1527 التعليق على الصحيح المسند
مجموعة ابراهيم البلوشي. وأبي عيسى البلوشي وفيصل الشامسي وفيصل البلوشي وعبدالله الشكري
——-‘——–‘——–
الصحيح المسند
1527 مسند أحمد
قال ابن إسحاق: وحدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه عن جدته أسماء بنت أبي بكر، قالت لما وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم بذي طوى قال أبو قحافة لابنة من أصغر ولده أي بنية اظهري بي على أبي قبيس قالت وقد كف بصره قالت فأشرفت به عليه فقال أي بنية ماذا ترين؟ قالت أرى سوادا مجتمعا، قال تلك الخيل قالت وأرى رجلا يسعى بين يدي ذلك مقبلا ومدبرا، قال أي بنية ذلك – الوازع يعني الذي يأمر الخيل ويتقدم إليها، ثم قالت قد والله انتشر السواد قالت فقال قد والله إذن دفعت الخيل فأسرعي بي إلى بيتي، فانحطت به وتلقاه الخيل قبل أن يصل إلى بيته قالت وفي عنق الجارية طوق لها من ورق فتلقاه الرجل فاقتلعه من عنقها، قالت فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، ودخل المسجد أتاه أبو بكر بأبيه يعوده فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هلا تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه فيه؟ ” قال أبو بكر يا رسول الله هو أحق أن يمشي إليك من أن تمشي أنت إليه قال فأجلسه بين يديه ثم مسح صدره ثم قال له ” أسلم ” فأسلم قالت فدخل به أبو بكر على رسول الله صلى الله عليه وسلم … و رأسه وكأن ثغامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” غيروا هذا من شعره ثم قام أبو بكر فأخذ بيد أخته وقال أنشد الله والإسلام طوق أختي، فلم يجبه أحد، فقال يا أخية، احتسبي طوقك
وفي السيرة لابن هشام قال ابن إسحاق وحدثني يحيى بن عباد. … فذكره
وفيه بعد قول أبي بكر: احتسبي طوقك فوالله إن الأمانة في الناس لقليل
ولعل الإمام أحمد حذفها عمدا، لما فيها من الحكم بقلة الأمانة في يوم الفتح، مع أنه يوجد فيهم أفاضل الصحابة.
قال ابن كثير -رحمه الله- معلقا على كلام أبي بكر -رضي الله عنه- (عن قلة الأمانة):” يعنى به الصديق ذلك اليوم على التعيين، لأن الجيش فيه كثرة، ولا يكاد أحد يلوي على أحد، مع انتشار الناس، ولعل الذي أخذه تأول أنه من حربي والله أعلم.”
-‘—–‘——
* تخريج الحديث *:
أخرجه أخرجه أحمد (6/ 349 و 350) و الطبراني في الكبير 24/ 88 – 89 برقم (236) ورجالهما ثقات
ورواه ابن حبان في الموارد: 1700 وهو في الإحسان 9/ 168 – 169 برقم (7164)، وقد تحرفت فيه “أبي قبيس” وهو جبل بمكة إلى “قبيس”و”كان رأسه ثغامة” إلى “وعلى رأسه ثمامة”.
ورواه ابن إسحاق في المغازي بسند صحيح رجاله ثقات سيرة ابن هشام: 2/ 405
وأخرجه الواقدي في المغازي 2/ 824
وقال الهيثمي في المجمع: 6/ 173، 174، رواه أحمد، والطبراني، والبيهقي في الدلائل: 5/ 95 – 96 والحاكم في المستدرك: 3/ 46 – 47، وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وسكت عنه الذهبي.
* غريب الحديث *:
– ذو طوى واد بمكة قال الزبيدي: يعرف الآن بالزاهر.
وقال الشربيني الخطيب: طوى بالقصر وتثليث الطاء والفتح أجود واد بمكة بين الثنيتين كداء العليا والسفلى وأقرب إلى السفلى ,سمي بذلك لاشتماله على بئر مطوية مبنية بالحجارة
-اظهرى بى: اصعدي وارتفعى.
-الوازع: الذي يرتب الجيش ويسويه ويصفه فكأنه يكفه عن التفرق والانتشار.
– طوق من ورق: قلادة من فضة.
*قال الحموي في معجم البلدان:*
أَبو قُبَيْسٍ:
بلفظ التصغير كأنه تصغير قبس النار:
وهو اسم الجبل المشرف على مكة، وجهه إلى قعيقعان ومكة بينهما، أبو قبيس من شرقيّها، وقعيقعان من غربيّها، قيل سمّي باسم رجل من مذحج كان يكنّى أبا قبيس، لأنه أول من بنى فيه قبّة.
