1490 التعليق على الصحيح المسند
مجموعة رامي ومجموعة فيصل الشامسي وفيصل البلوشي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
————‘————‘
الصحيح المسند
1490 عن رجل من بلهجيم قال: قلت يا رسول الله الام تدعو؟ قال: أدعو إلى الله وحده الذي ان مسك ضر فدعوته كشف عنك والذي ان ضللت بأرض قفر دعوته رد عليك والذي ان إصابتك سنة فدعوته انبت عليك قال: قلت: فاوصني؟ قال: لا تسبن أحدا. ولا تزهدن في المعروف ولو أن تلقى أخاك وأنت منبسط إليه وجهك ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي، واتزر إلى نصف الساق فإن ابيت فإلى الكعبين، وإياك وأسبال الازار فإن اسبال الازار من المخيلة، وإن الله تبارك وتعالى لا يحب المخيلة.
——
سبق في الصحيح المسند عن أبي جري جابر بن سليم رضي الله عنه قال: رأيت رجلا يصدر الناس عن رأيه لا يقول شيئا إلا صدروا عنه قلت من هذا؟ قالوا: رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: عليك السلام يا رسول الله مرتين قال: لا تقل عليك السلام، عليك السلام تحية الموتى قل السلام عليك قال: قلت: أنت رسول الله؟ قال: أنا رسول الله الذي إذا أصابك ضر فدعوته كشفه عنك وإذا أصابك عام سنة فدعوته أنبتها لك وإذا كنت بأرض قفر أو فلاة فضلت راحلتك فدعوته ردها عليك قلت: اعهد لي قال: لا تسبن أحدا قال فما سببت بعده حرا ولا عبدا ولا بعيرا ولا شاة ولا تحقرن من المعروف شيئا وأن تكلم أخاك وأنت منبسط إليه وجهك، إن ذلك من المعروف وارفع إزارك إلى نصف الساق فإن أبيت فإلي الكعبين وإياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة وإن الله لا يحب المخيلة وإن امرؤ شتمك وعيرك بما يعلم فيك فلا تعيره بما تعلم فيه فإنما وبال ذلك عليه رواه أبو داود والترمذي فإسناد صحيح وقال الترمذي: حديث حسن صحيح
وهو الذي ذكره النووي في رياض الصالحين:
وشرحه ابن عثيمين. فمما قال باختصار:
ذكر المؤلف رحمه الله في رياض الصالحين في (كتاب اللباس) عن جابر بن سليم رضي الله عنه أنه قدم المدينة فرأى رجلا يصدر الناس عن رأيه لا يقول شيئا إلا صدورا عنه يعني أنهم يأخذون بما يقول
(قال: عليك السلام) فقدم الخبر
(عليك السلام تحية الموتى) يعني أنهم كانوا في الجاهلية يسلمون على الأموات هكذا كما قال الشاعر
عليك سلام الله قيس بن عامر …
ورحمته ما شاء أن يترحم
فكانوا في الجاهلية إذا سلموا على الأموات يقولون عليك السلام لكن الإسلام نسخ هذا وصار السلام يقال لمن ابتدئ به السلام عليك حتى الموتى كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يخرج إليهم إلى المقبرة يسلم فيقول السلام عليكم دار قوم مؤمنين ولا يقول: عليكم السلام
وفي قوله عليه الصلاة والسلام: (قل السلام عليك) دليل على أن الإنسان إذا سلم على الواحد يقول: السلام عليك وهكذا جاء أيضا في حديث الرجل الذي يسمى المسيء في صلاته أنه جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليك بالإفراد وهذا هو الأفضل وقال بعض العلماء: تقول السلام عليكم، تريد بذلك أن تسلم على الإنسان الذي سلمت عليه ومن معه من الملائكة ولكن الذي وردت به السنة أولى واحسن أن تقول: السلام عليك إلا إذا كانوا جماعة
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم بين له أنه رسول رب العالمين الذي يكشف الضر …
كما قال الله تعالى: (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خلفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللهِ) فبين له أنه أي الرب عز وجل يجلب لعباده الخير وأنه إذا دعاه عبده لم يخب وهكذا كل دعاء تدعو به ربك فإنك لا تخيب لو لم يأتك من هذا إلا أن الدعاء عبادة تؤجر عليه الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة لكفى.
