1521 التعليق على الصحيح المسند
مجموعة ابراهيم أبي محمد وهاشم السوري وعبدالملك
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
————-
الصحيح المسند
1521 – ابوداود 1172 ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﻦ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺷﻌﺒﺔ ﻋﻦ ﻋﺒﺪﺭﺑﻪ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﻣﻦ ﺭﺃﻯ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺪﻋﻮ ﻋﻨﺪﺃﺣﺠﺎﺭ اﻟﺰﻳﺖ ﺑﺎﺳﻄﺎ ﻛﻔﻴﻪ.
والصحابي المبهم هنا هو عمير مولى آبي اللحم
……………………………….
راجع الصحيح المسند رقم 1329
عن أبي هريرة
أن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى حتى رأيت أو رئي بياض إبطيه.
قال معتمر أراه في الاستسقاء
وراجع كذلك رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة على صحيح البخاري حديث 1022 إلى حديث 1031 فقد نقلنا صفة صلاة الاستسقاء . ونقلنا أنواع رفع الأيدي كما ذكرها ابن رجب وسنقتصر عليه هنا كما سيأتي لأن لها تعلقا بحديثنا
قال الألباني في سنن ابي داود [ 1172]
ﺻﺤﻴﺢ، ﺗﻘﺪﻡ ﺑﺄﺗﻢ ﻣﻨﻪ ﻧﺤﻮﻩ (1168)
1168 – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْمُرَادِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ حَيْوَةَ، وَعُمَرَ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُمَيْرٍ، مَوْلَى بَنِي أبي اللَّحْمِ، «أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَسْقِي عِنْدَ أَحْجَارِ الزَّيْتِ، قَرِيبًا مِنَ الزَّوْرَاءِ قَائِمًا، يَدْعُو يَسْتَسْقِي رَافِعًا يَدَيْهِ قِبَلَ وَجْهِهِ، لَا يُجَاوِزُ بِهِمَا رَأْسَهُ
وقال الألباني عن هذا الحديث صحيح.
قال صاحب عون المعبود :
[1168] (عَنْ عُمَيْرٍ) بِالتَّصْغِيرِ (مَوْلَى بَنِي آبِي اللَّحْمِ) بالمد اسم رَجُلٍ مِن قُدَمَاءِ الصَّحَابَةِ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِامْتِنَاعِهِ مِنْ أَكْلِ اللَّحْمِ أَوْ لَحْمِ مَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ حُنَيْنٍ
قِيلَ : هُوَ الَّذِي يَرْوِي هَذَا الْحَدِيثَ وَلَا يُعْرَفُ لَهُ حَدِيثٌ سِوَاهُ وَعُمَيْرٌ عَنْهُ وَلَهُ أَيْضًا صُحْبَةٌ (عِنْدَ أَحْجَارِ الزَّيْتِ) وَهُوَ مَوْضِعٌ بِالْمَدِينَةِ مِنَ الْحَرَّةِ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِسَوَادِ أَحْجَارِهَا بِهَا كَأَنَّهَا طُلِيَتْ بِالزَّيْتِ (مِنَ الزَّوْرَاءِ) بِفَتْحِ الزَّايِ الْمُعْجَمَةِ مَوْضِعٌ بِالْمَدِينَةِ (قَائِمًا يَدْعُو يَسْتَسْقِي) حَالَانِ أَيْ دَاعِيًا مُسْتَسْقِيًا (قِبَلَ وَجْهِهِ) بِكَسْرِ الْقَافِ وَفَتْحِ الْمُوَحَّدَةِ أَيْ قُبَالَتَهُ (لَا يُجَاوِزُ بِهِمَا) أَيْ بِيَدَيْهِ حِينَ رَفَعَهُمَا (رَأْسَهُ) وَلَا يُنَافِي مَا يَأْتِي فِي رِوَايَةِ أَنَسٍ أَنَّهُ كَانَ يُبَالِغُ فِي الرَّفْعِ لِلِاسْتِسْقَاءِ لِاحْتِمَالِ أَنَّ ذَلِكَ أَكْثَرُ أَحْوَالِهِ وَهَذَا فِي نَادِرٍ مِنْهَا أَوْ بِالْعَكْسِ
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ [557] وَالنَّسَائِيُّ [1514] مِنْ حَدِيثِ عُمَيْرٍ مَوْلَى آبِي اللَّحْمِ
وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ كَذَا قَالَ قُتَيْبَةُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ آبِي اللَّحْمِ وَلَا يُعْرَفُ لَهُ عَنِ النَّبِيِّ إِلَّا هَذَا الْحَدِيثُ الْوَاحِدُ
وَعُمَيْرٌ مَوْلَى آبِي اللحم قد روى عن النبي أحاديث وله صحبة
عون المعبود (2/334)
………………………………….