قال أبو المنذر هشام: أبو قبيس، الجبل الذي بمكة، كناه آدم، عليه السلام، بذلك حين اقتبس منه هذه النار التي بأيدي الناس إلى اليوم، من سرختين نزلتا من السّماء على أبي قبيس، فاحتكّتا، فأورتا نارا، فاقتبس منها آدم، فلذلك المرخ إذا حكّ أحدهما بالآخر، خرجت منه النار.
وكان في الجاهلية يسمّى الأمين، لأن الرّكن كان مستودعا فيه أيّام الطوفان وهو أحد الأخشبين.
قال السّيّد عليّ (بضم العين وفتح اللام): هما الأخشب الشرقي والأخشب الغربي هو المعروف بجبل الخطّ (بضم الخاء المعجمة) والخطّ من وادي إبراهيم.
وذكر عبد الملك بن هشام أنه سمّي بأبي قبيس بن شامخ، وهو رجل من جرهم، كان قد وشى بين عمرو بن مضاض وبين ابنة عمّه ميّة، فنذرت أن لا تكلّمه، وكان شديد الكلف بها، فحلف لأقتلنّ أبا قبيس، فهرب منه في الجبل المعروف به، وانقطع خبره، فإما مات وإما تردّى منه، فسمّي الجبل أبا قبيس لذلك، في خبر طويل ذكره ابن هشام صاحب السيرة في غير كتاب السيرة.
وقد ضربت العرب المثل بقدم أبي قبيس.
*قال صاحب مطالع الأنوار:*
قوله: “كأن رأسه ثغامة أو كالثغام” هو نبت أبيض الزهر والثمر، يشبه بياض الشيب به. قال ابن الأعرابي: هي شجرة تبيض كأنها الثلج، وأخطأ فيه بعض الكبراء من الأندلسيين فقال: الثغام: طير أبيض. ولغيره فيه ما هو أقبح من هذا.
* من هو أبو قحافة رضي الله عنه؟ *
عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي، والد أبو بكر الصديق رضي الله عنه أسلم يوم فتح مكة، وتوفي في مكة سنة 14 هـ وهو ابن 97 سنة.
كان إسلامه يوم فتح مكة في السنة 8 هـ
هو أَول مخضوب في الإِسلام
لم يزل أبو قحافة بعدما أسلم في مكة لم يهاجر حتى توفي أبو بكر الصديق فورثه أبو قحافة السدس فرد ذلك على ولد أبي بكرفهو أَول من ورث خليفة في الإِسلام.
توفي أبو قحافة في مكة في المحرم سنة 14 هـ وهو ابن 97 سنة في عهد عمر رضي الله عنه.
*في الحديث مسائل منها:*
– قصة إسلام أبي قحافة -رضي الله عنه-.
– إجلال كبار السن.
– خضاب الشعر، وسيأتي الكلام عليه.
– إنشاد أبي بكر -رضي الله عنه- طوق أخته، ويشكل أن ذلك قد كان في المسجد والله أعلم.
– احتساب الأجر في المال المغصوب.
– – قوله: (هلا تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه فيه؟)
فيه تواضع النبي صلى الله عليه وسلم وأكرام لأبي بكر الصديق رضي الله عنه.
– الذي يظهر أن الجارية التي كانت مع أبي قحافة هي ابنته وليست ابنة ابنه، كما كتب بعضهم ذلك،
*قال صاحب السيرة الحلبية:*
“قال بعضهم: ولم يعش لأبي قحافة رضي الله تعالى عنه ولد ذكر إلا أبو بكر، ولا يعرف له بنت إلا أم فروة التي أنكحها أبو بكر من الأشعث بن قيس، وكانت قبله تحت تميم الداري، وهي هذه المذكورة هنا.
وقيل كانت له بنت أخرى تسمى عريبة. وعليه فيحتمل أن تكون هي المذكورة هنا.”
قلت (أبو عيسى) لعله تصحيف فالذي يذكر أنها “قريبة”.
*وقال الواقدي -رحمه الله- في المغازي أن التي صعدت مع أبيها هي “قريبة”:*
قال: حدثني يعقوب بن يحيى بن عباد، عن عيسى بن معمر، عن عباد بن عبد الله، عن أسماء بنت أبي بكر، قالت: وصعد أبو قحافة يومئذ بصغرى بناته، قريبة بنت أبي قحافة.
