1529 التعليق على الصحيح المسند
مجموعة إبراهيم البلوشي وأبي عيسى البلوشي وعبدالله الشكري
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
——-‘——-‘——-‘——–‘
الصحيح المسند
1529 – قال الإمام أحمد رحمه الله: حدثنا يعقوب قال حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال حدثني يحيى بن عبد الله بن الزبير أن أباه حدثه عن جدته أسماء بنت أبي بكر قالت لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج معه أبو بكر احتمل أبو بكر ماله كله معه خمسة آلاف درهم أو ستة آلاف درهم قالت وانطلق بها معه قالت فدخل علينا جدي أبو قحافة وقد ذهب بصره فقال والله إني لأراه قد فجعكم بماله مع نفسه قالت قلت كلا يا أبت إنه قد ترك لنا خيرا كثيرا قالت فأخذت أحجارا فتركتها فوضعتها في كوة البيت كان أبي يضع فيها ماله ثم وضعت عليها ثوبا ثم أخذت بيده فقلت يا أبت ضع يدك على هذا المال قالت فوضع يده عليه فقال لا بأس إن كان قد ترك لكم هذا فقد أحسن وفي هذا لكم بلاغ قالت لا والله ما ترك لنا شيئا ولكني قد أردت أن أسكن الشيخ بذلك.
هذا حديث حسن. (الصحيح المسند)
أخرجه أحمد (26957) وقال محققو المسند: إسناده حسن كسابقه. وأخرجه الطبراني في “الكبير” 24/ (235)، وأبو نعيم في “الحلية” 2/ 55 – 56 من طريق أحمد بن محمد بن أيوب، عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. وأخرجه الحاكم 3/ 5 – 6 من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، به. وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي!
سيرة ابن هشام (1/ 488)
——–”——-
تخريج الحديث:
حديث أسماء رضي الله عنها:
أخرجه أحمد في المسند (26334) وقال الهيثمي في المجمع: رجال أحمد رجال الصحيح غير ابن إسحاق وقد صرح بالسماع وعزاه للطبراني أيضا.
انظر السيرة لابن هشام (1/ 489) و البداية والنهاية (3/ 179) وتاريخ الخلفاء للسيوطي 39.
فوائد الحديث:
* فيه منقبة لأبي بكر رضي الله عنه وهي إنفاقه وبذله لنفسه وماله وولده في سبيل الله ويتجلى هنا في إنفاقه لجميع ماله لرسول الله صلى الله عليه وسلم في هجرته فقد كان سباقا للخير وبذل المال في سبيل الله يقول عمر رضي الله عنه: ” ما استبقنا خير قط إلا سبقنا إليه أبوبكر “. رواه أحمد وصحح إسناده أحمد شاكر
* وفيه أيضا منقبة لأسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها وعن أبيها ويتجلى ذلك في حسن تصرفها وتدبيرها للأمور وتسلحها بالصبر وحسن الظن بالله والثقة بما عنده عزوجل فما فعلته أسماء ينمى عن عقل راجح وحكمة بالغة وتعلقا بالآخرة.
فضائل أمير المؤمنين أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- كثيرة يصعب إحصاؤها ويطول ذكرها، ونستعين الله -عز وجل- في نقل صورا من إنفاقه في سبيل الله ومواساته رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بماله
وللاستزادة مما صح في فضائله، يراجع صحيح البخاري، كتاب أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لو كنت متخذا خليلا
قلت سيف: وكذلك تعليقنا على صحيح مسلم باب فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه فقد طولنا في جمع ما صح من فضائله
_____
صور من إنفاقه:
*في صحيح البخاري:*
عن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال: كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم، إذ أقبل أبو بكر آخذا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما صاحبكم فقد غامر فسلم وقال: إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيء، فأسرعت إليه ثم ندمت، فسألته أن يغفر لي فأبى علي، فأقبلت إليك، فقال: يغفر الله لك يا أبا بكر ثلاثا، ثم إن عمر ندم، فأتى منزل أبي بكر، فسأل: أثم أبو بكر؟ فقالوا: لا، فأتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم، فجعل وجه النبي صلى الله عليه وسلم يتمعر، حتى أشفق أبو بكر، فجثا على ركبتيه، فقال: يا رسول الله، والله أنا كنت أظلم، مرتين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت، وقال أبو بكر صدق، وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركوا لي صاحبي مرتين، فما أوذي بعدها.
