1495 التعليق على الصحيح المسند
مجموعة عبدالله الديني
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
—‘-‘——–
1495 – قال الإمام أحمد رحمه الله: حدثنا إبراهيم بن إسحاق الطالقاني حدثنا ابن مبارك عن يحيى بن حسان عن رجل من بني كنانة قال صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح فسمعته يقول اللهم لا تخزني يوم القيامة.
قال ابن المبارك يحيى بن حسان من أهل بيت المقدس وكان شيخا كبيرا حسن الفهم.
هذا حديث صحيح.
………………….
قال محققو المسند (29/ 596): إسناده صحيح
وأخرجه الطبراني في “الكبير” (2524) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحماني، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. وزاد: “ولا تخزني يوم البأس”.
وقد جزم ابن عساكر في “ترتيب أسماء الصحابة” ص142 أن اسم الصحابي أبو قِرْصافة.
وأبو قرصافة اسمه جَنْدَرَةُ بنُ خَيْشَنَة، انتهى
أخرجه ابن السني في ” عمل اليوم الليلة ” (1/ 13): قال حدثني أحمد بن عبد الله بن محمد بن أمية الساوي، حدثني أبي، عن أبيه، حدثني عيسى بن موسى البخاري النحوي أبو أحمد، عن الريان بن الجعد الجندي، عن يحيى بن حسان، عن عبادة بن الصامت، رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهذه الدعوات كلما سلم: «اللهم لا تخزني يوم القيامة، ولا تخزني يوم البأس، فإن من تخزه يوم البأس فقد أخزيته»
قال أبو حاتم في العلل (2065): هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ ابْنُ المُبَارَك، عَنْ يحيى بنِ حَسَّانَ الفِلَسْطِينِي، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي كِنَانَة، عَنِ النبيِّ صلى الله عليه سلم، وَلَيْسَ لِعُبَادَةَ مَعْنَى.
قوله: (ولا تخزني) الخزي هو الذل والانكسار. وفي المفردات للاصبهاني (1/ 47): خزى الرجل لحقه انكسار إما من نفسه وإما من غيره.
وهذه كانت دعوة إبراهيم عليه السلام أيضا كما في سورة الشعراء (وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87) يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)) قال ابن كثير رحمه الله: أي: أجرني من الخزي يوم القيامة ويوم يبعث الخلائق أولهم وآخرهم.
وفي صحيح البخاري (1372) من حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال (يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة وغبرة فيقول له إبراهيم ألم أقل لك لا تعصني فيقول أبوه فاليوم لا أعصيك فيقول إبراهيم يا رب إنك وعدتني أن لا تخزيني يوم يبعثون فأي خزي أخزى من أبي الأبعد؟ فيقول الله تعالى إني حرمت الجنة على الكافرين ثم يقال يا إبراهيم ما تحت رجليك؟ فينظر فإذا هو بذيخ متلطخ فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار)
فالذين يلحق بهم الخزي والعار هم الكفار أما المؤمنون فإن الله ينجز لهم ما وعدهم به كما قال تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8)) وأعظم الخزي هو دخول النار كما قال تعالى: (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ (63)) (التوبة)
ومن دعوات أولي الألباب: (رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (192)) (آل عمران)