*وذكر ابن سعد -رحمه الله- في الطبقات، أسماء ثلاث بنات لأبي قحافة:*
4195 – أم فروة بنت أبي قحافة،
واسمه عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة.
وأمها هند بنت نقيد بن بجير بن عبد بن قصي. زوجها أبو بكر الصديق من الأشعث بن قيس الكندي فولدت له محمدًا وإسحاق وإسماعيل وحبابة وقريبة.
4196 – قريبة بنت أبي قحافة
عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم.
وأمها هند بنت نقيد بن بجير بن عبد بن قصي. تزوجها قيس بن سعد بن عبادة بن دليم الساعدي فلم تلد له شيئًا.
4197 – أم عامر بنت أبي قحافة
عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم.
وأمها هند بنت نقيد بن بجير بن عبد بن قصي تزوجها عامر بن أبي وقاص فولدت له ضعيفة.
– مسألة:
حكم الخضاب وتغيير الشيب:
اختلف في الخضب وتركه:
فخضب أبو بكر و عمر وغيرهما.
وترك الخضاب علي وأبي بن كعب وسلمة بن الأكوع وأنس وجماعة.
وقد جمع الطبري بأن من صبغ منهم كان اللائق به كمن يستشنع شيبه ومن ترك كان اللائق به كمن لا يستشنع شيبه وعلى ذلك حمل قوله صلى الله عليه وسلم في حديث جابر الذي أخرجه مسلم في قصة أبي قحافة حيث قال صلى الله عليه وسلم لما رأى رأسه كأنها الثغامة بياضاً ” غيروا هذا وجنبوه السواد “.
زاد الطبري وأبن أبي عاصم من وجه آخر عن جابر ” فذهبوا به فحمروه “. فمن كان في مثل حال أبي قحافة استحب له الخضاب لأنه لا يحصل به الغرور لأحد ومن كان بخلافه فلا يستحب في حقه ولكن الخضاب مطلقاً أولى لأنه فيه امتثال الأمر في مخالفة أهل الكتاب وفيه صيانة للشعر عن تعلق الغبار وغيره به إلا إن كان من عادة أهل البلد ترك الصبغ وأن الذي ينفرد بدونهم بذلك يصير في مقام الشهرة فالترك في حقه أولى.
ونقل عن الإمام احمد: أنه يجب وعنه يجب ولو مرة وعنه لا أحب لأحد ترك الخضب ويتشبه بأهل الكتاب.
انظر فتح الباري (10/ 355، 356) للحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ. والله تعالى أعلم.
-مسألة:
حكم الخضاب بالسواد:
تحرير محل النزاع:
اتفقوا على جوازه في الحرب للمجاهد نقل ذلك الحافظ في الفتح (6/ 499) واختلفوا في غير الحرب على أقوال:
– الأول: يحرم.
وهو قول في مذهب الشافعية اختاره جماعة منهم ورجحه النووي ورجحه ابن باز والعثيمن والألباني والوادعي.
– الثاني: يكره بالسواد لغير حرب وهو قول في مذهب الحنفية ومذهب المالكية وقول في مذهب الشافعيةوالمشهور في مذهب الحنابلة.
– الثالث: جائز بلا كراهة، وهو قول في مذهب الحنفية واختيار أبي يوسف ومحمد بن الحسن ومذهب بعض الصحابة واختاره جماعة من التابعين منهم ابن سيرين وأبو سلمةونافع بن جبير وموسى بن طلحة وإبراهيم النخعي وغيرهم.
– الرابع: يجوز للمرأة، ولا يجوز للرجل، وهو قول إسحاق واختاره الحليمي.
قال الشيخ الوادعي رحمه الله تعالى في كتابه (مجموعة رسائل علمية 2ـ تحريم الخضاب بالسواد ص 40:
فهذه بعض الأحاديث الواردة في الخضاب نقلتها ليتضح خطأ من يخضب بالسواد لما فيه من الغش، ولا أنقل إلا ما كان من حديث رسول الله، إذ لا حجة إلا في كتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
قال الامام البخاري رحمه الله في “صحيحه” (ج12 ص476) مع “الفتح”: حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا الزهري عن أبي سلمة وسليمان بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إنّ اليهود والنّصارى لا يصبغون فخالفوهم)).
ورراه مسلم (ج2 ص44) من طريق سفيان بن عيينة به.
هذا الحديث مطلق يتناول أي صباغ، لكنه قيّد بما رواه الإمام مسلم رحمه الله (ج2 ص44) قال رحمه الله: حدثني أبوالطاهر أخبرنا عبدالله بن وهب عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر بن عبدالله قال: أتي بأبي قحافة يوم فتح مكّة ورأسه ولحيته كالثّغامة بياضًا فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((غيّروا هذا بشيء، واجتنبوا السّواد)).