قال عبد المحسن العباد :
فهذا فيه الدليل على ما ترجم له المصنف من حصول رفع اليدين في الاستسقاء، وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه في الاستسقاء وأنه يرفعهما قبل وجهه لا يجاوز بهما رأسه.
وهذا فيه المبالغة في رفع اليدين، وقد جاء في بعض الروايات أنه كان يرفعهما حتى يرى بياض إبطيه صلى الله عليه وسلم من شدة رفعه ليديه في الدعاء صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.
وهو واضح الدلالة على ما ترجم له المصنف، وهو ثبوت رفع اليدين في الدعاء في الاستسقاء، وقوله: [عند أحجار الزيت] هو مكان في الحرة فيه حجارة سوداء كأنها طليت بالزيت لشدة سوادها.
……………………………………
قال صاحب تحفة الأحوذي :
وَالْحَدِيثُ اسْتُدِلَّ بِهِ لِأَبِي حَنِيفَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ عَلَى عَدَمِ اسْتِنَانِ الصَّلَاةِ فِي الِاسْتِسْقَاءِ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ ذِكْرُ الصَّلَاةِ وَقَدْ تَقَدَّمَ الْجَوَابُ عَنْهُ
تحفة الأحوذي (3/168)
…………………………………….
. في ذخيرة العقبى شرح المجتبى للاثيوبي :
ﻗﺎﻝ اﻟﺠﺎﻣﻊ -ﻋﻔﺎ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ-:
ﻣﺴﺄﻟﺘﺎﻥ ﺗﺘﻌﻠﻘﺎﻥ ﺑﻬﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ:
اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻷﻭﻟﻰ: ﻓﻲ ﺩﺭﺟﺘﻪ:
ﻫﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ، ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﻣﺴﻨﺪ ﻋﻤﻴﺮ ﻣﻮﻟﻰﺁﺑﻲ اﻟﻠﺤﻢ، ﻻ ﻣﻦ ﻣﺴﻨﺪ ﻣﻮﻻﻩ. ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ. ﻭاﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻋﻠﻢ..
وذكر في المسألة الثانية : مواضعه في سنن النسائي.
…………………………………..
– قال ابن رجب :
وقد روي عنه صلى الله عليه وسلم في الإستسقاء في هذا خمسة أنواع :
الأولى : الإشارة بإصبع واحدة إلى السماء
وذكر حديث اجثوا على الركب، وقولوا : يا رب، يا رب، ورفع السبابة إلى السماء…
والحديث ذكر الألباني أن البخاري والعقيلي وأبا حاتم وابن حبان انكروه، ولعل ابن رجب بين ذلك؛ لأن المحقق أشار إلى أن هناك سقط في المطبوعة.
ثم ذكر ابن رجب أن هناك أحاديث فيها الإشارة بإصبع تارة تكون في الدعاء كما في دعائه على المنبر، وتارة تكون في الثناء على الله كما في التشهد، وكما أشار النبي صلى الله عليه وسلم بإصبعه بعرفه وقال( اللهم اشهد ) وكما أشار بإصبعه لما ركب راحلته وقال : اللهم، أنت الصاحب في السفر )( صحيح الترمذي 2734، وأحمد 15/111)
قلت سيف : انفرد عبدالله بن بشر الخثعمي ببعض الألفاظ ومنها رفع الإصبع، بل ورد من طريقه مرة فلم يذكرها كما في رواية أحمد
وذكر ابن رجب آثار عن بعض الصحابة والتابعين تفيد انه من انواع الرفع في الدعاء الإشارة بإصبع.
