: 1505 التعليق على الصحيح المسند
مجموعة الديني
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
——–
1505 – قال الإمام أحمد رحمه الله: حدثنا سريج بن النعمان قال حدثنا حماد عن خالد الحذاء عن عبد الله بن شقيق عن رجل قال قلت يا رسول الله متى جعلت نبيا قال وآدم بين الروح والجسد.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم.
……………………….
صححه محققو المسند (27/ 176) والالباني في الصحيحة (1856)
قال الدارقطني في العلل (14/ 73):
وَرَواهُ ابن المُبارَكِ، ويَزِيد بن زُرَيعٍ، وحَمّاد بن زَيدٍ، وبِشرُ بن المُفَضَّلِ، عَن خالِدٍ، عَن عَبدِ الله بنِ شَقِيقٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم مُرسَلاً وأَشبَهُها بِالصَّوابِ المُرسَلُ.
وأخرجه الترمذي في العلل:
684 – حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعِ بْنِ الْوَلِيدِ , قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ , عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ , عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ: قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: مَتَى وَجَبَتْ لَكَ النُّبُوَّةُ؟ قَالَ: «وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ» سَأَلْتُ مُحَمَّدًا عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَلَمْ يَعْرِفْهُ. قَالَ أَبُو عِيسَى: وَهُوَ حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ , رَوَاهُ رَجُلٌ وَاحِدٌ مِنْ أَصْحَابِ الْوَلِيدِ (العلل الكبير)
قال الطحاوي في ” شرح مشكل الآثار ” (15/ 231): وأما قوله صلى الله عليه وسلم: ” كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد “، فإنه، وإن كان حينئذ نبيا، فقد كان الله تعالى كتبه في اللوح المحفوظ نبيا، ثم أعاد اكتتابه إياه في الوقت المذكور في هذا الحديث، كما قال عز وجل: {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون} [الأنبياء: 105]، وكان عز وجل قد كتب ذلك في اللوح المحفوظ، ثم أعاد اكتتابه في الزبور المحزبة بعد ذلك، فمثل ذلك اكتتابه عز وجل النبي عليه السلام، وآدم بين الروح والجسد، بعد اكتتابه إياه قبل ذلك في اللوح المحفوظ أنه كذلك، وبالله التوفيق.
– أما حديث (كنت نبيا ولا آدم ولا ماء ولا طين).
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (1/ 473): موضوع.
ذكر هذا والذي قبله السيوطي في ذيل ” الأحاديث الموضوعة” (ص 203) نقلا عن ابن تيمية، وأقره، وقد قال ابن تيمية في رده على البكري (ص 9): لا أصل
له، لا من نقل ولا من عقل، فإن أحدا من المحدثين لم يذكره، ومعناه باطل، فإن آدم عليه السلام لم يكن بين الماء والطين قط، فإن الطين ماء وتراب، وإنما كان بين الروح والجسد، ثم هؤلاء الضلال يتوهمون أن النبي صلى الله عليه وسلم كان حينئذ موجودا، وأن ذاته خلقت قبل الذوات، ويستشهدون على ذلك
بأحاديث مفتراة، مثل حديث فيه أنه كان نورا حول العرش، فقال: يا جبريل أنا
كنت ذلك النور، ويدعي أحدهم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحفظ القرآن قبل أن يأتيه به جبريل.
ويشير بقوله: وإنما كان بين الروح والجسد ” إلى أن هذا هو الصحيح في هذا الحديث ولفظه: كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد ” وهو صحيح الإسناد كمابينته في “الصحيحة” (1856)، وقال الزرقاني في “شرح المواهب” (1/ 33)
بعد أن ذكر الحديثين: صرح السيوطي في ” الدرر ” بأنه لا أصل لهما، والثاني من زيادة العوام، وسبقه إلى ذلك الحافظ ابن تيمية، فأفتى ببطلان اللفظين وأنهما كذب، وأقره في ” النور ” (كذا ولعله ” الذيل “) والسخاوي في ” فتاويه ” أجاب باعتماد كلام ابن تيمية في وضع اللفظين قائلا: وناهيك به اطلاعا وحفظا، أقر له المخالف والموافق، قال: وكيف لا يعتمد كلامه في مثل هذا وقد قال فيه الحافظ الذهبي: ما رأيت أشد استحضارا للمتون وعزو ها منه، وكأن السنة بين عينيه وعلى طرف لسانه، بعبارة رشيقة وعين مفتوحة.