1488 التعليق على الصحيح المسند
مجموعة عبدالحميد ومجموعة فيصل الشامسي وفيصل البلوشي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
—————-
الصحيح المسند
1488 عن رجل من الأنصار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الخيل ثلاثة: فرس يربطه الرجل في سبيل الله عزوجل، فثمنه أجر، وركوبه أجر، وعاريته أجر، وعلفه أجر، وفرس يغالق عليه الرجل ويراهن، فثمنه وزر، وعلفه وزر، وفرس للبطنة، فعسى أن يكون سدادا من الفقر إن شاء الله تعالى.
————-
الحديث ورد بمعناه من حديث أبي هريرة كما في صحيح الترغيب و الترهيب وعزاه للصحيحين:
الحديث: 1242 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قيل يا رسول الله فالخيل قال الخيل ثلاثة هي لرجل وزر وهي لرجل ستر وهي لرجل أجر فأما الذي هي له وزر فرجل ربطها رياء وفخرا ونواء لاهل الإسلام فهي له وزر وأما التي هي له ستر فرجل ربطها في سبيل الله ثم لم ينس حق الله في ظهورها ولا رقابها فهي له ستر وأما التي هي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله تعالى لاهل الإسلام في مرج أو روضة فما أكلت من ذلك المرج أو الروضة من شيء إلا كتب الله له عدد ما أكلت حسنات وكتب له عدد أرواثها وأبوالها حسنات ولا تقطع طولها فاستنت شرفا أو شرفين إلا كتب الله له عدد آثارها وأرواثها حسنات ولا مر بها صاحبها على نهر فشربت منه ولا يريد أن يسقيها إلا كتب الله تعالى له عدد ما شربت حسنات رواه البخاري ومسلم واللفظ له.
وهو قطعة من حديث تقدم بتمامه في منع الزكاة و رواه ابن خزيمة في صحيحه إلا أنه قال فأما الذي هي له أجر فالذي يتخذها في سبيل الله ويعدها له لا تغيب في بطونها شيئا إلا كتب له بها أجر ولو عرض مرجا أو مرجين فرعاها صاحبها فيه كتب له بما غيبت في بطونها أجر ولو استنت شرفا أو شرفين كتب له بكل خطوة خطاها أجر ولو عرض نهرا فسقاها به كانت له بكل قطرة غيبت في بطونها منه أجر حتى ذكر الأجر في أرواثها وأبوالها
وأما التي هي له ستر فالذي يتخذها تعففا وتجملا وتسترا ولا يحبس حق ظهورها وبطونها في يسرها وعسرها وأما الذي عليه وزر فالذي يتخذها أشرا وبطرا وبذخا عليهم الحديث وهو صحيح
و رواه البيهقي مختصرا بنحو لفظ ابن خزيمة ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة والخيل ثلاثة خيل أجر وخيل وزر وخيل ستر فأما خيل ستر فمن اتخذها تعففا وتكرما وتجملا ولم ينس حق ظهورها وبطونها في عسره ويسره وأما خيل الأجر فمن ارتبطها في سبيل الله فإنها لا تغيب في بطونها شيئا إلا كان له أجر حتى ذكر أرواثها وأبوالها ولا تعدو في واد شوطا أو شوطين إلا كان في ميزانه وأما خيل الوزر فمن ارتبطها تبذخا على الناس فإنها لا تغيب في بطونها شيئا إلا كان وزرا حتى ذكر أرواثها وأبوالها ولا تعدو في واد شوطا أو شوطين إلا كان عليه وزر. وهو صحيح. انتهى من صحيح الترغيب.
فقد بين هذا الحديث المقصود بالثلاثة، فمن ربط خيله للجهاد كانت هي وجميع آثارها وأعمالها حتى لعبها وروثها حسنات له وأجراً، ومن ربطها للتعفف والتزين بها ولم يعص الله فيها كانت له ستراً، ومن ربطها للرياء ومناوأة المسلمين فهي وزر عليه.
شرح الكلمات:
** (ونواء على أهل الإسلام) أي مناوأة ومعاداة (ربطها في سبيل الله) أي أعدها للجهاد وأصله من الرباط (في مرج وروضة)
قال ابن الأثير المرج هو الأرض الواسعة ذات نبات كثير يمرج فيه الدواب أي تسرح والروضة أخص من المرعى (ولا تقطع طولها) أي حبلها الطويل الذي شد أحد طرفيه في يد الفرس والآخر في وتد أو غيره لتدور فيه وترعى من جوانبها ولا تذهب لوجهها قال النووي ويقال طيلها بالياء وكذا جاء في الموطأ (فاستنت شرفا أو شرفين) معنى استنت جرت وعدت والشرف هو العالي من الأرض وقيل المراد هنا طلقا أو طلقين وقال ابن الأثير الشرف هو الشوط.