فعن أبي هريرة انه قال : إذا دعا أحدكم فهكذا – ورفع إصبعه المشيرة – وهكذا – ورفع يديه جميعاً خرجه الوليد بن مسلم في كتاب الدعاء
وروي عن ابن عباس قال : والاستغفار : أن يشير باصبع واحدة.
قلت سيف : أخرجه أبوداود 1487 وفيه 🙁 المسألة أن ترفع يديك حذو منكبيك أو نحوهما، والاستغفار أن تشير بإصبع واحدة، والابتهال أن تمد يديك جميعاً ) أورده أبوداود من طريقين موقوف ومن طريق عبدالعزيز بن محمد مرفوع والراجح الوقف. انتهى كلامي
وأورد ابن رجب عن عائشة قالت : إن الله يحب أن يدعا هكذا – وأشارت بالسبابة، وروي عنها مرفوعاً، وعن ابن الزبير موقوفا
واختار ابن راهوية التخيير بين رفع اليدين أو الإصبع
النوع الثاني : رفع اليدين وبسطهما وجعل بطونهما إلى السماء، وذكر حديث أنس في الإستسقاء يوم الجمعة، وحديث استسقائه عند أحجار الزيت باسطا كفيه. من طريق محمد بن إبراهيم قال : أخبرني من رأى النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عند أحجار الزيت باسطا كفيه.
يعني في الإستسقاء
النوع الثالث : أن يرفع يديه، ويجعل ظهورهما إلى القبلة، وبطونهما مما يلي وجهه.
وذكر حديث محمد بن إبراهيم التيمي عن عمير مولى آبي اللحم وهو في الصحيح المسند أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يستسقي عند أحجار الزيت، قائما يدعو، يستسقي، رافعا يديه قبل وجهه، لا يجاوز بهما رأسه، وخرجه أحمد وزاد( مقبلا بباطن كفيه إلى وجهه )
ثم ذكر ابن رجب له شواهد.
النوع الرابع : عكس الثالث : وهو أن يجعل ظهورهما مما يلي وجه الداعي ثم ذكر حديث من طريق عمرو بن عاصم نا حماد بن سلمة عن ثابت وحميد عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى ودعا هكذا – يقبل ببياض كفيه على القبلة، وظاهرهما إلى وجهه. وعزاه للجوزجاني ثم ذكر آثار عن الصحابة والتابعين، ومما ذكر أثر عن ابن عباس وان هذا هو الابتهال وسبق ذكره وعنه انه قال : هو استجارة.
وروي عن أبي هريرة، أنه الاستجارة – أيضا خرجه الوليد بن مسلم.
وروي عن ابن عمر، قال : إذا سأل أحدكم ربه، فليجعل باطن كفيه إلى وجهه، وإذا استعاذ فليجعل ظاهرهما إلى وجهه. خرجه الفريابي.
وروي عن عمر بن عبدالعزيز، انه كان يدعو إذا رفع يديه حذو منكبيه، ظهورهما مما يلي وجهه.
النوع الخامس : أن يقلب كفيه، ويجعل ظهورهما مما يلي السماء، وبطونهما مما يلي الأرض مع مدِّ اليدين ورفعهما إلى السماء وأورد حديث أنس عند مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى، فأشار بظهر كفيه إلى السماء وعند أبي داود( حتى رأيت بياض ابطيه )
وفي رواية وهو على المنبر خرجها البيهقي
وذكر أن بعض المتأخرين تأول ذلك وقال إنه صلى الله عليه وسلم لم يقصد قلب يديه إنما له من شدة رفع يديه انحناء.
