15 – بَابُ فَضَائِلِ فَاطِمَةَ بِنْتِ النَّبِيِّ عَلَيْهَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ
93 – (2449) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، كِلَاهُمَا عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: ابْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ، أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَهُوَ يَقُولُ: «إِنَّ بَنِي هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ اسْتَأْذَنُونِي أَنْ يُنْكِحُوا ابْنَتَهُمْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، فَلَا آذَنُ لَهُمْ، ثُمَّ لَا آذَنُ لَهُمْ، ثُمَّ لَا آذَنُ لَهُمْ، إِلَّا أَنْ يُحِبَّ ابْنُ أَبِي طَالِبٍ أَنْ يُطَلِّقَ ابْنَتِي وَيَنْكِحَ ابْنَتَهُمْ، فَإِنَّمَا ابْنَتِي بَضْعَةٌ مِنِّي، يَرِيبُنِي مَا رَابَهَا وَيُؤْذِينِي مَا آذَاهَا»
94 – (2449) حَدَّثَنِي أَبُو مَعْمَرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهُذَلِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي يُؤْذِينِي مَا آذَاهَا»
95 – (2449) حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ الدُّؤَلِيُّ، أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ، حَدَّثَهُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَهُ أَنَّهُمْ حِينَ قَدِمُوا الْمَدِينَةَ، مِنْ عِنْدِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، مَقْتَلَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، لَقِيَهُ الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ، فَقَالَ لَهُ: هَلْ لَكَ إِلَيَّ مِنْ حَاجَةٍ تَأْمُرُنِي بِهَا؟ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ: لَا، قَالَ لَهُ: هَلْ أَنْتَ مُعْطِيَّ سَيْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَغْلِبَكَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ، وَايْمُ اللهِ لَئِنْ أَعْطَيْتَنِيهِ لَا يُخْلَصُ إِلَيْهِ أَبَدًا، حَتَّى تَبْلُغَ نَفْسِي، إِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ خَطَبَ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ عَلَى فَاطِمَةَ، فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ فِي ذَلِكَ، عَلَى مِنْبَرِهِ هَذَا، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ مُحْتَلِمٌ فَقَالَ: «إِنَّ فَاطِمَةَ مِنِّي، وَإِنِّي أَتَخَوَّفُ أَنْ تُفْتَنَ فِي دِينِهَا» قَالَ ثُمَّ ذَكَرَ صِهْرًا لَهُ مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ، فَأَثْنَى عَلَيْهِ فِي مُصَاهَرَتِهِ إِيَّاهُ فَأَحْسَنَ، قَالَ «حَدَّثَنِي فَصَدَقَنِي، وَوَعَدَنِي فَأَوْفَى لِي، وَإِنِّي لَسْتُ أُحَرِّمُ حَلَالًا وَلَا أُحِلُّ حَرَامًا، وَلَكِنْ وَاللهِ لَا تَجْتَمِعُ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِنْتُ عَدُوِّ اللهِ مَكَانًا وَاحِدًا أَبَدًا»
96 – (2449) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ، أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ، أَخْبَرَهُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ خَطَبَ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ، وَعِنْدَهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا سَمِعَتْ بِذَلِكَ فَاطِمَةُ أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ لَهُ: إِنَّ قَوْمَكَ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّكَ لَا تَغْضَبُ لِبَنَاتِكَ، وَهَذَا عَلِيٌّ نَاكِحًا ابْنَةَ أَبِي جَهْلٍ، قَالَ الْمِسْوَرُ: فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَمِعْتُهُ حِينَ تَشَهَّدَ ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أَنْكَحْتُ أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ، فَحَدَّثَنِي، فَصَدَقَنِي وَإِنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ مُضْغَةٌ مِنِّي، وَإِنَّمَا أَكْرَهُ أَنْ يَفْتِنُوهَا، وَإِنَّهَا، وَاللهِ لَا تَجْتَمِعُ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ وَبِنْتُ عَدُوِّ اللهِ عِنْدَ رَجُلٍ وَاحِدٍ أَبَدًا» قَالَ: فَتَرَكَ عَلِيٌّ الْخِطْبَةَ
96 – وحَدَّثَنِيهِ أَبُو مَعْنٍ الرَّقَاشِيُّ، حَدَّثَنَا وَهْبٌ يَعْنِي ابْنَ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ يَعْنِي ابْنَ رَاشِدٍ يُحَدِّثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ، نَحْوَهُ
97 – (2450) حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، ح وحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، – وَاللَّفْظُ لَهُ – حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَهُ أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «دَعَا فَاطِمَةَ ابْنَتَهُ فَسَارَّهَا فَبَكَتْ، ثُمَّ سَارَّهَا فَضَحِكَتْ» فَقَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ لِفَاطِمَةَ: مَا هَذَا الَّذِي سَارَّكِ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَكَيْتِ، ثُمَّ سَارَّكِ فَضَحِكْتِ؟ قَالَتْ: «سَارَّنِي فَأَخْبَرَنِي بِمَوْتِهِ، فَبَكَيْتُ، ثُمَّ سَارَّنِي، فَأَخْبَرَنِي أَنِّي أَوَّلُ مَنْ يَتْبَعُهُ مِنْ أَهْلِهِ فَضَحِكْتُ»
