151 عون الصمد شرح الذيل والمتمم له على الصحيح المسند
جمع نورس الهاشمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
————–
مسند أحمد:
20356 حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم وهاشم بن القاسم قالا: حدثنا محمد بن راشد، حدثنا مكحول عن عبد الله بن حوالة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سيكون جند بالشام وجند باليمن، فقال رجل: فخر لي يا رسول الله إذا كان ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليك بالشام عليك بالشام ثلاثا عليك بالشام فمن أبى فليلحق بيمنه وليسق من غدره، فإن الله قد تكفل لي بالشام وأهله، قال أبو النضر مرتين: فليلحق بيمنه.
قلت سيف: مكحول يرسل كثيرا،
لكن لعل الإسناد الذي ذكره المزي في تحفة الأشراف في الزيادات 4/ 315رواه أبو مسهر عن سعيد بن عبدالعزيز عن ربيعة بن يزيد عن أبي أدريس الخولاني عن عبدالله بن حوالة.
لكني لم أجده
مع أن أباحاتم قال العلل 2770:يرويه سعيد بن عبد العزيز عن مكحول عن أبي إدريس عن عبدالله بن حوالة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
المهم الحديث له طرق كثيرة عن ابن حوالة راجع تاريخ ابن عساكر 1/ 68، وعلل ابن أبي حاتم 1001 الحاشية طبعة الجريسي
فلو وضعناه في المتمم على الذيل
—‘——-‘——–‘
بيان فضل سكنى الشام:
بسكون الهمزة، وتخفف؛ الإقليم الشمالي من شبه (جزيرة العرب)، ويشمل سوريا والأردن وفلسطين إلى عسقلان. انظر “معجم البلدان”.
قوله: ((فإنها خيرة الله)) الخيرة بسكون الياء اسم من خار، فأما بالفتح فهي الاسم من قولك: اختاره الله، ومحمد صلى الله عليه وسلم خيرة الله من خلقه، يقال بالفتح والسكون.
قوله: ((فأما إن أبيتم فعليكم بيمنكم)): هذا كلام معترض أدخله بين قوله: ((عليكم بالشام)) وبين قوله: ((واسقوا من غدركم)) أي ألزموا الشام واسقوا من غدركم.
((فإن الله تكفل لي بالشام وأهلها)) رخص لهم في النزول بأرض اليمن، ثم عاد على ما بدأ منه، وإنما أضاف اليمن إليهم لأنه خاطب به العرب، واليمن من أرض العرب.
ومعنى قوله: ((واسقوا من غدركم)) الغدر: جمع غدير، وهو الذي يبقى بعد ذهاب السيل، وبعد انقطاع المطر، والناس يأتون إليها ويشربون منها
أي ليسق كل واحد منكم من غديره الذي يختص به، والأجناد المجندة بالشام- لاسيما أهل الثغور والنازلين في المروج- من شأنهم أن تتخذ كل فرقة لنفسها غديراً تستنقع فيه الماء للشرب والتطهر وسقي الدواب، فوصاهم بالسقي مما يختص بهم وترك المزاحمة فيما سواه والتغلب لئلا يكون سبباً للاختلاف وتهيج الفتنة.
أقول: كأن قوله: ((فأما إن أبيتم)) وارد على التأنيب والتعيير، يعني: أن الشام مختار الله من الأرض، فلا يختارها إلا خيرة الله من عباده، فإن أبيتم أيها العرب ما اختاره الله تعالى، واخترتم بلادكم ومسقط رأسكم من البوادي فالزموا يمنكم، واسقوا من غدرها لأنه أوفق لكم من البوادي، ألا ترى كيف جمع الضميرين في القرينتين بعد أن أفرده في قوله: ((عليكم بالشام)) فعلم من هذا أن الشام أولى بالاختيار واليمن عند الاضطرار.
والغدر: جمع غدير وهي حفرة يستنقع فيها الماء، والعرب أكثر الناس اتخاذاً لها، ولذلك أضيف إليهم.
