1528 التعليق على الصحيح المسند
مجموعة عبدالله الديني
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
——-‘——-‘——-‘
الصحيح المسند
1528 – قال الإمام هناد بن السري رحمه الله في الزهد: حدثنا يونس، ثنا محمد بن إسحاق، حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر سدرة المنتهى فقال: «يسير في ظل الفنن منها الراكب مائة سنة»، أو قال: «يستظل في ظل الفنن منها مائة راكب»، شك يحيى فيها فراش الذهب كأن ثمرها القلال.
هذا حديث حسن. ويونس هو ابن بكير، والحديث أخرجه الترمذي (ج7 ص249) وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب. لكن ليس عند الترمذي تصريح سماع ابن إسحاق.
……………………………….
رواية الترمذي ضعفها الالباني في ضعيف الترمذي (2541)
السِدْر: شجرُ النبِق.
الفنن: هو غصن الشجر.
فراش الذهب: بفتح الفاء جمع فراشة وهي التي تطير وتتهافت في السراج.
القلال: بكسر القاف جمع القلة، أي قلال هجر في الكبر.
قال في تحفة الأحوذي:
قوله (وذكر سدرة المنتهى) قيل هي شجرة نبق في السماء السابعة عن يمين العرش ثمرها كقلال هجر ووقع ذكر سدرة المنتهى في حديث المعراج عند الشيخين ولفظ البخاري ثم رفعت إلى سدرة المنتهي فإذا نبقها مثل قلال هجر وإذا ورقها مثل آذان الفيلة
قال الحافظ وقع بيان سبب تسميتها سدرة المنتهى في حديث بن مسعود عند مسلم ولفظه لما أسري برسول الله صلى الله عليه و سلم قال انتهى بي إلى سدرة المنتهى وهي في السماء السادسة وإليها ينتهي ما يعرج من الأرض فيقبض منها وإليها ينتهي ما يهبط فيقبض منها
وقال النووي سميت سدرة المنتهى لأن علم الملائكة ينتهي إليها ولم يجاوزها أحد إلا رسول الله صلى الله عليه و سلم انتهى (قال) أي النبي صلى الله عليه و سلم (يسير الراكب) أي المجد (في ظل الفنن) محركة أي الغصن وجمعه الأفنان ومنه قوله تعالى ذواتا أفنان ويقال ذلك للنوع وجمعه فنون كذا حققه الراغب (منها) أي من السدرة أو يستظل بظلها مائة راكب أو للشك شك يحيى أي بن عباد المذكور في السند فيها أي في سدرة المنتهى
والمعنى فيما بين أغصانها أو عليها بمعنى فوقها مما يغشاها (فراش الذهب) بفتح الفاء جمع فراشة وهي التي تطير وتتهافت في السراج قيل هذا تفسير قوله تعالى إذ يغشى السدرة ما يغشى ومنه أخذ بن مسعود.
(شك يحيى) أي بن عباد المذكور في السند حيث فسر ما يغشى بقوله يغشاها فراش من ذهب
قال البيضاوي وذكر الفراش وقع على سبيل التمثيل لأن من شأن الشجر أن يسقط عليها الجراد وشبهه وجعلها من الذهب لصفاء لونها وإضاءتها في نفسها انتهى
قال الحافظ: ويجوز أن يكون من الذهب حقيقة ويخلق فيه الطيران والقدرة صالحة لذلك. اهـ
قال ابن كثير في قوله تعالى: (ولمن خاف مقام ربه جنتان فبأي آلاء ربكما تكذبان) ثم نعت هاتين الجنتين فقال: (ذواتا أفنان) أي أغصان نضرة حسنة تحمل من كل ثمرة نضيجة فائقة فبأي آلاء ربكما تكذبان هكذا قال عطاء الخراساني وجماعة إن الأفنان أغصان الشجر يمس بعضها بعضا.
وعن عكرمة يقول: ذواتا أفنان يقول: ظل الأغصان على الحيطان. عن عن ابن عباس: ذواتا أفنان ذواتا ألوان، قال: وروي عن سعيد بن جبير والحسن والسدي وخصيف والنضر بن عربي وأبي سنان مثل ذلك، ومعنى هذا القول أن فيهما فنونا من الملاذ، واختاره ابن جرير، وقال عطاء: كل غصن يجمع فنونا من الفاكهة، وقال الربيع بن أنس ذواتا أفنان واسعتا الفناء وكل هذه الأقوال صحيحة ولا منافاة بينها، والله أعلم.
قلت سيف:
تنبيه: قال الألباني في صحيح الترغيب: حسن لغيره. فربما لم يقف على تصريح محمد بن إسحاق عند هناد
وذكره في ضعيف سنن الترمذي. فقد يكون تراجع عن تضعيفه.
ولم يبين ذلك محقق طبعة دار المعارف