15 التعليق على الصحيح المسند
مجموعة الديني
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى ، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا )
——-‘——‘——–‘
——-‘——‘——–‘
——-‘——-‘——-‘
مسند أسامة بن أَخْدَرِيٍّ رضي الله عنه
15 – قال أبو داود رحمه الله (ج 13 ص 295): حدثنا مسدد أخبرنا بشر يعني ابن المفضل حدثني بشير بن ميمون عن عمه أسامة بن أخدري: أن رجلًا يقال له أصرم كان في النفر الذين أتوا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «ما اسمك؟ » قال أنا أصرم قال «بل أنت زرعة».
هذا حديث حسنٌ.
……………………
قوله: “بل أنت زُرْعَة”؛ يعني: “الأصرمُ” مأخوذٌ من الصَّرْم، والقطعُ غير مستحسَنٍ في التفاؤل، والزُّرعةُ (مأخوذ) من الزَّرْع، والزَّرْع مُسْتَحْسنٌ، فلهذا غَيَّرَ أصرمَ إلى الزُّرْعة ( المفاتيح في شرح المصابيح (5/158) )
قال ابن الاثير في جامع الاصول : إنما كره أصْرَم لما فيه من معنى الصرم، وهو القطع، فجعله زُرعة – بضم الزاي وفتح الراء – مأخوذ من الزرع، والزرع النبات، وهو ضد القطع.ا.ه
قال الطبري رحمه الله: (لا ينبغي التسمية باسم قبيح المعنى، ولا باسم يقتضي التزكية له، ولا باسم معناه السب، ولو كانت الأسماء إنما هي أعلام للأشخاص، ولا يقصد بها حقيقة الصفة. لكن وجه الكراهة أن يسمع سامع بالاسم، فيظن أنه صفة للمسمى، فلذلك كان صلى الله عليه وسلم يحول الاسم إلى ما إذا دعي به صاحبه كان صدقًا). ينظر: فتح الباري ( 10/577).
وقال: (وليس تغيير رسول الله صلى الله عليه وسلم ما غير من الأسماء على وجه المنع للتسمي بها، بل ذلك على وجه الاختيار، لأن الأسماء لم يسم بها لوجود معانيها في المسمى بها، وإنما هي للتمييز، ولذلك أباح المسلمون أن يتسمى الرجل القبيح بحسن، والرجل الفاسد بصالح، ويدل على ذلك قول جد ابن المسيب للنبي صلى الله عليه وسلم حين قال له: “أنْتَ سَهْلٌ”: لا أغير اسمًا سمَّانيه أبي. أخرجه البخاري (6190). فلم يلزمه الانتقال عنه على كل حال، ولا جعله بثباته آثمًا بربه، ولو كان آثمًا بذلك لجبره على النقلة عنه إذ غير جائز في صفته عليه السلام أن يرى منكرًا وله إلى تغييره سبيل). ينظر: شرح صحيح البخاري لابن بطال 9/348.
النوع الثالث: أسماء غيَّرها النبي – صلى الله عليه وسلم -:
1 – ((برَّة)) سمّاها زينب؛ لحديث أبي هريرة – رضي الله عنه -: أن زينب بنت أبي سلمة، كان اسمها برة ، فقيل: تُزكِّي نفسها، فسماها رسول الله – صلى الله عليه وسلم –
2 – ((برة)) أسماها جويرية أيضاً؛ لحديث ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قال: كانت جويرية اسمها برة، فحوّل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – اسمها جويرية، وكان يكره أن يقال خرج من عند برّة .
3 – ((عاصية))، سمّاها جميلة؛ لحديث ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – غيّر اسم عاصية، وقال: ((أنت جميلة))، وفي رواية: أن ابنة لعمر كانت يقال لها عاصية، فسمّاها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ((جميلة)) .
4 – ((أبو الحكم)) كَنَّاه النبيُّ – صلى الله عليه وسلم – بأبي شريح أكبر أولاده، فقد كان يكنى بأبي الحكم فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله هو الحكم وإليه الحكم))، ثم سأل الرجل عن أكبر أولاده؟ فقال: شريح، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((فأنت أبو شريح)) .
5 – ((أصرم)) إلى زُرْعة؛ لحديث أسامة – رضي الله عنه -، وفيه: أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال لرجل: ((ما اسمك؟)) قال: أنا أصرم، قال: ((بل أنت زُرْعة)) .
