار وألبسوه من النار وافتحوا له بابا إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه
زاد في رواية ثم يقيض له أعمى أبكم معه مرزبة من حديد لو ضرب بها جبل لصار ترابا فيضربه بها ضربة يسمعها من بين المشرق والمغرب إلا الثقلين فيصير ترابا ثم تعاد فيه الروح
رواه أبو داود
قلت سيف: حديث البراء في الصحيح المسند 141
(صحيح)
ورواه أحمد بإسناد رواته محتج بهم في الصحيح أطول من هذا ولفظه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر مثله إلى أن قال فرفع رأسه فقال استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثا ثم قال إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر ويجيء ملك الموت عليه السلام حتى يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان قال فتخرج فتسيل كما تسيل القطرة من في السقاء فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط ويخرج منه كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض قال فيصعدون بها فلا يمرون على ملاء من الملائكة إلا قالوا ما هذا الروح الطيب فيقولان فلان ابن فلان بأحسن أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح له فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهى بها إلى السماء السابعة فيقول الله عز وجل اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوه إلى الأرض في جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان من ربك فيقول ربي الله فيقولان ما دينك فيقول ديني الإسلام فيقولان ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول هو رسول الله فيقولان ما يدريك فيقول قرأت كتاب الله وآمنت به وصدقته فينادي مناد من السماء أن قد صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة
قال فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره قال ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول أبشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول من أنت فوجهك الوجه الحسن يجيء بالخير فيقول أنا عملك الصالح فيقول رب أقم الساعة رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة سود الوجوه معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح وتخرج منها كأنتن جيفة وجدت على وجه الأرض فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملاء من الملائكة إلا قالوا ما هذه الريح الخبيثة فيقولون فلان ابن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهى بها إلى السماء الدنيا فيستفتح له فلا يفتح له ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط فيقول الله عز وجل اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى ثم تطرح روحه طرحا ثم قرأ ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكانه فيجلسانه فيقولان له من ربك فيقول هاه هاه لا أدري قال فيقولان له ما دينك فيقول هاه هاه لا أدري قال فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول هاه هاه لا أدري فينادي مناد من السماء أن كذب فأفرشوه من النار وافتحوا له بابا إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعهد ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول أبشر بالذي يسوؤك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول من أنت فوجهك الوجه القبيح يجيء بالشر فيقول أنا عملك الخبيث فيقول رب لا
تقم الساعة
(صحيح)
وفي رواية له بمعناه وزاد
فيأتيه آت قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول أبشر بهوان من الله وعذاب مقيم فيقول بشرك الله بالشر من أنت فيقول أنا عملك الخبيث كنت بطيئا عن طاعة الله سريعا في معصيته فجزاك الله بشر ثم يقيض له أعمى أصم أبكم في يده مرزبة لو ضرب بها جبل كان ترابا فيضربه ضربة فيصير ترابا ثم يعيده الله كما كان فيضربه ضربة أخرى فيصيح صيحة يسمعه كل شيء إلا الثقلين
قال البراء ثم يفتح له باب من النار ويمهد له من فرش النار
قلت سيف:
قال المفضل بن غسان الغلابي سمعت يحيى بن معين وذكر حديث الأعمش عن المنهال بن عمرو وكان يحيى يضع من شأن منهال بن عمرو
وقال في موضع آخر: ذم يحيى المنهال بن عمرو. تهذيب الكمال 28/ 571
وقال ابن حبان: خبر الأعمش عن المنهال بن عمرو عن زاذان عن البراء سمعه الأعمش عن الحسن بن عمارة عن المنهال بن عمرو. وزاذان لم يسمعه من البراء. فلذلك لم أخرجه. صحيحه 3117
وهو السند الذي ذكره الشيخ مقبل في الصحيح المسند 141 وعزاه لأبي بكر ابن شيبة
وتوبع الأعمش عليه تابعه يونس وعمرو بن قيس … . بقي قول ابن حبان لم يسمعه من زاذان.
