: 1484 التعليق على الصحيح المسند
مجموعة إبراهيم البلوشي وطارق أبي تيسير
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
———————–
الصحيح المسند
1484 عن عبدالله بن محمد بن الحنفية قال: انطلقت أنا وأبي إلى صهر لنا من الأنصار نعوده، فحضرت الصلاة، فقال لبعض أهله: يا جارية ائتوني بوضوء؛ لعلي أصلي فأستريح. قال: فأنكرنا ذلك عليه، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قم يا بلال؛ فأرحنا بالصلاة.
…………………………………..
الحديث صححه الألباني كما في صحيح سَنَن ابي داود
قال باحث بعد أن ذكر تخريج الحديث:
” (سُئِل الدارقطني عَن حَدِيثِ مُحَمدِ بنِ الحَنَفِيَّةِ، عَن عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم، أَنَّهُ قال:” يا بِلاَلُ أَرِحنا بِالصَّلاَةِ”).
فَقال: هُو حَدِيثٌ يُروَى عَن سالِمِ بنِ أَبِي الجَعدِ، واختُلِف عَنهُ؛ فَقِيل: …..
وَرَواهُ عَمرو بن مُرَّة، وأَبُو حَمزَة الثُّمالِيُّ ثابِتُ بن أَبِي صَفِيَّة، عَن سالِمِ بنِ أَبِي الجَعدِ، عَن رَجُلٍ مِن خُزاعَة، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم.
لَم يَذكُر عَلِيًّا، ولا ابن الحَنَفِيَّةِ.
ثُمَّ قال: “وَقَولُ عَمرِو بنِ مُرَّة أَصَحُّ.” [العلل، للدارقطني: (2/ 74)، المسألة: 461].
وبعد هذا العرض المختصر، نرى أن الطريق
الأولى، فيه انقطاع بعد سالم بن أبي الجعد، فقط أسقط الواسطة بينه وبين الرجل المبهم (الصحابي)، وهو من مجموع الروايات: عبد الله بن محمد بن الحنفية، فالحديث بهذا الإسناد منقطع، فهو ضعيف.
أما الطريق الثانية، فمنها طريقان:
الأولى: طريق عثمان بن المغيرة، وهي طريق
صحيحة متصلة، رجال إسنادها ثقات
الثانية: طريق ثابت بن أبي صفية، وعنه أبو نعيم، وعنه علي بن عبد العزيز، وثابت بن أبي صفية، ضعيف كما تقدم، فالرواية بهذا الإسناد
ضعيفة
أما الطريق الثالثة فمدارها عمرو بن مرة، وهو
لم يسمع من الصحابة، كما تقدم تقريره، فالطريق منقطعة بين عمرو، والرجل المبهم، وعليه يكون الإسناد ضعيفا.
أما الحكم على الحديث بجملته، فهو صحيح
فإن الرواية من طريق عثمان بن المغيرة، لا
انقطاع فيها، ورواتها ثقات.
فخلاصة الحكم: أنَّ الحديثَ صحيح. انتهى
قلت سيف: ذكر الدارقطني في الخلاف طريق عثمان بن المغيرة ورجح طريق عمرو بن مرة.
لكن يدل على انها راحة عموم قوله تعالى: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) وغيرها من النصوص.
بل هي ملجأ المؤمن في الشدائد … فإبراهيم عليه السلام لما ذهبت زوجه للملك الظالم قام يصلي.
……………………………
قال العباد في شرح سَنَن ابي داود:
قوله: [فأستريح)] محمول على أنه يستريح بها، وأنه يبادر إلى أداء الواجب، لا أن المقصود بذلك أنه يتخلص منها …
[إلى صهر لنا].
صهرهم هو رجل من الأنصار صحابي.