وليس الأمر كما ظنه، بل هو صفة مقصودة ثم ذكر آثار عن التابعين وقول مالك في ذلك وبعض أئمة الشافعية انتهى ملخصا
تنبيه : حديث أنس زاد لفظ المنبر عند البيهقي( على بن عثمان بن عبدالحميد بن لاحق الرقاشي ) وثقه أبوحاتم، لكن الحديث له طرق في مسلم وغيره : لم يذكروها.
وورد ذكر المنبر كذلك من حديث عائشة أخرجه أبوداود وقال : حديث غريب إسناده جيد.
وهذه تخاريج للأصحاب لبعض ما أورده ابن رجب :
قال عبدالله الديني: (( اجثوا على الركب … ))
الضعيفة 1813
وذكره العقيلي في ترجمة عامر بن خارجة وقال : وفي الإستسقاء أحاديث جياد مختلفة الألفاظ.
وقال صاحبنا رامي:
قال النووي في “شرح مسلم” 6/190:
قال جماعة من أصحابنا وغيرهم: السنة في كل دعاء لرفع بلاء كالقحط ونحوه أن يرفع يديه ويجعل ظهر كفيه إلى السماء، وإذا دعا لسؤال شيء وتحصيله جعل بطن كفيه إلى السماء، احتجوا بهذا الحديث.
وقال غيره -فيما نقله ابن حجر في “الفتح 2/518-: الحكمة في الإشارة بظهور الكفين في الاستسقاء دون غيره للتفاؤل بتقلب الحال ظهرا لبطن، كما قيل في تحويل الرداء، أو هو إشارة إلى صفة المسؤول، وهو نزول السحاب إلى الأرض.
وفي الصحيحة :
2491 – ” كان إذا دعا (يعني: في الاستسقاء) جعل ظاهر كفيه مما يلي وجهه “.
أخرجه أبو يعلى في ” مسنده ” (ق 167 / 2 –
مكتب 2) : حدثنا زهير حدثنا يزيد
بن هارون أنبأنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك مرفوعا به.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم وقد أخرجه (3 / 24) بنحوه من طريق
الحسن بن موسى حدثنا حماد بن سلمة بلفظ: ” إن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى
فأشار بظهر كفيه إلى السماء “. وأخرجه أحمد (3 / 153) : حدثنا حسن بن موسى
به. ثم أخرجه (3 / 241) عن مؤمل: حدثنا حماد به. ثم قال (3 / 271) :
حدثنا عفان بلفظ:
” إن الناس قالوا: يا رسول الله! هلك المال وأقحطنا،
وهلك المال فاستسق لنا، فقام يوم الجمعة وهو على المنبر، فاستسقى – وصف حماد
– وبسط يديه حيال صدره وبطن كفيه مما يلي الأرض، وما في السماء قزعة، فما
انصرف حتى أهمت الشاب القوي نفسه أن يرجع إلى أهله، فمطرنا إلى الجمعة الأخرى
، فقالوا: يا رسول الله! تهدم البنيان، وانقطع الركبان، ادع الله أن
يكشطها عنا. فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: اللهم حوالينا لا
علينا. فانجابت حتى كانت المدينة كأنها في إكليل “.
وأخرجه أبو يعلى أيضا (
ق 166 / 2) : حدثنا زهير: حدثنا عفان به. وأخرجه أبو داود من طريق أخرى عن
عفان بموضع الشاهد فقط منه. وتابعه عمر بن نبهان عن قتادة عن أنس به مختصرا
بلفظ:
” كان يدعو ببطن كفيه، ويقول: هكذا بظهر كفيه “. أخرجه أبو يعلى (2
/ 264 – 265) . وعمر هذا ضعيف.
(فائدة) : قد ذهب إلى العمل بالحديث وأفتى
به الإمام مالك رحمه الله تعالى كما جاء في ” المدونة ” لابن القاسم (2 / 158).
قلت سيف : رواية مسلم عن أنس فيها أنه جعل بطونهما مما يلي الأرض، أما عند أبي يعلى ففيها( جعل ظاهر كفيه مما يلي وجهه )
وكأن ابن رجب يراهما هيئتين فأورد كل حديث في صفة من الصفات. ……………………………..