98 – (2450) حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ فُضَيْلُ بْنُ حُسَيْنٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنَّ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَهُ، لَمْ يُغَادِرْ مِنْهُنَّ وَاحِدَةً، فَأَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي، مَا تُخْطِئُ مِشْيَتُهَا مِنْ مِشْيَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا، فَلَمَّا رَآهَا رَحَّبَ بِهَا، فَقَالَ: «مَرْحَبًا بِابْنَتِي» ثُمَّ أَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ، ثُمَّ سَارَّهَا فَبَكَتْ بُكَاءً شَدِيدًا، فَلَمَّا رَأَى جَزَعَهَا سَارَّهَا الثَّانِيَةَ فَضَحِكَتْ، فَقُلْتُ لَهَا: خَصَّكِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَيْنِ نِسَائِهِ بِالسِّرَارِ، ثُمَّ أَنْتِ تَبْكِينَ؟ فَلَمَّا قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَأَلْتُهَا مَا قَالَ لَكِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَتْ: مَا كُنْتُ أُفْشِي عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِرَّهُ، قَالَتْ: فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ: عَزَمْتُ عَلَيْكِ، بِمَا لِي عَلَيْكِ مِنَ الْحَقِّ، لَمَا حَدَّثْتِنِي مَا قَالَ لَكِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: أَمَّا الْآنَ، فَنَعَمْ، أَمَّا حِينَ سَارَّنِي فِي الْمَرَّةِ الْأُولَى، فَأَخْبَرَنِي أَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُهُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ، وَإِنَّهُ عَارَضَهُ الْآنَ مَرَّتَيْنِ، وَإِنِّي لَا أُرَى الْأَجَلَ إِلَّا قَدِ اقْتَرَبَ، فَاتَّقِي اللهَ وَاصْبِرِي، فَإِنَّهُ نِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ ” قَالَتْ: فَبَكَيْتُ بُكَائِي الَّذِي رَأَيْتِ، فَلَمَّا رَأَى جَزَعِي سَارَّنِي الثَّانِيَةَ فَقَالَ: «يَا فَاطِمَةُ أَمَا تَرْضِيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ، أَوْ سَيِّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ» قَالَتْ: فَضَحِكْتُ ضَحِكِي الَّذِي رَأَيْتِ
99 – (2450) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ زَكَرِيَّاءَ، ح وَحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: اجْتَمَعَ نِسَاءُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يُغَادِرْ مِنْهُنَّ امْرَأَةً، فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي كَأَنَّ مِشْيَتَهَا مِشْيَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «مَرْحَبًا بِابْنَتِي» فَأَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ، ثُمَّ إِنَّهُ أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيثًا فَبَكَتْ فَاطِمَةُ، ثُمَّ إِنَّهُ سَارَّهَا فَضَحِكَتْ أَيْضًا، فَقُلْتُ لَهَا: مَا يُبْكِيكِ؟ فَقَالَتْ: مَا كُنْتُ لِأُفْشِيَ سِرَّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ فَرَحًا أَقْرَبَ مِنْ حُزْنٍ، فَقُلْتُ لَهَا حِينَ بَكَتْ: أَخَصَّكِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَدِيثِهِ دُونَنَا، ثُمَّ تَبْكِينَ؟ وَسَأَلْتُهَا عَمَّا قَالَ فَقَالَتْ: مَا كُنْتُ لِأُفْشِيَ سِرَّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى إِذَا قُبِضَ سَأَلْتُهَا فَقَالَتْ: إِنَّهُ كَانَ حَدَّثَنِي ” أَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُهُ بِالْقُرْآنِ كُلَّ عَامٍ مَرَّةً، وَإِنَّهُ عَارَضَهُ بِهِ فِي الْعَامِ مَرَّتَيْنِ، وَلَا أُرَانِي إِلَّا قَدْ حَضَرَ أَجَلِي، وَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِي لُحُوقًا بِي، وَنِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ، فَبَكَيْتُ لِذَلِكَ، ثُمَّ إِنَّهُ سَارَّنِي، فَقَالَ: «أَلَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ، أَوْ سَيِّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ» فَضَحِكْتُ لِذَلِكَ
الفوائد
———
(باب من فضائل فاطمة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا)
قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قال النووي:
البضعة فبفتح الباء لا يجوز غَيْرُهُ وَهِيَ قِطْعَةُ اللَّحْمِ وَكَذَلِكَ الْمُضْغَةُ بِضَمِّ الْمِيمِ وَأَمَّا يَرِيبُنِي فَبِفَتْحِ الْيَاءِ قَالَ إِبْرَاهِيمُ الحربي الريب ما رابك من شيء خِفْتَ عُقْبَاهُ وَقَالَ الْفَرَّاءُ رَابَ وَأَرَابَ بِمَعْنًى وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ رَابَنِي الْأَمْرُ تَيَقَّنْتُ مِنْهُ الرِّيبَةَ وَأَرَابَنِي شَكَّكَنِي وَأَوْهَمَنِي وَحُكِيَ عَنْ أَبِي زَيْدٍ أَيْضًا وَغَيْرِهِ كَقَوْلِ الْفَرَّاءِ.
قَالَ الْعُلَمَاءُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ تَحْرِيمُ إِيذَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكُلِّ حَالٍ وَعَلَى كُلِّ وَجْهٍ وَإِنْ تَوَلَّدَ ذَلِكَ الْإِيذَاءُ مِمَّا كَانَ أَصْلُهُ مُبَاحًا وَهُوَ حَيٌّ وَهَذَا بِخِلَافِ غَيْرِهِ
وَقَدْ أَعْلَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِبَاحَةِ نِكَاحِ بِنْتِ أَبِي جَهْلٍ لِعَلِيٍّ بِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَسْتُ أُحَرِّمُ حَلَالًا وَلَكِنْ نَهَى عَنِ الْجَمْعِ بَيْنَهُمَا لِعِلَّتَيْنِ مَنْصُوصَتَيْنِ إِحْدَاهُمَا أَنَّ ذَلِكَ يُؤَدِّي إِلَى أَذَى فَاطِمَةَ فَيَتَأَذَّى حِينَئِذٍ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَهْلِكُ مَنْ أَذَاهُ فَنَهَى عَنْ ذَلِكَ لِكَمَالِ شَفَقَتِهِ عَلَى عَلِيٍّ وَعَلَى فَاطِمَةَ وَالثَّانِيَةُ خَوْفُ الْفِتْنَةِ عَلَيْهَا بِسَبَبِ الْغَيْرَةِ وَقِيلَ لَيْسَ الْمُرَادُ بِهِ النَّهْيَ عَنْ جَمْعِهِمَا بَلْ مَعْنَاهُ أَعْلَمُ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ أَنَّهُمَا لَا تَجْتَمِعَانِ كَمَا قَالَ أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ وَاَللَّهِ لَا تُكْسَرُ ثَنِيَّةُ الرَّبِيعِ.