ولم يصب من زعم أن قوله: ((واجتنبوا السّواد)). مدرجة إذ الأصل عدم الإدراج، وأما ما رواه الإمام أحمد من أن زهير بن معاوية سأل أبا الزبير لما حدثه بهذا الحديث قال: قلت لأبي الزبير: قال: ((جنّبوه السّواد))؟ قال: لا. فمبنيّ على أن أبا الزبير قد نسي وكم من محدث قد نسي حديثه بعد ما حدث به، وهذا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلميقول: ((رحم الله فلانًا لقد ذكّرني آية كذا كنت أنسيتها))، وقد صرح الحافظ في “النخبة” أنّ الصحيح أنه لا يرد الحديث لنسيان الشيخ، إلا أن يقول: كذب عليّ، لم أحدثه بهذا، ثم إنه قد تابع ابن جريج ليث كما عند ابن ماجة والإمام أحمد، وهو ليث بن أبي سليم مختلط، لكنه يصلح في الشواهد والمتابعات.
وللحديث شاهد صحيح، قال الإمام أحمد رحمه الله (ج3 ص160): ثنا محمد بن سلمة الحراني عن هشام عن محمد بن سيرين قال: سئل أنس ابن مالك عن خضاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يكن شاب إلاّ يسيرًا، ولكنّ أبا بكر وعمر بعده خضبا بالحنّاء والكتم، قال: وجاء أبوبكر بأبيه أبي قحافة إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوم فتح مكّة يحمله، حتّى وضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأبي بكر: ((لو أقررت الشّيخ في بيته لأتيناه)) تكرمةً لأبي بكر، فأسلم ولحيته ورأسه كالثّغامة بياضًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((غيّروهما، وجنّبوه السّواد)).
قال الهيثمي في “المجمع” بعد ذكره هذا الحديث (ج5 ص160): رواه أحمد وأبويعلى، والبزار باختصار، وفي الصحيح طرف منه، ورجال أحمد رجال الصحيح.
وآخر حسن: [قال ابن سعد في “طبقاته” (ج5 ص333 – 334): أخبرنا عبدالرحمن بن محمد المحاربي عن محمد بن إسحاق قال حدثني يحيى بن عباد بن عبدالله بن الزبير عن أبيه عن أسماء قالت: لمّا دخل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم مكّة واطمأّنّ وجلس في المسجد أتاه أبوبكر بأبي قحافة فلمّا رآه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((يا أبا بكر ألا تركت الشّيخ حتّى أكون أنا الّذي أمشي إليه؟)) قال: يا رسول الله هو أحقّ أن يمشي إليك، من أن تمشي إليه. فأجلسه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بين يديه، ثمّ قال: ((يا أبا قحافة أسلم تسلم)) قال: فأسلم وشهد شهادة الحقّ، قال: وأدخل عليه رأسه ولحيته كأنّهما ثغامة، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((غيّروا هذا الشّيب وجنّبوه السّواد)).
أخرجه أيضًا الإمام أحمد (ج6 ص349) مطولاً، وابن حبان (1700) “موارد”، والحاكم (ج3 ص46).] اهـ رازحي.
هذا وقد جاء الوعيد الشديد لمن يخضب بالسواد، روى الإمام أحمد في “مسنده” عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((يكون قوم في آخر الزّمان يخضبون بالسّواد كحواصل الحمام لا يريحون رائحة الجنّة)).
قال صاحب “الفتح الرباني” في تعليقه على “ترتيب المسند” (ج17 ص319): سنده صحيح، ومن الغريب أن ابن الجوزي أورده في “الموضوعات” وهو من الأحاديث التي ذبّ عنها الحافظ ابن حجر في كتابه “القول المسدد في الذب عن مسند أحمد”. قال رحمه الله بعد ذكر سنده ومتنه: أورده ابن الجوزي في “الموضوعات” من طريق أبي القاسم البغوي عن هاشم بن الحارث عن عبيدالله بن عمرو به. وقال: حديث لايصح عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. المتّهم به عبدالكريم بن أبي المخارق أبوأمية البصري، ثم نقل تجريحه عن جماعة، قال الحافظ: وأخطأ في ذلك، فإن الحديث من رواية عبدالكريم الجزري الثقة المخرّج له في “الصحيح”، وقد أخرج الحديث من هذا الوجه أبوداود والنسائي وابن حبان في “صحيحه” وغيرهم.