قال الطحاوي في شرح مشكل الآثار:
884 باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله لبلال في الصلاة أرحنا بها يا بلال
5549 – حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِي عَلَى صِهْرٍ لَنَا مِنَ الْأَنْصَارِ، فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَقَالَ: يَا جَارِيَتِي , ائْتِنِي بِوَضُوءٍ لِعَلِّي أَتَوَضَّأُ فَأَسْتَرِيحَ، فَرَأَىنَا أَنْكَرْنَا ذَلِكَ، أَوْ فَكَأَنَّهُ رَأَىنَا أَنْكَرْنَا ذَلِكَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” قُمْ يَا بِلَالُ فَأَرِحْنَا بِالصَّلَاةِ ” [ص:168] فَأَنْكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ مُنْكِرٌ، وَقَالَ: كَيْفَ تَقْبَلُونَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْرَهُ بِأَنْ يُرَاحَ مِنَ الصَّلَاةِ؟، فَكَانَ جَوَابَنَا لَهُ فِي ذَلِكَ: أَنَّهُ لَيْسَ فِي الْحَدِيثِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ أَنْ يُرَاحَ مِنَ الصَّلَاةِ، وَلَوْ كَانَ الْحَدِيثُ كَذَلِكَ، لَأَنْكَرْنَاهُ كَمَا أَنْكَرَهُ، وَلَكِنَّ الَّذِي فِي الْحَدِيثِ إِنَّمَا هُوَ أَمْرُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَالًا أَنْ يُرِيحَهُ بِالصَّلَاةِ مِنْ غَيْرِهَا إِذْ كَانَتِ الصَّلَاةُ هِيَ قُرَّةَ عَيْنِهِ، فَأَمَرَ أَنْ يُرَاحَ بِهَا مِمَّا سِوَاهَا مِمَّا لَيْسَ مَنْزِلَتُهُ كَمَنْزِلَتِهَا، وَهَذَا كَلَامٌ صَحِيحٌ مَعْقُولٌ، وَاللهُ أَعْلَمُ بِمُرَادِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ، مَا هُوَ مِمَّا يُشْبِهُ مَا كَانَ
عَلَيْهِ فِي أُمُورِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَفِي أَدَاءِ فَرَائِضِهِ، وَفِي التَّمَسُّكِ بِهَا، وَفِي غَلَبَتِهَا عَلَى قَلْبِهِ، وَفِي أَنْ لَا شَيْءَ عِنْدَهُ مِثْلُهَا، وَبِاللهِ التَّوْفِيقُ
@@@@@@@@@@@@@@@@
قال ابن باز في فتاوى نور على الدرب 8/ 33)
ما هي أسباب فقدان اللذة في العبادة؟ وكيف علاجها عمليا؟ جزاكم الله خيرا؟
ج: لا شك أن العبادة لله عز وجل، لها لذة عظيمة في قلب المؤمن والمؤمنة، يقول النبي الكريم عليه الصلاة والسلام: «وجعلت قرة عيني في الصلاة» ويقول لبلال رضي الله عنه: «فأرحنا بالصلاة» يعني أقمها حتى نستريح فيها، فالصلاة هي أعظم العبادات بعد الشهادتين، راحة للقلوب، وقرة عين ونعيم للروح، لمن أقبل عليها وحضر فيها بقلبه، وخشع فيها لله، واستحضر أنها عمود الإسلام، وأنها مناجاة للرب عز وجل ووقوف بين يديه، فبذلك يرتاح فيها، وتقر عينه، ويجد لذة لها في نفسه، في قيامه وقراءته وركوعه وسجوده، وسائر ما شرع الله فيها فنصيحتي لكل مؤمن وكل مؤمنة: الإقبال على العبادة من صلاة وغيرها، وإحضار القلب فيها، والشعور بأنه يفعلها لله وحده، يرجو ثوابه
@@@@@@@@@
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في الوابل الصيب:
(( … الصلاة إنما تُكفِّر سيئات من أدَّى حقها، وأكمل خشوعها، ووقف بين يدي الله تعالى بقلبه وقالبه، فهذا إذا انصرف منها وجد خِفّةً من نفسه، وأحسَّ بأثقال قد وضعت عنه، فوجد نشاطاً، وراحة، وروحاً، حتى يتمنَّى أنه لم يكن خرج منها؛ لأنها قُرَّة عينه، ونعيم روحه، وجنة قلبه، ومستراحه في الدنيا، فلا يزال كأنه في سجن وضيق حتى يدخل فيها، فيستريح بها، لا منها، فالمحبون يقولون: نُصلِّي فنستريح بصلاتنا، كما قال إمامهم، وقدوتهم، ونبيهم – صلى الله عليه وسلم -: ((يَا بِلالُ أَرِحْنَا بِالصَّلاةِ))، ولم يقل: أرحنا منها، وقال – صلى الله عليه وسلم -: ((جُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ)) (الصحيحة 3291)، فمن جُعلت قرة عينه في الصلاة، كيف تقرّ عينه بدونها، وكيف يطيق الصبر عنها؟))