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله، دعي من أبواب، – يعني الجنة، – يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الصيام، وباب الريان، فقال أبوبكر: ما على هذا الذي يدعى من تلك الأبواب من ضرورة، وقال: هل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله؟ قال: نعم، وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر.
وعن ابن عباس، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه، عاصب رأسه بخرقة، فقعد على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إنه ليس من الناس أحد أمن علي في نفسه وماله من أبي بكر بن أبي قحافة، ولو كنت متخذا من الناس خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكن خلة الإسلام أفضل، سدوا عني كل خوخة في هذا المسجد، غير خوخة أبي بكر.
___
*في الصحيحة:*
2718 – ” ما نفعنا مال [أحد]، ما نفعنا مال أبي بكر “.
وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت:
أنفق أبو بكر- رضي الله عنه- على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أربعين ألفاً.
وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا به، وزاد: ” قال: فبكى أبوبكر، وقال: وهل نفعني الله إلا بك؟ وهل نفعني الله إلا بك؟ وهل نفعني الله إلا بك؟ “. أخرجه أحمد (2/ 366) 8790: حدثنا معاوية قال: حدثنا أبو إسحاق – يعني الفزاري – عن الأعمش عن أبي صالح عنه. قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين …
وقد تابعه أبو معاوية: حدثنا الأعمش به، إلا أنه قال: ”
وهل أنا ومالي إلا لك يا رسول الله؟ “.
أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 759)
وأحمد (2/ 252) عنه، وكذا ابن ماجه (1/ 49) وابن أبي عاصم (1229) وابن حبان (2166) من طرق عنه. وهو صحيح أيضا كالذي قبله.
قلت سيف: وقلنا في تخريج مسند أحمد 7446: على شرط الذيل على الصحيح المسند.
وليضف اليها الحديث السابق عند أحمد 8790
فهو كذلك على الشرط
وكذلك ورد عن عائشة بإسناد صحيح فسمعه مرة سفيان من وائل. ومرة سمعه من الزهري بغير واسطه
28 حدثنا عبدالله قال حدثني يحيى بن معين ثنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما نفعني الله مال ما نفعني مال أبي بكر قال يحيى فقال: رجل لسفيان: سمعته من الزهري قال: حدثني وائل
29 حدثنا عبدالله ثنا محمد بن عباد المكي ثنا سفيان قال: حفظت من الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها به
30 حدثنا عبد الله حدثني محمد بن عبد الملك ثنا الحميدي عبد الله بن الزبير ثنا سفيان ثنا الزهري به فقيل لسفيان: فإن معمرا يقوله عن سعيد فقال: ما سمعنا من الزهري إلا عن عروة عن عائشة رضي الله عنها
وهو في مسند الحميدي 252
______
*وفي مشكاة المصابيح:*
عن عمر -رضي الله عنه- قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق ووافق ذلك عندي مالًا فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يومًا. قال: فجئت بنصف مالي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أبقيت لأهلك؟» فقلت: مثله. وأتى أبو بكر بكل ما عنده. فقال: «يا أبا بكر؟ ما أبقيت لأهلك؟». فقال: أبقيت لهم الله ورسوله. قلت: لا أسبقه إلى شيء أبدًا. رواه الترمذي وأبو داود
حسنه الألباني
______
*وفي صحيح الترغيب والترهيب*
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
“مَنْ أصْبَح منكمُ اليومَ صائماً؟ “.
فقال أبو بكْرٍ: أنا. فقال:
“مَنْ أطْعَم منكمُ اليومَ مسكيناً؟ “.
فقال أبو بكْرٍ: أنا. فقال:
“مَنْ تَبعَ منكمُ اليومَ جَنازَةً؟ “.
قال أبو بكْرٍ: أنا. قال:
“مَنْ عادَ منكم اليومَ مَريضاً؟ “.
قال أبو بكْرٍ: أنا. فقال رسولُ الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
“ما اجْتَمعتْ هذه الخِصالُ قَطُّ في رجلٍ [في يوم] إلا دخَل الجَنَّةَ”.
– من فضائله اعتاق المستضعفين من المسلمين الذين كانت تعذبهم قريش
– وكان يأخذ ضيوف رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكرمهم
– و تجهيزه راحلتين لهجرة النبي صلى الله عليه وسلم.