قال أبوداود في كتاب (الترجل): حدثنا أبوتوبة حدثنا عبيدالله عن عبدالكريم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((يكون قوم يخضبون في آخر الزّمان بالسّواد كحواصل الحمام لا يريحون رائحة الجنّة)).
وأخرجه النسائي في الزينة وابن حبان والحاكم في “صحيحيهما” من هذا الوجه، وقال أبويعلى في “مسنده”: حدثنا زهير حدثنا عبيدالله بن جعفر، هو الرقي به، وأخرجه الحافظ ضياء الدين المقدسي في “المختارة مما ليس في الصحيحين” من هذا الوجه أيضًا. اهـ كلام الحافظ.
قال المعلق على “ترتيب المسند”: قلت: وبهذا تعرف أن الحديث صحيح لا مطعن فيه. اهـ
قلت: ومما يزيدنا وضوحًا أنّ الذي في سند هذا الحديث عبدالكريم الجزري وليس بابن أبي المخارق أن الحديث في “سنن أبي داود” وعبدالكريم ابن أبي المخارق ليس من رجال أبي داود كما في “تهذيب التهذيب” و”الميزان” وغيرهما من كتب الرجال، نعم روى له أبوداود خارج “السنن” كما في “تهذيب الكمال” فإنه رمز “لمسائل أحمد” وأما في “السنن” فلا.
هذا وإنني ذاكر ما وجدته من الشواهد للأحاديث المتقدمة، قال الامام أحمد رحمه الله تعالى “ترتيب المسند” (ج17 ص319): حدثنا قتيبة أنا ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((غيّروا الشّيب ولا تقرّبوه السّواد)).
ابن لهيعة فيه ضعف، ولا يمنع من الاستشهاد بحديثه.
وقال البيهقي رحمه الله في “السنن الكبرى” (ج7 ص311): أخبرنا أبوالحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي أنا أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ نا الحسن بن هارون ثنا مكي بن إبراهيم نا عبدالعزيز بن أبي رواد عن محمد بن زياد عن أبي هريرة رضي الله عنه ذكر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((غيّروا الشّيب، ولاتشبّهوا باليهود، واجتنبوا السّواد)) اهـ
وعبدالعزيز بن أبي روّاد فيه كلام، والحسن بن هارون: قال أبوحاتم: لا أعرفه. كما في “لسان الميزان”.
وفي “مجمع الزوائد” (ج5 ص160): وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على مشيخة من الأنصار بيض لحاهم فقال: ((يا معشر الأنصار حمّروا أو صفّروا، وخالفوا أهل الكتاب)) فذكر الحديث.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، وفي “الصحيح” طرف منه، ورجال أحمد رجال الصحيح، خلا القاسم وهو ثقة وفيه كلام لا يضر.
قال أبوعبدالرحمن: القاسم هو ابن عبدالرحمن أبوعبدالرحمن الأموي، مختلف فيه وهو إلى الضعف أقرب، ولا يمنع من الاستشهاد بحديثه.
ثم قال الهيثمي: وعن أنس أنّ النبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((غيّروا الشّيب وإنّ أحسن ما غيّرتم به الشّيب: الحنّاء والكتم)).
رواه البزار وفيه سعيد بن بشير وهو ثقة وفيه ضعف، وعن أنس بن مالك قال: كنّا يومًا عند النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم فدخلت عليه اليهود فرآهم بيض الّلحى، فقال: ((ما لكم لا تغيّرون))؟ فقيل: إنّهم يكرهون، فقال النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((لكنّكم غيّروا وإيّاي والسّواد)).
رواه الطبراني في “الأوسط” وفيه: ابن لهيعة، وبقية رجاله ثقات وهو حديث حسن.
وعن ابن عباس أنّ النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلمقال: ((يكون في آخر الزّمان قوم يسوّدون أشعارهم، لا ينظر الله إليهم)).
قلت: رواه أبوداود، خلا قوله: ((لا ينظر الله إليهم)).
رواه الطبراني في “الأوسط” وإسناده جيد. اهـ المراد من “مجمع الزوائد”.
وقال الإمام الترمذي رحمه الله في “جامعه” (ج3 ص55) مع “تحفة الأحوذي” طبعة هندية: حدثنا سويد بن نصر ثنا ابن المبارك عن الأجلح عن عبدالله بن بريدة عن أبي الأسود عن أبي ذر رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((إنّ أحسن ما غيّر به الشّيب الحنّاء والكتم)).
هذا حديث حسن صحيح.