وإذا لم يكن هناك موانع تمنع إجابة الدعاء فإن الله تعالى إما أن يعطيك ما سألت وتراه رأي العين تدعو الله بالشيء فيحصل وإما أن يكشف عنك من الضر ما هو أعظم وإما أن يدخر ذلك لك عنده وإلا فلن يخيب من دعا الله عز وجل أبدا ولكن إياك أن تستبطئ الإجابة فتقول دعوت ودعوت فلم يستجب لي فإن الشيطان قد يلقي في قلبك هذا ويقول: كم دعوت الله من مرة وما جاءك مطلوب؟ ثم يقنطك من رحمة الله والعياذ بالله وهذه من كبائر الذنوب القنوط من رحمة الله من كبائر الذنوب ولا تقنط من رحمة الله ولو تأخرت إجابة الدعاء فأنت لا تدري ما هو الخير؟ ما أمرك الله تعالى بالدعاء إلا وهو يريد أن يستجيب لك كما قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} لكنك تستعجل انتظر وألح على الله بالدعاء فربما أن الله عز وجل يؤخر إجابتك لأجل أن تكثر من الدعاء فتزداد حسناتك وتعرف قدر نفسك وتعرف قدر حاجتك إلى الله عز وجل فهذا خير فإياك أن تستعجل وألح على الله في الدعاء والله سبحانه وتعالى يحب الملحين في الدعاء المبالغين فيه لأن الإنسان يدعو من إليه المنتهى عز وجل من بيده ملكوت كل شيء وسواء كان ذلك في صلاتك أو في خلواتك ادع الله بما شئت حتى وأنت تصلي ادع الله بما شئت لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أما السجود فأكثروا فيه من الدعاء)
وقال حين ذكر التشهد (ثم ليتخير من الدعاء ما شاء). فليس للإنسان أحد سوى الله فليلجأ إليه في كل دقيقة وجليل؛ لأن السؤال عبادة والتجاء إلى الله عز وجل وإنابة إليه وارتباط به سبحانه وتعالى يكون قلبك دائما مع الله سبحانه وتعالى فأكثر من الدعاء.
قلت سيف: وافرد البخاري كتابا في صحيحه بعنوان كتاب الدعوات وما ذاك إلا لاهميته واستفتحه بقوله تعالى (أ دعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) يدل ذلك أن الدعاء عبادة بل هو من أعظم العبادات وأورد ابن حجر حديث (الدعاء هو العبادة) وأحاديث أخرى. وكذلك أورد حديث عبادة (ما على الأرض مسلم يدعو بدعوة إلا آتاه الله إياها أو صرف عنه من السوء مثلها) أخرجه الترمذي وفي حديث أبي هريرة عند أحمد (اما ان يجعلها له وإما أن يدخرها له) وحديث (يستجاب لأحدكم ما لم يقل دعوت فلم يستجب لي) أخرجه البخاري ومسلم
قال ابن حجر اشتمل كتاب الدعوات على مائة وخمسة وأربعين حديثا ثم فصل المعلقات والموصولات.
واشتمل على 67 بابا.