وَيُحْتَمَلُ أن المراد تحريم جمعهما ويكون مَعْنَى لَا أُحَرِّمُ حَلَالًا أَيْ لَا أَقُولُ شَيْئًا يُخَالِفُ حُكْمَ اللَّهِ فَإِذَا أَحَلَّ شَيْئًا لَمْ أُحَرِّمْهُ وَإِذَا حَرَّمَهُ
لَمْ أُحَلِّلْهُ وَلَمْ أَسْكُتْ عَنْ تَحْرِيمِهِ لِأَنَّ سُكُوتِي تَحْلِيلٌ لَهُ وَيَكُونُ مِنْ جُمْلَةِ مُحَرَّمَاتِ النِّكَاحِ الْجَمْعُ بَيْنَ بنت نبي اللَّهِ وَبِنْتِ عَدُوِّ اللَّهِ قَوْلُهُ (ثُمَّ ذَكَرَ صِهْرًا لَهُ مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ) هُوَ أَبُو الْعَاصِ بْنُ الرَّبِيعِ زَوْجُ زَيْنَبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالصِّهْرُ يُطْلَقُ عَلَى الزَّوْجِ وَأَقَارِبِهِ وَأَقَارِبِ الْمَرْأَةِ وَهُوَ مُشْتَقٌّ من صهرت الشيء وَأَصْهَرْتُهُ إِذَا قَرَّبْتُهُ وَالْمُصَاهَرَةُ مُقَارَبَةٌ بَيْنَ الْأَجَانِبِ وَالْمُتَبَاعِدِينَ قَوْلُهَا.
المصدر شرح النووي على صحيح مسلم الحديث رقم (2449)
——–
مشاركة عبدالله البلوشي أبي عيسى:
*ترجم البخاري -رحمه الله- في صحيحه:*
باب مناقب فاطمة عليها السلام وقال النبي صلى الله عليه وسلم: فاطمة سيدة نساء أهل الجنة
وأورد الحديث، عن المسور بن مخرمة رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها أغضبني.
_____
*قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح (مع بعض الاختصار):*
قوله باب مناقب فاطمة أي بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله تعالى عنها وأمها خديجة عليها السلام ولدت فاطمة في الإسلام وقيل قبل البعثة وتزوجها علي رضي الله عنه بعد بدر في السنة الثانية وولدت له وماتت سنة إحدى عشرة بعد النبي صلى الله عليه وسلم بستة أشهر وقد ثبت في الصحيح من حديث عائشة وقيل بل عاشت بعده ثمانية وقيل ثلاثة وقيل شهرين وقيل شهرا واحدا ولها أربع وعشرون سنة وقيل غير ذلك فقيل إحدى وقيل خمس وقيل تسع وقيل عاشت ثلاثين سنة
وسيأتي من مناقب فاطمة في ذكر أمها خديجة في أول السيرة النبوية وأقوى ما يستدل به على تقديم فاطمة على غيرها من نساء عصرها ومن بعدهن ما ذكر من قوله صلى الله عليه وسلم إنها سيدة نساء العالمين إلا مريم وأنها رزئت بالنبي صلى الله عليه وسلم دون غيرها من بناته فإنهن متن في حياته فكن في صحيفته ومات هو في حياتها فكان في صحيفتها
وكنت أقول ذلك استنباطا إلى أن وجدته منصوصا قال أبو جعفر الطبري في تفسير آل عمران من التفسير الكبير من طريق فاطمة بنت الحسين بن علي إن جدتها فاطمة قالت دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما وأنا عند عائشة فناجاني فبكيت ثم ناجاني فضحكت فسألتني عائشة عن ذلك فقلت لقد علمت أأخبرك بسر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتركتني فلما توفي سألت فقلت ناجاني فذكر الحديث في معارضة جبريل له بالقرآن مرتين وأنه قال أحسب أني ميت في عامي هذا وأنه لم ترزأ امرأة من نساء العالمين مثل ما رزئت فلا تكوني دون امرأة منهن صبرا فبكيت فقال أنت سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم فضحكت.
قلت وأصل الحديث في الصحيح دون هذه الزيادة.
قلت سيف: وهو مرسل.
قوله (وقال النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة سيدة نساء أهل الجنة) هو طرف من حديث وصله المؤلف في علامات النبوة وعند الحاكم من حديث حذيفة بسند جيد أتى النبي صلى الله عليه وسلم ملك، قال إن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة وقد تقدم في آخر أحاديث الأنبياء ما ورد في بعض طرقه من ذكر مريم عليها السلام وغيرها مشاركة لها في ذلك.
قوله بضعة بفتح الموحدة وحكي ضمها وكسرها أيضا وسكون المعجمة أي قطعة لحم
قوله (فمن أغضبها أغضبني) استدل به السهيلي على أن من سبها فإنه يكفر وتوجيهه أنها تغضب ممن سبها وقد سوى بين غضبها وغضبه ومن أغضبه صلى الله عليه وسلم يكفر
وفي هذا التوجيه نظر لا يخفى وسيأتي بقية ما يتعلق بفضلها في ترجمة والدتها خديجة إن شاء الله تعالى وفيه أنها أفضل بنات النبي صلى الله عليه وسلم.
أما ما أخرجه الطحاوي وغيره من حديث عائشة في قصة مجيء زيد بن حارثة بزينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة وفي آخره قال النبي صلى الله عليه وسلم هي (أفضل بناتي أصيبت في) فقد أجاب عنه بعض الأئمة بتقدير ثبوته بأن ذلك كان متقدما ثم وهب الله لفاطمة من الأحوال السنية والكمال ما لم يشاركها أحد من نساء هذه الأمة مطلقا والله أعلم
وقد مضى تقرير أفضليتها في ترجمة مريم من حديث الأنبياء ويأتي أيضا في ترجمة خديجة إن شاء الله تعالى
قلت سيف:
تنبيه 1: فاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم ابنة عمران … سبق الحكم بشذوذ الزيادة والكلام على الأفضلية في فضائل خديجة رضي الله عنها
تنبيه 2: حديث زينب خير وفي رواية أفضل بناتي أصيبت بي. هو في الصحيحة 3071 … لكن أنكره الذهبي على يحيى الغافقي.
وورد من مراسيل عروة كما في تاريخ دمشق 3/ 148 … وفيه قصة إسقاطها للجنين لما في هجرتها بسبب دفع رجلان من قريش لها ثم هاجرت فما زالت وجعه حتى ماتت فكانوا يرون أنها شهيدة. لكن ليس فيها أنها أفضل بناته ثم هو مرسل
وعلى فرض صحته فقد نقل الألباني جواب ابن خزيمة أن المقصود … (من أفضل بناته) فتقدر (من) وذكر الحاكم وجها آخر من التوفيق.
——–
مشاركة عبدالله المشجري:
الفوائد المستفادة من الحديث غير ما ذكره النووي رحمه الله:
* قوله ” بَضعة مني ” قال النووي أنه لا يجوز ضبط الباء بغير الفتح، وأما السندي فقال في حاشية سنن ابن ماجه (1/ 616): قوله (فإنما هي ابنتي بضعة مني) بفتح الباء وقد تكسر أي أنها جزء مني كما أن البضعة جزء من اللحم.