=====
وهذه جملة من الأحاديث الصحيحة فى فضل الصلاة:
* [(1)] عن ثوبان – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ” استقيموا ولن تحصوا , واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ” (الصحيحة: 115)
[(2)] عن أبي الدرداء – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ” ما عمل ابن آدم شيئا أفضل من الصلاة , وصلاح ذات البين , وخلق حسن ” (الصحيحة: 1448)
? [3] عن ربيعة بن كعب الأسلمي – رضي الله عنه – قال: (كنت أخدم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأقوم له في حوائجه نهاري أجمع , حتى يصلي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – العشاء الآخرة , فأجلس ببابه إذا دخل بيته , أقول: لعلها أن تحدث لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – حاجة) (حسنه الألباني في الإرواء تحت حديث: 457) (فآتيه بوضوئه وحاجته) ((م) 226) (قال: فما أزال أسمعه – صلى الله عليه وسلم – يقول: سبحان الله , سبحان الله , سبحان الله وبحمده , حتى أمل فأرجع , أو تغلبني عيني فأرقد , فقال لي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يوما لما يرى من خفتي له وخدمتي إياه: ” سلني يا ربيعة أعطك “) (حم / 16629) (فقلت: يا رسول الله أنظرني أنظر في أمري) (حم) 16628 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده حسن) (ثم أعلمك بذلك) (حم / 16629) (قال: ” فانظر في أمرك “) (حم) 16628) (قال: ففكرت في نفسي , فعرفت أن الدنيا منقطعة زائلة , وأن لي فيها رزقا سيكفيني ويأتيني , فقلت: أسأل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لآخرتي , فإنه من الله – عز وجل – بالمنزل الذي هو به , فجئته , فقال: ” ما فعلت يا ربيعة؟ ” , فقلت: نعم يا رسول الله , أسألك) (حم / 16629) (مرافقتك في الجنة , قال: ” أو غير ذلك؟ ” , فقلت: هو ذاك) (م) 226) (فقال: ” من أمرك بهذا يا ربيعة؟ ” , فقلت: لا والله الذي بعثك بالحق ما أمرني به أحد , ولكنك لما قلت لي: ” سلني أعطك ” , وكنت من الله بالمنزل الذي أنت به , نظرت في أمري , وعرفت أن الدنيا منقطعة وزائلة , وأن لي فيها رزقا سيأتيني , فقلت: أسأل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لآخرتي , ” فصمت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – طويلا , ثم قال لي: إني فاعل , فأعني على نفسك بكثرة السجود “) (انظر الصحيحة: 2102)
[4] عن أبي فاطمة الليثي – رضي الله عنه – قال: قال لي رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ” يا أبا فاطمة , إن أردت أن تلقاني , فأكثر السجود ” (صحيح الترغيب والترهيب: 389)
[5] عن عبيد بن خالد السلمي – رضي الله عنه – قال: (آخى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بين رجلين , فقتل أحدهما , ومات الآخر بعده بجمعة , فصلينا عليه , فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ” ما قلتم؟ ” , فقلنا: دعونا له وقلنا: اللهم اغفر له) ((د) 2524) (اللهم ارحمه , اللهم ألحقه بصاحبه, فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ” فأين صلاته بعد صلاته؟) (س) 1985) (وأين صومه بعد صومه؟) (حم) 17950) (وأين عمله بعد عمله؟ , فلما بينهما كما بين السماء والأرض “) (د) 2524)
? [6] عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ” حبب إلي من الدنيا: النساء , والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة ” (صحيح الجامع: 3124 , المشكاة: 5261)