6 – ((حزْن)) إلى سهل، سأل النبي – صلى الله عليه وسلم – جدَّ سعيد بن المسيب، فَقَالَ: ((مَا اسْمُكَ؟))، قَالَ: اسْمِي حَزْنٌ، قَالَ: ((بَلْ أَنْتَ سَهْلٌ))، قَالَ: مَا أَنَا بِمُغَيِّرٍ اسْمًا سَمَّانِيهِ أَبِي، قَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ: فَمَا زَالَتْ فِينَا الْحُزُونَةُ بَعْدُ))، هذا لفظ البخاري، ولفظ أبي داود، قال: ((أنت سهل))، قال: لا، السَّهْلُ يُوطأ ويُمتهن)) .
7 – ((فلان)) إلى المنذر؛ لحديث سهل، وفيه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – سأل أبا أُسَيد عن اسم ولده فقَالَ: ((مَا اسْمُهُ؟))، قَالَ: فُلَانٌ، فقَال النَّبيّ – صلى الله عليه وسلم -: ((وَلَكِنْ أَسْمِهِ الْمُنْذِرَ)) فَسَمَّاهُ يَوْمَئِذٍ الْمُنْذِرَ .
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: ((وَغَيَّرَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – اسْمَ: الْعَاصِ، وَعَزِيزٍ، وَعَتَلَةَ، وَشَيْطَانٍ، وَالْحَكَمِ، وَغُرَابٍ، وَحُبَابٍ، وَشِهَابٍ، فَسَمَّاهُ هِشَامًا، وَسَمَّى حَرْبًا سَلْمًا، وَسَمَّى الْمُضْطَجِعَ الْمُنْبَعِثَ، وَأَرْضًا تُسَمَّى عَفِرَةَ سَمَّاهَا خَضِرَةَ، وَشِعْبَ الضَّلاَلَةِ سَمَّاهُ شِعْبَ الْهُدَى، وَبَنُو الزِّنْيَةِ سَمَّاهُمْ بَنِي الرِّشْدَةِ، وَسَمَّى بَنِي مُغْوِيَةَ بَنِي رِشْدَةَ)) .
وعن أبي وهب الجشمي – رضي الله عنه -،وفيه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (( … وَأَحَبُّ الأَسْمَاءِ إِلَى الله: عَبْدُ الله وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأَصْدَقُهَا حَارِثٌ وَهَمَّامٌ، وَأَقْبَحُهَا حَرْبٌ
ومعاني الأسماء المذكورة آنفاً:
1 – أصرم: إنما كره أصرم لما فيه من معنى الصرم: وهو القطع.
2 – زرعة: جعله زرعة؛ لأنه من الزرع والزرع النبات، وهو ضد القطع .
3 – حزن: الحزونة: ضد السهولة، وهو ما خشن وغلظ من الأرض، ومعنى: ((يمتهن)): يداس .
4 – عتلة: العتلة: الشدة والغلظة، يقال: عتلت الرجل إذا جذبته جذباً عنيفاً، ومنه قيل: رجل عُتلٌّ، وهو الجافي الغليظ.
5 – عزيز: إنما كره العزيز؛ لأن العبد موصوف بالذل والخضوع لله تعالى.
6 – شهاب: وكره شهاباً؛ لأن الشهاب الشعلة؛ ولأنه يرجم به الشيطان.
7 – غراب: وكره غراباً؛ لأن معناه البعد، والغراب من أخبث الطيور، وقد أُبيح قتله في الحلِّ والحرم.
8 – عفرة: العفرة من عفر الأرض، وهو لونها، ورويت عثرة بالثاء،
وهي التي لا نبات فيها، إنما هي صعيد، علاها العثير: وهو الغبار.
9 – بني الزنيّة: يقال فلان لزنية، إذا كان ولد زنا، وفلان لرشدة إذا كان النكاح صحيحاً.
10 – الحُبَاب: الحيَّة، وبه يسمَّى الشيطان حُباباً (1).
11 – حرب: تركه لما فيه من القتل والأذى.
12 – مُرّة: معناها المُرّ، والمُرُّ: كريه بغيض إلى الطباع .
النوع الرابع: أسماء نهى عنها النبي – صلى الله عليه وسلم -:
النوع الرابع: أسماء نهى عنها النبي – صلى الله عليه وسلم -:
عن سمرة بن جندب – رضي الله عنه -، قال: ((نهانا رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: أن نسمِّيَ رقيقنا، بأربعة أسماء: أفلح، ورباح، ويسار، ونافع)) .
