150 جامع الأجوبة الفقهية ص 190
مجموعة ناصر الريسي وسعيد الجابري
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا)
——-‘——‘——–‘
——-‘——-‘——-‘
——-‘——‘——–‘
بلوغ المرام
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغُ أَوْ فَيُسْبِغُ الْوَضُوءَ ثُمَّ يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، إِلا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ) رواه مسلم (234).
والترمذي (55) وزاد: (اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ التَّوَّابِينَ، وَاجْعَلْنِي مِنْ الْمُتَطَهِّرِينَ).
مسألة: ماذا يستحب أن يقول بعد الوضوء؟
———-
– قال الإمام النووي في شرحه على مسلم (3/ 121):
“يستحب للمتوضئ أن يقول عقب وضوئه أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وهذا متفق عليه وينبغي أن يضم إليه ما جاء في رواية الترمذي متصلا بهذا الحديث اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين ويستحب أن يضم إليه ما رواه النسائي في كتابه عمل اليوم والليلة مرفوعا سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك أستغفرك وأتوب إليك قال أصحابنا وتستحب هذه الأذكار للمغتسل أيضا”. انتهى
– قال صاحب فتح المنعم شرح صحيح مسلم (2/ 127):
“وروى الحاكم في المستدرك من حديث أبي سعيد الخدري “من توضأ” فقال: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك كتبت في رق ثم طبع بطابع، فلا يكسر إلى يوم القيامة”.
قال الشوكاني في شرح حديث عقبة: والحديث يدل على استحباب الدعاء المذكور، ولم يصح من أحاديث الدعاء في الوضوء وغيره، وأما ما ذكره أصحابنا والشافعية في كتبهم من الدعاء عند كل عضو، كقولهم عند غسل الوجه: اللهم بيض وجهي إلخ فقال الرافعي وغيره: ورد بهذه الدعوات الأثر عن الصالحين”. اهـ.
– قال في تحفة الأحوذي (1/ 151):
“اعلم أنه لم يصح في هذا الباب غير حديث عمر الذي رواه مسلم وقد جاء في هذا الباب أحاديث ضعاف
منها حديث أبي سعيد بلفظ من توضأ فقال سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك كتب في رق ثم طبع بطابع فلم يكسر إلى يوم القيامة واختلف في رفعه ووقفه والمرفوع ضعيف وأما الموقوف فهو صحيح كما حقق ذلك الحافظ في التلخيص “. انتهى
– قلت (ناصر الريسي): ذكر الإمام النووي رحمه الله في شرحه على مسلم كما سبق آنفا فيما يُستحب للمتوضئ أن يقوله بعد وضوئه، ذكر دعاءً يتكون من ثلاث جمل وهي:
الأولى: ” أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله” وهذه ثابته في صحيح مسلم لا خلاف فيها.
الثانية: “اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين” وهذه زادها الترمذي، وقد اختلف أهل العلم في تصحيح هذه الجملة، فضعفها الحافظ ابن حجر رحمه الله، فقال في نتائج الأفكار (1/ 241): لم تثبت هذه الزيادة في هذا الحديث، فإن جعفر بن محمد شيخ الترمذي تفرد بها، ولم يضبط الإسناد، فإنه أسقط بين أبي إدريس وبين عمر جبير بن نفير وعقبة، فصار منقطعاً، بل معضلاً، وخالفه كل من رواه عن معاوية بن صالح، ثم عن زيد بن الحباب. انتهى
وصححها الشيخ الالباني رحمه الله في تمام المنة (ص: 97) فقال:
“والحق أن الحديث صحيح والاضطراب المشار إليه ليس من الاضطراب الذي يعل به الحديث ولا يتسع المجال لبيان ذلك فمن شاء التحقق مما نقول فليراجع تعليق الأستاذ الشيخ أحمد محمد شاكر على الترمذي 1/ 77 – 83 فقد جمع فيه طرق الحديث وبين أنه لا اضطراب فيها.
فإن قيل: قد عرفنا أن الحديث صحيح فما حاله إسناد هذه الزيادة عند الترمذي؟.