* قوله ” فلا آذن ثم لا آذن ثم لا آذن ” قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (9/ 329): كرر ذلك تأكيدا، وفيه إشارة إلى تأييد مدة منع الإذن وكأنه أراد رفع المجاز لاحتمال أن يحمل النفي على مدة بعينها فقال ثم لا آذن أي ولو مضت المدة المفروضة تقديرا لا آذن بعدها ثم كذلك أبدا …
والسبب فيه أنها كانت أصيبت بأمها ثم بأخواتها واحدة بعد واحدة فلم يبق لها من تستأنس به ممن يخفف عليها الأمر ممن تفضي إليه.
* قال ابن حجر: جاء أيضا أن عليا استأذن بنفسه فأخرج الحاكم بإسناد صحيح إلى سويد بن غفلة وهو أحد المخضرمين ممن أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يلقه قال خطب علي بنت أبي جهل إلى عمها الحارث بن هشام فاستشار النبي صلى الله عليه وسلم فقال أعن حسبها تسألني فقال لا ولكن أتأمرني بها قال لا فاطمة مضغة مني ولا أحسب إلا أنها تحزن أو تجزع فقال علي لا آتي شيئا تكرهه ”
ولعل هذا الاستئذان وقع بعد خطبة النبي صلى الله عليه وسلم بما خطب ولم يحضر علي الخطبة المذكورة فاستشار فلما قال له لا لم يتعرض بعد ذلك لطلبها ولهذا جاء آخر حديث شعيب عن الزهري فترك علي الخطبة ا. ه
قلت سيف: قال الذهبي في تعليقه على الحاكم: مرسل قوي
وذكر محقق مختصر تعليق الذهبي أنه ورد عند أحمد في الفضائل 2/ 754 أنه من مراسيل الشعبي فليس لسويد ذكر في الإسناد. ولعله الصواب. انتهى
وهو كما قال المحقق لأن الإسناد واحد والغالب أن الوهم من الحاكم نفسه.
أما حديث: أي الناس أحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم قالت فاطمة. ومن الرجال زوجها فقال الذهبي: ليس إسناده بذاك
سير أعلام النبلاء 2/ 125
* قال ابن حجر: والذي يظهر لي أنه لا يبعد أن يعد في خصائص النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يتزوج على بناته ويحتمل أن يكون ذلك خاصا بفاطمة عليها السلام.
* وقال أيضاً: ويؤخذ من هذا الحديث أن فاطمة لو رضيت بذلك لم يمنع علي من التزويج بها أو بغيرها وفي الحديث تحريم أذى من يتأذى النبي صلى الله عليه وسلم بتأذيه لأن أذى النبي صلى الله عليه وسلم حرام اتفاقا قليله وكثيره وقد جزم بأنه يؤذيه ما يؤذي فاطمة فكل من وقع منه في حق فاطمة شيء فتأذت به فهو يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم بشهادة هذا الخبر الصحيح ولا شيء أعظم في إدخال الأذى عليها من قتل ولدها ولهذا عرف بالاستقراء معاجلة من تعاطى ذلك بالعقوبة في الدنيا ولعذاب الآخرة أشد.
* وقوله: ((والله لا تجتمع ابنة نبي الله وابنة عدو الله عند رجل واحد أبدا))؛ قال القرطبي في المفهم (20/ 92)، دليل على أن الأصل أن ولد الحبيب حبيب، وولد العدو عدو، إلى أن يتبين خلاف ذلك، وقد استنبط بعض الفقهاء من هذا منع نكاح الأمة على الحرة، وليس بصحيح؛ لأنه يلزم منه منع نكاح الحرة الكتابية على المسلمة، ومنع نكاح ابنة المرتد على من ليس أبوها كذلك، ولا قائل به فيما أعلم. فدل ذلك على أن ذلك الحكم مخصوص بابنة أبي جهل وفاطمة رضي الله عنها.
* وقال القرطبي رحمه الله: وكونه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان جبريل يعارضه بالقرآن كل سنة مرة؛ يدل على استحباب عرض القرآن على الشيوخ ولو مرة في السنة، ولما عارضه جبريل القرآن في آخر سنة مرتين استدل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بذلك على قرب أجله من حيث مخالفة العادة المتقدمة، والله تعالى أعلم.
وكان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كثر عليه الوحي في السنة التي توفي فيها حتى كثر عليه الوحي في السنة التي توفي فيها حتى كمل الله من أمره ووحيه ما شاء أن يكمله.
* وفي رواية للبخاري 3714 «فمن أغضبها أغضبني».
جمع بعضهم أحاديث صحيحة في فضل فاطمة رضي الله عنها:
قال الإمام البخاري ص 291 باب: مناقب فاطمة عليها السلام. وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (فاطمة سيدة نساء أهل الجنة). 7/ 3767. البخاري – الفتح. كتاب فضائل الصحابة.
وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وفاطمة سيدة نسائهم إلا ما كان لمريم بنت عمران). ” قال الهيثمي: قلت رواه الترمذي غير ذكر فاطمة ومريم. ورواه أحمد، وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح”.
قلت سيف: سبق تعليل استثناء مريم بنت عمران
وعن عائشة قالت: “ما رأيت أفضل من فاطمة غير أبيها قالت: وكان بينهما شيء فقالت: يا رسول الله سلها فإنها لا تكذب. ” رواه الطبراني في الأوسط وأبو يعلى إلا أنها قالت: ما رأيت أحداً أصدق من فاطمة، ورجالهما رجال الصحيح.
قلت سيف: هو عن عمرو بن دينار وما أظنه سمع من عائشة
قال صاحبنا أبوصالح حازم:
ليس لعمرو عن عائشة رواية في الكتب الستة وفق بحثي واعتمدت على تحفة الأشراف
فكأنه لم يثبت سماعه من عائشة.