3559 – (صحيح)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن المؤمن إذا قبض أتته ملائكة الرحمة بحريرة بيضاء فيقولون اخرجي إلى روح الله فتخرج كأطيب ريح المسك حتى إنه ليناوله بعضهم بعضا فيشمونه حتى يأتوا به باب السماء فيقولون ما هذه الريح الطيبة التي جاءت من الأرض ولا يأتون سماء إلا قالوا مثل ذلك حتى يأتوا به أرواح المؤمنين فلهم أشد فرحا به من أهل الغائب بغائبهم فيقولون ما فعل فلان فيقولون دعوه حتى يستريح فإنه كان في غم الدنيا فيقول قد مات أما أتاكم فيقولون ذهب به إلى أمه الهاوية
وأما الكافر فيأتيه ملائكة العذاب بمسح فيقولون اخرجي إلى غضب الله فتخرج كأنتن ريح جيفة فيذهب به إلى باب الأرض
رواه ابن حبان في صحيحه وهو عند ابن ماجه بنحوه بإسناد صحيح
قلت سيف: رجح ابوحاتم رواية من رواه عن قتادة عن قسامه بن زهير عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم العلل 1044. ولم يرجح الدارقطني كما في العلل 2244.
وحديث قسامة بن زهير عن أبي هريرة رضي الله عنه هو في الصحيح المسند 1315.
3560 – (حسن)
وعن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا قبر الميت أو قال أحدكم أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما المنكر وللآخر النكير فيقولان ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول ما كان يقول هو عبد الله ورسوله أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فيقولان قد كنا نعلم أنك تقول هذا ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا في سبعين ثم ينور له فيه ثم يقال له نم فيقول أرجع إلى أهلي فأخبرهم فيقولان نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك وإن كان منافقا قال سمعت الناس يقولون قولا فقلت مثله لا أدري فيقولان قد كنا نعلم أنك تقول ذلك فيقال للأرض التئمي عليه فتلتئم عليه فتختلف أضلاعه فلا يزال فيها معذبا حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب وابن حبان في صحيحه
قلت سيف: لا يصح حديث في تسمية الملكين منكر ونكير. لكن نقل الإجماع على التسمية.
3561 – (حسن)
وعن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الميت إذا وضع في قبره إنه يسمع خفق نعالهم حين يولوا مدبرين فإن كان مؤمنا كانت الصلاة عند رأسه
وكان الصيام عن يمينه وكانت الزكاة عن شماله وكان فعل الخيرات من الصدقة والصلاة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه فيؤتى من قبل رأسه فتقول الصلاة ما قبلي مدخل ثم يؤتى عن يمينه فيقول الصيام ما قبلي مدخل ثم يؤتى عن يساره فتقول الزكاة ما قبلي مدخل ثم يؤتى من قبل رجليه فيقول فعل الخيرات من الصدقة والمعروف والإحسان إلى الناس ما قبلي مدخل فيقال له اجلس فيجلس قد مثلت له الشمس وقد دنت للغروب فيقال له أرأيتك هذا الذي كان قبلكم ما تقول فيه وماذا تشهد عليه فيقول دعوني حتى أصلي فيقولون إنك ستفعل أخبرنا عما نسألك عنه أرأيتك هذا الرجل الذي كان قبلكم ماذا تقول فيه وماذا تشهد عليه قال فيقول محمد أشهد أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه جاء بالحق من عند الله فيقال له على ذلك حييت وعلى ذلك مت وعلى ذلك تبعث إن شاء الله ثم يفتح له باب من أبواب الجنة فيقال له هذا مقعدك منها وما أعد الله لك فيها فيزداد غبطة وسرورا ثم يفتح له باب من أبواب النار فيقال له هذا مقعدك وما أعد الله لك فيها لو عصيته فيزداد غبطة وسرورا ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا وينور له فيه ويعاد الجسد كما بدأ منه فتجعل نسمته في النسيم الطيب وهي طير تعلق في شجر الجنة فذلك قوله يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة الآية وإن الكافر إذا أتي من قبل رأسه لم يوجد شيء ثم أتي عن يمينه فلا يوجد شيء ثم أتي عن شماله فلا يوجد شيء ثم أتي من قبل رجليه فلا يوجد شيء فيقال له اجلس فيجلس مرعوبا خائفا فيقال أرأيتك هذا الرجل الذي كان فيكم ماذا تقول فيه وماذا تشهد عليه فيقول أي رجل ولا يهتدي لاسمه فيقال له محمد فيقول لا أدري سمعت الناس قالوا قولا فقلت كما قال الناس فيقال له على ذلك حييت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله ثم يفتح له باب من أبواب النار فيقال له هذا مقعدك من النار وما أعد الله لك فيها فيزداد حسرة وثبورا ثم يفتح
له باب من أبواب الجنة ويقال له هذا مقعدك منها وما أعد الله لك فيها لو أطعته فيزداد حسرة وثبورا ثم يضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه فتلك المعيشة الضنكة التي قال الله فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى
رواه الطبراني في الأوسط وابن حبان في صحيحه واللفظ له وزاد الطبراني قال أبو عمر يعني الضرير
قلت لحماد بن سلمة كان هذا من أهل القبلة قال نعم قال أبو عمر كان شهد بهذه الشهادة على غير يقين يرجع إلى قلبه كان يسمع الناس يقولون شيئا فيقوله
(حسن)
وفي رواية للطبراني
يؤتى الرجل في قبره فإذا أتي من قبل رأسه دفعته تلاوة القرآن وإذا أتي من قبل يديه دفعته الصدقة وإذا أتي من قبل رجليه دفعه مشيه إلى المساجد
الحديث
قلت سيف: قال ابن معين: لم يزل الناس يتقون حديث محمد بن عمرو. قيل له: وما علة ذلك؟ قال: كان محمد بن عمرو يحدث مرة عن أبي سلمة بالشيء من رأيه ثم يحدث به مرة أخرى، عن أبي سلمة عن أبي هريرة. تاريخه 3/ 322/2
قال الدارقُطني: يرويه محمد بن عمرو بن علقمة واختلف:
فرواه معتمر، وحماد، وعبد الوهاب عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
ووقفه خالد بن عبدالله الواسطي وعبدة بن سليمان ويزيد بن هارون وسعيد بن عامر عن محمد بن عمرو العلل 1772.
3562 – (حسن لغيره)
وقد روي عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر
رواه الترمذي وغيره وقال الترمذي حديث غريب وليس إسناده بمتصل.
……………………………
سلسلة الصحيحة
159 – (صحيح)
إن هـذه الأمة تبتلى في قبورهـا فلولا أن لا تدافنوا؛ لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه. قال زيد: ثم أقبل علينا بوجهه فقال: تعوذوا بالله من عذاب النار. قالوا: نعوذ بالله من عذاب النار. فقال: تعوذوا بالله من عذاب القبر. قالوا: نعوذ بالله من عذاب القبر. قال: تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن. قالوا نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن. قال: تعوذوا بالله من فتنة الدجال. قالوا: نعوذ بالله من فتنة الدجال. (صحيح) (تدافنوا: أي خشية أن يفضي سماعكم إلى ترك أن يدفن بعضكم بعضا.) (انظر في الكتاب: من فوائد الحديث إثبات عذاب القبر أن النبي يسمع ما لا يسمع الناس إن سؤال الملكين حق إن فتنة الدجال فتنة عظيمة إن أهـل الجاهـلية الذين ماتوا قبل بعثته معذبون بشركهم وكفرهـم)
قلت سيف: أخرجه مسلم 2867
وهناك بحث بعنوان القول الصواب في سماع أصوات المعذبين في قبورهم من الأموات. لعلنا ننقله تحت شرح حديث آخر إن شاء الله.