قلت: إسنادها صحيح رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير شيخ الترمذي جعفر بن محمد بن عمران التغلبي وهو صدوق كما قال أبو حاتم. ثم إن لها شواهد من حديث ثوبان عند ابن السني رقم 30 وابن عمر وأنس كما ذكره البيهقي في “سننه” 1/ 78 ولذلك جزم ابن القيم في “زاد المعاد” 1/ 69 بثبوت الحديث مع هذه الزيادة عن النبي صلى الله عليه وسلم”. انتهى
—–
قال الشيخ سيف الكعبي في تخريج نضرة النعيم عند الحديث (39): لا تصح الزيادة:
الحديث مع الزيادة كما في سنن الترمذي:
55 حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ الثَّعْلَبِيُّ الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا زَيْدُ – – بْنُ حُبَابٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيِّ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ وَأَبِي عُثْمَانَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ {قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ التَّوَّابِينَ وَاجْعَلْنِي مِنْ الْمُتَطَهِّرِينَ فُتِحَتْ لَهُ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ}
قَالَ أَبُو عِيسَى وَفِي الْبَاب عَنْ أَنَسٍ وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عُمَرَ قَدْ خُولِفَ زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ قَالَ وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ وَغَيْرُهُ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ عَنْ عُمَرَ وَعَنْ رَبِيعَةَ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ عُمَرَ وَهَذَا حَدِيثٌ فِي إِسْنَادِهِ اضْطِرَابٌ وَلَا يَصِحُّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – ص 79 – فِي هَذَا الْبَابِ كَبِيرُ شَيْءٍ قَالَ مُحَمَّدٌ وَأَبُو إِدْرِيسَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عُمَرَ شَيْئًا –
أخرجه مسلم 169 بدون الزيادة
ونقل الترمذي إعلال البخاري للحديث بالانقطاع بين أبي إدريس وعمر
قال الدارقطني وأحسن أسانيد ما رواه معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني وعن أبي عثمان عن جبير بن نفير عن عقبة بن عامر. وحديث يحيى بن حمزة عن يزيد بن أبي مريم عن القاسم أبي عبدالرحمن عن عقبة بن عامر ليس به بأس أيضا. العلل 149
أخرجه الترمذي (55) وصححه الشيخ أحمد شاكر كما في (1/ 79). ومسلم (234) بسياق مختلف وليس فيه (اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين)، قال الترمذي: في إسناده اضطراب ولا يصح في هذا الباب كبير شيء: سنن الترمذي (55)، وصححه الألباني: صحيح الترمذي (55)، اعترض ابن حجر على الترمذي وقال سند مسلم سالم من اعتراض الترمذي، وأيد ذلك محققو المسند (28/ 551)، أما محقق بلوغ المرام ط الآثار: فحمل كلام الترمذي انه يريد بالاضطراب الإسناد الذي فيه الزيادة فضعف الزيادة فقط. انتهى
قال ابن حجر: لم تثبت هذه الزيادة تفرد بها جعفر بن محمد.
وضعفها ابن القطان وأحمد بن شاكر
قال البيهقي: لم يقع له إسناد قوي بالزيادة.
الثالثة: “سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك أستغفرك وأتوب إليك” رواه النسائي في كتابه عمل اليوم والليلة.
وهذا أيضاً اختلف في رفعه ووقفه، فرجح وقفه النسائي والدارقطني و النووي ضعف المرفوع والموقوف معاً، وأما الحافظ ابن حجر فرجح رفعه كما في نتائج الأفكار (1/ 246) فقال: “فالسند صحيح بلا ريب، وإنما اختلف في رفع المتن ووقفه، فالنسائي جرى على طريقته في الترجيح بالأكثر والأحفظ، فلذلك حكم عليه بالخطأ، وأما على طريقة المصنف تبعاً لابن الصلاح وغيره فالرفع عندهم مقدم؛ لما مع الرافع من زيادة العلم، وعلى تقدير العمل بالطريقة الأخرى فهذا مما لا مجال للرأي فيه، فله حكم الرفع”. انتهى
و رجح وقفه في التلخيص الحبير (1/ 300) فقال: “فأما المرفوع فيمكن أن يضعف بالاختلاف والشذوذ وأما الموقوف فلا شك ولا ريب في صحته”. انتهى
وصحح الحديث الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب والترهيب برقم (225) وفي الصحيحة برقم (2333).
والله أعلم.
قال النووي: أصح ما ورد التسمية حديث أنس قال صلى الله عليه وسلم توضؤوا باسم الله فرأيت الماء ينبع من بين أصابعه. واحتج به البيهقي في معرفة الآثار وضعف بقية الأحاديث
و لم يثبت دعاء سبحانك اللهم وبحمدك في الوضوء. فقد رجح النسائي في حديث أبي سعيد الوقف. وراجع تحفة الأحوذي
وكذلك لا يصح أن لكل عضو دعاء فممن ضعفها النووي وأعضاء اللجنة الدائمة