فائدة زائدة:
عمرو بن دينار يروي عن بعض الصحابة بواسطة وبغير واسطة كجابر بن عبد الله وابن عمر وابن عباس رضي الله عنهم انتهى
وعن ابن عباس قال: “دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على علي وفاطمة وهما يضحكان فلما رأيا النبي -صلى الله عليه وسلم- سكتا، فقال لهما النبي -صلى الله عليه وسلم-: ” ما لكما كنتما تضحكان، فلما رأيتماني سكتما”، فبادرت فاطمة فقالت: بأبي أنت يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قال هذا: أنا أحب إلى رسول الله منك، فقلت: بل أنا أحب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منك، فتبسم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال: ” يا بنية لك رقة الولد, وعلي أعز علي منك”. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
قلت سيف: ضعيف كما في النافلة في الأحاديث الضعيفة 153
وراجع السلسلة الضعيفة 8/ 516
وعن علي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: \”إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك\” رواه الطبراني وإسناده حسن.
وأخرجه الحاكم في المستدرك
قلت سيف قال الذهبي: حسين منكر الحديث يقصد حسين بن زيد
وعن عائشة قالت: ما رأيت أحداً أشبه كلاماً وحديثاً من فاطمة برسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكانت إذا دخلت عليه رحَّب بها، وقام فأخذ بيدها فقبَّلها وأجلسها في مجلسه. صحيح الأدب المفرد 428
شفقتها على أبيها:
صحيح البخاري 240 حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاجِدٌ، ح قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُرَيْحُ بْنُ مَسْلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ حَدَّثَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي عِنْدَ الْبَيْتِ وَأَبُو جَهْلٍ وَأَصْحَابٌ لَهُ جُلُوسٌ، إِذْ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: أَيُّكُمْ يَجِيءُ بِسَلَى جَزُورِ بَنِي فُلَانٍ، فَيَضَعُهُ عَلَى ظَهْرِ مُحَمَّدٍ إِذَا سَجَدَ؟ فَانْبَعَثَ أَشْقَى الْقَوْمِ، فَجَاءَ بِهِ فَنَظَرَ حَتَّى سَجَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَضَعَهُ عَلَى ظَهْرِهِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، وَأَنَا أَنْظُرُ لَا أُغَيِّرُ شَيْئًا، لَوْ كَانَ لِي مَنَعَةٌ، قَالَ: فَجَعَلُوا يَضْحَكُونَ، وَيُحِيلُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاجِدٌ لَا يَرْفَعُ رَاسَهُ، حَتَّى جَاءَتْهُ فَاطِمَةُ فَطَرَحَتْ عَنْ ظَهْرِهِ، فَرَفَعَ رَاسَهُ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ – ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَشَقَّ عَلَيْهِمْ إِذْ دَعَا عَلَيْهِمْ، قَالَ: وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ الدَّعْوَةَ فِي ذَلِكَ الْبَلَدِ مُسْتَجَابَةٌ، ثُمَّ سَمَّى: ” اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِأَبِي جَهْلٍ وَعَلَيْكَ بِعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ، وَأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ، وَعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ “.
وَعَدَّ السَّابِعَ فَلَمْ يَحْفَظْ، قَالَ: فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ رَأَيْتُ الَّذِينَ عَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَرْعَى فِي الْقَلِيبِ، قَلِيبِ بَدْرٍ.
سيادتها في الجنة وسيادة ابنيها:
مسند أحمد 23329 حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: سَأَلَتْنِي أُمِّي: مُنْذُ مَتَى عَهْدُكَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: فَقُلْتُ لَهَا: مُنْذُ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: فَنَالَتْ مِنِّي، وَسَبَّتْنِي، قَالَ: فَقُلْتُ لَهَا: دَعِينِي، فَإِنِّي آتِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُصَلِّي مَعَهُ الْمَغْرِبَ، ثُمَّ لَا أَدَعُهُ حَتَّى يَسْتَغْفِرَ لِي وَلَكِ، قَالَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَلَّيْتُ مَعَهُ الْمَغْرِبَ، فَصَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْعِشَاءِ، ثُمَّ انْفَتَلَ، فَتَبِعْتُهُ، فَعَرَضَ لَهُ عَارِضٌ، فَنَاجَاهُ، ثُمَّ ذَهَبَ، فَاتَّبَعْتُهُ فَسَمِعَ صَوْتِي، فَقَالَ: ” مَنْ هَذَا؟ ” فَقُلْتُ: حُذَيْفَةُ. قَالَ: ” مَا لَكَ؟ ” فَحَدَّثْتُهُ بِالْأَمْرِ، فَقَالَ: ” غَفَرَ اللَّهُ لَكَ وَلِأُمِّكَ “، ثُمَّ قَالَ: ” أَمَا رَأَيْتَ الْعَارِضَ الَّذِي عَرَضَ لِي قُبَيْلُ؟ ” قَالَ: قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: ” فَهُوَ مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، لَمْ يَهْبِطِ الْأَرْضَ قَطُّ قَبْلَ هَذِهِ اللَّيْلَةِ، اسْتَأذَنَ رَبَّهُ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيَّ، وَيُبَشِّرَنِي أَنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَنَّ فَاطِمَةَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ “.
حكم الحديث: إسناده صحيح
قلت سيف: هو في الصحيح المسند 298.
مسند أحمد 11618 حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نُعْمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَفَاطِمَةُ سَيِّدَةُ نِسَائِهِمْ إِلَّا مَا كَانَ لِمَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ “.
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف
قلت سيف: وهو في الصحيح المسند 421 بسند صحيح
حب النبي صلى الله عليه وسلم لها:
مسند أحمد 5707 حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” أُسَامَةُ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ “. مَا حَاشَى فَاطِمَةَ وَلَا غَيْرَهَا.
إسناده صحيح على شرط مسلم
قلت سيف: وهو في الصحيح المسند 719 وقال الشيخ مقبل: والقائل ما حاشا فاطمة ولا غيرها هو عبد الله بن عمر كما في المسند 5848 وأصل الحديث في البخاري في المغازي كما في تحفة الأشراف. انتهى
تزهيدها في الدنيا:
مسند أحمد 4727 حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ – يَعْنِي ابْنَ غَزْوَانَ – عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى فَاطِمَةَ فَوَجَدَ عَلَى بَابِهَا سِتْرًا فَلَمْ يَدْخُلْ عَلَيْهَا، وَقَلَّمَا كَانَ يَدْخُلُ إِلَّا بَدَأَ بِهَا، قَالَ: فَجَاءَ عَلِيٌّ فَرَأَىهَا مُهْتَمَّةً، فَقَالَ: مَا لَكِ؟ فَقَالَتْ: جَاءَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَدْخُلْ عَلَيَّ. فَأَتَاهُ عَلِيٌّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ فَاطِمَةَ اشْتَدَّ عَلَيْهَا أَنَّكَ جِئْتَهَا فَلَمْ تَدْخُلْ عَلَيْهَا. فَقَالَ: ” وَمَا أَنَا وَالدُّنْيَا، وَمَا أَنَا وَالرَّقْمُ “. قَالَ: فَذَهَبَ إِلَى فَاطِمَةَ فَأَخْبَرَهَا بِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: فَقُلْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَمَا تَامُرُنِي بِهِ؟ فَقَالَ: ” قُلْ لَهَا تُرْسِلُ بِهِ إِلَى بَنِي فُلَانٍ “.