تتمة شرح ابن عثيمين:
ثم إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمر جابر بن سليم ألا يحقرن من المعروف شيئا كل معروف افعله سواء كان قولا أو فعلا أو جاها أو أي شيء لا تحقر شيئا من المعروف فإن المعروف من الإحسان والله سبحانه وتعالى يحب المحسنين فلو ساعدت إنسانا على تحميل متاعه في السيارة (ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته) وما ظنك إذا كان الله في حاجتك قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة
ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم لجابر بن سليم: وأن تكلم أخاك وأنت منبسط إليه وجهك إن ذلك من المعروف لما قال: لا تحقرن من المعروف شيئا بين أن من المعروف أن تلقي أخاك بوجه طلق لا معبس ولا مكفهر بل يكون منبسطا وذلك لأن هذا يدخل السرور على أخيك وكل أدخل السرور على أخيك فإنه معروف وإحسان والله يحب المحسنين وهذا لا شك أنه خير إلا أنه في بعض الأحيان لا تلقه بوجه منبسط تعزيرا له لأجل أن يرتدع ويتأدب ولكل مقام مقال
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يرفع إزاره إلي نصف الساق فإن أبي فإلى الكعبين وهذا يدل على أن رفع الإزار إلى نصف الساق أفضل ولكن لا حرج أن ينزل إلى الكعبين وذلك لأن هذا من باب الرخصة وليس بلازم أن يرفع الإنسان إزاره إلي نصف الساق أو يرى أن ذلك حتم عليه وأن الذي لا يرفع قد خالف السنة لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: فإن أبيت إلى الكعبين ولم يقل فإن أبيت فعليك كذا وكذا من الوعيد
فلا ينبغي للإنسان أن يشدد على نفسه أو على الناس بحيث يرى أنه لزام عليه أن يجعل سرواله أو ثوابه أو (مشلحه) إلى نصف الساق فالأمر في هذا واسع هو سنة
ثم حذر النبي صلى الله عليه وسلم جابر بن سليم من المخيلة يعني أن يختال في مشيته أو ثوبه أو عمامته أو (مشلحه) أو كلامه أو أي شيء يفعله خيلاء فإن الله لا يحب ذلك {إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} فالإنسان ينبغي له أن يكون متواضعا دائما في لباسه ومشيته وهيئته وكل أحواله لأن من تواضع لله رفعه الله
ثم إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: وإن امرؤ شتمك وعيرك بما يعلم فيك فلا تعيره بما تعلم فإنما وبال ذلك عليه وذلك أن الإنسان ينبغي له أن يعفو ويصفح ولا يجعل كل كلمة يسمعها مقياسا له في الحكم على الناس تغاض. فربما حصل بالشتائم العداوة والبغضاء {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَمًا} {خُذِ الْعَفْوَ وَامُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} {خذ العفو} يعني ما عفى وسهل من أخلاق الناس ولا ترد من الناس أن يكونوا على أكمل حال بالنسبة لك الناس ليسوا على هواك لكن خذ منهم ما عفى وما سهل وما صعب فلا تطلبه ولهذا قال: {وَامُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} الجاهل إذا سابك أو شتمك أو ما أشبه ذلك فأعرض عنه فإن هذا هو الخير وهو المصلحة والمنفعة.
*شرح رياض الصالحين*
*ابن عثيمين* رحمه الله
(2017) / (7) / (26)، (6): (27) م – ابواسامه البلوشي صحار: ??سلسلة الموحدين??
????الحلقة الخامسة:
??الشرك الأصغر نوعان:
1??النوع الأول: شرك أصغر في الأعمال: كالرياء في العمل: وهو أن يعمل العمل لله لكنه يحسنه ويزنه ليمتدحه الناس. والرقى الشركية والتمائم الشركية.
2??النوع الثاني: شرك أصغر في الأقوال: كالاستسقاء بالأنواء والنجوم: بأن يجعلها سببا في نزول المطر ولايعتقد تأثيرها بذاتها. والحلف بغير الله. والتشريك بين الله وخلقه بالواو.
للتذكير
??الضوابط التي تميز الشرك الأصغر عن الأكبر??
1??الضابط الأول: صريح النص من النبي صلى الله عليه وسلم، كقوله ” إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر”
2??الضابط الثاني: أن يأتي نكرة ” إن الرقى والتمائم والتولة شرك ”
3??الضابط الثالث: ما يفهمه الصحابه من النص أنه شرك أصغر، فهم أعلم الناس بنصوص الكتاب والسنة.