الحديث عزاه المجد في “المنتقى” للخمسة يعني أصحاب “السنن” وأحمد.
وقال النسائي رحمه الله (ج8 ص139): حدثنا محمد بن مسلم حدثنا يحيى بن يعلى حدثنا به أبي عن غيلان عن أبي إسحاق عن ابن أبي ليلى عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((أفضل ما غيّرتم به الشّمط: الحنّاء والكتم)).
قلت: رجاله رجال مسلم غير محمد بن مسلم بن عثمان أبوعبدالله بن واره، قال الحافظ فيه: ثقة حافظ. وأبوإسحاق هو السبيعي، ثقة مدلس وقد عنعن، فهو لابأس به في الشواهد.
وله شاهد من حديث ابن عباس عند أبي يعلى (ج3 ص27)، والطبراني (ج11 ص 258)، قال أبويعلى رحمه الله: حدثنا بشر بن سيحان حدثنا يزيد بن زريع عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((أحسن ما غيّرْتم به الشّيب، الحنّاء والكتم)).
الحديث رجاله رجال الشيخين، خلا بشر بن سيحان، قال فيه أبوحاتم: ما به بأس كان من العباد. وقال أبوزرعة: شيخ بصري صالح. اهـ “الجرح والتعديل” (ج2 ص 358).
هذا ولهم شبه لا بأس ببيانها، لكي تنقطع حجتهم:
منها: حديث ابن ماجة، قال رحمه الله (ج2 ص1197): حدثنا أبوهريرة الصيرفي محمد بن فراس حدثنا عمر بن الخطاب بن زكريا الراسبي حدثنا دفّاع بن دغفل السدوسي عن عبدالحميد بن صيفي عن أبيه عن جده صهيب الخير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إنّ أحسن ما اختضبتم به لهذا السّواد أرغب لنسائكم فيكم وأهيب لكم في صدور عدوّكم)).
إني لأعجب ممن يعارض الحديث الصحيح الذي رواه مسلم في “صحيحه”، والحديث الصحيح الذي رواه أحمد في “مسنده” والحديث الصحيح الذي رواه الترمذي في “جامعه”، وقال: حديث حسن صحيح؛ بمثل هذا الحديث الذي اجتمع فيه النكارة والضعف والإنقطاع، أما نكارته فظاهرة، وهو مخالفته لما اشتهر عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم من نهيه عن السواد، وأما ضعفه فقد قال الإمام الذهبي في “الميزان” في ترجمة دفّاع بن دغفل: ضعفه أبوحاتم ووثقه ابن حبان. اهـ، وليس له في الأمهات إلا هذا الحديث رواه ابن ماجة، وقد قال المزي رحمه الله: أن الغالب فيما تفرد به ابن ماجة الضعف. ذكره المناوي في “فيض القدير” (ج1 ص25) وذكره صاحب “تحفة الأحوذي” في المقدمة ص (66) طبعة هندية.
وأما توثيق ابن حبان له فهو معروف بالتساهل، وقد كثر توثيقه للمجهولين، كما بينه الشيخ الألباني في تعليقه على “التنكيل” (ج1 ص438) وذكره الحافظ في “مقدمة لسان الميزان”. وقد يذكر الرجل في كتاب “الثقات” وفي كتاب “الضعفاء” كما ذكره المعلمي رحمه الله (ج1 ص436) من “التنكيل”.
وأما انقطاع الحديث فقد قال الذهبي رحمه الله في “الميزان”: عبدالحميد ابن زياد بن صيفي بن صهيب قال البخاري: لا يعرف سماع بعضهم من بعض. اهـ
وقال الحافظ في “تهذيب التهذيب”: قال أبوحاتم: شيخ روى له ابن ماجة حديثًا واحدًا. ثم قال الحافظ: قلت: وذكره ابن حبان في “الثقات”.اهـ
هذا وقد تقدم الكلام على ما انفرد به ابن ماجة، وأنه لا يعبأ بتوثيق ابن حبان إذا انفرد.
ولهم حديث آخر يمكن أن يموهوا به على من لا معرفة له بعلم الحديث، وهو حديث: ((إذا خطب أحدكم المرأة وهو يخضب بالسّواد فليعلمها أنّه يخضب)).
قال السيوطي في “الجامع الصغير”: رواه الديلمي في “مسند الفردوس” عن عائشة، ورمز لضعفه، وقال المناوي في “فيض القدير”: رواه عنها أيضًا البيهقي وزاد بعد قوله: ((فليعلمها ولا يغرّها))، وفيه عيسى بن ميمون قال البيهقي: ضعيف، وقال الذهبي: متروك. اهـ
هذا ولهم شبهة أخرى، وهو فعل بعض السلف رحمهم الله، وما كنت أظن أن يتجاسر مؤمن يؤمن بالله وبقوله تعالى: {لا تقدّموا بين يدي الله ورسوله}.