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
قلت سيف: أخرجه البخاري 2613 ولفظه عنده (إني رأيت على بابها سترا موشيا) إلى (إلى أهل بيت بهم حاجة)
وفي المسند لأحمد:
715 – حدثنا معاوية بن عمرو، وأبو سعيد قالا: حدثنا زائدة، حدثنا عطاء بن السائب، عن أبيه، عن علي، قال: ” جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة في خميل، وقربة، ووسادة أدم حشوها إذخر ” قال أبو سعيد: ليف.
وهو على شرط الذيل على الصحيح المسند
وهذه الأحاديث فيه تزهيد لها في الدنيا ومثل ذلك مهرها إنما كان الدرع الحطمية.
وكذلك طحنت بالرحى حتى أثر على يديها فأرشدها صلى الله عليه وسلم هي وزوجها. بالتكبير والتسبيح والتحميد اذا أخذا مضجعهما
وسبق الكلام على حديث الكساء
وكذلك حديث خاتم الذهب في يدها وعتاب النبي صلى الله عليه وسلم لها.
وضعفه محققو المسند 22398
ومن فضائلها أن أمهات المؤمنين أرسلنها يسألن النبي صلى الله عليه وسلم العدل في بنت أبي قحافة يعنين عائشة رضي الله عنهم. فيدل هذا على أنها محبوبة لأبيها حتى يرسلنها لتشفع لهن. وتشارك في حل المشاكل في بيت النبوة.
——–
مشاركة محمد الفاتح:
فتوى لبعض العلماء:
في حكم تلقيب السيِّدة فاطمة رضي الله عنها بالزهراء والبتول
السؤال: انتشر بين العوامِّ أنَّ فاطمة بنتَ رسولِ الله لُقِّبَتْ ب: «الزهراء» لأنَّها لم تَحِضْ، وهي لها خصوصيةٌ مِن الرحمن، فهل هذا صحيحٌ؟ وما وجهُ تلقيبها ب: «البتول» وإن كانَتْ تُفارِقُ مريم العذراءَ عليها السلام في كونها تزوَّجت عليًّا رضي الله عنه؟
الجواب:
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على مَن أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
ففاطمةُ رضي الله عنها بنتُ النبيِّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وزوجةُ عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضي الله عنه، سيِّدةُ نساءِ هذه الأُمَّة، ومَناقِبُها مشهورةٌ عند أهل السُّنَّة، وتسميتُها ب: «الزهراء» وَرَدَ في بعض كُتُبِ أهل السُّنَّةِ ك «تفسير الطبري» و «الألوسي»، و «أضواء البيان» للشنقيطي، وفي «الاستيعاب» لابن عبد البرِّ، و «شرح السُّنَّة» للبغوي، حيث بوَّب في كتاب «فضائل الصحابة» باب «مَناقِب فاطمة الزهراء رضي الله عنها»، لكن لم يُنْقَلْ هذا اللقبُ تاريخيًّا لدى أهل السُّنَّة فيما أعلم، ومعنى الزهراء أنها تتمتَّع بِوَجْهٍ مُشْرِقٍ مُسْتَنِيرٍ زَاهِرٍ، ومنه جاء الحديث: «اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ: البَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَان؛ فَإِنَّهُمَا يَاتِيَانِ يَوْمَ القِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ غَيَايَتَانِ»، وإنَّما المنقول عن الشيعة أنَّ مِن أسمائها «الزهراءَ» بمعنى نورانيَّتُها ظاهرًا وباطنًا كما فسَّرها المَجْلِسِيُّ، وعنهم ـ أيضًا ـ جاء في «بحار الأنوار» عن الإمام الصادق أنَّ سبب تسميتها: «أنها هي الحوراءُ الإنسيةُ متى قامَتْ مِن محرابها بين يدَيْ ربِّها جلَّ جلالُه زَهَرَ نورُها لملائكة السماوات كما يزهو نورُ كواكب الأرض». ولا يخفى شدَّةُ الغُلُوِّ في التفسيرات الشيعية.
أمَّا تلقيبها ب: «فاطمة البتول» فليس لأنَّها لم تَحِضْ كما وَرَدَ في السؤال، وإنَّما لانقطاعها عن نساء زمانها فضلاً وشرفًا ودينًا وحسبًا؛ لأنَّ لفظة «تبتَّل» معناها الانقطاع، ومنه قوله تعالى: {وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً} [المزَّمِّل: (8)]، أي: انْقَطِعْ إلى الله وتَفَرَّغْ لعبادته إذا فَرَغْتَ مِن أشغالك، ومنه قِيلَ لمريم: «البَتول» لانقطاعها عن الرجال؛ فالحاصل أنَّ هذا هو معنى اللفظة مِن حيث أصلُها اللغوي، أمَّا مِن جهةِ صحَّةِ النسبةِ فليس فيها مُسْتَنَدٌ تاريخيٌّ عند أهل السُّنَّة في حدود علمي يمكن الاعتمادُ عليه.
والعلم عند الله تعالى
وقال –ابن تيمية رحمه الله:
ومنهم من يقول: إن عمر غصب بنت علي حتى زوَّجه بها! وأنه تزوج غصباً في الإسلام! ومنهم من يقول: إنهم بعجوا بطن فاطمة حتى أسقطت، وهدموا سقف بيتها على من فيه، وأمثال هذه الأكاذيب التي يعلم من له أدنى علم ومعرفة أنها كذب، فهم دائما يعمدون إلى الأمور المعلومة المتواترة ينكرونها، وإلى الأمور المعدومة التي لا حقيقة لها يثبتونها، فلهم أوفر نصيب من قوله تعالى (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ) العنكبوت: من الآية68، فهم يفترون الكذب، ويكذبون بالحق، وهذا حال المرتدين.
” منهاج السنة النبوية ” (4/ 493).