وهاتان الإضافتان بعد نسبته أرض الشام إلى الله تعالى يرشدانك إلى أن الكلام ليس فيه اعتراض، وكذا ((أما)) التفصيلية، ثم إن قوله: ((فإن الله توكل لي بالشام)) مرتب على الكلامين، كأنه قيل: الشام هو الاختيار، واليمن عند الاضطرار، فإن الله تعالى توكل لي بالشام.: ((فإن الله قد توكل لي بالشام)) والصواب: ((قد تكفل لي)) وهو سهو إما في أصل الكتاب أو من بعض رواة الحديث، فنقل [على ما وجد].
أراد بالتوكل التكفل، فإن من توكل بشيء فقد تكفل بالقيام به، والمعنى: أنه تعالى ضمن لي حفظها وحفظ أهلها من بأس الكفرة واستيلائهم، بحيث يتخطفهم ويدمرهم بالكلية. شرح المشكاة للطيبي
قوله: [(فإن الله توكل لي بالشام وأهله)]. يعني: أنه وعده بأن يكلأهم ويحفظهم. شرح سنن أبي داود للعباد
[دعاء النبى صلَّى الله عليه وسلَّم للشام بالبركة]
قال الإمام البخارى فى ((كتاب الفتن)) (4/ 227): ثنا علي بن عبد الله ثنا أزهر بن سعد عن ابن عون عن نافع عن ابن عمر قال: ذكر النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: ((اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي يَمَنِنَا))، قَالُوا: وَفِي نَجْدِنَا، قَالَ: ((اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي يَمَنِنَا))، قَالُوا: وَفِي نَجْدِنَا، فَأَظنُه قَالَ فى الثالثة: ((هُنَالِكَ الزَّلازِلُ وَالْفِتَنُ، وَبِهَا يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ)).
أي: (عراقنا) كما في رواية للطبراني وغيره. انظر كتابي “تخريج فضائل الشام” رقم. صحيح الترغيب و الترهيب
قلت سيف: وحكم بعض الباحثين عليها بالشذوذ. وللباحثين بحوث ومناظرات. هل المراد العراق أم غيرها. وألفت كتب مستقلة في ذلك.
قال صاحبنا أبو صالح: أشار الالباني إلى روايات وبعضها في الصحيح تفيد المعنى منها:
حديث صحيح مسلم 2905 قال سالم بن عبد الله بن عمر يا أهل العراق ….. سمعت أبي عبد الله بن عمر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الفتنة تجيء من ها هنا وأومأ بيده نحو المشرق من حيث يطلع قرنا الشيطان
ولا أدري إذا كان فهمي لموضع الشاهد صحيحا
قلت سيف: والمشرق في هذا الحديث اختلفوا الباحثون في تحديده. وإن كان يترجح أنها نجد العراق وما وراءها لكثرة الفتن التي كان مبدؤها هذه المناطق. ومن أحب التوسع فليرجع لتلك البحوث التي أشرنا اليها
[بيان أن الإيمان يكون بالشام عند وقوع الفتن والملاحم]
[ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الشام عند وقوع الفتن عقر دار المؤمنين]
عن النواس بن سمعان قال: فتح على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح فأتيته فقلت: يا رسول الله سيبت الخيل ووضعوا السلاح فقد وضعت الحرب أوزارها وقالوا: لا قتال، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(كذبوا الآن جاء القتال الآن جاء القتال إن الله ـ جل وعلا ـ يزيغ قلوب أقوام يقاتلونهم ويرزقهم الله منهم حتى يأتي أمر الله على ذلك وعقر دار المؤمنين الشام)
[تعليق الشيخ الألباني] صحيح ـ ((الصحيحة)) (1935)
قلت سيف: وهو في الصحيح المسند 450
[ما جاء في أن الشام صفوة الله من بلاده
وإليها يجتبي خيرته من عباده]
[بسط الملائكة أجنحتها على الشام لساكنيها]
عن زيد بن ثابت يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ونحن عنده: (طوبى للشام) قال: (إن ملائكة الرحمن لباسطة أجنحتها عليه
[تعليق الشيخ الألباني]
صحيح ـ ((الفضائل)) رقم (1) , ((الصحيحة)) (503)
قلت سيف: أخرجه أحمد 21607 وقد جعلناه على شرط المتمم على الذيل على الصحيح المسند.