وقوله: {فليحذر الّذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}.
ما كنت أظن أن يتجاسر من يعرف هاتين الآيتين أن يعارض قول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بقول فلان وفعل فلان، فإنا لله وإنا إليه راجعون، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه. انتهى كلام الوادعي رحمه الله.
و قال الشيخ الألباني في تمام المنة: وأما قوله: وخضب جماعة منهم بالسواد ـ قلت: إن ثبت هذا عنهم فلا حجة في ذلك، لأنه خلاف السنة الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم فعلا وقولا، وقد قال تعالى: فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول .. الآية، ومن الثابت عن كبار الصحابة كأبي بكر وعمر الصبغ بالحناء والكتم ـ كما تقدم ـ فالأخذ به هو الواجب لموافقته للسنة دون فعل من خالفهما من الصحابة الذين أشار إليهم المؤلف، ولا سيما وفي ثبوت ذلك عن بعضهم نظر ـ كما تقدم عن ابن القيم رحمه الله تعالى ـ ولذلك، قال النووي في المجموع: 1ـ 294ـ اتفقوا على ذم خضاب الرأس أو اللحية بالسواد، وظاهر عبارات أصحابنا أنه مكروه كراهة تنزيه، والصحيح ـ بل الصواب ـ أنه حرام، وممن صرح بتحريمه صاحب الحاوي، قال النووي: ودليل تحريمه حديث جابر .. ثم ذكر حديثه الآتي في الكتاب بلفظ: وجنبوه السواد ….
ثم أفاض ـ رحمه الله ـ في الموضوع وذكر بعض الأحاديث في النهي عن السواد، ثم قال: قلت: فهذه الأحاديث من وقف عليها لا يتردد في القطع بحرمة الخضاب بالسواد على كل أحد، وهو قول جماعة من أهل العلم ـ كما تقدم عن ابن القيم ـ وقال: إنه هو الصواب بلا ريب. اهـ.
هذا والله الموفق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
=======
قال ابن عثيمين:
– (غيروا هذا الشيب وجنبوه السواد) وإن كان بلون آخر لا يختص بنساء الكفار وليس بالأسود فالأصل الحل والإباحة حتى يقوم دليل التحريم فهنا أنبه على قاعدتين هامتين القاعدة الأولى أن الأصل في العبادات المنع وألا يتعبد أحد لله تعالى بشيء من عند نفسه إلا بدليل من الشرع أن هذا العمل مشروع
والقاعدة الثانية أن الأصل فيما عدا العبادات الحل والإباحة فليس لأحد أن يحرم شيئا من عند نفسه إلا أن يقوم دليل التحريم وهاتان القاعدتان تنفعان في كثير من المسائل التي يقع فيها الاشتباه.
فتاوى نور على الدرب العثميين
=====
*قال ابن القيم -رحمه الله- في المجلد الرابع من زاد المعاد:*
روى البخاري في ” صحيحه “: عن عثمان بن عبد الله بن موهب، قال: «دخلنا على أم سلمة رضي الله عنها، فأخرجت إلينا شعرًا من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هو مخضوب بالحناء والكتم».
وفي ” السنن الأربعة “: عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: («إن أحسن ما غيرتم به الشيب الحناء والكتم»).
وفي ” الصحيحين “: عن أنس رضي الله عنه، أن أبا بكر رضي الله عنه اختضب بالحناء والكتم.
وفي ” سنن أبي داود “: عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: («مر على النبي صلى الله عليه وسلم رجل قد خضب بالحناء، فقال ما أحسن هذا؟ فمر آخر قد خضب بالحناء والكتم، فقال: ” هذا أحسن من هذا ” فمر آخر قد خضب بالصفرة، فقال: ” هذا أحسن من هذا كله»).
قال الغافقي: الكتم نبت ينبت بالسهول، ورقه قريب من ورق الزيتون، يعلو فوق القامة، وله ثمر قدر حب الفلفل، في داخله نوًى، إذا رضخ اسود، وإذا استخرجت عصارة ورقه، وشرب منها قدر أوقية، قيأ قيئًا شديدًا، وينفع عن عضة الكلب، وأصله إذا طبخ بالماء كان منه مداد يكتب به.
وقال الكندي: بزر الكتم إذا اكتحل به، حلل الماء النازل في العين وأبرأها.