(الخيل معقود في نواصيها الخير) يعني أن الخير ملازم بها كأنه معقود فيها (أشرا وبطرا وبذخا) قال أهل اللغة الأشر هو المرح واللجاج وأما البطر فالطغيان عند الحق وأما البذخ فهو بمعنى الأشر والبطر وقال الراغب الأشر شدة البطر والبطر دهش يعتري الإنسان من سوء احتمال النعمة وقلة القيام بحقها وصرفها إلى غير وجهها وقال ابن الأثير البذخ هو الفخر والتطاول]
تنبيه: ورد حديث فيه ضعف يبين بعض الآثام للخيول وهي المراهنة.
ففي رواية في مصنف أبي شيبة:-
(33494) – حدثنا وكيع قال: ثنا المسعودي، عن مزاحم بن زفر التيمي، عن رجل، عن خباب قال: ” الخيل ثلاثة: فرس لله، وفرس لك، وفرس للشيطان، فأما الفرس الذي لله فالفرس الذي يغزى عليه، وأما الفرس الذي لك فالفرس الذي يستبطنه الرجل وأما الفرس الذي للشيطان فما قومر عليه وروهن ”
والقمار محرم لكن الحديث ضعيف.
فائدة: على المسلم أن يخاف من السيئات ويرجو عظيم الثواب من الأعمال ولو كانت يسيرة
فمن الخوف:
قصة المرأة التي أدخلت النار في هرة
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يتبيَّن فيها يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه)،
قال ابن باز: يعني ما يتثبت فيها،
فالواجب الحذر، وأن يحفظ الإنسان لسانه فلا يتكلم بما لا ينبغي، فقد يتكلم بكلمة خبيثة يزلُّ بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب يكتب الله له بها سخطه، كأن يدعو إلى فاحشة، أو يسب الله أو يسب رسوله ويسب الدين فيقع في منكر عظيم وردة عظيمة، نسأل الله العافية. فالواجب أن يحذر شر لسانه ولا يتكلم إلا بالخير، كما قال صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت)، وقد يتكلم يمزح ولا يتبين ولا يتثبت فيقع في شر عظيم، كأن يقول: فلان بخيل، هذه غيبة، فلان أحمق، غيبة، هو يمزح هذه إثمها عظيم، وأشر من هذا وأعظم أن يدعو إلى فاحشة يدعو إلى الزنا يدعو إلى المعاصي أو يسب الله أو يسب الرسول أو يسب الدين فيقع في الردة، نعوذ بالله. انتهى
وأما عدم زهد المؤمن في أي عمل صالح ـ وإن ظنّه صغيراً ـ فلأنه لا يدري ما العمل الذي يدخله الجنة؟! قال صلى الله عليه وسلم ـ فيما رواه مسلم من حديث أبي ذر رضي الله عنه ـ: “لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق”.
ولما سأل أبو برزة رضي الله عنه نبينا صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله! علمني شيئا أنتفع به! قال: “اعزل الأذى عن طريق المسلمين”.
وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مر رجل بغصن شجرة على ظهر طريق فقال: والله لأنحين هذا عن المسلمين لا يؤذيهم، فأدخل الجنة”.
وفي صحيح مسلم في باب فضل ساقي البهائم 5998 – عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «بَيْنَمَا كَلْبٌ يُطِيفُ بِرَكِيَّةٍ قَدْ كَادَ يَقْتُلُهُ الْعَطَشُ إِذْ رَأَتْهُ بَغِىٌّ مِنْ بَغَايَا بَنِى إِسْرَائِيلَ فَنَزَعَتْ مُوقَهَا فَاسْتَقَتْ لَهُ بِهِ فَسَقَتْهُ إِيَّاهُ فَغُفِرَ لَهَا بِهِ».
– ورد في هذا الحديث قاعدة قرآنية:
فلما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم
أقسام الخيل وأنها ثلاثة، وفصّل ذلك بتفصيل طويل، ثم سئل صلى الله عليه وسلم عن الحمر ـ وهي جمع حمار ـ فقال: “ما أنزل علي في الحمر شيء إلا هذه الآية الفاذة الجامعة {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره} ”
(2017) / (7) / (24)، (8): (26) ص – سيف بن دورة الكعبي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال (الألباني): والصواب الذي تدل عليه الأحاديث ما ذكره النووي واختاره من استحباب الانتظار إذا لم يفحش التأخير ولا ينافي ما سبق قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تصلوا صلاة في يوم مرتين). لأنه إنما أراد به أن يصليهما كلتيهما على وجه الفرض كما قال ابن عبد البر. أو يكون من العام المخصوص بهذه الأحاديث وأمثالها ويأتي بعضها في محالها. وهذا أولى عندي مما قاله ابن عبد البر لأنه يلزم منه جواز إعادة كل صلاة صلاها مع الجماعة أن يصليها مرة أخرى منفردا متنفلا بها وما أعتقد أن عالما يعتقد ذلك. ” الثمر المستطاب ” (1/ 86)
لم أفهم وجه اعتراض الألباني على ابن عبدالبر
(2017) / (7) / (25)، (10): (04) ص – سيف بن دورة الكعبي: وجه الاعتراض
ان ابن عبد البر يقول يعيد الصلوات مع الامام من صلاها لوحده