وبيان كذبهم من وجوه: ثم بينها رحمه الله
ومن ذلك أن بين عمر وعلي بن أبي طالب مودة حتى تزوج عمر بن الخطاب منهم
====
قال صاحبنا عبدالحميد البلوشي:
وكذلك ما ينقله الرافضة من أن ابن تيمية تنقص عليا وفاطمة رضي الله عنهما فمما ورد وأجاب عنه أهل العلم:
السؤال: شبهة:
أبن تيمية يطعن في دين الإمام علي ويتهمه بانه لم يهاجر لله ولرسوله. وإنما هاجر لأجل الزواج بفاطمة
الجواب: أن هذا ليس فيه فرية على أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، فهو لم يقل أن علي هاجر من أجل أن يتزوج امرأة، وإنما ذكر وجه شبه لا يلزم منه التماثل من أكثر الوجوه فضلا عن كلها، وحاشاه أن يرمي أمير المؤمنين بذلك، لذلك لم ينكر الذهبي وهو الناقد البارع هذه على شيخ الإسلام بل نقل العبارة بكمالها في تهذيبه لمنهاج السنة (المنتقى من منهاج الاعتدال) ص:209، وهو يدل أنه ارتضاها وإلا لحذفها، والشيخ يبين الفرق بين تأذي سيدة نساء أهل الجنة -بعد مريم بنت عمران- فاطمة رضي الله عنها من أبي بكر، وأن أبا بكر قصده طاعة رسول الله، فلا يمكن أن يُرضيها بما هو معصية لرسول الله وإن كانت هي لم تقصد ذلك رضي الله عنها، وأما علي رضي الله عنها فأذاه لها كان بسبب امرأة يتزوجها عليها، فهو بسبب دنيوي، يعتبر مما يبين نقصان رتبة أمير المؤمنين علي رضي الله عنه عن رتبة الصديق، وعلي رضي الله عنه ليس معصوماً بل هذا كان منه خطأ رضي الله عنه، غضب منه رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن كان من أهل الفردوس الأعلى، وهم يدعون إما مقالا أو حالا لعلي العصمة فينكرون أن يكون أخطأ، أو على من قال أخطأ، ولو كان هذا فعله أبو بكر أو عمر مع رسول الله لرأيت من الرافضة قبحهم الله العجائب، ولكنهم أصحاب أهواء، فكلام شيخ الإسلام حق وعدل لا إشكال فيه، بل هو لإبعاد الغلو عن شخص علي الذي لا يرضاه علي نفسه، وهو من طريقة الأئمة الكبار كابن تيمية وابن حزم وغيرهما، فهو لم ينقص من قدر علي ولكنه لم يرفعه فوق الصديق، بل مثل هذه المقارنات المراد بها بيان الحق وقد فعل نحوا منها ابن حزم في الفصل (المجلد الخامس) بكلام لا مزيد عليه، فرحمهم الله ورضي الله عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أجمعين
—–
إذا قرأت كلام ابن تيمية، ولاحظت أن فيه تنقصا من علي – رضي الله عنه- أو غيره من صحابة رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –؛ فليعلم أن هذا يقوله الشيخ –:
1 – إما تنزلاً مع الخصم لإفحامه.
2 – أو إلزاماً له بإثبات ما نفاه، أو نفي ما أثبته، ومن يقرأ من الرافضة كتابه منهاج السنة بتجرد وإنصاف؛ فلا يُشك أنه سيكون – بحول الله تعالى – باب هداية له؛ كمن يقرأ من النصارى كتابه ” الجواب الصحيح “.
الرد على من قال ان هناك اتهام لابن تيمية في الدرر الكامنة:
وقد وجدت مقالة في الدرر الكامنة نفسها!! منقولة عن الشيخ – رحمه الله – تقرر ما نقلته سابقاً، أسوقها لك:
قال الطوفي- عن أبي العباس-: سمعته يقول:” من سألني مستفيداً: حققت له، ومن سألني متعنتاً: ناقضته؛ فلا يلبث أن ينقطع فأكفى مؤنته”.
فهذه قاعدة ضعها أمام عينيك كلما نظرت في نص يريبك في هذا الباب في كتب شيخ الإسلام عموماً، والمنهاج خصوصاً.
وهي أن شيخ الإسلام يرد على الرافضي بطريقة الإلزام، فإذا طعن الرافضي بأبي بكر الصديق، بين له أن عين طعنه: طعن في علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – من باب أولى.
وإذا مدح الرافضي عليا رضي الله عنه، بين له أن عين المدح هذا، يندرج فيه أبو بكر الصديق من باب أولى.
مع حرصه على التنبيه كثيراً كثيراً على أن علياً من سادات الأولياء
لنتذكر أن الرافضي ساق حديث فاطمة مني يريبني ما آرابها؛ ليدلل به على أن أبا بكر الصديق قد أرابها؛ فقال له الشيخ رحمه الله:
” وأما قوله [أي الرافضي الذي يطعن في أبي بكر، وعمر – رضي الله عنهما، وعن سائر الصحابة]: رووا جميعاً: ((أن فاطمة بضعة مني من آذاها آذاني، ومن آذاني آذى الله)).
فإن هذا الحديث لم يرو بهذا اللفظ بل روى بغيره كما روي في سياق حديث خطبه علي لابنه أبي جهل لما قام النبي صلى الله عليه وسلم خطيباً ……
فالرافضي الذي أراد الطعن في أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – لمنعه إعطاء فاطمة – رضي الله عنها – أرض فدك؛ بأنه آذى بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم -!!
فناقضه أبو العباس – رحمه الله – مناقضة مفحمة!! وبين له أنه إن عُدت طاعة الله تعالى في منع منح فاطمة رضي الله عنها أرض فدك لقوله صلى الله عليه وآله وسلم -: ((إنا معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركناه صدقة)).
فإن رغبة علي رضي الله عنه لطلب أمر مباح – وهو التزوج بابنة أبي جهل – وهو يؤذي فاطمة بلا ريب؛ إيذاء لها من باب أولى، ويعتبر الحديث في حقه – رضي الله عنه – أحرى!!
كيف وأبو بكر – رضي الله عنه – منعها طاعة لله ولرسوله.
وعلي – رضي الله عنه – أراد الزواج لغرض نفسه، مما فطره الله عليه!
ولا شك أن الحديث لا ينطبق على أحد منهما، ولكن إن أصر المعاند على القدح بأبي بكر – رضي الله عنه – من هذا الباب؛ فإن القدح في علي – رضي الله عنه – فيه من باب أولى!!