وقد ظن بعض الناس أن الكتم هو الوسمة، وهي ورق النيل، وهذا وهم، فإن الوسمة غير الكتم. قال صاحب ” الصحاح “: الكتم بالتحريك: نبت يخلط بالوسمة يختضب به، قيل: والوسمة نبات له ورق طويل يضرب لونه إلى الزرقة أكبر من ورق الخلاف، يشبه ورق اللوبيا، وأكبر منه، يؤتى به من الحجاز واليمن.
فإن قيل: قد ثبت في ” الصحيح ” عن أنس رضي الله عنه، أنه قال: «لم يختضب النبي صلى الله عليه وسلم».
قيل: قد أجاب أحمد بن حنبل عن هذا، وقال: قد شهد به غير أنس رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم أنه خضب، وليس من شهد بمنزلة من لم يشهد، فأحمد أثبت خضاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومعه جماعة من المحدثين، ومالك أنكره.
فإن قيل: فقد ثبت في ” صحيح مسلم ” النهي عن الخضاب بالسواد في شأن أبي قحافة لما أتي به ورأسه ولحيته كالثغامة بياضًا، فقال: («غيروا هذا الشيب وجنبوه السواد»).
والكتم يسود الشعر.
فالجواب من وجهين، أحدهما: أن النهي عن التسويد البحت، فأما إذا أضيف إلى الحناء شيء آخر، كالكتم ونحوه، فلا بأس به، فإن الكتم والحناء يجعل الشعر بين الأحمر والأسود بخلاف الوسمة، فإنها تجعله أسود فاحمًا، وهذا أصح الجوابين.
الجواب الثاني: أن الخضاب بالسواد المنهي عنه خضاب التدليس، كخضاب شعر الجارية، والمرأة الكبيرة تغر الزوج، والسيد بذلك، وخضاب الشيخ يغر المرأة بذلك، فإنه من الغش والخداع، فأما إذا لم يتضمن تدليسًا ولا خداعًا، فقد صح عن الحسن والحسين رضي الله عنهما أنهما كانا يخضبان بالسواد، ذكر ذلك ابن جرير عنهما في كتاب ” تهذيب الآثار ” وذكره عن عثمان بن عفان، وعبد الله بن جعفر، وسعد بن أبي وقاص، وعقبة بن عامر، والمغيرة بن شعبة، وجرير بن عبد الله، وعمرو بن العاص، وحكاه عن جماعة من التابعين: منهم عمرو بن عثمان، وعلي بن عبد الله بن عباس، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وعبد الرحمن بن الأسود، وموسى بن طلحة، والزهري، وأيوب، وإسماعيل بن معدي كرب.
وحكاه ابن الجوزي عن محارب بن دثار، ويزيد، وابن جريج، وأبي يوسف، وأبي إسحاق، وابن أبي ليلى، وزياد بن علاقة، وغيلان بن جامع ونافع بن جبير، وعمرو بن علي المقدمي، والقاسم بن سلام.
_________
قلت سيف:
تنبيه: حديث (مر على النبي صلى الله عليه وسلم رجل قد خضب بالحناء، فقال ما أحسن هذا …. )
ضعفه الألباني في ضعيف أبي داود ففيه حميد بن وهب. وذكره العقيلي في ترجمته وقال: وفي الخضاب أحاديث من غير هذا الوجه صالحة الأسانيد بألفاظ مختلفة تشتمل على هذا المعنى.
ومنها حديث عثمان بن عبدالله بن موهب قال: دخلت على أم سلمة فأخرجت إلينا شعرا من شعر النبي صلى الله عليه وسلم مخضوبا. زاد ابن ماجه بإسناد صحيح (مخضوبا بالحناء والكتم أخرجه البخاري. وعند البخاري أيضا (فاطلعت في الجلجل فرأيت شعرات حمراء) وورد من حديث ابن عمر رضي الله عنهما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصبغ بالصفرة أخرجه النسائي وإسناده صحيح.
وورد في الصحيحين عن خضاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لو شئت أن أعد شمطات كن في رأسه فعلت. وقال: لم يختضب وقد اختضب أبوبكر رضي الله عنه بالحناء والكتم. واختضب عمر رضي الله عنه بالحناء بحتا.
وسبق ذكر وجه الجمع بين الروايات.
وفي مسند أبي يعلى
2713 حدثنا بشر بن سيحان حدثنا يزيد بن زريع عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أحسن ما غيرتم به الشيب الحناء والكتم
قلت سيف: على شرط المتمم على الذيل على الصحيح المسند