وفي رواية عن سمرة عن النبي – صلى الله عليه وسلم -، وفيه: ((وَلاَ تُسَمِّيَنَّ غُلاَمَكَ يَسَارًا، وَلاَ رَبَاحًا، وَلاَ نَجِيحًا، وَلاَ أَفْلَحَ، فَإِنَّكَ تَقُولُ: أَثَمَّ هُوَ فَلاَ يَكُونُ فَيَقُولُ: لاَ))
وعن جابر – رضي الله عنه – قال: ((أَرَادَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – أَنْ يَنْهَى عَنْ أَنْ يُسَمَّى بِيَعْلَى، وَبِبَرَكَةَ، وَبِأَفْلَحَ، وَبِيَسَارٍ، وَبِنَافِعٍ، وَبِنَحْوِ ذَلِكَ، ثُمَّ رَأَيْتُهُ سَكَتَ بَعْدُ عَنْهَا، فَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا، ثُمَّ قُبِضَ رَسُولُ الله – صلى الله عليه وسلم – وَلَمْ يَنْهَ عَنْ ذَلِكَ، ثُمَّ أَرَادَ عُمَرُ أَنْ يَنْهَى عَنْ ذَلِكَ ثُمَّ تَرَكَهُ)) .
ومجموع الأسماء التي جاء النهي عنها في هذه الأحاديث على النحو الآتي:
1 – يسار.
2 – رباح.
3 – نجيح.
4 – أفلح.
5 – يعلى.
6 – بركة.
7 – نافع.
قال الإمام النووي رحمه الله: ((يكره التسمية بهذه الأسماء المذكورة في الحديث وما في معناها، ولا تختصّ الكراهة بها وحدها، وهي كراهة تنزيه لا تحريم، والعلّة في الكراهة ما بيّنه – صلى الله عليه وسلم – في قوله: ((فإنك
تقول: أثمَّ هو؟ فيقول: لا، فَكُرِه لبشاعة الجواب))، وربما أوقع بعض الناس في شيء من الطيرة، وأما قوله: أراد النبي – صلى الله عليه وسلم -: أن ينهى عن هذه الأسماء، فمعناه: أراد أن ينهى عنها نهي تحريم، فلم ينه، وأما النهي الذي هو لكراهة التنزيه فقد نهى عنه في الأحاديث الباقية)) .
النوع الخامس: أسماء محرمة لا يجوز التسمية بها:
* ملك الأملاك؛ لحديث أبي هريرة – رضي الله عنه -، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((إن أَخْنَعَ اسْمٍ عِنْدَ الله رَجُلٌ يُسَمَّى مَلِكَ الأَمْلاكِ)) [لا مَالِكَ إِلا الله – عز وجل -]، قَالَ سُفْيَانُ: مِثْلُ شَاهانْشَاه))، وفي لفظ: ((أَغْيَظُ رَجُلٍ عِنْدَ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَخْبَثُهُ، وَأَغْيَظُهُ عَلَيْهِ رَجُلٌ كَانَ يُسَمَّى مَلِكَ الأَمْلاكِ، لا مَالِكَ إِلا الله)) هذه ألفاظ مسلم، ولفظ البخاري: ((أَخْنَى الأَسْمَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ الله رَجُلٌ تَسَمَّى مَلِكَ الأَمْلاكِ))، وفي لفظ للبخاري: ((أَخْنَعُ اسْمٍ عِنْدَ الله -وَقَالَ سُفْيَانُ غَيْرَ مَرَّةٍ-: أَخْنَعُ الْأَسْمَاءِ عِنْدَ الله رَجُلٌ تَسَمَّى بِمَلِكِ الْأَمْلَاكِ)) .
ومعنى: أخنع: الخانع الذليل، وقال أحمد: أخنع: أوضع .
ومعنى: أخنى: الخنا: الفحش .
قال الإمام النووي رحمه الله: ((واعلم أن التسمي بهذا الاسم حرام، وكذلك التَّسمي بأسماء الله تعالى المختصة به: كالرحمن، والقدوس، والمهيمن، وخالق الخلق، ونحوها … )) .
النوع السادس: الناس يدعون يوم القيامة بأسماء آبائهم.
فينبغي للعبد المسلم أن يختار الأسماء المحبوبة لله تعالى، والتي لا محذور فيها شرعاً، قال البخاري رحمه الله تعالى: ((بَابُ مَا يُدْعَى النَّاسُ بِآبَائِهِمْ))، ثم ذكر حديث ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((إِنَّ الْغَادِرَ يُرْفَعُ لَهُ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُقَالُ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانِ ابنِ فُلَانٍ)).
قال الإمام ابن حزم رحمه الله: ((اتفقوا على استحسان الأسماء المضافة إلى الله: كعبد الله، وعبد الرحمن، وما أشبه ذلك، واتفقوا على تحريم كل اسم مُعبَّدٍ لغير الله، كعبد العزَّى، وعبد هُبَل، وعبد عمرو، وعبد الكعبة، وما أشبه ذلك، حاشا عبد المطلب … ))
((الهدي النبوي في تربية الأولاد في ضوء الكتاب والسنة)) لسعيد بن وهف القحطاني