فانظر إلى هذا الإفحام، والإلزام الذي لا ينفك من أبتلي بشبه الروافض: إن أنعم النظر: أن يُسلم به، ويعض عليه بالنواجذ!!
وتكون تلك المنافضة: أنفع له من مجرد التكذيب؛ لأن المعاند لا يُسلم بمصادر أهل السنة، ورواياتهم، بل هو يطعن في كتاب الله، فضلاً عن دواوين أهل السنة المعتبرة؛ كالصحيحين.
آمل أن يكون هذا البيان فاتحة خير في تتبع جميع ما نقله الحافظ ابن حجر – رحمه الله – في هذا الباب، ليظهر عوار من أراد الطعن بأبي العباس بمثل هذه الترهات، التي نقلها الحافظ؛ شأنه شأن كل مترجم، أن يذكر ما قيل في صاحب الترجمة، وما نُسب له.
=====
وهذه النقول تفتح لنا باب الحذر من الافتراءات فلتراجع كتب ابن تيمية.
وكذلك الحذر من الأحاديث المكذوبة على الصحابة نصرة لآل البيت بزعمهم فلتراجع كتب الألباني خصوصا السلسلة الضعيفة. وكذلك غيره من الأئمة ممن سبقه.
——
فوائد من كتب ابن تيمية حول فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم:
– أنكر على من قال أن عليا ليس من أهل البيت وذكر أنه من أهل البيت بالاتفاق بين المسلمين. بل هو أفضل أهل البيت ثم رجح جواز الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وسلم على وجه الانفراد لكن لا يجوز أن يجعل شعارا أو انفراد علي أو غيره بالصلاة دون غيره مضاهاة للنبي صلى الله عليه وسلم بحيث يجعل ذلكم شعارا معروفا باسمه هذا هو البدعة. الفتاوى الكبرى 1/ 55
– بعد أن قرر أن أزواجه من آله قال: حديث الكسا يدل على أن عليا وفاطمة وحسنا وحسينا أحق بالدخول في أهل البيت من غيرهم ….. الفتاوى الكبرى 2/ 195
– رد فرية النصيرية في قولهم أن الصلوات الخمس عبارة عن خمسة أسماء وهي: علي وحسن وحسين ومحسن وفاطمة. الفتاوى الكبرى 3/ 503
ونقل مرة عزوا لبعض العلماء أن حمزة أفضل من حسن وحسين ….. ولم يتعقبه كالمقر له … الفتاوى الكبرى 5/ 336
ونقل أن القبة التي على العباس بالمدينة يقال فيها سبعة العباس والحسن وعلي بن الحسين وأبو جعفر محمد بن علي وجعفر بن محمد ويقال إن فاطمة تحت الحائط أو قريب من ذلك ….. الفتاوى الكبرى 5/ 365، ورسالة رأس الحسين 1/ 209
ومجموع الفتاوى 27/ 170 … . 27/ 473
وأما غيرة النساء بعضهن من بعض فتلك ليس مأمورا بها لكنها من أمور الطباع كالحزن على المصائب ثم ذكر أحاديث فيها غيرت عائشة وحديث فاطمة وقولها ان الناس يقولون انك لا تغار لبناتك لما أراد علي أن يتزوج. ….
فهذه الغيرة التي جاءت بها سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ….. الاستقامة 2/ 9
– والفواضل من هذه الأمة كخديجة وعائشة وفاطمة أفضل منهما. الفتاوى الكبرى 5/ 379
– تكلم على عدم جواز بغض العرب.: يا سلمان لا تبغضني … تبغض العرب فتبغضني … وهذا تنبيها لغيره من الفرس كما أنه صلى الله عليه وسلم. قال يا فاطمة بنت محمد لا اغني عنك من الله شيئا … يا عباس. .. يا صفية …. كان في هذا تنبيه لمن انتسب لهؤلاء الثلاثة أن لا يغتروا بالنسب ويتركوا الكلم الطيب والعمل الصالح. اقتضاء الصراط 1/ 434
– تكلم في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم. وكذلك عدله وذكر حديث لو أن فاطمة سرقت لقطعت يدها (الجواب الصحيح 3/ 105
وتكلم أن تعطيل الحدود سبب اللعنة مجموع الفتاوى 28/ 299.
وتكلم أن الناس بالنسبة للعدل أربعة أقسام مجموع الفتاوى 30/ 370؛.
وتكلم عن وجوب عقوبة المعتدي ولو كان شريفا مجموع الفتاوى 35/ 199
– تكلم في فصل من آيات محمد صلى الله عليه وسلم. وأنه أخبر ببعض المغيبات ومن ذلك أن فاطمة اول أهل لحوقا به الجواب الصحيح. 6/ 116:
– وفي فصل:
النوع السابع في كفاية الله له أعداءه وعصمته له من الناس …. ذكر إلقاء فاطمة عن ظهره سلى جزور بني فلان ثم أقبلت عليهم تسبهم وهي جويرية فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم صلاته رفعت صوته ثم دعا عليهم. ….. الجواب الصحيح 6/ 294.
ومجموع الفتاوى 10/ 504
– وتكلم عن الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله فلا يجوز أن تطلب إلا من الله. والطالب من النبي صلى الله عليه وسلم. قد يظن أنه يقدر على قضاء حاجته ولا يكون كذلك …. وفي الصحيحين أن فاطمة ابنته جاءت تسأله خادما ….. الرد على البكري 1/ 391
وكذلك ذكر سؤالها خادما في (قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة) وراجع مجموع الفتاوى 1/ 147. 2/ 105. 8/ 109. 10/ 407. 27/ 393.
27/ 435
– وبعض الجهال يظن أن بني عبيد كانوا شرفاء من ذرية فاطمة وأنهم كانوا صالحين، وإنما كانوا زنادقة ملاحدة قرامطة باطنية واسماعيلية ونصيرية ومن عندهم طلع الرفض إلى الشام ….. (الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية 1/ 141
ثم بين حالهم
وراجع مجموع الفتاوى 27/ 174
– نقل أن من شتم عائشة حكمه القتل كمن شتم فاطمة حكمه القتل … الصارم المسلول 1/ 568
تنبيه: تركت البحث في منهاج السنة لأن اسم فاطمة ذكر مائة وتسعة عشر مرة.
أما مجموع الفتاوى فذكرت المجلد ورقم الصفحة وحاولت افرقه حسب العنوان.